تجربتي مع القولون التقرحي وطرق العلاج

تجربتي مع القولون التقرحي

أحد المرضى، وهو شاب في الثلاثينيات من عمره، يروي تجربته مع القولون التقرحي قائلاً: “لقد كانت البداية صعبة للغاية، حيث لم أكن أعلم ما الذي يحدث لي. الأعراض كانت مزعجة جدًا، وكنت أشعر بالخجل من مناقشتها مع الآخرين.

بعد زيارة العديد من الأطباء وإجراء الفحوصات اللازمة، تم تشخيصي بالقولون التقرحي. كان هذا التشخيص بمثابة صدمة لي، ولكنني بدأت في البحث عن المزيد من المعلومات حول المرض وكيفية التعامل معه”.

من خلال تجربته، اكتشف هذا المريض أن التغيير في نمط الحياة يمكن أن يساعد في إدارة الأعراض. “بدأت في اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب الأطعمة التي تزيد من التهيج، مثل الأطعمة الحارة والدهنية.

كما أنني بدأت في ممارسة الرياضة بانتظام، والتي ساعدتني في تحسين حالتي العامة وتقليل التوتر”.

بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى أن الدعم النفسي كان له دور كبير في تحسين حالته. “الانضمام إلى مجموعة دعم للمرضى الذين يعانون من القولون التقرحي كان خطوة مهمة بالنسبة لي. كنت أستفيد من تجارب الآخرين وأشعر بأنني لست وحدي في هذه المعركة”.

تجربة أخرى ترويها سيدة في الأربعينيات من عمرها، تقول: “لقد كنت أعاني من القولون التقرحي منذ سنوات، وكانت الأعراض تأتي وتذهب.

في بعض الأحيان، كنت أشعر بأنني على ما يرام، وفي أحيان أخرى، كانت الأعراض تعود بقوة. كان من الصعب التكيف مع هذا الوضع المتغير.

بعد سنوات من المحاولات المختلفة، وجدت أن العلاج البيولوجي كان الأكثر فعالية بالنسبة لي. على الرغم من أن هذا النوع من العلاج قد يكون مكلفًا، إلا أنه ساعدني في السيطرة على الأعراض بشكل كبير”.

ما هِيَ أعراض التهاب القولون التَّقرُّحي؟

يعاني المصابون بالتهاب القولون التقرحي من موجات متقطعة من الأعراض التي قد تظهر فجأة وتستمر لأيام أو أسابيع قبل أن تخف. عادة ما تتسم هذه الأعراض بالتكرار على مدى الحياة، حيث تشتد أحياناً ثم تخف أو تختفي مؤقتاً.

تبدأ الأعراض بشكل تدريجي مُشيرة إلى الحاجة الملحّة للتبرز، وتترافق مع تشنجات خفيفة في أسفل البطن، بالإضافة إلى ظهور دم ومخاط في البراز.

في بعض الأحيان، قد تحدث النوبات بشكل مفاجئ وبصورة شديدة مما يُسفر عن إسهال حاد يحتوي على كميات كبيرة من الدم والمخاط، نزيف حاد من الشرج، حمى قوية، وألم شديد في البطن.

الحالات الشديدة جدًا قد تؤدي إلى تورم كبير في الأمعاء الغليظة أو حتى إلى حدوث ثقب صغير فيها، مما يُمكن أن يُحدِث تسريباً للبراز إلى داخل البطن ويُسبب عدوى خطيرة تُعرف باسم التهاب الصفاق، والتي تُشكل خطراً على حياة المريض.

بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الأشخاص الذين عاشوا مع هذا الالتهاب لفترات طويلة مضاعفات طويلة الأمد تشمل ظهور طفح جلدي، قرحات في الفم، ألم في المفاصل، احمرار وألم في العينين، مشاكل في الكبد والمرارة، وفقر الدم، فضلاً عن نقص الوزن وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.

أنواع التهاب القولون التقرحي

يختلف التهاب القولون التقرحي تبعًا للموقع الذي يظهر فيه الالتهاب داخل القولون.

1. التهاب المستقيم التقرحي (Ulcerative proctitis)

يؤثر التهاب المستقيم التقرحي فقط على الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة المعروف بالمستقيم، والذي يقع بالقرب من فتحة الشرج. من الشائع أن يظهر نزيف المستقيم كأبرز أعراض هذا النوع من الالتهاب.

2. التهاب المستقيم السيني (Proctosigmoiditis)

التهاب القولون السيني هو حالة طبية تؤثر على الجزء الأخير من القولون والمستقيم. هذا المرض يتسبب في تهيج والتهاب هذه الأجزاء من الجهاز الهضمي. تتضمن الأعراض المعتادة لهذا الالتهاب خروج دم مع البراز، آلام البطن المصحوبة بتقلصات، بالإضافة إلى الشعور المستمر بالحاجة إلى التبرز مع صعوبة فعل ذلك.

3. التهاب القولون في الجانب الأيسر (Left side colitis)

عندما يشتد الالتهاب، يشعر المصاب بألم في الجانب الأيسر من البطن، ويواجه حالات من الإسهال المصحوب بالدم. أيضًا، قد يلاحظ المصاب انخفاضًا ملحوظًا في وزنه دون أن يكون قد سعى لذلك.

التهاب يبدأ من المستقيم ويمتد إلى الجزء الأيسر من القولون.

4. التهاب البنكوليت (Pancolitis)

التهاب البنكوليت هو حالة تصيب القولون بشكل كامل وتؤدي إلى تقلصات حادة في البطن، بالإضافة إلى الإصابة بإسهال يحتوي على دم، وانخفاض ملحوظ في الوزن.

5. التهاب القولون التقرحي الحاد (Acute severe ulcerative colitis)

التهاب القولون الشديد يصيب الأمعاء الغليظة بالكامل، مما يتسبب في أعراض مؤلمة تشمل حرارة مرتفعة، نوبات إسهال حادة، ونزيف، مما يجعله حالة صحية خطيرة تتطلب عناية فورية.

علاج التهاب القولون التقرحي

لمعالجة هذه الحالة، يمكن اللجوء إلى استخدام العقاقير الطبية أو الخضوع لتدخل جراحي بحسب ما يلزم.

1. العلاج الدوائي لالتهاب القولون التقرحي

في علاج التهاب القولون التقرحي، يتم استخدام أنواع متعددة من الأدوية، كل حسب شدة الحالة واستجابة المريض. النوع الأول هو الأدوية المضادة للالتهاب كالأمينوساليسيلات، حيث تشمل عقاقير مثل السالفاسالازين والمسالامين لتخفيف الالتهابات الخفيفة إلى المتوسطة.

بالنسبة للحالات المتوسطة والحادة، يتم اللجوء إلى الكورتيكوستيرويدات كالبريدنيزون والبوديسونيد، التي تستخدم لفترات قصيرة نظرًا لتأثيراتها الجانبية المحتملة.

كذلك هناك مثبطات الجهاز المناعي مثل الأزاثيوبرين والسايكلوسبورين، التي تعمل على تقليل الالتهاب عبر تثبيط استجابات الجهاز المناعي، إذ قد يقترح الأطباء دمج أكثر من نوع لتحسين الفعالية.

أما الأدوية البيولوجية مثل إنفليكسيماب وفيدوليزوماب، فتستهدف بروتينات معينة ينتجها الجهاز المناعي، وتمثل خياراً حديثاً للحالات التي لا تستجيب لأنواع العلاج الأخرى.

2. العلاج الجراحي

في بعض الحالات التي لا تستجيب فيها الأعراض للعلاجات التقليدية، قد يلجأ الأطباء إلى عملية جراحية لاستئصال القولون أو استئصال القولون والمستقيم معًا. في هذه العملية، يمكن للجراح أن يخلق جيبًا من الأمعاء الدقيقة ويوصله بمنطقة الشرج، مما يمكن الجسم من التخلص من الفضلات بطريقة طبيعية.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *