تجربتي مع ارتجاع المريء الصامت
أود أن أشارككم تجربتي مع ارتجاع المريء الصامت، وهو حالة طبية لم أكن أعلم بوجودها حتى بدأت أعاني من أعراضها. ارتجاع المريء الصامت، أو ما يُعرف أيضًا بارتجاع الحمض الصامت، هو حالة تحدث عندما يتدفق الحمض من المعدة إلى المريء وأحيانًا إلى الحلق والصدر، لكن دون ظهور الأعراض الشائعة لارتجاع المريء مثل الحرقة.
في بداية رحلتي مع هذه الحالة، كنت أشعر بأعراض غامضة مثل التهاب الحلق المستمر، صعوبة في البلع، وأحيانًا بحة في الصوت دون أن أدرك أن السبب يعود إلى ارتجاع المريء.
مع مرور الوقت، وبعد العديد من الزيارات للأطباء وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، تم تشخيص حالتي أخيرًا. كانت الخطوة التالية هي التعامل مع هذه الحالة والتي تطلبت مني تغييرات جذرية في نمط الحياة والنظام الغذائي. تعلمت أهمية تجنب الأطعمة التي تزيد من حدة الأعراض مثل الأطعمة الدهنية، الأطعمة الحارة، الشوكولاتة، والمشروبات الغازية. كما أصبحت أولي اهتمامًا خاصًا لوضعية النوم بحيث يكون الرأس والصدر أعلى من مستوى الجسم لتقليل فرصة ارتجاع الحمض.
إلى جانب التغييرات الغذائية والحياتية، كان العلاج الدوائي جزءًا لا يتجزأ من خطة العلاج. تم وصف أدوية تقلل من إنتاج الحمض في المعدة وتساعد على تسريع عملية الشفاء للمريء. كل هذه التغييرات مجتمعة ساعدت بشكل كبير في التقليل من الأعراض وتحسين نوعية حياتي.
من خلال تجربتي هذه، أصبحت أكثر وعيًا بأهمية الاستماع إلى جسدي وعدم إهمال الأعراض الغامضة. كما أدركت أن التشخيص المبكر والتعامل الصحيح مع الحالة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. أتمنى أن تكون تجربتي مفيدة لمن يعانون من أعراض مشابهة وأن تشجعهم على طلب المساعدة الطبية لتحسين جودة حياتهم.
اسباب ارتجاع المريء الصامت
- ترتبط مشكلة ارتجاع المريء الصامت بعدة عوامل، منها ضعف قدرة العضلة العاصرة في أسفل المريء على الإغلاق بشكل جيد، مما يسهل عودة محتويات المعدة إلى المريء.
- أيضاً، يلعب بطء عملية إفراغ المعدة دوراً في هذا الاضطراب، حيث يؤدي تأخر تفريغ محتوياتها إلى زيادة فرص الارتجاع.
- الفتق الحجابي، حيث يخرج جزء من المعدة إلى الصدر عبر فتحة في الحجاب الحاجز، يعتبر أيضاً من الأسباب الرئيسية.
- إضافة إلى ذلك، تؤثر اضطرابات في حركة انقباضات المريء على كيفية انتقال الطعام من الفم إلى المعدة.
- يُلاحظ أن هذه المشكلة تكون أكثر انتشاراً بين الرضع والأطفال بالمقارنة مع البالغين.
- يعود ذلك إلى أن العضلات العاصرة في المريء لدى الصغار لا تكون قد نمت بشكل كامل بعد، مما يسهل حدوث الارتجاع. بالرغم من ذلك، يتحسن هذا الوضع غالباً مع تقدم الطفل في العمر ونمو العضلات بشكل أكمل.
اعراض ارتجاع المريء الصامت
- يُعرف هذا النوع من الارتجاع بأنه الارتجاع الصامت، لأنه لا يُظهر الأعراض الكلاسيكية المرتبطة بارتجاع المريء الشائع.
- على الرغم من ذلك، يقدم الارتجاع الصامت مجموعة من الأعراض التي قد تبدو غير واضحة في البداية ولكنها قد تتضح وتتفاقم مع مرور الوقت.
- الأعراض الأكثر شيوعاً لهذه الحالة تشمل الإحساس بوجود عائق في الحلق، وتذوق مرارة معينة.
- الأشخاص المصابون قد يعانون من بحة مستمرة في الصوت أو قد يجدون أنفسهم يحتاجون إلى إصدار صوت تنحنحة بشكل متكرر.
- كما يمكن أن يصاحبه سعال دائم ومشاكل في البلع.
- يشتكي البعض أيضًا من الإحساس بأن هناك شيئاً يقطر من الأنف إلى الحلق، وقد يواجهون صعوبة في التنفس.
علاج ارتجاع المريء الصامت
لمعالجة الارتجاع المريئي الصامت، يُنصح باتباع هذه الإرشادات:
- تحسين أسلوب الحياة: من الضروري الحفاظ على وزن مثالي، الإحجام عن التدخين، الابتعاد عن الكحول، وتجنب الإجهاد، إذ أن هذه الخطوات تسهم فعليًا في خفض حوادث الارتداد الحمضي.
- اختيار أنماط غذائية مناسبة: من المهم تجنب بعض الأطعمة التي يمكن أن تزيد من الأعراض مثل الأطعمة الغنية بالدهون، الأطعمة الحريفة، الحمضيات، الطماطم، والقهوة.
- الاعتماد على العلاجات الدوائية: هناك عدة خيارات دوائية كالأدوية التي تعمل على تقليل حموضة المعدة وتشمل:
– مثبطات مضخة البروتون مثل الأوميبرازول واللانزوبرازول، التي قد يتم تناولها لفترة تتراوح بين شهر وستة أشهر.
– حاصرات مستقبلات الهيستامين كالسيمتدين والفاموتدين.
– مضادات الحموضة للتخفيف السريع من الأعراض. - اللجوء للعمليات الجراحية: في حالات معينة، قد يكون الخيار الجراحي ضروري، حيث تعتبر جراحة تثنية قاع نيسن من أشهر الإجراءات التي تُجرى، وفيها يقوم الجراح بطي جزء من المعدة حول العضلة العاصرة السفلية للمريء وتثبيته.