التصاقات الرحم

التصاقات الرحم

عندما تتعرض بطانة الرحم للإصابة أو العمليات الجراحية، قد تنشأ أنسجة ندبية تُعرف بالالتصاقات، التي تنمو داخل تجويف الرحم وتربط بين جدرانه بشكل غير طبيعي. هذه الالتصاقات تعيق الوظيفة الطبيعية للرحم وتؤدي إلى مشاكل متنوعة، قد تكون خفيفة أو شديدة بناءً على مدى واتساع التأثير.

في الحالات الأشد، يمكن أن يحدث التحام كامل بين الجدار الأمامي والخلفي للرحم، مما يؤدي إلى انسداده الكلي أو الجزئي، بينما في الحالات الأقل شدة، قد تظهر الالتصاقات في أماكن محدودة ومتفرقة داخل الرحم.

رغم أن تكوين هذه الأنسجة الندبية هو جزء من إجراءات الشفاء الطبيعية في الجسم، إلا أن وجودها داخل الرحم يُعد مشكلة، إذ يمكنها أن تسبب التصاق أعضاء أخرى كالأمعاء بالرحم أو قناة فالوب بالمبيض، مما يعيق حركتها الطبيعية ويسبب الألم نظرًا لعدم المرونة كما في الأنسجة العادية.

تختلف هذه الالتصاقات في حجمها وسمكها من كونها خفيفة ورفيعة وقابلة للتمدد إلى كونها عصابات سميكة ومتشابكة، وبالتالي تختلف احتياجاتها للعلاج بناءً على شدتها وتأثيرها على وظائف الرحم.

أعراض التصاقات الرحم

الالتصاقات داخل الرحم تعد مجموعة من الأنسجة الليفية التي تنمو داخل جوف الرحم، وغالباً ما تتطور كرد فعل لإجراء جراحي سابق. تختلف هذه الالتصاقات في شدتها من خيوط رقيقة إلى انسداد يشمل كامل تجويف الرحم. على الرغم من أن هذه الأنسجة قد لا تظهر أعراضاً واضحة في بعض الحالات، إلا أنها قد تتسبب في مشاكل متعددة تشمل:

-صعوبات مرتبطة بالحمل حيث قد تواجه المرأة مشكلات في الحمل أو الاحتفاظ به.
-نقص التروية الدموية للرحم قد يؤدي إلى دورات حيضية ضعيفة أو حتى توقف الطمث بشكل كلي.
-ألم قد يحدث نتيجة تجمع الدم أثناء فترات الإباضة أو الطمث.

ونظراً لتأثير هذه الالتصاقات على جودة النسيج الرحمي، قد تحدث مضاعفات سلبية مثل الإجهاض المتكرر أو العقم، بالإضافة إلى مشكلات خلال الولادة.

أسباب التصاقات الرحم

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور التصاقات داخل الرحم، ومن بينها التدخلات الجراحية كعمليات توسيع وكشط جدار الرحم. هذه العمليات قد تشمل إجراءات لإزالة الأنسجة بعد حالات الإجهاض أو لأغراض تشخيصية أخرى. كذلك، الجراحات التي تجرى لإزالة الأورام الليفية، أو لتصحيح تشوهات في بنية الرحم قد تسهم في استفحال هذه المضاعفات.

من العوامل الأخرى التي تسبب التصاقات الرحم، العلاجات المتعلقة بتركيب وسائل منع الحمل داخل الرحم مثل اللولب، حيث يمكن أن تتسبب هذه الأجهزة في تحفيز تكون التصاقات إذا تم التعامل معها بشكل غير صحيح أو في وجود عوامل استعداد أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون العمليات القيصرية مصدرًا للنسيج الندبي الذي يؤدي بدوره إلى التصاق الطبقات داخل الرحم. أما الالتهابات المزمنة، كالتهاب بطانة الرحم، خاصة تلك الناتجة عن العدوى بالسل أو التهابات أخرى، فهي أيضًا تعتبر من الأسباب المؤدية لهذا التأثير.

ندرك أيضا أهمية الأسباب العلاجية مثل استخدام العلاج الإشعاعي في منطقة الحوض الذي قد يترك آثارًا تسبب التصاق أجزاء من الرحم. وبهذه الطرق المتعددة، يمكن أن تتشكل التصاقات الرحم وتسبب مضاعفات تؤثر على صحة المرأة الإنجابية.

هل التصاقات الرحم تمنع الحمل؟

في حال تعرض الرحم لتكون التصاقات بكميات كبيرة، قد تواجه المرأة صعوبات في الحمل، وذلك لعدة أسباب:

1. التصاقات الرحم قد تعيق عملية انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم. عادة، تسير البويضة المخصبة نحو الرحم لتلتصق ببطانته وتبدأ في التطور إلى جنين، لكن وجود التصاقات يمكن أن يمنع هذه العملية من الحدوث بنجاح.

2. التصاقات قد تؤدي إلى إغلاق قنوات فالوب، مما يمنع اللقاء بين الحيوان المنوي والبويضة، وبالتالي يحول دون حدوث الحمل.

3. في الحالات التي يتم فيها الحمل على الرغم من وجود التصاقات، قد تزيد هذه الحالة من احتمال حدوث إجهاضات متكررة.

4. أحيانًا يتم الحمل بشكل طبيعي دون مضاعفات تُذكر، لكن تظل هناك احتمالية لظهور مشاكل أخرى مثل انزياح المشيمة.

مع ذلك، من المهم معرفة أن هذه المشكلات عادةً ما تحدث فقط إذا كانت التصاقات الرحم شديدة. في الحالات الأقل شدة، لا يُتوقع أن تتأثر الخصوبة أو القدرة على الحمل.

كيف أعرف أنّ لدي التصاقات في الرحم؟ وما علاجها؟

قد تجهل العديد من النساء وجود التصاقات داخل الرحم لأنها قد لا تظهر أعراضاً واضحة في كل الأوقات. عندما تواجه المرأة تأخيراً في الحمل، يلجأ الطبيب إلى استخدام أدوات التصوير الطبي كالألتراساوند للكشف عن تلك التصاقات.

التدخل الجراحي يعد الخيار الأمثل لمعالجة التصاقات الرحم، حيث يتم استئصال النسيج الندبي من خلال تقنية التنظير. خلال هذه العملية، يقوم الطبيب بإدخال منظار عبر المهبل وعنق الرحم للوصول إلى الرحم، ويتم إزالة التصاقات بدقة.

لمنع تكرار تشكل التصاقات، قد يتم وضع أنبوب صغير داخل الرحم. كما يصف الطبيب المضادات الحيوية لتفادي حدوث أي التهابات ناتجة عن الأنبوب ويوصي بتناول الهرمونات مثل الإستروجين لتسريع شفاء الرحم.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *