تعرف على أعراض نقص مخزون الحديد النفسية

أعراض نقص مخزون الحديد النفسية

أعراض نقص مخزون الحديد النفسية

في بعض الأحيان، قد لا يؤدي انخفاض مستويات الحديد في الجسم إلى ظهور علامات مبكرة. ومع ذلك، مع استمرار تفاقم النقص، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، وهذا بدوره يسبب ظهور مجموعة من الأعراض، والتي يمكن أن تؤثر سلباً على الحالة النفسية والجهاز العصبي.

1. شهوة الغرائب (البيكا)

عند الإصابة بنقص الحديد، قد يواجه الأشخاص بعض الآثار النفسية المميزة، منها سلوك ملحوظ يتمثل في الرغبة الشديدة لتناول أشياء لا تعتبر غذاء، كالتراب والطين والنشا وحتى الثلج.

هذا السلوك، المعروف باسم شهوة الغرائب، يمكن أن يكون استجابة الجسم لتحفيز الفرد على تعويض النقص، خاصة في الظروف التي يصعب فيها الحصول على أغذية غنية بالحديد كأوقات المجاعة. بينما تزداد احتمالية ظهور هذه الرغبات العجيبة بشكل خاص عندما يكون نقص الحديد في مستوياته الحرجة.

2. تدني الرغبة في ممارسة النشاطات اليومية

عندما يعاني الجسم من نقص في الحديد، يتأثر مستوى الطاقة لدى الشخص، مما يشعره بالإرهاق الدائم بالرغم من الحصول على راحة كافية. هذا الشعور بالتعب يمكن أن يؤدي إلى ضعف الرغبة في القيام بالأنشطة اليومية، ويظهر الشخص بمظهر الخمول والكسل.

ننسك بالحديد يؤثر على قدرة الدم على نقل الأكسجين اللازم للأنسجة الحيوية في الجسم، مثل العضلات، مما يجعلها تفتقر للأكسجين الكافي لأداء وظائفها بكفاءة. هذا النقص في الأكسجين يسبب الشعور بالتعب الشديد، الذي قد يكون من أولى الإشارات التي تدل على وجود نقص في الحديد.

3. اكتئاب وأمراض نفسية أخرى

عندما يقل مستوى الحديد في الجسم، قد يعاني الشخص من فقر الدم، وهذا بدوره قد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب أو يساهم في ظهور أو تفاقم اضطرابات عصبية ونفسية مثل القلق واضطراب ثنائي القطب. الحديد ضروري للعديد من وظائف الدماغ، بما في ذلك تصنيع النواقل العصبية التي تساعد في تنظيم المزاج والسلوك. نقصان الحديد يمكن أن يؤثر سلبًا على هذه العمليات، مما يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية وعصبية.

4. متلازمة تململ الساقين

عند حدوث نقص في معدن الحديد بالجسم، قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض متلازمة تململ الساقين، وهي حالة يشعر فيها المصاب بحاجة ماسة لتحريك ساقيه خصوصًا عند الجلوس أو الاسترخاء. يعاني المريض من ألم وتقلصات تجبره على تحريك ساقيه بشكل مستمر، خاصة خلال الليل، الأمر الذي يؤثر سلبًا على نوعية النوم.

إذا لم يتم علاج متلازمة تململ الساقين بشكل فعال، قد تؤدي إلى تفاقم بعض الاضطرابات النفسية والعصبية مثل: الشعور بالقلق والتوتر المستمر، صعوبات في النوم تصل إلى الأرق، بالإضافة إلى مشكلات متعلقة بالذاكرة.

تأثير نقص الحديد على النفسية

عند انخفاض معدل الحديد في الجسم، فإن وصول هذا المعدن الضروري إلى الدماغ يقل، نتيجة لتقييد الحاجز الدموي الدماغي. هذا النقص يعيق وظائف الدماغ والجهاز العصبي بما في ذلك نقل الإشارات العصبية وتشكل المايلين، الغلاف الواقي للأعصاب، مما يؤثر سلباً في قدرة الدماغ على الوظيفة والحصول على الطاقة.

أما أنيميا نقص الحديد، فهي تعيق أيضاً إنتاج الجسم للنواقل العصبية، حيث يحتاج تخليق الدوبامين، ما يعرف بـ”هرمون السعادة”، إلى الحديد والأمينو أسيد التيروسين. نقص الحديد يمكن أن يؤدي إلى خفض مستويات الدوبامين، ما قد يؤثر مباشرة على الحالة المزاجية للفرد، مما يسبب الاكتئاب والقلق.

