علاج الديسك
عند معالجة مشكلات الديسك الظهري، تعتمد الطرق المستخدمة على درجة تقدم الحالة وحالة المريض الصحية. في البداية، قد يوصي الأطباء باستخدام الأدوية المسكنة للألم والمرخية للعضلات للتقليل من حدة الأعراض. في حالات أخرى، قد تكون الحقن الموضعية حلاً فعالاً للتحكم في الألم والالتهاب.
أما إذا تطورت الحالة وبات التدخل الجراحي الخيار الأمثل للعلاج، فيتم اللجوء إليه بناءً على تقييم الطبيب المعالج.
ما هو الديسك او الانزلاق الغضروفي؟
القرص الفقري، الذي يشبه في تركيبته حلوى الدونات، يتكون من نواة هلامية لينة تحيط بها طبقة خارجية صلبة. عندما تتمزق هذه الطبقة، يمكن أن تتسرب النواة الهلامية، مما يؤدي إلى الانزلاق الغضروفي.
هذه الحالة تؤثر في نوعية الحياة بتضغطها على الأعصاب المجاورة، مسببة ألم، تنميل، أو ضعف في المناطق التي تعبرها هذه الأعصاب، كالذراعين أو الساقين.
الانزلاق الغضروفي لا يقتصر على جزء محدد من العمود الفقري، بل يمكن أن يحدث في أي من فقراته، بما في ذلك فقرات الرقبة. الأعراض الناجمة عن انزلاق قرص في الرقبة قد تمتد من الألم خلف العنق إلى الذراعين وحتى الأصابع، وقد تزداد حدة الألم مع حركة العنق أو عند السعال أو العطس.
في كثير من الأحيان، يمكن للأقراص الانزلاقية أن تعود إلى مكانها الطبيعي مع الرعاية والعلاج المناسب، ولكن بعض الحالات قد تتطلب تدخلات علاجية مكثفة أو حتى الجراحة للتخفيف من الضغط على الأعصاب والتخلص من الألم.
انواع الديسك
في العمود الفقري، توجد أقراص تعمل كوسائد تفصل الفقرات وتسمح بحركتها بسلاسة. هذه الأقراص قد تتعرض لأنواع مختلفة من الانزلاق، وتصنف هذه الانزلاقات إلى ثلا مراحل حسب شدة الضرر الحاصل فيها.
في المرحلة الأولى، يحدث بروز طفيف للمادة المركزية للقرص، المعروفة بالنواة اللبية، داخل القناة الفقرية دون تمزق الأغشية المحيطة كالحلقة الليفية أو الرباط الطولاني الخلفي. هذه المادة تشبه الهلام وتقع وسط القرص المحاط بغشاء متين.
المرحلة الثانية تتميز بتمزق في الحلقة الليفية التي تعمل كحاجز محيطي يحفظ النواة اللبية داخل القرص. حين يحدث التمزق، تخرج جزء من النواة خارج القرص إلى القناة الفقرية، مما يسبب مزيدًا من الضرر والألم.
أما المرحلة الثالثة، فهي الأشد حيث ينفجر القرص بشكل كبير ويخرج معظم محتوياته مثل النواة اللبية خارج الحدود الطبيعية له عبر الرباط المتمزق، مما يؤدي إلى تسرب هذه المحتويات إلى القناة الفقريّة ويسبب مضاعفات خطيرة.
كل مرحلة من هذه المراحل تؤثر على العمود الفقري بطريقة مختلفة وتتطلب تشخيصاً دقيقاً وربما علاجات متفاوتة لتقليل الألم واستعادة الوظيفة.
أعراض الديسك أسفل الظهر
تعد مشاكل الديسك القطني واحدة من الأسباب الشائعة لألم الظهر. تتمثل أهم الدلالات التي توحي بوجود خلل في الديسك القطني بالشعور بألم حاد في منطقة أسفل الظهر يمتد في بعض الأحيان إلى الساقين.
كما يمكن أن يزداد الألم سوءًا عند القيام بمجهود بدني أو حتى بعد الجلوس لفترات طويلة. وقد يؤدي هذا الألم إلى الشعور بالتنميل أو ضعف في الساقين.
آلام شديدة في أسفل الظهر
عندما يقوم الشخص بأنشطة مثل الانحناء أو رفع أغراض ثقيلة، قد يشعر بألم ناتج عن مشاكل الديسك. في حالات الديسك المتفاقمة، قد يستمر الألم بشكل داثر حتى بدون بذل أي مجهود بدني.
انحناء الجسم للأمام
عند إصابة الديسك، يمكن أن يتسبب في انحناء العمود الفقري، مما يؤدي إلى شد العضلات المحيطة بالظهر، ويجعل الشخص يميل إلى الأمام بدون قصد.
ألم في المنطقة السفلية في الجسم
عند الحديث عن الديسك القطني، نجد أن الأعراض لا تقتصر على ألم في منطقة أسفل الظهر فحسب، بل تشمل أيضًا الشعور بألم يمتد إلى الفخذين والساقين. كما يعاني العديد من المصابين من الخدر والتنميل في هذه المناطق.
ضعف العضلات
قد يصادف البعض صعوبات في الحركة والمشي جراء آلام مستمرة تصيب عضلات الساقين والقدم. هذه الآلام تجعل المشي مؤلمًا وغير مريح، مما يدفع الشخص للبحث عن الراحة بالجلوس لفترات طويلة.
آلام الذراع
الإصابة بديسك الظهر قد تؤدي إلى أعراض تظهر في أماكن متفرقة من الجسم، مثل الذراع، وذلك نتيجة لانزلاق القرص في منطقة معينة من العمود الفقري، مما يسبب تأثيرات في مناطق بعيدة عن موقع الإصابة الأصلي.
برود في أحد جوانب الظهر
قد يعاني الشخص من الشعور بالبرودة في جانب واحد من الظهر، حيث يصاحب ذلك ألم وخدر في نفس المنطقة، وغالبًا ما تحدث هذه الأعراض على جانب واحد فقط.
تنميل في اليدين
ترتبط الأعصاب المسؤولة عن الإحساس في اليدين بالحبل الشوكي مباشرة. لذا، فإن أي ضرر قد يلحق بالعمود الفقري قد يؤدي إلى الشعور بالتنميل في اليدين.
آلام القدم
عندما يضغط القرص المتضرر في منطقة أسفل الظهر على العصب الوركي، قد ينجم عن ذلك حالة تُعرف بعرق النسا. هذه الحالة غالباً ما تُسبب ألمًا يمتد إلى الساقين، مما قد يؤدي إلى الشعور بألم في القدمين وتعقيدات في الحركة أثناء المشي.
الآلام عند الانفعالات
لدى الأشخاص الذين يعانون من انزلاق غضروفي في العمود الفقري، قد تسبب بعض الأفعال مثل الضحك، البكاء، السعال، أو العطس الشعور بألم شديد وزيادة الضغط على منطقة الظهر.
اسباب الديسك او الانزلاق الغضروفي
تتنوع العوامل التي تسهم في حدوث الانزلاق الغضروفي، ومن بينها:
الأحمال الثقيلة قد تُسبب ضغطًا عنيفًا على الفقرات، مما يؤدي إلى تحرك الأقراص بين الفقرات من أماكنها وإثارة الأعصاب المجاورة. كذلك، يمكن أن تزيد حركات الالتواء واللف عند محاولة رفع الأوزان من احتمالية الإصابة بهذه المشكلة.
مع التقدم في العمر، تتعرض الأقراص لعملية تآكل تدريجية تعرف بتنكس القرص، حيث تفقد هذه الأقراص جزءا من محتواها المائي، مما يقلل من مرونتها ويزيد من فرص تمزقها حتى مع الحركات اليومية البسيطة أو الانحناء.
الحمل يمكن أن يكون عاملاً آخر يسهم في تحرك الديسك، خصوصًا بسبب الضغوطات والتغيرات التي تطرأ على الجسم خلال فترة الحمل.
الحوادث والصدمات كالسقوط أو ضربات قوية على الظهر قد تؤدي إلى انزلاق إحدى الأقراص الفقرية.
من المهم الإشارة إلى أن بعض حالات الانزلاق الغضروفي قد لا تظهر بأعراض واضحة وقد يُكتشف وجودها فقط عبر الصور الشعاعية التي تُظهر فقرات العمود الفقري لأشخاص لا يشتكون من ألم أو أي علامات خارجية تدل على وجود المشكلة.
كيف يتم تشخيص الديسك او الانزلاق الغضروفي؟
عند تقييم حالة الديسك الفقري، يتبع الأطباء مجموعة من الإجراءات المتسلسلة، تبدأ بتحديد الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل الألم في الظهر أو العنق. بعدها، يقومون بإجراء الفحوصات البدنية التفصيلية لفهم مدى حركة العمود الفقري واستجابته.
كما يمكن أن تشمل الخطوات أيضاً استخدام تقنيات التصوير مثل الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي للحصول على صورة واضحة للأقراص الفقرية وتحديد مواقع الضرر أو التآكل.
الفحص البدني
عند فحص المرضى الذين يعانون من مشاكل في الظهر، يركز الطبيب أولاً على التحقق من وجود أي علامات تدل على الانزلاق الغضروفي، مثل الألم الشديد. في هذه العملية، قد يطلب الطبيب من المريض الاستلقاء وتحريك ساقيه بطرق مختلفة لتحديد مصدر الألم بدقة.
للوصول إلى تشخيص دقيق، يقوم الطبيب بإجراء فحص عصبي يشمل تقييم ردود الأفعال التي قد تكون محفزاً لظهور أعراض الانزلاق الغضروفي من خلال الضغط على الأعصاب المحيطة. في هذا الفحص، يختبر الطبيب قدرة المريض على رفع ساقه دون إحساس بالألم لمعرفة ما إذا كان بإمكانه رفعها إلى زاوية تتجاوز التسعين درجة بدون ألم.
