الفرق بين الكركم والهرد
الكركم والهرد هما نوعان من التوابل التي تُستخدم في الطهي ولها فوائد صحية متعددة، لكن هناك فرق بينهما يجب معرفته. الكركم، المعروف علميًا باسم “الكركم الطويل”، هو جذمور نباتي يستخدم بشكل شائع في المطبخ الهندي والآسيوي. يتميز بلونه الأصفر الزاهي ونكهته المميزة التي تضيف طعمًا فريدًا للأطباق. كما أن الكركم يحتوي على مركب الكركمين، الذي يُعتبر مضادًا قويًا للالتهابات وله فوائد صحية عديدة، بما في ذلك تحسين صحة الجهاز الهضمي وتعزيز المناعة.
من ناحية أخرى، الهرد هو مصطلح يُستخدم في بعض المناطق للإشارة إلى الكركم، ولكن يمكن أن يُشير أيضًا إلى أنواع أخرى من التوابل المماثلة. في بعض الثقافات، يُستخدم الهرد للإشارة إلى الكركم بشكل خاص، بينما في ثقافات أخرى يمكن أن يُشير إلى توابل أخرى مثل الزنجبيل أو الزعفران. لذا، من الضروري التأكد من السياق المحلي عند استخدام هذا المصطلح.
باختصار، بينما يمكن أن يكون الهرد والكركم متشابهين أو حتى نفس الشيء في بعض السياقات، إلا أن الكركم هو المصطلح الأكثر شيوعًا والمعترف به علميًا والذي يُستخدم للإشارة إلى التوابل ذات الفوائد الصحية المعروفة.
الفرق بين الكركم والكركمين
1. الكركم
تُحصد جذور نبات الكركم لونجا، التي تُعتبر الجزء الأساسي للنبات، وبعد تجفيفها تُطحن لتصبح مسحوقًا بلون أصفر مائل للبرتقالي. هذا المسحوق المعروف باسم الكركم يُستخدم بشكل رئيسي في تتبيل الكاري وأطباق آسيوية متعددة. نتيجة لهذه العملية يُعرف أيضًا باسم مسحوق جذور الكركم أو مستخلص الكركم لونجا.
2. الكركمين
تحتوي التوابل المعروفة بالكركم على مركب يُسمى الكركمين، الذي يشكل حوالي 3.14% من مكوناته. يُعزى اللون الأصفر اللافت لهذه التوابل إلى هذه المادة.
للكركمين تاريخ طويل في الاستخدام ضمن الطب التقليدي الهندي، حيث كان يُستعمل لعدة آلاف من السنين نظرًا لخصائصه المفيدة في مقاومة الأكسدة وكذلك لقدرته على محاربة الالتهابات. هذه المزايا تجعله عنصرًا قيمًا في علاج والوقاية من مختلف الحالات الصحية.
فوائد الكركم
الكركم ومركب الكركمين المستخلص منه يتمتعان بفوائد صحية متعددة بفضل خصائصهما الطبية. يساهمان في التخفيف من التهابات الجسم مما يجعلهما مفيدين في مواجهة مشكلات صحية مختلفة:
1. في حالة هشاشة العظام، يساعد الكركم في التقليل من الالتهابات، مما يؤدي لتخفيف الألم وتحسين حالة المفاصل.
2. يلعب الكركم دوراً في مواجهة السمنة بتنظيم الدهون داخل الجسم وكبح جماح الالتهابات المرتبطة بزيادة الوزن.
3. أما بالنسبة لأمراض القلب، فإن استهلاك الكركم يساهم في خفض مستويات الكوليسترول السيئ والدهون الثلاثية، مما يقلل من المخاطر المحتملة لهذه الأمراض.
4. يفيد الكركم والكركمين في تحسين قدرة الجسم على التعامل مع السكر، مما يعود بالنفع على المصابين بمرض السكري من خلال تعزيز استقلاب السكر.
5. للكركم والكركمين دور في حماية الكبد وتعزيز صحته بتقليل الأضرار التي يمكن أن يتعرض لها الكبد بسبب الإجهاد التأكسدي.
6. كما يشتمل الكركم على خصائص مضادة للفطريات، حيث يساعد في تحطيم أغشية الخلايا الفطرية وتعزيز فعالية العلاجات الفطرية الأخرى.
7. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الكركم كمضاد قوي للجراثيم، مما يمكّنه من مواجهة البكتيريا المرضية والحد من انتشارها.
بهذه الخصائص، يبرز الكركم والكركمين كمكونات طبيعية تساهم في دعم وتحسين الصحة العامة.
