تجربتي مع هبوط المستقيم
تجربتي مع هبوط المستقيم كانت رحلة طويلة ومعقدة، تتطلب الكثير من الصبر والفهم العميق للحالة وطرق علاجها. هبوط المستقيم، والذي يُعرف أيضًا بالبروز الشرجي، هو حالة ينزلق فيها جزء من المستقيم للخارج من خلال فتحة الشرج. هذه الحالة ليست فقط مؤلمة ولكنها تؤثر أيضًا على جودة الحياة بشكل كبير.
بدأت رحلتي مع هذا الاضطراب بملاحظة أعراض مثل الشعور بعدم الراحة والألم في منطقة الشرج، بالإضافة إلى صعوبة في التبرز. بعد زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، تم تشخيص حالتي على أنها هبوط مستقيم.
العلاج يعتمد بشكل كبير على شدة الهبوط والأعراض المرافقة. في البداية، حاولنا العلاجات المحافظة مثل تعديلات النظام الغذائي، وتمارين تقوية عضلات الحوض، واستخدام الملينات لتسهيل عملية الإخراج. لكن، في حالتي، لم تكن هذه الإجراءات كافية.
ناقشت مع طبيبي الخيارات الأخرى وقررنا أن الجراحة هي الحل الأمثل لحالتي. الجراحة لهبوط المستقيم يمكن أن تكون معقدة وتتطلب فترة تعافي ليست بالقصيرة. ومع ذلك، كانت النتائج إيجابية بشكل كبير بالنسبة لي. بعد الجراحة، شعرت بتحسن ملحوظ في الأعراض وتحسنت جودة حياتي بشكل كبير.
من المهم جدًا البحث عن الدعم الطبي عند الشعور بأي من الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي أو الشرجي. تجربتي مع هبوط المستقيم علمتني أهمية الاستماع إلى جسدي وعدم تجاهل الإشارات التي يرسلها. كما أن التواصل مع طبيب مختص وتحديد خطة علاج مناسبة هو خطوة حاسمة نحو التعافي.
في الختام، تجربتي مع هبوط المستقيم كانت صعبة لكنها مفيدة. لقد علمتني الصبر والمثابرة وأظهرت لي أهمية العناية بصحتي. أشجع أي شخص يواجه أعراض مشابهة أو يعاني من هذه الحالة أن يسعى للحصول على المساعدة الطبية وألا يتردد في طلب الدعم.
أسباب هبوط المستقيم
عندما يحدث ترهل المستقيم، فإن ذلك يعود إلى ضعف في الأربطة والعضلات المسؤولة عن تثبيته في الجسم. في كثير من الحالات، يُلاحظ أن عضلة العاصرة الشرجية تكون ضعيفة أيضًا.
تعدد الأسباب وراء هذا الضعف، ولكن الأطباء لم يحددوا سببًا دقيقًا بعد. تشمل الحالات الصحية التي قد تُساهم في حدوث هبوط المستقيم ما يلي:
– تقدم العمر، الذي يؤدي غالبًا إلى ضعف العضلات.
– الإمساك المتكرر، الذي يفرض ضغطًا مستمرًا على منطقة الشرج.
– الإسهال المزمن، مما يؤثر على استقرار الأمعاء وأربطتها.
– الضغط المفرط أثناء عملية الإخراج، مما يضعف العضلات المحيطة.
– التوتر الناتج عن الحمل وعملية الولادة، اللذين يسببان ضغوطًا كبيرة على الأربطة الشرجية.
– العمليات الجراحية المؤثرة على المنطقة البطنية.
– الإصابة بمرض التليف الكيسي، الذي يمكن أن يؤثر على كيفية عمل عضلات الجسم.
– الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن الذي قد يؤدي إلى سعال طويل الأمد.
– السعال الديكي الذي يزيد من الضغط على العضلات البطنية.
– التصلب المتعدد، الذي يمكن أن يؤدي إلى ضعف عضلي.
– الشلل أو الشلل النصفي الذي يؤثر على قدرة الجسم على التحكم في العضلات.
– البواسير المزمنة، التي تسبب ضغوطًا وتؤدي إلى تفاقم الوضع.
هذه الحالات تزيد من خطورة الإصابة بهبوط المستقيم وتكون سببًا في تفاقم الأعراض المرافقة.
اعراض هبوط المستقيم
عندما يعاني شخص من هبوط المستقيم، قد يلاحظ خروج أنسجة من القناة الشرجية. هذه الحالة تتسبب في مجموعة من الأعراض التي تشمل:
– الشعور بألم في المنطقة الشرجية خلال عملية الإخراج.
– ظهور دم أو مخاط مع البراز.
– صعوبة في التحكم بخروج البراز.
– قلة الإحساس بالحاجة للتبرز.
– تبين وجود نتوءات أثناء تنظيف المنطقة المحيطة.
في المراحل الأولية لهبوط المستقيم، يظهر النسيج المخاطي المنتفخ أثناء مرحلة الإخراج وقد يعود إلى مكانه تلقائيًا، ولكن مع مرور الوقت، يزداد الأمر سوءًا ويصبح النتوء دائمًا، وقد يستدعي الدفع اليدوي لإعادته أو قد يستمر في البروز.
تشمل الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه الحالة الألم، الحكة، التهيج حول المنطقة الشرجية، والنزيف. كما يلاحظ المريض ظهور نسيج بلون أحمر زاهي من الشرج، ويشعر بأنه لم يتمكن من إفراغ محتويات الأمعاء بالكامل.
علاج هبوط المستقيم
العلاج التقليدي الطبي
يُستعمل العلاج الدوائي غالبًا للحد من أعراض انخفاض المستقيم بصورة مؤقتة، أو كتحضير للمريض قبل إجراء الجراحة.
يشمل هذا العلاج زيادة استهلاك الألياف مثل النخالة أو السيليوم، بالإضافة إلى استعمال الملينات والتحاميل الشرجية أو الحقن الشرجية لتسهيل الإخراج.
الجراحة
الغرض من العمليات الجراحية هو معالجة مشكلة هبوط المستقيم واستعادة وضعه الأصلي في الجسم. تُجرى هذه الجراحة بإحدى طريقتين؛ إما عبر البطن أو من خلال منطقة العجان.
الجراحة عن طريق البطن
غالبًا ما تُستخدم الجراحة البطنية لعلاج الأفراد الشباب والأصحاء. يُعتمد اختيار هذا النوع من الجراحات بناءً على مدى خطورة حالات الإمساك المصاحبة.
في الحالات المزمنة للمرض، تُفضل جراحة البطن عن جراحة العجان.
تُجرى هذه العملية تحت تأثير التخدير العام، ويتطلب الأمر أن يمكث المريض في المستشفى ما بين ثلاثة إلى سبعة أيام.
الجدير بالذكر، أن احتمال عودة الهبوط في المستقيم يقل بعد الجراحة البطنية مقارنةً بجراحة العجان.
الجراحة عن طريق العجان
يُفضَّل استخدام هذه الطريقة العلاجية للكبار في السن أو الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية معقدة أو أولئك الذين يواجهون صعوبات في تحمل التخدير الكامل.
يشمل العلاج إجراء بسيط يتطلب مكوث المريض بالمستشفى لفترة وجيزة. خلال العملية، يستخدم الطبيب آلية مثل سلك أو حلقة بلاستيكية لمنع انزلاق المستقيم، مما يساعد في الحفاظ على تماسك وإغلاق العضلة العاصرة.
الجراحة بالمنظار
يزداد التوجه نحو استخدام جراحة المنظار لمعالجة مشكلة هبوط المستقيم شيوعًا.
يثير هذا الأسلوب بعض النقاشات، إذ يبدو أنه يقلل من المضاعفات مقارنة بالجراحات التي تتم عبر البطن للأشخاص الذين يعدون مرشحين مناسبين لهذا النوع من الجراحات.
بينما لا تزال الدراسات جارية لفهم الآثار طويلة المدى لهذه الطريقة.