تجربتي مع العصب السابع
أود أن أشارك تجربتي الشخصية مع العصب السابع وكيف أثرت على حياتي. العصب السابع، أو كما يُعرف بالعصب الوجهي، يلعب دوراً حاسماً في التحكم بعضلات التعبير الوجهي. تبدأ رحلتي معه منذ اكتشافي لأعراض الشلل النصفي الوجهي، وهو حالة تؤثر على العصب السابع، مما يسبب ضعفاً أو شللاً في جانب واحد من الوجه.
التشخيص كان خطوة أولى مهمة، حيث أشار الأطباء إلى أن التهاب العصب الوجهي قد يكون بسبب عدة عوامل مثل العدوى الفيروسية، التعرض للبرد، أو حتى الضغط النفسي. الشعور بعدم القدرة على التحكم بتعابير وجهي كان صادماً، ولكن الدعم الطبي والنفسي كان له دور كبير في رحلة العلاج.
العلاج تضمن مجموعة من الأدوية المضادة للفيروسات والكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب، إلى جانب جلسات العلاج الطبيعي لاستعادة الحركة في الوجه. كما تم تشجيعي على ممارسة تمارين وجهية محددة لتحسين القدرة على التحكم بعضلات الوجه.
كانت الرحلة طويلة ومليئة بالتحديات، ولكن مع الوقت والجهد، بدأت ألاحظ تحسناً تدريجياً. الشعور بالتحسن، حتى لو كان بطيئاً، كان بمثابة نقطة تحول، مما منحني الأمل والتحفيز للاستمرار في العلاج.
من خلال تجربتي، أدركت أهمية الصبر والمثابرة، وكذلك الدور الحيوي للدعم من الأهل والأصدقاء. كما اكتسبت فهماً عميقاً لأهمية العناية بالصحة النفسية جنباً إلى جنب مع الصحة الجسدية.
في الختام، تجربتي مع العصب السابع كانت رحلة تعليمية وتحولية. أتمنى أن تكون قصتي مصدر إلهام وأمل لمن يعانون من مشاكل مشابهة. من المهم جداً البحث عن الدعم الطبي المبكر واتباع نصائح الأطباء بجدية لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
أعراض العصب السابع
يحدث شلل العصب السابع بشكل مفاجئ وقد يتمثل في فقدان القدرة على التحكم في عضلات جزء من الوجه.
قد يلاحظ المريض انخفاضاً في حركة الجفون والشفاه، مما يؤدي إلى صعوبات في إغلاق العينين والأكل.
كثيراً ما يصاحب هذا حالات مثل جفاف العين أو التدميع المفرط، بالإضافة إلى مشكلات في التذوق وتجمع اللعاب.
في بعض الأحيان، قبل ظهور شلل الوجه بيومين، قد يتألم المصاب خلف الأذن، أو يحس بتغير في الإحساس بالأصوات.
هذه الأعراض تتطور وتتحسن بشكل تدريجي خلال أسابيع، والشفاء الكامل يمكن أن يستغرق حتى ثلاثة أشهر.
عادة، تبدأ هذه الحالة بعد تعرض الشخص لعدوى مثل البرد أو التهاب في الأذن أو العين.
ومن الأعراض الرئيسية لشلل العصب السابع الشعور بالحساسية تجاه الأصوات، صعوبات في تناول الطعام والشراب، وضعف تام أو جزئي في القدرة على التعبير عن المشاعر عبر الوجه.
من المهم طلب المشورة الطبية فورًا عند ملاحظة هذه الأعراض، خاصة وأن بعضها قد يشير إلى حالات صحية خطيرة أخرى مثل السكتات الدماغية أو أورام الدماغ.
أسباب الإصابة بالعصب السابع
يظن معظم الأطباء أن الإصابة تنجم عن ضغط يحدث على العصب الوجهي الذي يمر في قناة عظمية ضيقة داخل الجمجمة.
عندما يتورم هذا العصب أو يلتهب، حتى وإن كان الالتهاب بسيطًا، فإن المساحة الضيقة تتسبب في ضغطه، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على وظائفه.
يُعتقد كذلك أن العدوى الفيروسية قد تكون من أسباب الإصابة بتلك الحالة، ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من الجوانب غير المعروفة حول كيفية تأثير هذه العدوى على العصب الوجهي.
علاج التهاب العصب السابع
غالبًا ما تشهد حالات التهاب العصب السابع تحسنًا ذاتيًا ويمكن أن تزول من دون الحاجة إلى تدخل طبي.
ومع ذلك، يعزز العلاج المخصص من سرعة التعافي ويساعد في الحفاظ على قوة عضلات الوجه، كما يسهم في الوقاية من حدوث مضاعفات محتملة.