أيهما يمتصه الجسم بشكل أفضل؟
لدى استخدام الكركم والكركمين، من الضروري معرفة كيفية زيادة امتصاصهما في الجسم. الكركم، الذي يأتي من جذور قد تحتوي على زيوت طبيعية، يحتاج إلى دهون ليتم امتصاصه بفعالية أكبر.
عندما نضيف القليل من الزيت إلى الكركم خلال الطهي، يساعد ذلك الجسم على امتصاص مركباته بشكل أفضل. كذلك، مشروب لاتيه الكركم، الذي يحظى بشعبية متزايدة، يستفيد من الدهون الموجودة في الحليب لتحسين امتصاص الكركم في الجسم.
أما الكركمين، في أحيان كثيرة يتم تقديمه في صورة مكملات تحتوي على الأحماض الدهنية كزيت السمك أو زيت الكريل لتعزيز امتصاصه.
لكن، إضافة الفلفل الأسود إلى الكركم تظهر فعالية أكبر في تعزيز الامتصاص بفضل مادة البيبيرين الموجودة فيه، التي تعمل على التقليل من تحلل مركبات الكركم في الجهاز الهضمي، مما يمكنها من البقاء لفترة أطول داخل الجسم وبالتالي تعزز من فوائدها.
محاذير استخدام الكركم
هناك بعض الحالات الصحية التي قد تستدعي تجنب الكركم أو استشارة الطبيع قبل استهلاكه، وهي:
1. أشخاص يعانون من مشكلات في المرارة: الإفراط في استخدام الكركم قد يزيد من حدة هذه المشكلات، خصوصاً لمن يعانون من حصى في المرارة أو انسدادات في القنوات الصفراوية.
2. أشخاص يمتلكون تاريخاً في اضطرابات النزيف: يميل الكركم إلى إبطاء عملية تخثر الدم، مما قد يرفع خطر النزيف وظهور الكدمات لدى هؤلاء الأفراد.
3. المصابون بمرض السكري: الكركمين الموجود في الكركم قد يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم، لذا يجب الحذر عند استخدامه من قبل مرضى السكري لتجنب انخفاض السكر بشكل حاد.
4. الأشخاص المصابون بارتجاع المريء: قد يتسبب الكركم في تفاقم أعراض حرقة المعدة أو ارتجاع المريء بالرغم من فوائده الصحية الأخرى.
التداخلات الدوائية للكركم
الكركم، وهو مكون شائع في المطبخ ومعروف بقيمته الصحية، قد يؤثر على فاعلية بعض الأدوية عند تناوله معها. أبرز هذه التأثيرات ملاحظة مع الأدوية المعدة لتعديل تجلط الدم. الكركمين، العنصر النشط في الكركم، يمكن أن يزيد من خطر النزيف والكدمات عند المشاركة مع أدوية كالأسبرين، ديكلوفيناك، إيبوبروفين وغيرها، حيث يعزز من بطء الدم في التجلط.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي الانتباه عند تناول الكركم مع أدوية خفض سكر الدم، حيث قد يتداخل مع طريقة عملها. كما يجدر بالمرء أن يفكر في التأثير المحتمل للكركم على فعالية العلاجات الهرمونية وأدوية علاج العقم التي قد تفيد في تحسين الخصوبة.
أخيراً، لا يقتصر تأثير الكركم على هذه الأدوية فحسب، بل يشمل أيضاً مكملات الحديد المستخدمة في علاج حالات فقر الدم، حيث يمكن أن يغير من امتصاص الجسم للحديد. يُنصح دائماً بمراجعة الطبيب قبل دمج الكركم في النظام الغذا؈ي إذا كان الشخص يتناول أي من هذه الأدوية.
جرعات الكركم الموصى بها
يحتوي الكركم على مركب يسمى الكركمين، والذي يمثل حوالي 3% من وزن الكركم. تعتمد الكمية المناسبة من الكركمين للاستخدام على الحالة الصحية التي يرغب المرء في علاجها أو الاستفادة التي يبتغيها.
على سبيل المثال، لعلاج التهاب الأنف التحسسي، المعروف أيضاً بحمى القش، يُنصح باستخدام 500 ملليغرام من الكركمين يومياً لمدة شهرين. أما بالنسبة لمرضى الكبد، فيُستخدم 500 ملغ من منتج يحتوي على 70 ملليغرام من الكركمين يومياً لمدة ثمانية أسابيع. بالنسبة لمن يعانون من الحكة، يُوصى باستهلاك 1.5 غرام من الكركم موزعة على ثلاث جرعات يومية لمدة ثمانية أسابيع.