أنواع التلوث وطرق علاجها – أخطر أنواع التلوث

Mohamed Sheref
2023-08-16T07:56:01+00:00
التلوث البيئي
Mohamed Sherefالمُدقق اللغوي: Rana Ehab7 مايو 2022آخر تحديث : منذ 8 أشهر

إن قضية التلوث من القضايا التي تشغل تفكير المعاصرين في الوسط العلمي، كما يتردد صداها بين أفراد المجتمع، فالتلوث مسألة مُلفتة للأنظار وخصوصاً لشيوع أضرارها ليس فقط على البيئة من حولنا، وإنما على صحة ونفسية الإنسان، ولقد تنوعت اشكال وأنواع التلوث، ومع ذلك، فهناك طرق علاج فعالة لها، وفي هذا المقال ذكر بالتفصيل أنواع التلوث وطرق علاجها.

 التلوث وطرق علاجها  - مدونة صدى الامة
أنواع التلوث وطرق علاجها

أنواع التلوث وطرق علاجها

ذهبت بعض الدراسات إلى تقسيم التلوث إلى أنواع، ويتحدد ذلك وفقاً لنوع المادة، فالتلوث قد يظهر في الهواء أو التربة أو المياه، ووفقاً لذلك نستعرض في النقاط التالية أنواع التلوث البيئي بناءاً على نوع المادة، وكذلك نعالج هذه المسألة وفقاً إلى نوعية المادة الملوثة للبيئة:

تلوث الهواء

  • يعد تلوث الهواء القضية المحورية والعامل الذي نحاول التأقلم معه والحد من مخاطره، وينتج هذا التلوث بسبب اختلاط المواد وارتفاع النسب عن قدرة البيئة على الاستيعاب، فمن هذه الغازات التي تضر بالبيئة، أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، والأوزون والرصاص.
  • كما يعود هذا التلوث إلى كوارث طبيعية أيضاً مثل حرائق الغابات ونشاط حركة البراكين، والأنشطة البشرية كدخان المصانع وعوادم السيارات.

تلوث الماء

  • وهو عبارة عن وصول بعض المواد الضارة إلى المسطحات المائية مما يغير من خصائصها الطبيعية، ومن هنا يعد من الصعوبة استخدام الماء بشكل آمن، وكثيراً ما تلجأ الدول إلى تجريب المفاعلات النووية والصواريخ الباليستية في عمق البحار، الأمر الذي يسحق آلام الكائنات الحية، ويفقد طبيعة المياه خصائصه.
  • ومن أمثلة المواد التي تلوث المياه، المواد المشعة، والنفايات العضوية، والمواد الكيميائية السامة، والنفط.

التلوث السمعي “التلوث الضوضائي

  • وهذا التلوث يتمثل في الضوضاء والإفراط في علو الصوت والتي تؤثر سلباً على نفسية الإنسان وصحته ونوعية البيئة، ولقد ارتبط هذا التلوث بالتطور الصناعي ووسائل النقل الحديثة كالطائرات والقطارات، وأنشطة البناء.
  • وتُقاس شدة الصوت أو الضوضاء بوحدة الديسيبل.

تلوث التربة

  • تتلوث التربة بفضل اختلاطها بمواد كيميائية ضارة، وهذا التلوث قد يكون بصورة مباشرة أو غير مباشرة كالأنشطة الصناعية والعمليات الزراعية المستحدثة وتسرب النفط داخل التربة عند استخراجه، وإلقاء النفايات على الأرض.

التلوث الحراري

  • ويقصد بهذا النوع من التلوث التغير في درجة حرارة المسطحات المائية نتيجة للتدخل البشري والنشاط الذي يقوم به، ومن أمثلة ذلك قيام الإنسان باستخدام المياه للتبريد في محطات الكهرباء.

التلوث الضوئي

  • وهو عبارة عن الانزعاج المُترتب عن الإضاءة غير الطبيعية أو الاصطناعية ليلاً وأثرها على الأنظمة البيئية والحيوانات والنباتات والفطريات وصحة الإنسان.

التلوث الإشعاعي

  • ويبرز ذلك عن طريق تسرب المواد المشعة إلى الماء والهواء والتربة، وقد أوضحت الدراسات على أن التلوث الإشعاعي من أخطر أنواع التلوث البيئي وذلك لصعوبة امكانية رؤيته أو شمه أو الشعور به.