ما هو نقص الحديد

الحديد يُعدُّ عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي للإنسان، فهو يلعب دورًا رئيسيًا في نقل الأكسجين داخل الجسم من خلال مكونات الدم الأساسية وخصوصًا الهيموغلوبين.

بالإضافة إلى ذلك، يُساهم الحديد في التحفيز الوظيفي لعضلات الجسم، مما يمكنها من حفظ واستهلاك الأكسجين، كما يعمل على تصنيع بعض الإنزيمات والبروتينات المهمة.

يجب على الجسم الحصول على كميات محددة من الحديد لضمان أداء هذه الوظائف بكفاءة. عند عدم توفر القدر الكافي من الحديد يمكن أن يشعر الشخص بالتعب والإرهاق، وقد يؤدي نقصه المستمر إلى الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.

من ناحية أخرى، الزيادة في تناول الحديد أكثر من الحاجة قد تكون لها تبعات سلبية، مثل تسمم الحديد. هناك أيضًا بعض الحالات الوراثية مثل مرض ترسب الأصبغة الدموية، الذي يؤدي إلى تراكم الحديد بطريقة غير طبيعية داخل الجسم.

مراحل نقص الحديد

يخزن الجسم الكميات الزائدة من الحديد في الكبد ويحتفظ بها للاستخدام في الأوقات التي تقل فيها مستويات الحديد بالدم. تطور حالة نقص الحديد داخل الجسم يمر بثلاث مراحل رئيسية:

أولًا، مرحلة استنفاد مخزون الحديد: في هذه المرحلة الأولية، يظل مستوى الهيموغلوبين في الدم ضمن المعدلات الطبيعية رغم قلة الحديد المخزن في الجسم. خلال هذه المرحلة، لا تتضح أي علامات لنقص الحديد على الفرد.

ثانيًا، مرحلة نقص الحديد: تتميز هذه المرحلة بانخفاض مستويات الحديد المخزن والحديد في الدم، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الهيموغلوبين. في هذه المرحلة تبدأ الأعراض الخاصة بنقص الحديد في الظهور على الشخص.

ثالثًا، مرحلة فقر الدم: تشهد هذه المرحلة انخفاضًا كبيرًا في مستويات الهيموغلوبين التي تصبح غير كافية لنقل الأكسجين إلى الخلايا، مما يؤدي إلى ظهور أعراض فقر الدم كالشحوب الشديد، الدوخة، والإرهاق، إضافة إلى تأثيرات أخرى قد تؤثر على النمو الذهني للأطفال.

علاج نقص الحديد

علاج نقص الحديد

عند مواجهة أعراض تدل على نقص الحديد، من الضروري استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب. الطرق العلاجية تتضمن عدة خطوات مفيدة لرفع مستوى الحديد في الجسم:

أولاً، يُنصح بزيادة استهلاك الأغذية التي تحتوي على حديد بنسب عالية. هذه الأغذية تشمل اللحوم الحمراء، الدواجن، الخضار ذات الأوراق الخضراء الغامقة كالسبانخ واللفت، بالإضافة إلى الفواكه المجففة كالزبيب والمشمش، الخضروات البقولية مثل البازلاء والفاصوليا، الأطعمة البحرية، وأيضاً الأطعمة المدعمة بالحديد مثل بعض أنواع البذور والمكسرات.

ثانيًا، تعزيز امتصاص الحديد في الجسم يمكن أن يتحقق من خلال تناول فيتامين سي بالتوازي مع مصادر الحديد. فيتامين سي يساعد في رفع كفاءة الجسم لاستيعاب الحديد.

ثالثًا، من المهم تجنب الأطعمة التي تعيق امتصاص الحديد عند تناولها مع مصادر الحديد، وتشمل هذه الأطعمة الشاي والقهوة والمنتجات التي تحتوي على كالسيوم مثل منتجات الألبان والحبوب الكاملة.

رابعًا، قد يصف الطبيب مكملات الحديد تبعًا للحاجة، ومن الأفضل تناولها مع عصير البرتقال لمساعدة الجسم على امتصاص الحديد بشكل أفضل. الجدير بالذكر أن مكملات الحديد قد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل تهيج المعدة، الإسهال، الإمساك، الغثيان، أو تغير لون البراز إلى الأسود.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *