تجربتي مع البروبيوتيك
تحدثت سيدة في منتصف العمر عن تجربتها مع البروبيوتيك بعد أن كانت تعاني من مشاكل مزمنة في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والإمساك. بعد استشارة طبيبها، بدأت في تناول مكملات البروبيوتيك بشكل منتظم ولاحظت تحسناً كبيراً في حالتها. لم تعد تعاني من الانتفاخ المزعج، وأصبحت حركة الأمعاء أكثر انتظاماً.
في تجربة أخرى، رجل في الأربعينيات من عمره كان يعاني من التهابات متكررة في الجهاز التنفسي، قرر تجربة البروبيوتيك بناءً على نصيحة صديق له.
بعد عدة أشهر من الاستخدام المنتظم، لاحظ أن معدل الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي قد انخفض بشكل ملحوظ. لم تكن هذه التجربة مجرد صدفة، بل أظهرت الدراسات العلمية أن البروبيوتيك يمكن أن يعزز مناعة الجسم ويقلل من التهابات الجهاز التنفسي.
تجربة أخرى تتعلق بشابة كانت تعاني من مشاكل جلدية مزمنة مثل حب الشباب. بعد استشارة أخصائي الجلدية، قررت تجربة البروبيوتيك كجزء من نظامها العلاجي.
بعد عدة أشهر، لاحظت تحسناً كبيراً في بشرتها، حيث أصبحت أكثر نضارة وأقل عرضة للبثور والتهيجات. هذه التجربة تدعم الأبحاث التي تشير إلى أن صحة الأمعاء ترتبط بشكل كبير بصحة الجلد.
من المهم الإشارة إلى أن تجارب الأشخاص مع البروبيوتيك تختلف من شخص لآخر، وهذا يعتمد على نوع البروبيوتيك المستخدم والحالة الصحية للفرد.
لذلك، يُفضل دائماً استشارة مختص في الرعاية الصحية قبل البدء في استخدام أي نوع من مكملات البروبيوتيك. بشكل عام، توفر البروبيوتيك فوائد متعددة تشمل تحسين الهضم، تعزيز المناعة، وحتى تحسين الصحة النفسية، مما يجعلها إضافة قيمة لأي نظام صحي متوازن.
فوائد البروبيوتيك
البروبيوتيك تعزز الصحة بطرق متعددة، إذ تساعد في تحسين عمل الجهاز الهضمي، وتعمل على تقوية الجهاز المناعي، وقد تسهم أيضًا في تقليل التوتر وتحسين المزاج.
علاج الإسهال والوقاية منه
تساعد البروبيوتيك على تخفيض مخاطر الإصابة بالإسهال المرتبط عادة بتناول المضادات الحيوية. تؤثر هذه المضادات على التوازن البكتيري في الجسم، إذ تقوم بالقضاء على البكتيريا المفيدة جنباً إلى جنب مع تلك الضارة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإسهال.
استخدام البروبيوتيك بالتزامن مع المضادات الحيوية يمكن أن يدعم ويحافظ على النسبة الصحية للبكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يسهم في تقليل احتمالية الإصابة بالإسهال أو لتلطيف حدته إذا ما حدث.
تقليل أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي
البروبيوتيك تعزز صحة الجهاز الهضمي بكفاءة، إذ تقوم بتحصين الجسم ضد مختلف المشاكل الهضمية مثل الإمساك والإسهال وتجمع الغازات وشعور الانتفاخ.
هذه البكتيريا المفيدة تلعب دوراً هاماً في مواجهة اضطرابات أكثر تعقيداً كمتلازمة القولون العصبي والالتهابات التي تصيب الأمعاء، بما في ذلك مرض كرون. كما أظهرت الدراسات أن استخدام البروبيوتيك قد يخفض احتمالات الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية والقولون الناخر بمقدار النصف.
تعزيز مناعة الجسم
تلعب البروبيوتيك دوراً هاماً في دعم وتقوية نظام المناعة البشري، إذ تحفز هذه البكتيريا النافعة جهاز المناعة على إنتاج الأجسام المضادة وتنشيط الخلايا الدفاعية مثل الخلايا اللمفاوية التائية، ما يساهم في وقاية الجسم من الإصابة بالعدوى.
إنقاص الوزن وتقليل دهون البطن
البروبيوتيك تلعب دوراً هاماً في دعم عملية فقدان الوزن بطرق متعددة. فهي تقيد امتصاص الدهون في الجهاز الهضمي وتفضل إخراجها مع الفضلات بدلاً من تخزينها. هذه الآلية تسهم في تقليل كمية الدهون التي يحتفظ بها الجسم.
إضافة إلى ذلك، تعمل البروبيوتيك على زيادة الإحساس بالامتلاء مما يقلل الرغبة في التناول المستمر للطعام، كما تعزز من معدلات حرق السعرات الحرارية وتقلل من تخزين الدهون، مما يساعد بشكل فعال في خفض الوزن.
هناك أيضاً أنواع محددة من البروبيوتيك تظهر فعالية مرتفعة في تقليل الوزن، مثل بروبيوتيك لاكتوباكيللوس جاسيري، الذي أظهر قدرته على تقليص دهون البطن بنسب تصل إلى 8.5%.
متى يبدأ مفعول البروبيوتيك؟
عادة ما تظهر تأثيرات البروبيوتيك بين أسبوع إلى أسبوعين من بدء استخدام المكملات أو تناول الأغذية التي تحتوي عليها. من المهم معرفة أن هذه الفوائد ليست دائمة، إذ تستمر فقط طوال فترة استهلاك البروبيوتيك، وقد تزول هذه الفوائد بمجرد التوقف عن تناولها.