ونستطيع أن نبرز بعض طرق معالجة هذه القضية من جوانب عدة، ومن هذه الطرق الآتي:

  • تحسين جودة الأنشطة الزراعية وذلك باستخدام المبيدات العضوية بدلاً من المبيدات الكيميائية والتقليل من استخدامها نسبياً، والاتجاه لزراعة النباتات التي لديها القدرة على التكيف وتحمل الظروف البيئية المتفاوتة.
  • الحد من التدخل البشري، وذلك بالتقليل من كمية النفايات التي تُلقى في مدافن النفايات عن طريق سياسة إعادة التدوير، واستخدام أكياس القماش بدلاً من الأكياس البلاستيكية، واستخدام الزجاجات المصنوعة من البولي كربونات بدلاً من الزجاجات البلاستيكي.
  • إعادة استصلاح الأراضي الرطبة، حيث يتم شراء الأراضي لاستصلاحها، والتطوع في بعض المنظمات للمساهمة في عملية الاستصلاح أو تقديم التبرعات.
  • تجنب الرعي الجائر الذي يؤدي إلى تدهور التربة وتبورها.
  • البعد عن تفريغ المواد الخطرة في المصارف المنزلية.
  • التوقف عن قطع الأشجار، فهي المُتنفس الوحيد الصحي للإنسان والطبيعة، وذلك للتعويض عن الأشجار التي تم قطعها أو التي احترقت بفضل الكوارث الطبيعية والمواد السامة.
  • الترشيد في استهلاك الأسمدة الكيميائية، واستبدالها بأسمدة عضوية.
  • التقليل من استهلاك وسائل النقل وما ينجم عنها من عوادم لا تستوعبها البيئة، والاستعانة بالمشي والدراجات.
  • احلال الطاقة الشمسية والكهرباء في السيارات بدلاً من استخدام الوقود الأحفوري.
  • يمكن تعويض الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة البديلة مثل طاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الأمواج والطاقة الشمسية.

أنواع التلوث و أسبابه

إن أنواع التلوث كما ذكرنا آنفاً كثيرة، ولقد اختلفت المُسميات وظهر التفاوت بين العلماء أثناء سرد هذه الأنواع، وفي النقاط التالية نستعرضها بمزيد من الإيجاز والتوضيح:

  • تلوث الهواء، وهذا التلوث عبارة عن إضافة بعض الملوثات مثل المواد البيولوجية أو المواد الكيميائية ذات التأثير السلبي على حياة الكائنات الحية إلى الغلاف الجوي، وهذه المواد تتشكل، فقد تظهر بصورة سائلة أو غازية أو صلبة، وقد تصدر عن مصادر طبيعية أو مصادر بشرية ناتجة عن النشاطات البشرية، مما يترك آثاراً سلبية على البيئة الحضرية والبيئة الطبيعية، والمحاصيل الزراعية وانتشار الأمراض بين الكائنات الحية.
  • تلوث الماء، ويبرز هذا التلوث عند إضافة المواد الكيميائية أو المواد الغريبة ذات التأثير السلبي على حياة الكائنات الحية داخل المياه، وتشمل ملوثات المياه الآتي:
  1. المخلفات الكيميائية الصناعية.
  2. المعادن الثقيلة كالزئبق والرصاص.
  3. المبيدات والأسمدة الزراعية التي تنتقل عن طريق الجريان.
  4. الملوثات الكيميائية التي تتسرب من المواقع التي يتم التخلص فيها من النفايات.
  5. المخلفات الناتجة عن معالجة وإنتاج الأغذية.
  6. المخلفات الناتجة عن معالجة الصرف الصحي.
  • تلوث التربة، ويحدث هذا التلوث كنتاج لارتفاع نسبة المواد الكيميائية في التربة أو وجود مراد غريبة لا تنتمي إليها ولا تستطيع استيعابها أو زيادة تركيز بعض مكونات التربة عن النسبة الطبيعية، وتلوث التربة يندرج تحت مصدرين، الأول وهو المصادر الطبيعية البحتة كزيادة تركيز بعض المكونات المعدنية مما يجعل التربة بور لا تصلح للاستخدام أو الاستصلاح، والثاني وهو المصادر البشرية.
  • التلوث الضوضائي، أو التلوث السمعي والذي يصدر عن ارتفاع الأصوات عن الحد المسموح، الأمر الذي يسبب ضرراً بالغاً على حاسة السمع وعدم قدرة الأذنين على استيعاب هذا الزخم من الأصوات المتداخلة غير المرغوب فيها، فنجد أن هذه التأثيرات الصوتية قد تفدي إلى تلف الجهاز السمعي، ومن مصادر هذا التلوث:
  1. المعدات الموسيقية الصاخبة مثل مكبرات الصوت التي يتردد صداها بشكل مكثف.
  2. وسائل النقل والمواصلات.
  3. الآلات المستخدمة في المنزل كالمكانس الكهربائية أو في الزراعة كجزازات العشب أو في الصناعة كالمعدات الصناعية.
  • التلوث الضوئي، ويشمل جميع مصادر الإضاءة الاصطناعية الضارة والإضاءة الشديدة والإضاءة غير الموجهة، وينقسم هذا التلوث إلى أربع أنواع:
  1. الوهج.
  2. الوهج السماوي.
  3. التشتيت الضوئي.
  4. التعدي الضوئي.

