سودانيز اون لاين المنبر العام
يُعد موقع “سودانيز أون لاين” المنصة الإخبارية الرائدة التي تغطي شتى أخبار ومجالات الحياة في السودان، وقد تأسس في نوفمبر 1999 على يد السوداني المغترب في الولايات المتحدة، بكري أبوبكر.
لقد شهد الموقع عدة محاولات حجب من قِبل السلطات السودانية، حيث أبرزت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيانها بتاريخ 10 يوليو 2004، اعتراضها على هذا الحجب مؤكدةً أنه يُمثل خرقًا لحريات الرأي والتعبير ويعيق حق الوصول إلى المعلومات، مطالبة بإلغائه استنادًا إلى المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
بالإضافة إلى ذلك، واجه عدد من الكتّاب والمفكرين الذين شاركوا بأعمالهم على الموقع صعوبات بما في ذلك المصادرة والمضايقة في السودان. من بين هؤلاء الروائي محسن خالد، الذي نُشرت روايته على الموقع وتعرضت لهجوم شديد ومصادرة أعماله في الصحافة المحلية.
اسهامات سودانيز اون لاين سياسياً
عبر منصة سودانيزاونلاين، تم التأسيس لثقافة حوار سياسي تحفل بتنوع الآراء من جميع مكونات المجتمع السوداني. شهدت هذه المنصة تبادلاً للأفكار من خلال نشر مئات الآلاف من المقالات التي تغطي القضايا السياسية في السودان. بلور هذا الحوار مفهوم الاحترام المتبادل للآراء المختلفة وأظهر بجلاء أن الحوار الهادف يمكن أن يكون أداة فعالة لمعالجة المشكلات العويصة في البلاد.
اسهامات سودانيز اون لاين إجتماعياً
في سبيل خلق جسور التواصل بين الأجيال المختلفة، أسهم منبر سودانيز أون لاين في دمج أعضائه ضمن مجتمع واحد تكونت فيه صداقات جديدة وعلاقات تشبه القرابة. كما أثمر هذا التجمع عن تشكيل أكثر من ١٤ أسرة سودانية بفضل الزواج بين بعض المشتركين مثل الزيجات التي أبرمت بين العضو تمبس والعضوة داليا.
كذلك، لم يقتصر دور الموقع على الجانب الاجتماعي فحسب، بل كان له دور بارز في الإسهام المجتمعي، حيث تمكن الموقع من تقديم مساعدات سريعة لحل مشكلات ملحة مما سلط الضوء على نبل واصالة المجتمع السوداني ومعدنه الطيب الذي يعتز بقيم المساعدة المتبادلة والتضامن والتسامح.
على سبيل المثال، أسهم أعضاء المنبر في جمع مبلغ يزيد عن ٨ آلاف دولار لعلاج سناء عوض الكريم، وكذلك في تكفلهم بمصاريف علاج الطفل السوداني محمد محمود سيد الياس، ولم يتوقف الدعم عند هذا الحد بل شمل أيضاً تغطية نفقات العلاج الخاص بالشاعر الراحل محجوب شريف خارج السودان، وكذلك العلاج لغادة نوري في الأردن.
فضلاً عن جهود الأعضاء في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، حيث طرحوا عريضة لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام بحق الشاعر عبد المنعم رحمه أبان اعتقاله في الدمازين بعد تصاعد الصراع في ولاية النيل الأزرق، بالإضافة إلى دعمهم لتسعة عشر من رفاقه المنقولين لسجن كوبر.
كما لعب المنبر دوراً محورياً في جمع تبرعات تجاوزت عشرة آلاف دولار لطباعة وإعداد كتاب الخاتم عدلان حول مواضيع الوطن والمنفى، بالإضافة إلى مساعدتهم للصحفية الدارفورية عواطف أحمد إسحاق في تجاوز تحدياتها.
اسهامات سودانيز اون لاين إعلامياً
تُعد منصة سودانيز أونلاين نموذجًا للابتكار في مجال الإعلام الرقمي السوداني. تنتشر عضويات هذه المنصة حول العالم، ما يمكنها من توفير التغطية الإخبارية المباشرة والمعلومات الدقيقة من قلب الأحداث. هذه المنصة لا تقتصر على تقديم الأخبار فحسب، بل تُقدم مساحة لمختلف الأصوات السياسية والثقافية التي تعبر عن نفسها بحرية، خاصة في ظل السيطرة الحكومية على وسائل الإعلام في السودان.
كما أصبحت مصدرًا أساسيًا للأخبار لدى العديد من الصحف السودانية والعربية. الصحافي خالد عويس يروي كيف يعتمد حسن معوض، مقدم برنامج “نقطة نظام” بقناة العربية، بشكل كامل على هذه المنصة في إعداد حلقاته المتعلقة بالشأن السوداني، مما يُظهر مدى أهمية وموثوقية سودانيز أونلاين.
اسهامات سودانيز اون لاين أدبياً وفنياً
عبر منصة سودانيز أونلاين، تفتحت أبواب الإبداع لكتّاب وفنانين سودانيين لم يكونوا ليجدوا مسارًا للظهور في وسائل الإعلام التقليدية، التي عادة ما تركز على تسليط الضوء على المعروفين فقط. وبفضل هذه المنصة.
تمكنت مجموعة من المبدعين في مجالات الفن والأدب من عرض مواهبهم التي تراوحت بين الرسم، المسرح، الموسيقى، وغيرها من الفنون. إن المساهمة الكبيرة لسودانيز أونلاين في إثراء الحياة الثقافية والأدبية بالسودان تعد محورية، حيث شكلت منصة للحوار وتبادل الأفكار وفتحت آفاقًا جديدة للتعبير الثقافي والفني.