متى يتكلم الطفل بابا ماما؟
عادة ما يبدأ الأطفال في التعبير بكلمات بسيطة مثل “ماما” و”بابا” في حوالي التسعة أشهر من العمر. ومع ذلك، ليس من الضروري أن يتقن جميع الأطفال هذه الكلمات في نفس الوقت، فقد يحتاج بعضهم إلى وقت أطول قليلاً لاستخدامها. لا توجد قاعدة محددة تحدد أيهما ينطق الطفل أولاً، “ماما” أو “بابا”.
من المرجح أن ينطق الأطفال بكلمة “ماما” في البداية نظرًا لسهولة نطق الحرف الساكن “M”، وهو مشابه للأصوات التي يصدرها الطفل عند القرقرة في سن ستة أشهر.
بمرور الوقت وتطور قدرات الطفل اللغوية وزيادة قوة عضلات الوجه والفم، يصبح قادرًا على نطق أصوات ساكنة متنوعة بشكل أفضل. تستطيع معظم الأطفال في نهاية السنة الأولى، أو بحلول الشهر الثاني عشر من العمر، قول كلمات مثل “ماما” و”بابا” بوضوح أكبر.
كيف تدفعين طفلك ليقول: ماما.. بابا؟
كل طفل ينمو ويتعلم بوتيرته الخاصة، ويمكنه تحقيق الإنجازات في أوقات مختلفة. من الجيد أن تقوم بتنفيذ مجموعة متنوعة من الأنشطة معه.
طريقة فعالة لتعليم طفلك الأسماء تتمثل في الإشارة إلى الأشياء وذكر أسمائها بوضوح. أثناء اللعب، يمكنك الإشارة إلى الألعاب ونطق أسمائها، وكذلك فعل ذلك مع الحيوانات الأليفة أو الأشخاص أثناء تحركهم.
مع نمو الطفل، يمكنك تعزيز تعلم الأسماء باستخدام جمل مثل “أين بابا؟” و “انظر، إنها ماما”. هذا يساعد الطفل على ربط الأسماء بالأصوات والوجوه، ويعزز فهمه لمعنى هذه الكلمات.
اختر وقتًا للقراءة مع طفلك، قم بحمل كتاب مصور واقرأه بصوت مرتفع. أثناء القراءة، أشر إلى الصور ونطق أسمائها. في المرات التالية للقراءة، يمكنك إشراك طفلك أكثر بطلب منه تسمية الصور التي أشرت إليها سابقًا.
ما هي مراحل النطق عند الأطفال؟
تتطور قدرة الطفل على الكلام عبر مجموعة من المراحل المتسلسلة، حيث يبدأ التطور اللغوي قبل النطق الفعلي لأول كلمة. سنستعرض هنا المراحل الأساسية لتطور اللغة عند الأطفال والإنجازات المتوقعة في كل مرحلة من مراحل نموهم.
منذ الولادة – 6 أشهر
منذ اللحظات الأولى لحياته، يبدأ الرضيع في التفاعل مع الأصوات التي تحيط به، حيث يعمل على تمييز هذه الأصوات وربطها بمنابعها المختلفة، فعلى سبيل المثال، يستطيع تعرف صوت والديه والأصوات الأخرى في المنزل كصوت الحيوانات الأليفة.
هذا التفاعل يشمل أيضاً التوجه نحو مصدر الصوت الذي يسمعه. من الجدير بالذكر أن كل كلمة تُقال في حضور الطفل تثري قدرته على النطق في المستقبل لأنه يخزن هذه الكلمات ويتعلم منها.
في الأشهر الستة الأولى، يستعمل الطفل البكاء كأسلوب أساسي للتعبير عن احتياجاته ومشاعره المختلفة، كالجوع، التعب أو الألم، ويمكن ملاحظة تغيرات في نبرات البكاء تبعًا لكل حالة. تتطور قدرات الطفل تدريجيًا حيث يبدأ بعد ذلك في استخدام لسانه وشفتيه لإصدار أصوات بسيطة وعفوية، مما يعد خطوة أولى نحو تعلم الكلام.
4 أشهر – 6 أشهر
خلال الفترة ما بين الشهر الرابع والسادس من عمر طفلك، ستشهدين تطورات ملحوظة في قدراته اللغوية. في هذه المرحلة، يبدأ الطفل بإطلاق أصوات جديدة ونطق حروف متنوعة بشكل عفوي. كما سيتمكن من التعرف على أسماء شائعة مثل “ماما” و”بابا”، وحتى اسمه الخاص. هذا ويدرك الصغير أيضًا أن الجمل التي يسمعها تنقسم إلى كلمات مستقلة.
7 أشهر – 12 شهراً
خلال الشهور الأولى من حياة طفلكِ، ستشهدين تطورات مثيرة في قدراته على التواصل. في الشهر التاسع على وجه الخصوص، قد يبدأ طفلك في استخدام يديه للإشارة أو طلب الأشياء التي يرغب بها، مظهراً بذلك نوعاً من التواصل غير اللفظي.
كما ستلاحظين محاولاته المستمرة لتقليد الأصوات والإيماءات التي يلمسها من حوله. غالباً ما تكون هذه الفترة هي الوقت الذي ينطق فيه بكلمته الأولى، ومع كل يوم يمر، يزداد مخزونه من الكلمات، مما سيمكنه تدريجياً من تشكيل جمل مفيدة ومعبرة.
متى تنبغي استشارة طبيب الطفل؟
إذا لاحظت علامات تدل على تأخر في تطور الكلام عند طفلك، من المهم أن تستشير طبيبه في هذا الشأن. قد تكون هناك أسباب مختلفة لذلك، مثل مشاكل في السمع أو غيرها من الصعوبات التنموية. يمكن للطبيب أن يوجهك إلى أخصائي في السمعيات أو في أمراض اللغة والتخاطب لمزيد من التقييم والمساعدة.
إن كان طفلك ينمو في بيئة ثنائية اللغة، فمن الممكن أن يتم تقييمه من قِبل اختصاصي في التخاطب لكلا اللغتين لفهم مستواه بدقة.
لتشجيع طفلك على الكلام، احرص على التفاعل معه يوميًا. تحدث معه عن نشاطاتك والأماكن التي تزورها، ولا تتردد في غناء الأغاني أو سرد قصص ممتعة. العد مع طفلك أو تعليمه تقليد الأصوات والحركات مثل التصفيق أو أصوات الحيوانات يمكن أن يساهم بشكل إيجابي في تطور قدراته اللغوية.
كن مشجعًا وإيجابيًا دائمًا عندما يحاول طفلك الكلام، وحاول تكرار الأصوات التي ينتجها. يساعد التكلم بطريقة بسيطة ومفهومة في تقليدك أثناء تعلمه الكلام.