تجربتي مع البوليميا

تجربتي مع البوليميا

أود أن أشارك تجربتي مع البوليميا، وهو اضطراب الأكل الذي يتميز بنوبات الأكل الشره ومن ثم سلوكيات التطهير كالتقيؤ الذاتي أو الإفراط في ممارسة الرياضة. تجربتي مع هذا المرض كانت محفوفة بالتحديات والصعوبات، لكنها في النهاية قادتني إلى مسار الشفاء والتعافي.

في البداية، كنت أعاني من نوبات الأكل الشره دون أن أدرك أنني أعاني من مشكلة حقيقية، كنت أرى ذلك كنوع من الضعف الشخصي وعدم القدرة على السيطرة على رغباتي. مع مرور الوقت، بدأت هذه النوبات تأخذ طابعاً مدمراً ليس فقط لصحتي الجسدية بل لصحتي النفسية أيضاً.

لم يكن الطريق إلى الشفاء سهلاً، فقد تطلب الأمر الكثير من الدعم من الأسرة والأصدقاء والمهنيين في مجال الصحة النفسية. كان عليّ أن أتعلم كيف أتعامل مع مشاعري بطرق صحية بدلاً من اللجوء إلى الطعام كوسيلة للتعبير عنها.

تعلمت أيضاً أهمية تقبل الذات والرحمة بالنفس، وأن أدرك أن الكمال غير موجود وأن الجمال يكمن في التنوع والفردية.

من خلال رحلتي، اكتشفت أن البوليميا ليست مجرد مشكلة تتعلق بالطعام، بل هي عرض لمشكلات أعمق تتعلق بالصورة الذاتية والثقة بالنفس والتعامل مع المشاعر. العلاج النفسي لعب دوراً محورياً في تعافيي، حيث ساعدني على استكشاف الأسباب الجذرية لاضطرابي وتطوير استراتيجيات صحية للتعامل مع التوتر والقلق.

أود أن أشدد على أهمية البحث عن المساعدة المهنية لمن يعاني من البوليميا أو أي اضطراب آخر في الأكل. الشفاء ممكن، ولكنه يتطلب الشجاعة للاعتراف بالمشكلة والإرادة للسير في طريق التعافي.

تجربتي علمتني أن القوة ليست في الكمال، بل في القدرة على الوقوف مجدداً بعد السقوط والسعي نحو حياة أكثر صحة وسعادة.

ما هو مرض البوليميا؟

البوليميا هي حالة صحية خطيرة تندرج تحت فئة اضطرابات الأكل. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من نوبات متكررة تتميز بتناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير، يعقبها سلوكيات متعمدة للتخلص من الطعام ومنع زيادة الوزن. يشمل ذلك إجبار النفس على التقيؤ، استخدام الأدوية الملينة والمدرات للبول، الإفراط في ممارسة الرياضة، أو اتباع ممارسات الصوم الشديد.

المعاناة من البوليميا تتطلب التعامل مع قلق دائم حيال الوزن ومظهر الجسم، حيث يصعب على المصابين تقبل شكلهم الخارجي أو الرضا عنه، مما يؤدي إلى مفاهيم مشوهة عن حجم وصورة الجسم.

أعراض مرض البوليميا

من الممكن أن يعاني مرضى البوليميا من عدة علامات وأعراض، مثل تناول كميات كبيرة من الطعام في فترات قصيرة، يتبعها سلوكيات لتفادي زيادة الوزن مثل التقيؤ القسري أو استخدام المليّنات. قد يشعرون بالذنب أو الخجل بعد تناول الطعام. كما يمكن أن يلاحظ تقلبات في الوزن ومشاكل في الأسنان والحلق نتيجة السلوكيات المتكررة المرتبطة بالتقيؤ.

الأعراض السلوكية

قد تظهر عند الأشخاص المصابين بالبوليميا، من النساء والرجال على حد سواء، مجموعة من السلوكيات التي تشمل تناول كميات ضخمة من الطعام خلال وقت قصير، غالباً في غضون ساعتين أو أقل. ويأتي ذلك مع شعور بعدم القدرة على السيطرة أو الامتناع عن الأكل خلال هذه الفترة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يلجأ المصابون إلى تصرفات تهدف إلى التحكم في الوزن، مثل تعمد التقيؤ، استخدام الملينات والمدرات بطريقة غير صحية، تبني أنظمة غذائية صارمة أو الإفراط في ممارسة الرياضة القاسية كالجري لمسافات طويلة أو رفع الأثقال.

