تجربتي مع الكيتو
أفادت سارة، وهي أم لثلاثة أطفال، بأنها شعرت بتحسن كبير في قدرتها على متابعة مهامها اليومية دون الشعور بالتعب المزمن الذي كان يلازمها سابقًا. في المقابل، يواجه بعض الأشخاص تحديات في الالتزام بنظام الكيتو على المدى الطويل، مثل صعوبة التخلي عن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والحلويات.
محمد، وهو موظف في شركة تقنية، شارك تجربته قائلاً إنه رغم الفوائد الصحية التي لاحظها، إلا أن الالتزام بالنظام كان يتطلب منه تحضير وجبات خاصة وتجنب الأطعمة التي يحبها، مما جعله يشعر أحيانًا بالإحباط.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تجارب تشير إلى فقدان الوزن بشكل ملحوظ عند اتباع نظام الكيتو، كما هو الحال مع ليلى، التي فقدت 15 كيلوغرامًا خلال ستة أشهر وشعرت بتحسن كبير في ثقتها بنفسها وصحتها العامة.
في النهاية، يمكن القول إن تجارب الأشخاص مع نظام الكيتو تتفاوت بناءً على التزامهم الشخصي، واستجابتهم الجسدية، والدعم الاجتماعي الذي يحظون به. من الضروري دائمًا استشارة أخصائي تغذية قبل البدء في أي نظام غذائي جديد لضمان تحقيق الفوائد المرجوة وتجنب المخاطر المحتملة.
النظام الغذائي الكيتوني يُعرف بأنه نظام غذائي يحتوي على نسب قليلة من الكربوهيدرات بجانب نسب معتدلة من البروتين وكميات كبيرة من الدهون. تلك الدهون يُكسرها الجسم ليُنتج مواد تسمى الكيتونات تُستخدم كمصدر للطاقة عندما تكون الكربوهيدرات نادرة.
يبدأ الجسم بإفراز الكيتونات عبر الكبد من الدهون المخزنة، مما يُعد بديلاً طبيعيًا للطاقة المعتادة المستمدة من السكريات. عند توجه الجسم لاستخدام الكيتونات، يعتبر في حالة تُعرف باسم الكيتوزية، تتمتع بكفاءة عالية في حرق الدهون وبالتالي تُساهم في فقدان الوزن.
يُفضل في هذا النظام تناول أقل من 50 غرامًا من الكربوهيدرات يوميًا للحفاظ على الحالة الكيتوزية، حيث يستلزم الأمر عادةً بضعة أيام للوصول إلى هذه الحالة بعد تقليل تناول السكر. يتبع الأشخاص الذين يرغبون بخسارة الوزن هذا النظام لملاحظة تأثير فعال في الأسبوع الأول من الالتزام بالحمية الكيتونية.
هل نظام الكيتو صحي؟ وهل حمية الكيتو آمنة؟
نظام الكيتو الغذائي يعد مفيدًا بشكل خاص للنساء، حيث يساهم في عدة جوانب صحية مهمة. من هذه الفوائد:
– يساعد هذا النظام بشكل فعال في خسارة الوزن ويعمل على كبح الشهية، كما أنه ينشط العمليات الأيضية التي تحول الطعام إلى طاقة.
– يعمل على خفض خطر الإصابة بالسرطان من خلال المساهمة في إزالة الخلايا السرطانية وتقليل المخاطر المتعلقة بإفراز هرمون الأنسولين وتأثيره على مستويات السكر في الدم.
– يساهم في دعم صحة القلب ويقي من الإصابات المتصلة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك بتقليل مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار، وفي المقابل يزيد من الكوليسترول الجيد.
– يعزز من صحة الدماغ ويحمي الخلايا العصبية من الأمراض العصبية مثل الزهايمر.
بالنسبة للجلد، يقدم نظام الكيتو فوائد مثل تحفيز نمو خلايا الجلد الصحية، والتقليل من فرص الإصابة بحب الشباب والالتهابات الجلدية المختلفة مثل الاحمرار والأكزيما والصدفية والعد الوردي، بالإضافة إلى الوقاية من سرطان الجلد.
الأخطاء التي يقع فيها الأشخاص أثناء نظام الكيتو دايت
عند اتباع نظام الكيتو الغذائي، قد يقع البعض في أخطاء شائعة تؤثر على نجاح النظام. من هذه الأخطاء:
1. الإقلال المفاجئ من الكربوهيدرات، وهو ما قد يسبب أعراضًا جانبية تجعل البعض يتوقفون عن متابعة الريجيم. من الأفضل أن يتم تخفيض الكربوهيدرات بشكل تدريجي حتى الوصول إلى الكمية المستهدفة وهي 20 إلى 50 جرامًا يوميًا.
2. الاستعداد الناقص لمواجهة أعراض مشابهة للإنفلونزا والتي قد تظهر في بداية تطبيق النظام، حيث يعتبر حدوث ذلك طبيعيًا للبعض خلال الأسابيع الأولى.
3. تجاهل أهمية تناول كميات كافية من الماء، الذي يحمي من الجفاف ويساعد على التخفيف من حدة أعراض الكيتو.
4. بدء الكيتو دايت دون استشارة مختص في التغذية، خصوصًا للأشخاص الذين يسعون لعلاج حالات مرضية معينة مثل السكري، حيث قد يحتاجون لتعديل في جرعات الإنسولين.
5. عدم الاطلاع الكافي على الأطعمة المناسبة لنظام الكيتو والتي يجب تجنبها. من المهم الانتباه إلى كمية الكربوهيدرات في الأطعمة المتناولة للحفاظ على النظام الغذائي بشكل صحيح.
تجنب هذه الأخطاء يمكن أن يساهم في تحقيق نتائج مثمرة وصحية أثناء اتباع نظام الكيتو.
عيوب الكيتو دايت
عندما يبدأ الأشخاص بتطبيق نظام غذائي كيتوني، يواجه الكثير منهم ما يُعرف بانفلونزا الكيتو، حيث يعاني الجسم من صعوبة في التأقلم مع الانخفاض الحاد في تناول الكربوهيدرات، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الصداع، الشعور بالإرهاق، الغضب، الإمساك، الغثيان والدوخة وآلام العضلات.
تحدث هذه الأعراض نظراً لأن الجسم يبدأ بحرق الدهون بدلاً من السكر لإنتاج الطاقة، مما يؤدي إلى إنتاج الكيتونات التي يتم التخلص منها عبر البول، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الكهارل والجفاف.
يترتب على اتباع هذا النظام الغذائي أيضا أثار جانبية أخرى مثل تكوين حصوات الكلى، نظراً لزيادة حمضية البول بسبب كميات البروتين العالية التي يتم تناولها وارتفاع مستويات الكالسيوم وحامض اليوريك في الدم، مما يجعل الشخص أكثر عرضة لتكون الحصى الكلوية.
أما بالنسبة للأشخاص الذين خضعوا لاستئصال المرارة، فقد يجدون صعوبة في هضم الدهون العالية التي يتطلبها النظام الكيتوني. وبالمثل، يمكن أن يواجه الأشخاص المصابون بمشاكل في الغدة الدرقية مضاعفات عند اتباع النظام.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من الإصابة بالنقرس نتيجة لزيادة تناول البروتين وتراكم حامض اليوريك في الدم.
وقد يتعرضون للإسهال بسبب نقص الكربوهيدرات التي لم يتم تعويضها بزيادة الأطعمة الغنية بالألياف أو بسبب عدم تحمل الأطعمة التي يتناولونها.
تؤدي زيادة حموضة الدم التي تنتج عن الاعتماد على الأجسام الكيتونية وحامض اليوريك كمصادر للطاقة إلى هشاشة العظام، حيث يسحب الجسم الكالسيوم من العظام لمعادلة حموضة الدم.