أعراض نقص البروبيوتيك
قبل استخدام مكملات البروبيوتيك، بحثت عن علامات قلة هذه البكتيريا النافعة في الجسم لتحديد ما إذا كانت ستحقق فائدة، وتوصلت إلى أن أبرز العلامات تتمثل في:
– صعوبات في عملية الهضم.
– الشعور بألم بالمعدة عقب الأكل.
– ارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ في الدم.
– كثرة واستمرار تكون غازات في البطن.
– انتفاخ ملحوظ بالبطن.
– تكرار حدوث الإسهال أو الإمساك.
أنواع البروبيوتيك
تتعدد أنواع البكتيريا النافعة المعروفة بالبروبيوتيك، وتختلف كل نوعية في الفوائد التي تقدمها للجسم. سأشرح لكم الخصائص الصحية لكل نوع من هذه البكتيريا بناءً على المعلومات التي اكتسبتها.
1- اكتوباكيللوس
اللاكتوباسيلوس هي واحدة من أكثر سلالات البروبيوتيك شيوعًا وفعالية. يمكن العثور عليها بكثرة في الزبادي وأصناف مختلفة من الأطعمة المخمرة. هذا النوع من البروبيوتيك يقدم فوائد صحية رائعة، بما في ذلك تخفيف أعراض الإسهال وتحسين القدرة على هضم اللاكتوز لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في هضمه.
2- Bifidobacterium
تعتبر البروبيوتيك المستخلصة من منتجات الألبان فعالة في علاج أعراض متلازمة القولون العصبي، حيث تساهم في تخفيف الانزعاج والمضايقات الناتجة عن هذه الحالة.
3- Saccharomyces boulardii
تحتوي البروبيوتيك على خمائر تعزز صحة الجهاز الهضمي. تسهم هذه الخمائر في معالجة الإسهال وتخفيف أعراض عسر الهضم والآلام المرتبطة به.
أغذية تحتوي على بروبيوتيك
1- مخلل الملفوف
تتميز الأطعمة المخمرة بمذاقها الحامض الخفيف والمحبب. اكتشفت بنفسي أهمية تناول المخللات بحالتها الطبيعية دون طهي، لكن يبدو أن العديد من المخللات المتوفرة في المتاجر لا تتبع هذا المعيار. هذا ما دفعني لفحص قوائم المكونات في المخللات بدقة قبل شرائها.
2- المخللات
في الأسواق، تتعدد أنواع المخللات ولا تتشابه جميعها في الجودة أو الطعم. من المهم التفريق بين المخللات التي تم تخميرها بشكل طبيعي وتلك التي خضعت لعمليات أخرى.
في ظل هذا التنوع، يمكن اختيار شراء المخللات النيئة جاهزة أو القيام بعملية التخمير بنفسك. شخصياً، قررت أن أعتمد على مهاراتي في الطهي لتخمير المخللات في المنزل لضمان جودتها ونكهتها المميزة.
3- فول الصويا “ميسو
يُعتبر فول الصويا مصدرًا غنيًا بالبروبيوتيك الذي يُساهم في علاج الاضطرابات الهضمية، ويُسهل العثور عليه في مختلف الأسواق. يُقدم هذا الفول بأشكال متنوعة، أبرزها:
– النوع الأبيض، الذي يُصنع من مزيج الأرز وفول الصويا.
– النوع الأحمر الميسو، المُصنع من الفول فقط.
– النوع الأصفر، الذي يضم فول الصويا والشعير في تكوينه.
إحدى الطرق المميزة لاستخدام الميسو تكون بإضافته إلى الشوربات والأطباق المطبوخة، مع الحرص على إضافته قبل نهاية الطهي مباشرة، لتجنب فقدان فوائد البروبيوتيك بفعل الحرارة.
4- كومبوتشا
الكومبوتشا هي عبارة عن مشروب معتمد على الشاي الأسود أو الأخضر المخمر والذي يحلى ويعلب بطريقة خاصة، وهو متوفر في معظم المتاجر.
هذا المشروب يندرج تحت فئة المشروبات المخمرة، ويُعرف بفوائده الصحية، خصوصاً للجهاز الهضمي، نظرًا لاحتوائه على البروبيوتيك. مع ذلك، من المهم توخي الحذر عند شراء هذا المشروب للتأكد من أنه لا يحتوي على نسب عالية من الكحول.
5- الكفير
يُعتبر الكفير مشروبًا فعالًا لتعزيز صحة الجهاز الهضمي، إذ يزخر ببكتيريا مفيدة مثل البكتيريا المشقوقة والعصيات اللبنية، ويُصنع عادةً من حليب الماعز أو الأغنام أو البقر أو الإبل.
يمتاز هذا المشروب بأنه يحتوي على مستويات أقل من اللاكتوز مقارنةً بالحليب العادي، ويتميز أيضًا بوجود إنزيمات اللاكتاز النشطة التي تساعد في تسهيل هضم اللاكتوز، مما يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في تحمل اللاكتوز.
اضرار البروبيوتيك
تناول كميات كبيرة من البروبيوتيك قد يؤدي إلى مجموعة من المخاطر والمضاعفات الصحية. يمكن للإفراط في استهلاك كبسولات البروبيوتيك أن يزيد من فرص الإصابة بالعدوى لدى الكبار والصغار على حد سواء. كما قد يتسبب هذا في ظهور حالات الحساسية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص من مشاكل هضمية مثل الغازات، الانتفاخ والإسهال، وتظهر هذه الأعراض عادة خلال الأيام الأولى من البدء في استخدام البروبيوتيك وغالبًا ما تزول بمرور الوقت.
أيضًا، هناك خطر حدوث تمزقات في الأمعاء والتهابات في الأغشية المخاطية. ولا يمكن إغفال أن الإفراط في استخدام البروبيوتيك قد يؤدي إلى ضعف في الجهاز المناعي.