يميل المصابون أيضاً إلى جمع الطعام أو إخفائه لتناوله في الخفاء، ويكثرون من فحص أوزانهم بشكل متكرر. يتسم سلوكهم بالانشغال الشديد بموضوعات تتعلق بالطعام والوزن، ويركزون كثيراً على أجزاء معينة من الجسم كالأرداف والبطن، مع تقييم دائم للذات يعتمد بشكل أساسي على الوزن والمظهر الخارجي. يعانون من مشاعر الاشمئزاز تجاه أجسامهم ويحملون نظرة سلبية تجاه شكلهم الخارجي، حتى لو كان المظهر طبيعياً بالنسبة للآخرين.

غالبًا ما يفضل هؤلاء الأشخاص الذهاب إلى الحمام مباشرة بعد الطعام ويتجنبون تناول الوجبات أمام الآخرين للتخفي من المراقبة.

أعراض نفسية وعاطفية

يمكن أن يجد الأشخاص المصابون بالبوليميا أنفسهم يخوضون تحديات نفسية عديدة، ومن الممكن ملاحظة العلامات التالية:

الخوف المستمر من زيادة الوزن أو الوصول لمرحلة السمنة.

إظهار تصميم قوي على تحقيق إعجاب ورضا الآخرين.

تجارب متكررة من الكآبة.

الانسحاب والتقوقع بعيداً عن المجالات الاجتماعية.

وجود نزاعات عميقة تتعلق بالهوية الجنسية والرغبات المتعلقة بها.

مواجهة أوقات صعبة في التعبير الواضح عن المشاعر.

اعتقاد داخلي بقلة القيمة الشخصية، الذي غالبًا ما يكون مرتبطًا بالوزن أو الشكل الخارجي.

تقلبات مزاجية حادة، مثل تجارب القلق أو التوتر الشديد.

مشاعر مثقلة بالذنب أو الخجل، يُمكن أن تدفع الشخص للتصرف بشكل سري.

تفكير مستمر وملحوظ بشأن الطعام.

علامات وأعراض جسمانية

الأشخاص الذين يعانون من البوليميا قد يواجهون العديد من الأعراض التي تؤثر على صحتهم بشكل كبير، ومن هذه الأعراض:

– تذبذب ملحوظ في الوزن، مع وجود فروق واضحة في المؤشرات الجسدية.
– تراكم السوائل في الجسم مما يؤدي إلى ظهور الانتفاخ.
– صعوبة في الإخراج والشعور بالإمساك المزمن.
– التهاب وتورم الغدد اللعابية الواقعة بالقرب من الفك والرقبة.
– خلل في دقات القلب بسبب الاختلال في مستويات الكهارل داخل الجسم.
– تحدث الجروح والشقوق في مناطق مثل المريء والأمعاء نتيجة للشدة البدنية الناتجة عن القيء المتكرر.
– نضوب الطاقة والإحساس المستمر بالإعياء والتعب.
– غدد اللمفاوية قد تصاب بالانتفاخ.
– التهاب مستمر بالحلق بسبب الإرهاق الجسدي المتكرر.
– الارتجاع الحمضي يؤثر سلباً على المريء والحلق.
– يؤدي الجفاف الشديد إلى مشاكل خطيرة بالكلى.
– تكرار التشنجات العضلية.
– ضعف وهشاشة العظام قد ينجم عنه سهولة في كسرها.
– معالم الوجه قد تتأثر نتيجة لسوء التغذية والأذى البدني.
– الجلد والشعر قد يصبحان جافين بشكل ملحوظ.
– الأسنان قد تتعرض للتصبغ ومشاكل أخرى بسبب الأحماض التي تؤثر عليها نتيجة القيء.
– قد تحدث اضطرابات في الدورة الشهرية.

تجسد هذه الأعراض التأثير الجسدي الواسع الذي يمكن أن ينتج عن البوليميا، مما يستوجب التدخل الطبي المبكر لتجنب المضاعفات الخطيرة.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *