أنواع الأسرة في علم الاجتماع

Mohamed Sheref
أنواع الأسرة
Mohamed Sherefالمُدقق اللغوي: admin7 مايو 2022آخر تحديث : منذ سنتين

قد يعتقد البعض أن الأسرة في جوهرها لا تنقسم إلى أنواع،  وأن هناك نوع واحد فقط من الأسرة، وهذا خلط شائع عند الكثيرين منا، فعلى النقيص نجد أن أنواع الأسرة في علم الاجتماع مُتعددة، وكل نوع له خصائصه الذي تميزه، وفي هذا المقال سوف نستعرض مفهوم الأسرة وأنواعها والخصائص المُميزة لكل نوع والوظيفة الأسمى للأسرة والفارق بين الأسرة المتماسكة والمُفككة.

 الأسرة - مدونة صدى الامة
أنواع الأسرة

أنواع الأسرة

  • تعتبر الأسرة النواة الأساسية والخلية في تكوين قواعد المجتمع البشري، فما يتم غرسه بين أفراد الأسرة الواحدة، يكون المعول الرئيسي للكيفية التي يُبنى عليها المجتمع، وتتكون الأسرة من الأب والأم والأبناء، فمكونات الأسرة أفراد يجمع بينهم صلة الدم والقرابة.
  • وتساهم الأسرة في كافة أنشطة المجتمع وتتفاعل معه، فما يؤثر بها يكون له تأثير بالسلب أو الإيجاب في الجوانب الاجتماعية والعلاقات القائمة بين أفراد المجتمع، وللأسرة حقوق لا يجب إغفالها، كالحق في الرعاية والصحة والتعلم والسكن والأمان.
  • أما واجباتها فتتمثل فيه عملية التنشئة السليمة والتربية القويمة، والتقويم الدائم للأطفال ونقل التراث واللغة من جيل لآخر، فلا شك أن تعليم الأطفال وغرس الانضباط والنظام في نفوسهم، يكون له مردود إيجابي في تقدم المجتمعات وتساميها عن سائر الأمم الأخرى.
  • ويبقى السؤال الأهم، هل للأسرة أنواع أم تتوقف عند حدود البنية الواحدة والشكل النمطي المُتعارف عليه؟ بلا شك تتعدد أنواع الأسر، ونذكر منها:

الأسرة النواة

  • وهو نوع من الأسرة يتألف من الزوجين وأطفالهم، وهذا النمط شائع جداً في الدول الأوروبية وبعض الدول العربية، ويتسم هذا النوع بالبساطة وصغر الحجم وقوة الروابط الاجتماعية والمسؤولية والاستقلالية التامة سواء في المسكن أو الدخل.
  • ويقصد أيضاً بالأسرة النواة أنها تعتبر جزء منفصل عن النمط الريفي الذي تسكن فيها الأسرة مع الأقارب والأجداد، لذلك يتواجد هذا النمط في المدينة أكثر مما نلحظه في الريف الذي يتمتع بالروابط الحميمية والشراكة في الدخل والمسؤولية والحجم.
  • ومن أهم العوامل التي كانت سبباً في خلق الأسرة النواة الثورة الصناعية والتكنولوجيا الفائقة والتطور المشهود في كافة جوانب الحياة المختلفة، فمع بدء التصينع واستخدام الآلة، بدأ الرجال ينتقلون من الريف إلى المدينة.
  • وفي هذا التنقل تنشأ الأسر التي تستقل جزئياً عن الأواصر العائلية الممتدة، حيث يبدأ الرجل في البحث عن السكن المناسب الذي يربطه بالمصنع بدلاً من السفر والتنقل بشكل دائم، مما يدعوه إلى الاستقرار وبناء الأسرة في المدينة التي توفر له العمل المناسب بشكل يجعله قريباً منه.

الأسرة الممتدة

  • هذا النمط من الأسر يكون مختلفاً عن النمط الأسري السابق، فهو النمط القديم والمألوف، والتي تكون فيه الأسرة عبارة عن عدة وحدات يربط بينها الإقامة المشتركة والمسكن الواحد والقرابة الدموية والدخل المشترك.
  • وهذا النمط نلحظه بكثافة في المجتمع الريفي الذي يُعزز من قوة الروابط بين أفراد العائلة الواحدة، ويؤسس المسكن الذي يجمع الشمل والقرابة، والأسرة الممتدة تنقسم لنوعين.
  • الأسرة الممتدة البسيطة، وهذا النوع يضم الأجداد والزوجين والأبناء وزوجاتهم.
  • الأسرة الممتدة المركبة، وهذا النوع يكون أكثر تركيباً وتعقيداً من سابقه، حيث يضم الأجداد والزوجين والأبناء وزوجاتهم والأحفاد والأصهار والأعمام، ويتسم هذا النمط بكونه يضم ثلاث أجيال أو أكثر.
  • ومن الجدير بالذكر أن هذا النمط تعلو فيه الأعراف والقواعد والعادات والتقاليد، وتشتد فيه الرقابة لضبط السلوك، والالتزام الحاد بثقافة المجتمع وعدم الخروج عليها، وتعد وحدة اجتماعية واقتصادية يرأسها الجد أو مؤسس الأسرة.

الأسرة المشتركة

  • يعتبر هذا النوع متشابهاً إلى حد بسيط مع الأسرة الممتدة لكنه يختلف عنها في انخفاض الوحدات الأسرية.
  • حيث تتكون هذه الأسرة من وحدات أسرية ترتبط من خلال الأب أو الأم أو الأخ والأخت.
  • ويجمع بين هذه الوحدات، الإقامة المشتركة والواجبات والالتزامات الاجتماعية والاقتصادية أيضاً.

الأسرة الاستبدادية

  • تخضع هذه الأسرة لسيطرة الأب، فهو صاحب الكلمة الأولى وهو مُشرع القوانين والقواعد، ويعتبر مركز السلطة المطلقة بين أفراد الأسرة.
  • وفي هذا النوع، ينخفض دور الأم أو الزوجة، وتقل هيبتها وقدرتها على تحقيق الشراكة مع الرجل.
  • فقد ذهبت بعض الدراسات إلى التأكيد على تهميش دور الزوجة إلى حد كبير، وقد تفقد شخصيتها وهويتها الاجتماعية والقانونية، وتكتفي فقط بدور التربية والتنشئة للأبناء.

الأسرة الديمقراطية

  • وهذا النمط يعتبر مغايراً للنوع الذي ذكرناه سابقاً، وتقوم هذه الأسرة على أساس الشراكة والتعاون والفهم المشترك لمقتضيات العيش السليم.
  • ويحظى كل فرد بدوره وحريته في التعبير والتخطيط وإبداء الآراء التي تفيد في حل الأزمات المختلفة والمسائل الشائكة التي تهدد استقرار الأسرة.
  • ويتحقق في هذا النوع قدر كبير من المساواة والتفاهم والتقسيم المضبوط للأعمال، وينتشر هذا النوع في المجتمعات المتقدمة والصناعية.

أنواع الأسرة في علم الاجتماع

  • إن التقسيم الاجتماعي للأسرة يتقارب إلى حد كبير من التقسيم الذي وضحناه سالفاً، وقد ذهب علماء الاجتماع إلى وضع مفاهيم قد تبدو متباينة لأنواع الأسرة، وفي النقاط التالية نذكر ثلاث أشكال من الأسرة:

الأسرة الزوجية أو النووية

  • وهذا الشكل يتكون من الأب والأم والأبناء غير المتزوجين.
  • ونلاحظ في هذا الشكل هيمنة الذكر على الأسرة، فيكون الأب هو الأساس والعمود الرئيسي لكافة احتياجات ومتطلبات أفراد الأسرة.
  • وقد اتجه بعض العلماء إلى اطلاق مفهوم (الأسرة الأبوية) على هذا النمط الأسري، وذلك لتبعية النساء والذرية قانونياً واجتماعياً للذكور.
  • ويتم توريث هذه السلطة عبر الأجيال، ليكون الرجل هو النواة الأساسية لكافة أفراد الأسرة.

الأسرة الأمومية

  • وهذه الأسرة تمثل وحدة بسيطة للغاية، وتتألف من الأم وأطفالها فقط.
  • وتوصف هذه الأسرة بأنها مرتكزة على الأم كأساس للدخل والتنشئة وتلبية متطلبات البيت والأطفال، وتوفير رأس المال لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.
  • ومن جانب آخر، يرى علماء الاجتماع أن الأب يحتل الدور الثانوي في هذا النمط، فيكون حضوره متقطع في حياة أطفاله.

أسرة القرابة

  • وهو الشكل المألوف للأسرة من جانب واحد، ويتكون من الأب والأم والأطفال بالإضافة إلى أقارب آخرين.

أنواع الأسرة في الإسلام

  • الأسرة في الإسلام عبارة عن وحدة اجتماعية تتألف من الزوج والزوجة وأولادهما، وهي اتحاد بين الأب والأم ورباط متين إلى أمد بعيد.
  • كما تعتبر اللبنة الأساسية في تكوين المجتمعات المسلمة المُحافظة على أحكام الشريعة والتقاليد والأعراف المتوارثة.
  • وُتبنى على أساس ارتباط الذكر والأنثى في نطاق يحل له شرعاً فيه مجامعتها.
  • كما تعد الأسرة في المجتمع المثالي الرباط الذي يُحقق السعادة الكُبرى ويكون أثره ملحوظاً في المحافظة على متانة المجمتع، وذلك بالحد من الأفعال المُنكرة والتصرفات الهوجاء والآثام التي ينجرف نحوها الشباب دون إرادة.
  • وعن أنواع الأسر في الأسلام، فلم يحدد لها نطاق بعينه، ولم يسرد عنها ما يمكن التعبير عنه، لكن نظام الأسرة في الإسلام مقتصر على النمط المألوف الذي نبصره في مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة.
  • وإن لم يذكر الإسلام أنواعاً بعينها إلا أننا نستنبط منه تأكيد على ضرورة الحفاظ على طبيعة الأسرة الممتدة التي تقوم على أساس التشارك وصلة الرحم والتقارب والود الدائم، والتعاضد عن الأزمات، والتوصل للحلول السديدة للمسائل التي قد تنشب عنها خلافات غير محمودة.

مفهوم الأسرة للأطفال

  • تعددت دلالات ومفاهيم الأسرة التي تتناقلها الدراسات الإجتماعية، ونجد فيها التعريف المناسب للأطفال، حيث تعتبر الأسرة من أهم العناصر الموجوة والتي تُلبي احتياجات الطفل، وتوفر له الأمان والظروف السوية للتربية السليمة والنمو السوي.
  • فالأسرة بالنسبة للطفل تعد المكون الرئيسي لشخصيته، والسبب خلف تقويم هويته ومعتقداته التي ينشأ عليها، ويكتسب من خلالها القدرة على العيش كمواطن وفرد سوي في مجتمعه، ويشارك فيه بقدراته ومهاراته التي اكتسبها بمراحل عمره.
  • كما تعد الأسرة بمثابة عملية التنشئة التي يجد فيها الطفل العناية اللازمة والرعاية الجيدة لإشباع رغباته والتعبير عن نفسه بصراحة.
  • والعلاقة بين الأسرة والطفل علاقة تأثير وتأثر، فالأسرة من أب وأم تؤثر في الطفل بما تزرعه فيه من أخلاقيات وسلوكيات وعادات يكبر عليها ويتشبث بها، ويترك ما دونها حسب مقتضيات الزمن، كما يؤثر الطفل في أسرته بنقل التراث والثقافة التي زُرعت فيه في مراحل الطفولة والصبا.
  • ويذهب علماء الاجتماع إلى القول بأن الطفل ينظر إلى الأسرة باعتبارها البيئة الخصبة التي تُلبي متطلباته وتوفر له المقدرة على بلوغ أهدافه وغاياته، وهي الغطاء الذي يشعره بالأمان والطمأنينة لخوض تجارب الحياة واكتشاف هويته بنفسه، وتحقيق ما يُناسب طموحه ويتوافق مع آراءه الخاصة وقناعاته التي تكونت بمرور الوقت.

مفهوم الأسرة وانواعها

الأسرة عبارة عن مؤسسة اجتماعية، وبفضلها يكون المجتمع متماسكاً، ومن ثم نجد الأسرة تتأثر بشكل واضح بالتغيرات المجتمعية الطارئة والثقافات الوافدة من الخارج، لذا نلحظ التغير الذي يطرأ على الأسر من عصر لآخر، وذلك ناتج عن التبدلات والظروف الحياتية المختلفة، والانفتاح على العوالم الأخرى، والأخذ منها.

  • وتُعرف الأسرة على أنها رابطة اجتماعية تجمع بين شخصين أو أكثر بروابط القرابة وصلة الدم، وقد يكون ذلك عن طريق الزواج أو التبني، وتبدأ الأسرة في التكون من خلال الزواج ثم إنجاب الأطفال أو تبنيهم، ويكون الأب والأم المحور الرئيسي لتلبية رغبات الأطفال والإشراف عليهم لضخهم للمجتمع للمساهمة فيه.
  • ومن جانب آخر، يُنظر إلى الأسرة على اعتبارها علاقة بين رجل وامرأة تبدأ بالزواج وإقامة علاقة جنسية من منظور ديني وفي نطاق مُعترف به من قبل المجتمع، ويترتب على هذا الزواج حقوق وواجبات يتشارك فيها الجنسين.
  • ويتم تصويب هذه الواجبات نحو الأطفال ويبرز ذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتربية السليمة وتوفير احتياجاتهم المادية والروحية في ظل بيئة يشيع فيها الود والمحبة والاستقرار.
  • وتتجه بعض الدرسات إلى التأكيد على أهمية النظر للأسرة من خلال المنظور الوظيفي لها، فالأسرة تضم الأب والأم والأطفال، مع توفير المجال لذكر الوظائف التي تقوم بها الأسرة، والنتائج الفعلية التي تقدمها للمجتمع، وذلك من خلال الواجبات التي تُكلف بها.
  • وطبقاً لهذا التعريف، فقد وُضعت بعض الشروط التي من الضروري أن تتوفر في الأسرة كي يُطلق عليها هذا اللفظ، وإذا لم تتوفر فيها، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق عليها لفظ الأسرة، ومن ضمن هذه المعايير:
  1. الرعاية الأسرية والعاطفية.
  2. المشاركة في كافة الموارد المادية.
  3. العناية بالأطفال والاهتمام بهم حتى سن النضوج والقدرة على التفاعل مع المجتمع والمساهمة في عملية تماسكه وتقدمه.
  4. نقل التراث من جيل إلى جيل.
  5. الالتزام العائلي وتقسيم المسؤوليات والأعمال وتوزيعها بين أفراد الأسرة.
  6. تحديد هوية الأفراد التي تتعهد الأسرة بهم بشكل قانوني.

وبالمجيء لأنواع الأسرة، فقد أكدت بعض الدراسات على أن الأسر لها أشكال وأنواع قد تعارف عليها العلماء، ومنها:

  • الأسرة النووية، وتتكون من أب وأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين، ولا ضراوة في أن يقيم معهم أحد الأقارب كالأخت أو الأخ.
  • الأسرة الممتدة، وتتألف من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين والأولاد وزوجاتهم وأبنائهم والأقارب كالعم والعمة والإبنة الأرملة، ويسكنون في نفس محل الإقامة تحت إشراف من الأب أو كبير العائلة أو الجد.
  • أسرة التوجيه، وتمثل المرحلة الأولى من تكوين الأسرة النووية حيث تضم الأب والأم والأولاد غير المتزوجين.
  • أسرة الإنجاب، وتنشأ هذه الأسرة عندما يتزوج الابن ويكون أسرة نووية جديدة، فعندئذاً تسمى الأسرة الأولى أسرة الانجاب.
  • أسرة زوجية، وتضم الأب والأم وأولادهما الإناث والذكور غير المتزوجية، ولا يقيم أي فرد من الأقارب معهم.
  • أسرة الوصايا، ويكون فيها أعضاء الأسرة أوصياء على اسم الأسرة وأملاكها ونسبها وحسبها.
  • الأسرة المنزلية، ويُشتق هذا النوع من أسرة الوصايا، ونلاحظ فيها تضاعف وثقل سلطة الدول، وانخفاض سلطة الأسرة.
  • الأسرة الذرية، وفي هذا النوع تقل سلطة الأسرة حد الزوال والتلاشي، وتتضاعف سلطة الدول، ويظهر ذلك في تنظيم سلوكيات أفراد الأسرة وتحديد النسل.

