تجربتي مع التهاب بصيلات الشعر
في البداية، لم أكن أعرف ما الذي يحدث لشعري وفروة رأسي. كانت الأعراض تتمثل في احمرار وحكة وأحيانًا ظهور قشور صغيرة على فروة الرأس. بعد زيارة الطبيب، تبين أنني أعاني من التهاب بصيلات الشعر، وهي حالة جلدية تؤثر على بصيلات الشعر وتسبب لها الالتهاب.
أوضح الطبيب أن هناك عدة عوامل يمكن أن تسبب هذا الالتهاب، بما في ذلك العدوى البكتيرية أو الفطرية، الإجهاد، التغيرات الهرمونية، غسل الشعر بشكل غير مناسب، أو حتى ارتداء قبعات ضيقة لفترات طويلة.
كجزء من علاجي، وصف لي الطبيب مجموعة من الإجراءات والأدوية. كان من بينها شامبو طبي خاص للتخفيف من الالتهاب والحكة، بالإضافة إلى مضادات حيوية في حالة وجود عدوى بكتيرية. كما نصحني بتغيير بعض العادات اليومية مثل استخدام فرشاة شعر ناعمة وتجنب استخدام مجفف الشعر بشكل مفرط.
بعد أسابيع من العلاج المتواصل واتباع التعليمات بدقة، بدأت ألاحظ تحسنًا ملحوظًا في حالة فروة رأسي وشعري. الحكة والاحمرار قد تلاشيا، وبدأ الشعر يبدو بصحة أفضل.
من خلال تجربتي، أود أن أنصح الجميع بعدم تجاهل أي أعراض غير طبيعية تظهر على فروة الرأس أو الشعر. الاستشارة الطبية المبكرة ضرورية لتشخيص الحالة بشكل صحيح والبدء في العلاج المناسب. كما أن اتباع نظام غذائي متوازن والحفاظ على نظافة فروة الرأس يمكن أن يساعد في تجنب مثل هذه المشاكل.
في الختام، التهاب بصيلات الشعر ليس بالمشكلة البسيطة، ولكن بالعلاج المناسب والعناية الصحيحة، يمكن التغلب عليها والحفاظ على صحة الشعر وجماله.
أسباب التهاب بصيلات الشعر
تتسبب البكتيريا، خصوصاً بكتيريا العنقودية الذهبية والزائفة الزنجارية، في التهاب بصيلات الشعر. تنتشر هذه العدوى عبر مخالطة الأشخاص الحاملين للعدوى أو استعمال أغراضهم الشخصية كالمناشف أو الصابون أو من خلال استخدام الأماكن العامة كالحمامات أو المسابح الملوثة.
يمكن أن تؤثر العدوى البكتيرية على الأطفال والبالغين، وهناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بها، مثل انسداد بصيلات الشعر نتيجة عدم الاستحمام بعد التمارين الرياضية أو بسبب استخدام مستحضرات التجميل الزيتية، وإذا تم خدش الجلد مما يتيح فرصة للبكتيريا للتغلغل إلى الطبقات الأعمق.
وكذلك استخدام الأدوية مثل الستيرويدات أو أدوية حب الشباب لفترات طويلة، والتعرض للماء الساخن في الأحواض المنزلية أو برك السباحة العامة، وارتداء الملابس الضيقة الذي قد يؤدي إلى تهيج الجلد، بالإضافة إلى نقص المناعة الذي يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابات البكتيرية.
العدوى الفطرية
تلعب عدة أنواع من الفطريات دورًا في إحداث التهاب بصيلات الشعر. من بين هذه الفطريات، نجد فطر الملاسيزية وفطر الجلد وفطر الكانديدا البيضاء.
إن التفريق بين الالتهابات الفطرية والبكتيرية يُعَدُّ خطوة حيوية لأن كل نوع من هذه الالتهابات يحتاج إلى نهج معالجة مختلف.
من جهة أخرى، الفيروسات نادرًا ما تكون مسببة لالتهاب بصيلات الشعر. ولكن، في بعض الأحيان، قد يتطور هذا الالتهاب الفيروسي بالتزامن مع الإصابة بفيروس الهربس أو فيروس المليساء المعدية.
الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب بصيلات الشعر الناتج عن العدوى الفيروسية.
العدوى الطفيلية
تُعد حشرة ديمودكس فوليكولورم، وهي نوع من العث يشيع وجوده في الوجه، أحد الأسباب المحتملة لالتهاب بصيلات الشعر.
يمكن أن تكون هذه الحشرة أكثر شيوعًا وخطورة بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
كيف يتم تشخيص التهاب بصيلات الشعر؟
إذا كانت هناك شكوك حول وجود التهاب في بصيلات الشعر، يستقصي الطبيب الحالة من خلال التاريخ الطبي للمريض ومن ثم يُجري فحصًا دقيقًا للبثور والمناطق المحيطة بها. علاوة على ذلك، قد يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات التكميلية للوقوف على أسباب الإصابة وتحديد نوع الميكروب المتسبب في الالتهاب. ومن هذه الفحوصات:
1. أخذ عينة من الجلد لتحليلها وهي ما تُعرف بالخزعة.
2. القيام بزراعة السائل القيحي المستخرج من البثور لتحديد نوع الجرثومة.
3. تطبيق طريقة صبغة غرام، التي تساعد في التعرف على البكتيريا المسببة للمشكلة.
4. إجراء فحص بوتاسيوم هيدوكسيد لاستبعاد أو تأكيد الإصابة بالفطريات.
5. استخدام تقنية التفاعل البلمرة التسلسلي للكشف عن وجود ميكروبات دقيقة قد لا تظهر في الفحوصات الأخرى.
علاج التهاب بصيلات الشعر
غالبًا ما تزول التهابات بصيلات الشعر البكتيرية من تلقاء نفسها دون الحاجة لاستخدام أدوية. عادةً، تشفى هذه الالتهابات بمرور الوقت.
العلاجات غير الدوائية التي يمكن استخدامها في المنزل
للمحافظة على نظافة البشرة وتسريع شفائها من البثور، يُنصح بغسل الجلد المصاب بالماء الفاتر وصابون يحتوي على مضادات للبكتيريا مرتين يوميًا، كل صباح ومساء. بعد الغسل، يجب تجفيف البشرة بلطف باستخدام قماشة نظيفة لتجنب تهيج الجلد.
لتعقيم البشرة، يمكن تحضير محلول بسيط عبر إذابة ملعقة من الملح في كوبين من الماء الفاتر. يُستخدم هذا المحلول عن طريق بل قطعة قماش فيه ووضعها مباشرة على المنطقة المصابة لفترة قصيرة.
بديلاً عن محلول الملح، يقدم الخل الأبيض أداءً مشابهًا في تنظيف وتعقيم البثور. يُستخدم المحلول بنفس الطريقة المذكورة لمحلول الملح.
من الضروري أيضًا الحفاظ على نظافة الأدوات الشخصية مثل الملابس والمناشف، وذلك بغسلها يوميًا لمنع تراكم البكتيريا.
أخيرًا، يجب تجنب فرك أو حلاقة الأماكن المصابة باستخدام أدوات قد تؤدي إلى تهيج الجلد مما قد يزيد التهاب البثور.
العلاج الدوائي التهاب بصيلات الشعر
في بعض الأحيان، قد تتطلب حالات انتشار البثور في جسم الإنسان معالجة صيدلانية، خاصة عندما تظهر البثور في مناطق متعددة أو لا تزول بمرور الوقت.
يعتمد الأطباء على الكليندامايسين والإريثرومايسين كمضادات حيوية موضعية للقضاء على البكتيريا المسببة للالتهابات. وفي الحالات الأكثر خطورة، قد ينصحون باستعمال مضادات حيوية فموية مثل الدوكسي سيكلين وغيرها لمكافحة العدوى بفعالية أكبر.
كما يوصى باستخدام غسول وجه يحتوي على الكلورهكسيدين يوميًا للحفاظ على نظافة البشرة. وإذا كانت المنطقة المصابة تعاني من الحكة، فيمكن للطبيب أن يصف كريم هيدروكورتيزون لتخفيف هذا الشعور.
في حال وقوع عدوى فطرية، يظهر دور مضادات الفطريات الموضعية مثل الكيتوكونازول أو الإيكونازول، ويمكن أيضًا استخدام الأنواع الفموية مثل الفلوكانزول والإيتراكونازول.
أما العدوى الفيروسية، فتستدعي استخدام مضادات فيروسية فموية كالأسيكلوفير أو الفالاسيكلوفير. وفي الحالات التي تكون الطفيليات هي المسببة للالتهاب، يمكن استعمال البيرمثرين الموضعي أو الميترونيدازول الفموي كخيارات علاجية.