أعراض نقص الحديد عند النساء
غالبًا ما يعاني الأشخاص ذوو نقص الحديد من الإرهاق المستمر لأن الحديد يلعب دورًا مهمًا في إنتاج الهيموجلوبين، الذي يساعد في نقل الأكسجين في الدم.
عندما يقل الهيموجلوبين، لا تحصل الأعضاء والأنسجة على كفايتها من الأكسجين مما يؤدي إلى تقليل الطاقة وزيادة عمل القلب لتعويض النقص، مما يؤدي إلى سرعة الإرهاق خاصة عند القيام بأنشطة بدنية، إلى جانب صعوبات في التركيز والشعور المتكرر بالدوار.
ترتبط انخفاض مستويات الهيموجلوبين أيضًا بالشحوب اللافت للنظر في البشرة لأن الهيموجلوبين يعطي الدم لونه الأحمر، وهذا يؤثر على لون الجلد ويظهر بوضوح في الوجه والشفاه وتحت الأظافر ويمكن ملاحظة الهالات السوداء تحت العين.
نقص الحديد يقلل من مستويات الهيموجلوبين مما يؤدي إلى انخفاض أكسجين الدم واحتياج الجسم لمعدلات أعلى من التنفس لمحاولة التعويض عن ذلك النقص، مما يسبب ضيقًا في التنفس، خصوصًا خلال بذل الجهد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب نقص الحديد تسارع نبض القلب أو ما يعرف بخفقان القلب، حيث يحتاج القلب للعمل بجهد أكبر لضخ الدم المحمل بالأكسجين، مما قد يثير الشعور بنبضات غير منتظمة أو سريعة، وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى تضخم القلب أو قصور فيه.
يؤثر نقص الحديد على صحة الشعر أيضًا، فالشعر يصبح جافًا وضعيفًا وقد يتساقط بسبب قلة الأكسجين المتوفر للخلايا المسؤولة عن نمو الشعر. كما يظهر تأثر الأظافر حيث تصبح هشة وقد تتكسر بسهولة.
من ناحية أخرى، يسبب نقص الحديد تأثر الفم واللسان حيث قد يتورم اللسان أو يتلون بلون شاحب أو يصبح أملسًا، بالإضافة إلى جفاف الفم وظهور شقوق وقرح مؤلمة.
أخيرًا، يرتبط نقص الحديد أيضًا بالصداع، خاصة بين النساء. ويعتقد الباحثون أن التغيرات في وظيفة الدوبامين ومستويات الاستروجين بسبب النقص قد تسهم في تكرار الصداع.
ما أسباب نقص الحديد في الجسم؟
عندما لا يحصل الجسم على كفايته من الحديد عبر الغذاء، قد يرجع ذلك إلى عوامل متعددة كالتزام بأنظمة غذائية صارمة أو الانتقال إلى نظام يعتمد بشكل أساسي على الخضروات والفواكه فقط، أو حتى فقدان الرغبة في تناول الطعام.
يعد فقدان الدم أحد المؤثرات الأساسية لنقص الحديد، خصوصًا مع النزيف المستمر كما في حالات الدورة الشهرية الثقيلة، وكذلك النزيف الناتج عن بعض الأمراض مثل القرحة أو الأورام في الجهاز الهضمي، فضلاً عن التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب.
قد تؤدي بعض المشكلات الصحية التي تصيب الأمعاء الدقيقة مثل مرض الاضطرابات الهضمية إلى عرقلة قدرتها على استخلاص الحديد من الأطعمة، ما يؤدي إلى تراجع مستويات الحديد.
خلال فترة الحمل والرضاعة، تزداد الحاجة إلى الحديد في جسم المرأة لدعم النمو الصحي للجنين ومن ثم الطفل عبر الرضاعة، إذ تنقل أمه له الحديد والعناصر الأساسية الأخرى. تصبح المرأة أكثر عرضة لنقص الحديد إذا لم تلتزم بتناول المكملات الغذائية الموصوفة أو بعد فقدان الدم خلال الولادة.
يواجه الرياضيون خطر نقص الحديد أيضًا، نظرًا للمجهود البدني المتزايد الذي يتطلب إنتاج أعداد أكبر من خلايا الدم الحمراء، ما يرفع من الحاجة للحديد خاصة إذا لم يحرصوا على تناول أطعمة غنية بهذه المادة.
كيف يمكن الوقاية من انيميا نقص الحديد؟
للحماية من أنيميا نقص الحديد، من المهم تضمين الأغذية الغنية بالحديد في النظام الغذائي، مثل الفاصولياء، السبانخ وأنواع أخرى من الخضروات الورقية، الفواكه المجففة كالزبيب، البيض، الحبوب التي تُعزز بالحدييد، البازلاء، الدجاج، اللحوم الحمراء، وأصناف مختلفة من المأكولات البحرية.
كما يُنصح بإدراج الأطعمة التي تعزز امتصاص الجسم للحديد، والتي تحتوي بشكل كبير على فيتامين سي مثل البروكلي، السبانخ، المانجا، البرتقال، والطماطم.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد استعمال حليب الأطفال المُدعم بالحديد أمراً هاماً للوقاية من فقر الدم في الصغر، مع الحفاظ على إرضاع الأم لطفلها.
نصائح عامة لعلاج نقص الحديد
لضمان تحصيل العلاج الأمثل لأي نقص في الحديد، يُنصح باتباع عدة إجراءات مفيدة. أولًا، من الضروري التشاور مع طبيب مختص لتطوير خطة علاجية متكاملة.
بالإضافة إلى ذلك، يُفضل تضمين أطعمة مرتفعة بالحديد ضمن النظام الغذائي اليومي كاللحوم والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة كالسبانخ والكالي، إلى جانب الأسماك، البقوليات، والمكسرات.
أيضًا، يعزز تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي من امتصاص الحديد في الجسم. من الهام كذلك الابتعاد عن تناول أطعمة قد تحد من امتصاص الحديد بشكل فعّال مثل القهوة والشاي ومنتجات الألبان بكميات كبيرة. وأخيرًا، في حال وصف الطبيب مكملات حديد، يُستحسن تناولها مع عصير البرتقال لتحسين الامتصاص.