تجربتي مع الجلسات الكهربائية
تجربتي مع العلاج بالصدمات الكهربائية تعد موضوعًا يستحق البحث والتأمل، خصوصًا في ظل الجدل الدائر حول فعاليته وأمانه. العلاج بالصدمات الكهربائية، المعروف أيضًا بالتحفيز الكهربائي للدماغ، هو إجراء يستخدم في علاج بعض الحالات النفسية والعصبية، بما في ذلك الاكتئاب الشديد والفصام وبعض أنواع الصرع.
في تجربتي، تم اقتراح العلاج بالصدمات الكهربائية بعد تجربة عدة طرق علاجية أخرى دون الحصول على النتائج المرجوة. كانت هناك العديد من المخاوف والتساؤلات التي راودتني قبل البدء بالعلاج، تتعلق بالآثار الجانبية المحتملة، مثل فقدان الذاكرة المؤقت أو الشعور بالارتباك.
قبل البدء بالعلاج، خضعت لتقييم شامل للتأكد من أنني مرشح مناسب لهذا النوع من العلاج. تم شرح الإجراء بالتفصيل، بما في ذلك كيفية إجرائه، وما يمكن توقعه خلال الجلسة وبعدها.
العلاج نفسه يتم تحت التخدير العام، ولم أشعر بأي ألم خلال الجلسة. بعد الاستيقاظ من التخدير، شعرت ببعض الارتباك والصداع، ولكن هذه الأعراض كانت مؤقتة وتلاشت بمرور الوقت.
من الضروري الإشارة إلى أن العلاج بالصدمات الكهربائية لم يكن حلاً سحريًا، ولكنه كان جزءًا من خطة علاجية شاملة تضمنت العلاج الدوائي والعلاج النفسي. بالنسبة لي، كانت التحسينات تدريجية ولكنها ملحوظة، حيث بدأت أشعر بتحسن في الأعراض التي كنت أعاني منها.
من الأهمية بمكان التأكيد على أن تجربة كل شخص مع العلاج بالصدمات الكهربائية فريدة، والنتائج قد تختلف من شخص لآخر. كما أن القرار بالخضوع لهذا النوع من العلاج يجب أن يتم بعد مناقشة شاملة مع الطبيب المعالج، مع الأخذ بعين الاعتبار كل البدائل العلاجية المتاحة.
في الختام، تجربتي مع العلاج بالصدمات الكهربائية كانت إيجابية بشكل عام، وقد ساعدتني على التغلب على مرحلة صعبة في حياتي. ومع ذلك، من المهم التواصل بشكل فعال مع الفريق الطبي والحصول على كل المعلومات اللازمة قبل اتخاذ قرار بشأن هذا العلاج.
أسباب استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية
في حالة الاضطراب الاكتئابي الرئيس، يلجأ الأطباء إلى استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية عادة عندما لا تجدي نفعاً الطرق العلاجية الأخرى أو في المواقف الحرجة كمحاولات الانتحار. كما يتم تطبيق هذه الطريقة في علاج أعراض الاكتئاب المرتبطة بأمراض كالتصلب المتعدد، مرض باركنسون وأمراض أخرى تؤثر على الدماغ والتنمية العصبية.
بنسبة نجاح تصل إلى حوالي 50%، تعد جلسات العلاج الكهربائي خياراً فعالاً لمن لا يستجيبون للعلاجات الدوائية والنفسية التقليدية، سواء في حالات الاكتئاب الأحادي أو الثنائي القطب.
رغم أن التأثيرات على المدى الطويل لهذا النوع من العلاج لم تُدرس بعد بشكل شامل، إلا أن حوالي نصف المتعافين قد يعانون من عودة الأعراض خلال السنة الأولى بعد العلاج.
تظل المخاطر المرتبطة بالإجراء منخفضة ومشابهة لتلك التي قد تحدث مع التخدير العام القصير المدى، وأكثرها شيوعاً هي الارتباك وفقدان الذاكرة المؤقت.
في سياق علاج الحوامل المصابات بالاكتئاب الشديد، يعتبر العلاج بالصدمات الكهربائية من الخيارات الآمنة نظراً لقلة مضاعفاته على الجنين. بالإضافة إلى ذلك، يتميز التأمل الذهني أيضاً بكونه فعالاً في كبح جماح النوبات الاكتئابية أثناء الحمل دون أن يترتب عليه الآثار الجانبية للعلاجات التقليدية.
أما في الظروف الطبية الأخرى التي تتطلب تدخلاً سريعاً ومؤثراً بسبب خطورة الحالة النفسية أو الصحية، كالحالات التي تُظهر جموداً شديداً، خلل حركي نفسي، أوهام أو هلاوس مصاحبة للاكتئاب، أو استنزاف جسدي شديد كما في حالات الهوس، فقد يكون العلاج بالصدمات الكهربائية المسار المفضل.
مخاطر العلاج بالصدمات الكهربائية
تعتبر المعالجة بالصدمات الكهربائية طريقة آمنة في معظم الأحيان؛ ومع ذلك، هناك بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة التي قد تظهر، مثل الارتباك الذهني الذي قد يختبره المريض، حيث يشعر بالحيرة وعدم القدرة على تحديد مكانه أو سبب تواجده فيه، وقد يستغرق هذا الارتباك من بضع دقائق إلى عدة ساعات، وفي حالات نادرة، قد يطول لأيام.
أيضًا، يمكن أن يعاني الأشخاص من فقدان الذاكرة، حيث تصبح الذكريات القريبة والبعيدة صعبة الاسترجاع. قد يجد البعض صعوبة في تذكر أحداث حدثت قبل العلاج مباشرة أو خلال الفترة الممتدة لأسابيع أو شهور قبل العلاج. وعادة ما تتحسن هذه المشكلات في ذاكرة الأحداث المتقدمة خلال الشهرين التاليين للعلاج.
من الآثار الجانبية الجسدية التي قد يشعر بها المرضى خلال فترة المعالجة الشعور بالغثيان، الصداع، أو آلام في الفك والعضلات، وهذه الأعراض يمكن علاجها عادة بالأدوية التي يصفها الطبيب.
أخيرًا، كما هو الحال مع أي تدخل طبي يستخدم أدوية للتخدير، فإنه قد توجد إمكانية لحدوث مضاعفات طبية أثناء المعالجة. ضغط الدم ومعدل نبض القلب قد يرتفعان مؤقتاً. لذا، إذا كان المريض يعاني من مشاكل قلبية خطيرة، قد تزداد المخاطر عند خضوعه لهذه المعالجة.