خصائص الأسرة

الأسرة كنظام اجتماعي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوهر المجتمع يمتاز بعدة خصائص تعبر عن روح هذا المفهوم والغاية التي يستهدفها ويتضمنها، ومن خصائص الأسرة الآتي:

  • تعتبر الأسرة أكثر الأنظمة والأنواع اجتماعية في تكوينها، فلا يخلو مجتمع من المجتمعات من وجود الأسرة، فهي اللبنة الأولى نحو تأسيس النظم الاجتماعية والعلاقات القائمة بين البشر.
  • الأسرة هي النظام الذي يحدد تصرفات أفراده وسلوكياتهم تجاه المجتمع، فهي تشكل حياتهم وتصيغها في قوالب مقبولة اجتماعياً، وتضفي عليهم خصائصها وأعرافها وطبيعتها التي تمتاز بها وتجعلها أكثر اختلافاً عن غيرها في النطاق المسموح لذلك.
  • تقوم الأسرة على أكثر الدوافع عمقاً في طبيعتها البشرية، وهو الدافع الجنسي الذي يحافظ على التوازن والبقاء ونقل التراث والحفاظ على الهوية والثقافة من الاندثار، وما يرتبط بذلك من التزواج والانجاب والعواطف المشبوبة بالحب والود والائتلاف.
  • والأسرة أيضاً نظام من ضمن النظم الاجتماعية، ومن ثم تتأثر وتؤثر على النظم الأخرى، فإذا كانت الأسرة قد نشأت في ظل مجتمع يشوبه الفساد ويهيمن عليه الابتذال، فإن ذلك سوف يشيع في سائر النظم الاقتصادية والسياسية والمعايير الأخلاقية والأعراف الراسخة في هذا المجتمع.
  • تتوفر في الأسرة الدقة والتماسك في التنظيم الاجتماعي الذي يكفله التشريعات القانونية، ومن أبسط صور هذه الدقة عقد الزواج الذي يجري تحديده بصورة أدق وأعمق من أي عقود اجتماعية أخرى.
  • تضع الأسرة على رأس جوهرها مسؤوليات مستمرة على أفرادها أكثر من أي نظام أو جماعة أخرى، فنجد الرجال قد يعملون ويحاربون ويموتون أيضاً بنفس القدر الذي نلحظه في التضحية والالتزام لتأسيس الأسرة والحفاظ على استمراريتها واستقرارها.
  • تتبلور أيضاً أهمية الأسرة في خصائص أخرى تدور حول عملية التنشئة الاجتماعية، ونلاحظ ذلك في النقاط التالية:
  1. تعتبر الأسرة الوحدة الاجتماعية الأولى التي يجد الطفل نفسه بين جدرانها.
  2. تظهر أهمية الأسرة بالنسبة للطفل في عملية التقويم والتنشئة التي لا تقتصر على فترة عمرية محددة.
  3. تعد الأسرة النموذج الأول للطفل لحدوث التفاعل الاجتماعي، والتأهيل لحياة الجماعة وتكوين العلاقات بين أفراد المجتمع.
  4. تعزز الأسرة من قدرات الطفل وتدعم مواهبته باستمرار، وتبث فيه روح الثقة للتعبير عن نفسه بطلاقة.
  5. تتعهد الأسرة بنقل التراث للطفل، وذلك ما يحدد هويته فيما يعد ويشكل وجدانه وأفكاره لكي تتناسب مع المجتمع بصورة يحقق من خلالها آماله وأهدافه الخاصة.

خصائص الأسرة المتماسكة

تختلف الأسرة المتماسكة عن غيرها من أشكال الأسر، فالتماسك سمة يحث عليها المجتمع ويعزز منها الدين، وذلك للحفاظ على العلاقة التي تربط بين الأزواج وأطفالهم، وينتقل ذلك أثره على بنية المجتمع بالإيجاب، فتماسك الأسرة من تماسك المجتمع، وتفككها من تفكك المجتمعات وضياعها، ومن خصائص الأسرة المتماسكة:

  • الالتزام القائم بين أعضاء الأسرة، حيث يعمل كل فرد من أفرادها على إسعاد غيره، ويجتهد في الحفاظ على تماسكها ووحدتها عند تعاقب الأزمات، كما يشارك كل عضو برأيه وحلوله لمواجهة أي مسألة قد تهدد استقرار الجماعة.
  • التقدير، من سمات الأسرة المتماسكة التقدير المتبادل بين أفرادها، ولا يقتصر هذا التقدير على القول فحسب كالشكر والثناء وإنما يتعدى ذلك إلى الفعل والسلوك، فالتقدير تصرف جيد وسلوك محمود يعمل على نماء الأسرة وتقدمها وحث أفرادها على تقديم النفيس والغالي.
  • تمتاز الأسرة المتماسكة بالتعبير الحر والتواصل السليم وتبادل الآراء والأفكار مما يعزز من سبل التواصل بينهم.
  • تقسيم الأعمال والمسؤوليات بحيث يكون لكل فرد دوره في الحفاظ على أسس الحياة الزوجية، فالأب يتكلف بدور العامل والموفر لرأس المال، بينما تجتهد الأم في عملية التأسيس والتنشئة السليمة، ويشارك الأطفال بدورهم في عملية النماء والالتزام بما يوكل إليهم من أعمال بسيطة.
  • الجانب الروحاني نلحظه أيضاً في هذه الأسرة، حيث ترتكز على الممارسات والشعائر الدينية من صلاة وعبادة وصوم وقراءة الكتب القيمة، وتعزيز الثقافة الدينية في الوجدان.
  • الإيجابية عند مواجهة الأزمات والمشاكل، والتحلي بالصبر والفطنة لإدراة المعضلات الصعبة، وتبث في أفرادها امكانية حل كافة المشاكل وذلك اعتماداً على الوازع الديني والروحي والتفاؤل مهما اشتدت حجم الكوارث.
  • ومن أهم خصائص الأسرة المتماسكة التسامح والمرونة وتقبل الاختلافات والأخطاء، والعمل على ترميم جوانب القصور والخلل، ورفع الهمة والمعنويات لتجاوز الصعب، والتقليل من نسبة الأخطاء خصوصاً عند تكرارها، والعمل على خلق فرص أكثر إيجابية لتحقيق الأهداف المشتركة.

وظائف الأسرة

تتعهد الأسرة بعدة وظائف تمثل واجباتها تجاه نفسها وإزاء المجتمع الذي تعيش في كنفه، فمن مهام الأسرة تنظيم النسل والإنجاب ونقل التراث والحفاظ عليه، وتوفير الرعاية الصحية والجسدية والغذاء المناسب والسكن الآمن، والحفاظ على النوع، وتتمثل وظائف الأسرة في عدة نقاط، نذكرها على النحو التالي:

الوظيفة النفسية

  • تعتبر هذه الوظيفة انطلاقة نحو تعزيز الشعور بالأمان والطمأنينة، وتوفير الاستقرار بين أفراد الأسرة، وزيادة الشعور بالمحبة والائتلاف، وبث روح الأمن والرضا لمواجهة أي أخطار قد تهدد عزيمة وإرادة أعضائها، وذلك لإزالة حدة التوتر والقلق التي تحول بين المرء وأهدافه ورغباته وتعطل مساعيه.

الوظيفة التربوية

  • وهي الوظيفة الأسمى للأسرة، وذلك بالقيام بعملية التنشئة السليمة والتربية على القيم والعادات الإيجابية والمبادئ والأخلاق الرفيعة، ونقل عادات وأعراف المجتمع جنباً إلى جنب لعادات الأسرة ومعتقداتها، كيلا يتشتت الأبناء ويولد لديهم حس التناقض.
  • كما يتم زرع حب الوطن والانتماء إليه، والتأكيد على أهمية الوقت وتكوين الذات، وتحذير الأطفال من المخاطر والتقلبات المحيطة بهم كرفقاء السوء والتدخين والمخدرات، وتوطيد العلاقة بينهم لحمايتهم من اللجوء لمن يفسدهم.

الوظيفة الاجتماعية

  • وهذه الوظيفة تستهدف تعزيز الروابط والتفاعي الاجتماعي لدى الأطفال، وحثهم للولوج للمجمتع وتكوين العلاقات والشراكات السليمة ضمن ضوابط الدين والعرف، واكسابهم أساليب التفاعل مع الآخرين لتطوير قدراتهم وتوليد الخبرات.

الوظيفة الاقتصادية

  • ويبرز ذلك في أن الأسرة المعول الرئيسي لتوفير الاحتياجات المادية لضمان حياة كريمة مستقرة.

الوظيفة الدينية

  • وذلك بزرع التعاليم الدينية والأخلاقية، والتحلي بالخصال الرفيعة، والتعامل الفطن مع الآخرين.

الوظفية العقلية

  • حيث تعمل الأسرة على تعليم أعضاء الأسرة أنماط السلوك وقواعد التفكير وحل المشكلات والتعامل معها، وتعزيز الفكر المرن والاستجابة السريعة لمتغيرات الواقع.

أهمية الأسرة

  • الحفاظ على النسل وتحديده وفقاً لمقتضيات المجتمع.
  • المساهمة في تحصين المجتمع من الأمراض النفسية والجسدية الناتجة عن العلاقات الزوجية الخاطئة.
  • نمو أعضاء الأفراد نمواً سوياً وصحياً.
  • تكوين مجتمع صالح مُحافظ، وترسيخ تماسكه ضد أي تمزق أو هجمات ثقافية خارجية.
  • تعزيز ثقة الفرد بنفسه، وتنشئته في بيئة مستقرة لا يشوبها أي خلافات وتناقضات قد تولد لديه تشوه فكري أو معنوي.
  • نقل الثقافة من جيل لآخر، والحفاظ على الهوية والإرث الثقافي والتاريخي.
  • الاعتناء بالأطفال في كافة مراحلهم العمرية، واكسابهم قدرات التفاعل الاجتماعي.
  • تحقيق أجواء من المحبة والود بين أعضاء الأسرة.

ما هو اليوم العالمي للأسرة و هدفه؟

  • هو اليوم الأول من يناير في الأمم المتحدة وفي الدول المختلفة، ويعتبر يوم عالمي للمشاركة والسلام، حيث يتشارك أفراد الأسرة الطعام مع أصدقائهم، كما تقدم بعض الضمانات الشخصية من نبذ العنف ونشر السلام وروح التعاون، وذلك بقرع الأجراس والطبول.
  • ويرمز لليوم العالمي للأسرة بدائرة خضراء صلبة مع صورة حمراء بينهما، ويحتوي الرمز على عناصر رسم تخطيطي للمنزل والقلب، مما يدل على أن الأسرة هي قلب المجتمع ونبض الأسرة والجزء الأساسي في تقدم المجتمعات.
  • والهدف من هذا اليوم الاعتراف بأهمية الأسرة وزيادة الوعي حول قضاياها المختلفة التي تؤثر على المجتمعات سلباً إذا ما تم اهمالها،.
  • كما يؤكد على عدم العنف والتذرع بالسلام والمشاركة كرسالة سامية لإرساء السكينة والمحبة في القلوب.

قضايا تتعلق بتكوين الأسرة والمحافظة عليها

هناك عدة قضايا تتعلق بتكوين الأسرة والحفاظ عليها ضد أي تيارات مغلوطة أو مؤثرات خارجية تستهدف النيل منها والعمل على تمزيقها، فاختراق المجتمعات لا يكون إلا عند طريق اختراق الأسرة ونزع الاضطراب بين اعضائها، ومن أهم القضايا المتعلقة بالأسرة الآتي:

  • القضايا الاجتماعية، ويبرز ذلك من خلال سوء العلاقة بين الزوجين والأبناء، وتعدد الزوجات وشيوع الطلاق، والنظرة الخاطئة للمرأة العاملة.
  • القضايا الصحية، ويتضح ذلك عن طريق مرض أحد أفراد الأسرة والإصابات بعاهات قد تؤثر سلباً على رب المنزل، الأمر الذي يعجزه عن توفير متطلباتها والحفاظ عليها من أي تهديدات مستقبلية محتملة، وأيضاً مشكلة العقم وآثرها السلبي على نفسية الزوجين وأحوالهم المزاجية.
  • قضايا تخص مرحلة ما قبل الزواج، من قصور الثقافة الأسرية والعادات الخاطئة، ومشكلة الأطفال اللقطاء، والغلو في أسعار المهور ومشكلة الإسكان والتوزيع العادل، وسوء اختيار الزوج أو الزوجة، والتشبث بالقناعات والأعراف التي تعطل حركة المجتمع.
  • قضايا تخص مرحلة ما بعد الزواج، وذلك بمشاكل الخيانة الزوجية والغيرة الذي تتبدل لشك والصراع على أحقية القيادة داخل الأسرة، وسوء التوافق العاطفي والانسجام الجنسي، وتباين الثقافات والميول بين الشريكين، وإدمان الخمور والمخدرات، والحديث حول مشاكل المرأة العاملة وتقصيرها.
  • والإسراف في البخل والإخفاق في تحقيق الاستقرار الأسري، ومشاكل السجن والتهرب من المسؤوليات، والبطالة وسوء التربية والعقم والهجر والوفاة.
  • قضايا تخص ما بعد زواج الأبناء، من شعور الوالدين بالوحدة وضعف الدخل والتقاعد عن العمل وهجر الأولاد، وأمراض الشيخوخة والشعور بالفراغ.

المشاكل الأسرية

تتعرض الأسرة للعديد من المشاكل التي تؤثر سلباً على بقائها واستقرارها، ومن أهم هذه المشاكل:

  • المشاكل الاجتماعية، ويظهر ذلك في انفصال الزوجين أو تعدد الزوجات، وسوء التعامل وعدم الوضوح.
  • المشاكل النفسية والعاطفية، وهذه المشاكل تمثل عدم احترام الطرفين لبعضهما ونقص الحب والاحتواء وتضخيم المشاكل، وعدم توافر قنوات تواصل مناسبة لحل الخلافات، وغياب التفاهم والانسجام، وطغيان مشاعر التحدي والخيانة.
  • المشاكل الثقافية، وذلك في التباين الحاد بين ثقافة الطرفين، فكل طرف ينتمي لخلفية ثقافية واعتقادية وعرفية مختلفة عن الآخر، وينعكس ذلك سلباً عند تنشئة الأطفال، فقد يولد لديهم شعور بالتناقض والخلل في تحديد هويتهم.
  • المشاكل الصحية، كتعرض الأب لمرض مزمن يؤثر على حياته المهنية، الأمر الذي يفدي به إلى التقاعد وعدم القدرة على توفير احتياجات البيت، كما يؤثر سلباً على العلاقة الجنسية، وازياد وتيرة الشكوى والتأفف.
  • المشاكل الاقتصادية، مثل تدهور الأحوال المعيشية، والكساد وتردي أوضاع العيش والبطالة والفقر الشديد.
  • المشاكل التربوية، تبرز من خلال صعوبة تحقيق التربية المنشودة والنمو السوي للأطفال، ونشوب الخلافات وعدم القدرة على توفير المناخ الآمن والبيئة الخصبة لتنشئة الأبناء على النهج السليم.

التفكك الأسري

  • التفكك الأسري يُطلق عليه التصدع الأسري، وهو حالة من الخلل الوظيفي نتيجة لكثرة الخلافات وعدم قيام كل دور بوظيفته ودوره المُكلف به.
  • وتؤكد الدراسات على أنه الفشل في الدور التربوي للأسرة، وانخفاض مساهمتها في عملية التنشئة الاجتماعية وفي بناء شخصية الفرد وضبط سلوكه وتوجيه لمتطلبات العيش السليم.
  • وللتفكك الأسرة أسباب منها: غياب دور الأب، صراع الأدوار، وسائل الاتصال الحديثة، تراجع دور الأم واحلال الخدم بدلاً منها، الوضع الاقتصادي المزري.
  • وتنقسم أنواع التفكك الأسري لنوعين:
  1. التفكك الأسري المباشر، وهو يتعلق بالأسرة مباشرة، مما يعرضها لتفكك ملحوظ وممسوس على أرض الواقع، كوفاة أحد الوالدين أو الطلاق.
  2. التفكك الأسري غير المباشر، وهو نوع من أنواع التفكك المعنوي، حيث تعيش الأسرة تحت سقف واحد لكن لا تجمع بينهم أي روابط أو سبل تواصل.
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.