كيف اعلق قلبي بالله؟ دعاء تعلق القلب بالله

Mohamed Sheref
2022-05-27T17:41:35+00:00
تعلق القلب بالله
Mohamed Sherefالمُدقق اللغوي: admin27 مايو 2022آخر تحديث : منذ سنتين

ليس الإنسان معصوماً عن الخطأ، لكنه مسؤال عن عدوله عن هذا الخطأ، وعقد النية للتوبة من جديد، وبدء صفحة يتقرب بها من الله، ليتعلق قلبه به دون غيره، فليس هناك من تعلق بالله وخاب آمله ورجاؤه، فهو وحده سبيل النجاة والخلاص من هموم الدنيا وتقلباتها المتعاقبة، لذا فإن السؤال الشائع كيف اعلق قلبي بالله؟ يمكن الإلمام بكافة جوانبه، واستعراضه تفصيلياً في هذا المقال بمزيد من الشرح والإيضاح.

 اعلق قلبي بالله - مدونة صدى الامة
كيف اعلق قلبي بالله؟

كيف اعلق قلبي بالله؟

  • إن التعلق بالله طريق يسير عليه العبد، ليبلغ منتهاه، فليس الطريق لمن سبق، ولكن الطريق لمن صدق، فيجب أن تكون النية حاضرة، والنفس صادقة في الوصول لنهاية هذا الدرب.
  • يفسد القلب عند تعلقه بالأسباب دون التعلق بمُسبب الأسباب، لذا يجب أن تنشغل جوارحك بذكر الله، وأن يكون قلبك معلقاً به باعتبار المُسبب لكل شيء، فمتى حضرت هذه النية، تعلق قلبك على الفور.
  • أن يكون التوحيد محل نظر القلب، وأن يكون اليقين موجهاً نحو الله، والبعد عن الالتفات (مُلتفت لا يصل)، فالخير والشر، والنفع والضر، والعطش والارتواء، والصحة والمرض، جميعها بإرادة الله وتدبيره، فهو خالق كل شيء.
  • البعد عن أهواء النفس، ومجاهدة شهواتها ورغباتها قدر المستطاع، وعدم ترك النفس لها أو الانشغال بما تبتغي.
  • تجنب الفراغ، فإن لم تشغل نفسك بالحق، شغلتك عن الحق.
  • النظر إلى الدنيا على أنها دار فناء، فلا طائل من الانشغال بها أو السعي لنيل ملذاتها وحصد مغرياتها، ففي ذلك شراء للدنيا على حساب الآخرة.
  • العلم بأسماء الله وصفاته، فذلك إقرار بالوحدانية، وتسليم لمشيئته وإرادته.

التعلّق بالله

  • قد قيل قديماً: (التعلق بالفاني يُفنيك، والتعلق بالباقي يُبقيك) وذلك قول حسن نلحظ فيه مدى إخلاص العبد في توحيد الله وتنزيهه وفرط تعلقه بخالقه.
  • فالدنيا بكافة ما فيها من ملذات ومغريات ومتاع عابرة، ولن يحصد منها الإنسان شيء، وما تعلق به قلبه، سوف يفنى بفناء ما تعلق به أو برحيل الشخص نفسه.
  • فالمؤمن الحق هو الذي يسعى في كافة أحواله إلى تعليق قلبه بخالقه واللجوء إليه، فلا يحل أن يكون القلب موضع لمُتعلقات غير الله، ولا أن يُضاهيه إنسان أو حاجة تنشغل بها النفس.
  • فإن تعلق الإنسان بغيره، فهو ترك قلبه لأسباب فانية لا حول لها ولا قوة، ونسى مُسببها وخالقها، وفي ذلك جفاء من العبد لبارئه ومُسبب وجوده.
  • لذا يبدأ التعلق بالله، متى خلص الإنسان نفسه من تعلقه بغيره، وترك الإنشغال بالدنيا وملذاتها، فلا يصح أن تكون الدنيا شاغله الأول، ويكون ذلك على حساب آخرته.

علامات التعلّق بالله

يستطيع العبد من خلال بعض العلامات معرفة مدى تعلقه بالله من تعلقه بغيره، ولا شك أن الطريق لذلك يحتاج إلى مجاهدة للنفس، وبذل النفيس والغالي لنيل القرب والاصطفاء، ومن علامات التعلق بالله:

  • الشعور بالسكينة والطمأنينة، فمن تعلق بالله، صاحبه الأمن الأمان أينما ذهب وأينما حل، ولا يشعر بثقل الحياة، ولا يقع في قلبه مكان للشكوى أو التذمر.
  • العيش كعابر سبيل، فهو لا يبتغي من الدنيا شيء، ولا يسعي لتحصيل شيء، ولا يتعلق قلبه بشيء، كل ما يبتغيه أن يعبر منها برضا من الله وتوفيق منه.
  • تكون أعماله وأقواله لله وبالله وفي الله.
  • السرور بهذا القرب، والتسابق في فعل الصالحات من الأعمال، والتهلف لرؤية الخالق.
  • الخضوع لمشيئة الله، والإيمان بالقدر خيره وشره، وارتضاء ما يرتضيه الخالق.
  • الكفاية، فالعبد المُعلق قلبه بربه يكفيه أن يرضى الله عنه، وأن يكون قريباً منه.
  • يُصاحبه لطف الله وعنايته، حيث ينجو من الكروب والشرور، وتحاوطه هالة من النور تحميه من الفتن والشبهات، ويكون الله عوناً له عند الشدائد والمصائب.

طرق لتعلق القلب بالله

هناك عدة طرق لتعلق القلب بالله، ومنها:

  • الاستغناء، فمن أراد أن يعلق قلبه بالله،وكان رجاؤه الخروج من الدنيا سالماً معافياً من شوائبها، عليه أن يستغني عن الناس برب الناس، وأن لا يكون سؤالهم عنه واهتمامهم به شاغله الأول.
  • تجنب الفتن قدر المستطاع، والنأي بالنفس عن مواضع الشبهات ما ظهر منها وما بطن، والبعد عن الذنوب والآثام والطرق الموصلة إليها.
  • البقاء قرب الصالحين، والقعود في مجالسهم، والإكثار من ذكر الله.
  • أن يستشعر المرء مراقبة الله له في سكناته وحركاته، وأنه معه في كل لحظة وحين.
  • أن يتقين أن أقرب إليه من حبل الوريد، وأن سميع عليم بحاله ونواياه.
  • التوكل على الله، فذلك مما يُعين المرء على التعلق بالله، فعندما يدرك الإنسان أن بيد الله الأمر كله، إن يشأ يمنع، وإن يشأ يسر، تعلق قلبه به.

دعاء لعدم تعلق القلب بغير الله

اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري، وتكشف بهاهمي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتُبيّض بها وجهي.

اللهمَّ إليك مددتُ يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ لا هاديَ لمن أضللت، ولا معطيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت.

اللهمَّ لا تحرمني سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندي، ولا تُجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك ولا تخيبني وأنا أرجوك.

اللهمَّ إني أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك، فلا راحم غيرك، ولا إله غيرك، لا إله إلا أنت سبحانك.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وآل سيدنا إبراهيم.

كيف أعلق قلبي بالصلاة؟

إن مسألة العودة إلى الصلاة، وتعليق القلب بها، مسألة تحتاج إلى الهِمة والصبر والسير بخطوات ثابتة، ويجب أن يضع الإنسان في عين الاعتبار أن الله لا يمل حتى تملوا، وأنه يقبل التوبة ولو أخطأت ألف مرة، لذا فإن الانتكاسة يجب أن يعقبها توبة، والذنب يعقبه صلاح وعودة من جديد.

  • التطوع في بعض الأعمال الخيرية، والانخراط في جماعة تواظب على حفظ القرآن وتلاوته، ويذهبون للصلاة معاً.
  • إدراك فضل الصلاة، والثواب الكبير الذي يناله العبد منها، فهي أحب الأعمال عند الله، وبها تقبل كافة الأعمال.
  • أن يكثر العبد من الدعاء لله بأن يثبت قلبه، ويُخصله من همزات الشيطان وهواجس النفس.
  • مجاهدة النفس وتدريبها على الطاعة، وتقويمها عند الخطأ، وترويضها بالعقاب عند الوقوع في الذنب.
  • أداء الصلاة في وقتها، فالتأجيل يعقبه تأخير، والتأخير يعقبه تمطيل، والتمطيل يعقبه تقصير، فابتعاد وانقطاع.
  • انتقاء الصحبة الصالحة التي تُعين المرء على أداء عباداته، وتحثه على عمل الخير، وتدفعه إليه، وتكون سبباً في ابعاده عن الشبهات والمعاصي.
  • حضور مجالس العلماء والصالحين، والإنصات إليهم والاستغراق في مواعظهم.
  • الخضوع لله والاستشعار بعظمته عند الوقوف بين يديه، فالصلاة هي الوقت الوحيد الذي يستطيع العبد فيه مُناجاة ربه والحديث معه عما يشغله ويعكر صفو مزاجه.
  • ضع أمر الآخرة دائماً في قلبك، وتذكرها كي لا يجف قلبك ويفسد.
  • إدراك فضل من ينتظر الصلاة، فقد بشر سيدنا محمد -صل الله عليه وسلم- بأن الذين ينتظرون مواقيت الصلاة للقاء ربهم، يُفتح لهم باباً من السماء، ويُباهى بهم الملائكة الكرام.
  • وعندما يتعلق قلبك بالصلاة، وتُبادر بأداء كافة الصلوات التي تأخرت عنها قديماً، ستجد نفسك تسابق لأداء النوافل والسنن.

من تعلق قلبه بالله كفاه

  • قال المولى عز وجل: ” أليس الله بكافٍ عبده ” فمن تعلق قلبه بالله كفاه، ومن توكل عليه هداه، ومن أكثر من ذكره حماه.
  • ومن لم يتعلق قلبه بالله، لن يجد له نصيراً في الدنيا ولا الآخرة.
  • ومن التجئ إليه وتعلق به، وتوكل عليه، وفوض أمره إلى ربه، فقد كفاه وهداه، وقضى حاجته، ويسر له أمره، وقرب له مراده.
  • ومن ضيع الله، ضيعه الله، ومن تعلق به، فقد حفظه ونال عنايته ومحبته، واصطفاه وأنزل به رحمة.
  • فالتعلق فيه الكفاية والهداية، فهو يكفيه شرور الناس ومخاطر الطريق ومكائد الشيطان وهواجس النفس وبواعث الفتن، ويعينه على قضاء حوائجه ونيل مقاصده ومآربه، ويفرج كربه وهمه، ويذهب عن قلبه اليأس، ويهديه صراطاً مستقيماً في الدنيا والآخرة.
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.