بالإضافة إلى ذلك، يتم التحقق من قوة العضلات، القدرة على المشي بشكل طبيعي، والإحساس باللمسات الخفيفة أو الضغط أو الاهتزاز. على الرغم من أن التاريخ الطبي والفحص البدني قد يكونان كافيين لتشخيص حالات الانزلاق الغضروفي في الغالب، قد يلجأ الطبيب إلى طلب فحوصات إضافية في حالة الشك بوجود مشكلات أخرى أو لفحص الأعصاب المحيطة المتأثرة بشكل أدق.
فيما يتعلق بفحوصات التصوير، فإن الأشعة السينية لا تعتبر أداة كافية لكشف الانزلاق الغضروفي، حيث أنها لا تُظهر الديسك بوضوح. في الواقع، يمكن أن تظهر الأشعة السينية نتائج طبيعية في حوالي 30% من حالات الانزلاق الغضروفي. ومع ذلك، تُستخدم أحيانًا الأشعة السينية لاستبعاد أسباب أخرى لألم الظهر مثل الالتهابات، الأورام، الاضطرابات في ترصيص العمود الفقري، أو وجود كسور.
فحص التصوير المقطعي المحوسب
يقوم جهاز الأشعة المقطعية بالتقاط مجموعة من الصور بالأشعة السينية من زوايا مختلفة، ليعالجها بعد ذلك ويخلق صوراً مفصلة عرضية تظهر تفاصيل العمود الفقري والأنسجة المحيطة به.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يُستفاد من موجات الراديو والمجالات المغناطيسية القوية في توليد صور تفصيلية لأعضاء وأنسجة الجسم الداخلية. يتيح هذا النوع من التصوير الطبي تحديد مواقع الغضاريف المتحركة بخلافها وتصوير الأعصاب التي تعرضت للضرر.
تصوير النخاع
خلال إجراء تصوير النخاع، يتم إدخال صبغة خاصة إلى سائل النخاع الشوكي، وبعد ذلك يتم استخدام الأشعة السينية لالتقاط الصور. هذه الطريقة تساعد على كشف وجود أي ضغوطات قد تؤثر على الحبل الشوكي أو الأعصاب المجاورة، والتي قد تكون ناتجة عن الأقراص الفقرية المنزلقة أو أمراض أخرى.
اختبارات الأعصاب
قد يلزم الطبيب إجراء فحصين دقيقين يعرفان بتخطيط العضلات الكهربائي وتخطيط التوصيل العصبي لتقييم كفاءة نقل الإشارات الكهربائية بين الأعصاب والعضلات. هذه الفحوصات مهمة لتحديد أي تلف قد يكون قد أصاب الأعصاب جراء الضغط الناتج عن الغضروف المتحرك أو ما يعرف بالديسك.
مضاعفات الإصابة بديسك الظهر
إذا تم إهمال علاج الديسك في منطقة أسفل الظهر، فقد يؤدي ذلك إلى مجموعة من المضاعفات الصحية الخطيرة. من بين هذه المضاعفات، قد يعاني المريض من صعوبة شديدة في الحركة، بحيث يشبه حالته الأشخاص المصابين بالشلل. قد لا يكون قادرًا على الوقوف على قدميه أو حمل الأشياء أو القيام بالتحركات اليومية بشكل طبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب إهمال العلاج في ضعف تدريجي للعضلات؛ إذ يعاني المريض من الضعف المتزايد والشعور بالتنميل بشكل مستمر، خصوصًا في الأطراف. ومع مرور الوقت، قد يتطور الأمر إلى ضمور العضلات.
أما بالنسبة لضغط الديسك على الأعصاب، فيمكن أن يؤثر هذا الضغط على أعصاب معينة مسؤولة عن التحكم في الجهاز البولي والهضمي، مما قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على البول، حالة تُعرف بسلس البول. هذه المضاعفات تؤكد على أهمية البحث عن العلاج المناسب والمتابعة الدقيقة عند الشعور بأي أعراض تتعلق بديسك الظهر.
طرق الوقاية من ديسك الظهر
للوقاية من مشاكل الديسك في أسفل الظهر وتجنب تداعياتها الصحية، من المهم اتباع الإرشادات التالية:
يُعتبر الالتزام بنظام حياتي صحي أساسيًا، حيث يساعد النشاط البدني المنتظم في الحفاظ على لياقة العضلات ومرونة الجسم، بالإضافة إلى ضرورة مراقبة الوزن لتفادي الضغط الزائد على العمود الفقري والذي قد ينجم عن الوزن الزائد.
كما يُشدد على ضرورة تجنب السلوكيات الضارة والتي تشمل الجلوس لفترات طويلة دون حركة، أو رفع أوزان كبيرة بطريقة غير صحيحة، وكذلك الجلوس بوضعية مائلة تفتقر إلى الاستقامة، مما يعرض الظهر للإجهاد.
بالإضافة إلى أهمية الامتناع عن التدخين، نظرًا لتأثيره السلبي ليس فقط على القلب والرئتين بل كذلك على صحة العمود الفقري، حيث يؤدي إلى ضعف الوظائف الحيوية للأوعية الدموية المغذية لهذه المنطقة.