يشمل الدور العلاجي أيضًا معالجة الأسباب الجذرية التي قد تؤدي إلى حدوث التهاب وتأثر العصب السابع بهذا المرض.
علاج التهاب العصب السابع بالأدوية
تُستخدم الأدوية بشكل شائع لمعالجة شلل العصب السابع، حيث تقدم طرق فعالة للسيطرة على التهاب العصب الذي يؤدي إلى تعطيل حركة عضلات الوجه وتحسين سرعة التعافي.
أحد الخيارات الدوائية الأساسية هي الكورتيكوستيرويدات مثل البريدنيزون، التي تلعب دورًا كبيرًا في تخفيف التهاب العصب وتقليل انتفاخه، مما يسرع من عملية الشفاء.
من المهم بدء العلاج بهذه الأدوية خلال الـ72 ساعة الأولى بعد بدء أعراض الشلل، وعمومًا تُعطى لفترة تقارب الـ10 أيام، إما عن طريق الفم أو عبر حقن وريدية، خصوصًا في الحالات التي يكون فيها الفيروس هو المسبب.
ولكن، يجدر التنبيه إلى أنه في بعض الأحيان، قد لا تكون هذه الأدوية مفيدة للأطفال.
كذلك يمكن أن يتم وصف مضادات الفيروسات كخيار علاجي إضافي، خصوصًا في حالات العدوى الفيروسية مثل الهربس، حيث تعمل هذه الأدوية مثل الأسيكلوفير والفالأسيكلوفير على الحد من تكاثر الفيروسات، وعادة ما تُؤخَذ على شكل أقراص لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا.
الحالة تستلزم أيضًا العناية بحماية العين، نظرًا لتأثر عملية الرمش والإغلاق بسبب الشلل.
يُوصى باستخدام دموع اصطناعية أثناء النهار ومرهم خاص بالليل لتجنب جفاف العين، بالإضافة إلى النظارات الواقية وضمادات العين وشريط لاصق لإغلاق العين أثناء النوم للمزيد من الحماية.
وفي إطار أساليب العلاج المُتقدمة، يُستخدم البوتوكس لتحسين التناغم الوجهي والتحكم في حركات الوجه غير المرغوب فيها، مما يدعم تحسين مظهر الابتسامة ووضع الحاجبين. من الضروري جدًا أن يتم إجراء هذه الحقن تحت إشراف طبي دقيق لتجنب مضاعفات الحقن الخطأ.
علاج التهاب العصب السابع بالتمارين
يعد تحفيز عضلات الوجه عبر بعض التمارين والتدليك الخاصة وسيلة فعّالة لتعزيز قوتها وتحسين التماثل في الوجه، خصوصًا بعد تعلم الأساليب المناسبة لذلك بشكل مستقل.
استعراض بعض الأنشطة الرامية لتجديد نشاط عضلات الوجه:
الاستعانة بالمرآة لضمان دقة أداء التمارين، حيث يراقب الشخص تحركات وجهه بوضوح.
استخدام أصابع اليدين لرفع الحاجبين بهدوء، مع مراعاة عدم الضغط المفرط على الجزء المتأثر من الوجه.
التحكم في حركة الحواجب برفعها وخفضها، مع إمكانية استخدام الأصابع لهذا الغرض في حال كان هناك جزء محدد مصاب.
توجيه النظر نحو الأسفل، وإغلاق العين ثم تدليك الجفن والحاجب برفق.
تمرير الأصابع بنعومة على مختلف مناطق الوجه بدءًا من الجبهة، مرورًا بالأنف والخدين، ووصولاً إلى الفم.
رفع الجلد بجانب الأنف نحو الأعلى باستخدام الأصابع، مع تقريب جانبي الأنف.
فتح وتوسيع ناحية الأنف المصابة أثناء الشهيق، وإغلاق الجانب السليم أثناء الشهيق أيضاً.
تضخيم الخد بملء الفم بالهواء ثم إطلاقه ببطء.
تمارين الابتسام: سحب الفم إلى الوضع الابتسام ثم العودة للوضع الاعتيادي، بالإضافة إلى ضم الشفاه وإرخائها.
استخدام الأصابع لرفع زاوية الفم لأعلى في الجانب المتأثر.
دفع اللسان باتجاه الذقن كتمرين للتحكم في حركات اللسان.
تسهم هذه التمارين في تعزيز مرونة عضلات الوجه وتحسين التحكم في حركاتها، مما يساعد في التعافي أو التحسن من أي تأثيرات ناتجة عن شلل الوجه النصفي.