ومن أسباب التلوث:

  • الإحراق الداخلي للوقود الأحفوري والخشب وذلك بغرض التدفئة والطهي وإنارة المنزل.
  • وسائل النقل والمواصلات التي تلوث الهواء، فيخرج منها العوادم.
  • حرق المخلفات وبقايا الزراعة والصناعة، فقد تستمر هذه الحرائق لساعات طويلة مما يشكل ضرراً بالغاً على كاهل البيئة وقدرة الاستيعابية.
  • الكوارث الطبيعية كالبراكين والزلازل، فقد يتطاير الرماد بكميات كبيرة في الجو.
  • تخلص المصانع من النفايات في المياه.
  • استخدام المبيدات الحشرية في التربة.
  • الميل نحو المواد والأسمدة الكيماوية لزيادة الانتاج.
  • تسرب النفط للتربة عند نقله وتحميله من مكان لآخر.
  • صوت الآلات والمعدات في المصانع، والضوضاء الصادرة من وسائل المواصلات، وأنشطة البناء.
  • الأضواء القوية والمزعجة في الشوارع تؤثر سلباً على نفسية الإنسان وصحته.

أخطر أنواع التلوث

يعتبر التلوث هو الوجه الآخر لعدم التوازن في الطبيعية وذلك بإدخال مواد ضارة إلى البيئة تفوق قدراتها على الاستيعاب والتحمل، ومن أخطر أنواع التلوث:

  • غازات الاحتباس الحراري، فشيوع غازات مثل بخار الماء والميثان وثاني أكسيد الكربون والأوزون، والغازات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري ومع تراكمها  في الغلاف الجوي يكون ذلك سبباً كافياً في تغير المناخ وارتفاع مستويات سطح البحر وفقدان التنوع البيولوجي وذوبان الجليد.
  • تسرب النفط، ويبرز ذلك في تسرب النفط في المسطحات المائية كالبحار والمحيطات، مما يهدد حياة الكثير من الكائنات الحية المائية، ويستغرق النظام الطبيعي للتعافي من آثار هذه الملوثات لعقود طويلة، ومع تسرب هذا الملوثات إلى الحيوانات البحرية فتبتلعها، يكون ذلك أثره وخيماً على السلسلة الغذائية.
  • تلوث الهواء في المناطق الحضرية والمتمدينة، حيث أن الدول والمناطق الحضرية تكون أكثر زخماً بالسكان والمصانع والتكنولوجيا ووسائل النقل والمواصلات، الأمر الذي يعرضها للتلوث السريع في طبيعة الهواء، ويرتبط هذا التلوث بارتفاع معدلات الربو، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن 2.4 مليون شخص يموت كل عام بسبب تلوث الهواء.
  • النفايات المشعة، وتنبثق هذه النفايات كنتاج للتجارب النووية ومحطات الطاقة وإعادة معالجة الأسلحة النووية، والاجراءات الطبية والصناعية الثانوية أو تعدين الفحم والمعادان وعمليات النفط، ويظهر ضرر هذه النفايات في الهواء والماء، يؤثر ذلك على الجينات الوراثية والإصابة بالسرطان.
  • التسمم بالزئبق، وتنبعث مصادر التلوث بالزئبق من التدخلات البشرية المُتمثلة في  توليد الطاقة بالفحم وتعدين الذهب وإنتاج الأسمنت والحديد، والتخلص من النفايات دون رقابة أو إشراف، والزئبق قادر على التسرب سريعاً إلى البيئة ويتراكم في التربة والماء والغلاف الجوي، ويكون تأثيره ملحوظاً على السلسلة الغذائية، ويؤدي إلى الفشل الكلوي وضعف الوظيفة الإدراكية وفقدان الشعر وسقوط الأسنان والأظافر، والوهن في العضلات.

حلول التلوث

لا شك أن أضرار التلوث مهولة ويصعب حصرها في جانب واحد، وفي نفس الوقت نجد الكثير من الحلول للحد من هذه المسألة والتقليل من مخاطرها، ويمكن في النقاط التالية أن نسرد كافة الحلول الممكنة للتلوث:

  • الحد من مسألة الهجرة من الريف للمدن، والتشجيع على السكن في الأرياف لظروفها الطبيعية المناسبة.
  • سن التشريعات الخاصة بمسألة الحفاظ على البيئة من التلوث.
  • التركيز على دور مراكز الأبحاث العلمية في تقديم الحلول للمشاكل التي تعاني منها البيئة.
  • تسيلط الضوء على دور الإعلام في التوعية بخطورة إحداث أي ضرر قد يفقد البيئة توازنها الطبيعي.
  • التطوع في نشر الوعي البيئي وذكر مخاطره.
  • الحد من استخدام المواد التي تعد سبباً في انبعاث الكربون.
  • تجنب الرعي الجائر الذي يؤدي إلى تدهور التربة وتبورها.
  • البعد عن تفريغ المواد الخطرة في المصارف المنزلية.
  • تقليل انبعاثات السيارات وذلك من خلال استخدام قطع تستهلك طاقة بشكل أقل.
  • مراقبة المزارعين أثناء عملية حرق وإزالة بقايا المحاصيل.
  • معالجة مياه الصرف الصحي.
  • إدارة المواد الصلبة والنفايات الخطرة.
  • العمل على إعادة التدوير، فالنفايات تعمل كبديل للمواد الخام النادرة كالبترول والغاز الطبيعي والفحم والخامات العضوية.
  • التوقف عن قطع الأشجار، فهي المُتنفس الوحيد الصحي للإنسان والطبيعة، وذلك للتعويض عن الأشجار التي تم قطعها أو التي احترقت بفضل الكوارث الطبيعية والمواد السامة.
  • الترشيد في استهلاك الأسمدة الكيميائية، واستبدالها بأسمدة عضوية.
  • التقليل من استهلاك وسائل النقل وما ينجم عنها من عوادم لا تستوعبها البيئة، والاستعانة بالمشي والدراجات.
  • احلال الطاقة الشمسية والكهرباء في السيارات بدلاً من استخدام الوقود الأحفوري.
  • يمكن تعويض الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة البديلة مثل طاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الأمواج والطاقة الشمسية.

أضرار التلوّث البيئي

إن آثار التلوث لا تتوقف فحسب على البيئة نفسها بل تتعدى ذلك وتؤثر على صحة الإنسان وطبيعة جوانب حياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية، فمن أضرار التلوث:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.
  • أمراض الرئة وتضم الربو والانسداد الرئوي المزمن والتهاب الشعب الهوائية وسرطان الرئة والحساسية.
  • تزايد نسبة الوفاة، حيث تفدي الدراسات الإحصائية لمنظمة الصحة أن ما يقارب من 800 ألف حالة وفاة مبكرة تنتج سنوياً بسبب تلوث الهواء.
  • استنزاف الطبيعة وقتل الكائنات البشرية وغير البشرية وتهديد الكثير من الكائنات لفرضية الانقراض.
  • سحق الأشجار والنباتات الطبيعية كنتاج للأمطار الحمضية وتراكم الأوزون في طبقات الجو، مما يفقد الطبيعة قدرتها على التنفس.
  • ارتفاع درجات الحرارة بشكل مهول يصعب استيعابه، وتغير أحوال الطقس والمناخ، وتقلب موازين الطبيعة، والإخلال بنظامها الثابت.
  • انتشار الأمراض، ونلحظ ذلك في الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي كالربو والحساسية، وأمراض القلب المزمنة والأوعية الدموية والسرطان، والاضطرابات الهرمونية والتهاب الكبد والإسهال.
  • تلف المحاصيل الزراعية والغابات، وذلك لتشكل غاز الأوزون بالقرب من سطح الأرض مما يقلل من الإنتاج الزراعي وقدرة الشتلات الزراعية على النمو.
  • تغير المناخ والذي يتضح تأثيره كنتاج لظاهرة الاحتباس الحراري.
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.