تجربتي مع انسداد الأمعاء
إحدى التجارب التي يمكن تسليط الضوء عليها هي تجربة السيد أحمد، الذي عانى من انسداد الأمعاء بسبب التصاقات ناتجة عن جراحة سابقة.
بدأت أعراضه بآلام حادة في البطن، وانتفاخ، وعدم القدرة على تمرير الغازات أو البراز. وعندما تفاقمت حالته، تم نقله إلى المستشفى حيث أجريت له العديد من الفحوصات مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية لتحديد مكان وشدة الانسداد.
بعد التشخيص، قرر الأطباء إجراء عملية جراحية لإزالة الانسداد وتخفيف التصاقات الأمعاء. تجربة السيد أحمد تسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر والعلاج الفوري، حيث أن التأخير يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل نقص التروية الدموية للأمعاء، والتي قد تتطلب استئصال جزء من الأمعاء.
تجربة أخرى هي تجربة السيدة فاطمة، التي عانت من انسداد الأمعاء نتيجة لورم في القولون. بدأت أعراضها بفقدان الوزن غير المبرر، والتقيؤ المستمر، والإمساك الشديد.
بعد سلسلة من الفحوصات الطبية، بما في ذلك تنظير القولون، تم اكتشاف ورم كبير يسد الأمعاء. خضعت السيدة فاطمة لعملية جراحية لاستئصال الورم، تلاها علاج كيميائي للتأكد من عدم انتشار السرطان.
هذه التجربة تؤكد على أهمية الفحص الدوري واكتشاف الأورام في مراحلها المبكرة، حيث يمكن أن تكون الأعراض مشابهة لحالات أقل خطورة ولكنها تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
من خلال هذه التجارب، يتضح أن انسداد الأمعاء ليس مجرد حالة طبية عابرة، بل هو تحدي يتطلب رعاية طبية متخصصة وفهم دقيق للأسباب والعلاجات الممكنة.
أنواع انسداد الأمعاء
الاعتلال الذي يصيب الأمعاء ويعيق حركة مرور محتوياتها ينقسم إلى فئتين حسب الموقع المتأثر في الجهاز الهضمي:
أولاً، انسداد يحدث في الأمعاء الدقيقة.
ثانيًا، انسداد قد يظهر في الأمعاء الغليظة، ويشار إليه أحيانًا بانسداد القولون.
يشيع انسداد الأمعاء الدقيقة أكثر من مثيله في القولون، كما أن لكل منهما علله وعوارضه الفريدة.
كما يمكن تصنيف انسداد الأمعاء إلى:
– انسداد جزئي.
– انسداد كامل أو تام.
ويُعرف كذلك بوجود ما يُسمى بالانسداد الزائف للأمعاء، وهو ما يتسم بظهور أعراض الانسداد من دون وجود شيء مادي يسبب الانسداد الفعلي. وقد يرجع هذا النوع من الانسداد إلى اضطرابات تعمل في عضلات الجهاز الهضمي أو الأعصاب المنظمة لها.
اسباب انسداد الأمعاء
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى انسداد الأمعاء، ما بين أسباب ميكانيكية، مثل التضيق بسبب نمو غير طبيعي أو نزف داخلي، وأسباب وظيفية تتعلق بضعف حركة الأمعاء أو الاضطرابات العصبية. تختلف هذه الأسباب بتنوعها تبعاً لطبيعة الانسداد، سواء كان جزئياً أو كاملاً.
أسباب انسداد الأمعاء الدقيقة
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى انسداد الأمعاء الدقيقة، ومنها تكون الالتصاقات بعد الخضوع لعمليات جراحية، والتي تصيب الأمعاء أو أعضاء أخرى مجاورة. كما يمكن أن ينجم الانسداد عن الأورام السرطانية في الأمعاء الدقيقة أو الأعضاء المحيطة كسرطان البنكرياس.
إضافة إلى ذلك، يعد الفتق من الأسباب المعروفة لهذا الانسداد، فضلاً عن مرض كرون الذي يصيب الجهاز الهضمي بشكل مزمن. الالتواءات داخل الأمعاء وحصوات المرارة تسهم أيضًا في هذه المشكلة.
يواجه الأطفال حديثو الولادة خطر الانسداد بسبب العيوب الخلقية في الأمعاء، ولكن هذا قد يحدث أيضًا في مراحل عمرية لاحقة مثل مرحلة الطفولة والمراهقة.
أما بلع الأشياء الغريبة فهو سبب آخر للانسداد، خصوصًا بين الأطفال، حيث يمكن أن تعيق هذه الأشياء مرور الطعام في الأمعاء. يعتبر انغلاف الأمعاء، حيث تنغرز جزئ من الأمعاء داخل جزء آخر، من الأسباب الجديرة بالذكر كذلك.
تعمل هذه العوامل مجتمعةً على تعقيد وظيفة الأمعاء الدقيقة، مسببة مشاكل صحية قد تحتاج إلى تدخل طبي فوري.
أسباب انسداد الأمعاء الغليظة
من العوامل التي قد تؤدي إلى انسداد القولون:
– تطور سرطاني في منطقة القولون أو المستقيم.
– وجود التهابات في تجاويف صغيرة تظهر على جدران الأمعاء، مما قد يؤدي إلى التهابات متكررة.
– حدوث الالتواءات أو الانغلافات داخل الأمعاء.
– تجمع الفضلات نتيجة للإصابة بالإمساك لفترات طويلة.
– انبثاق ورم في إحدى الأعضاء المجاورة للأمعاء مثل المبيض.
– نشوء الالتصاقات الناتجة عن التهابات الحوض أو بسبب إجراءات جراحية.
– تضيق في القولون ينجم عن تكون ندبات أو الالتهابات.
في حالة الأطفال حديثي الولادة قد يحدث انسداد في الأمعاء بسبب تكون مادة العقي، وهي المادة التي تتكون في أمعاء الجنين وتتألف من مخلفات ابتلعها خلال فترة الحمل مثل خلايا الأمعاء، المخاط، السائل السلوي، والصفراء.
أسباب أخرى لانسداد الأمعاء تشمل:
– استعمال بعض العقاقير كالأدوية الأفيونية التي تسكن الألم.
– التعرض للعلاج الإشعاعي في منطقة البطن.
– خلل في توازن الكهارل بالجسم.
أسباب انسداد الأمعاء الكاذب
قد تعاني الأمعاء الزائف من الانسداد لعدة أسباب، منها التأثيرات الناتجة عن مرض باركنسون أو التصلب المتعدد، حيث تسهم هذه الأمراض في حدوث مشكلات في الأعصاب والعضلات التي تدير وظائف الأمعاء.
كذلك يؤدي داء هيرشبرنغ، الذي يتميز بنقص الأعصاب داخل بعض أجزاء الأمعاء الغليظة، إلى مشاكل مماثلة تؤثر على حركة الأمعاء. أمراض أخرى مثل داء السكري وخمول الغدة الدرقية يمكن أن تسبب أيضاً اضطرابات في وظائف الأمعاء، مما يقود إلى الانسداد المحتمل لها.
أعراض انسداد الامعاء
يعاني المريض من الشعور بالغثيان مع تكرار القيء، الذي غالبًا ما يظهر بلون أخضر بسبب اختلاطه بالعصارة الصفراوية. يكثر الشعور بالإمساك ووجود انتفاخ في البطن أيضًا. قد ترتفع درجة حرارة الجسم وتزيد سرعة نبض القلب، مما ينبئ بمشاكل في تدفق الدم نحو المنطقة المصابة بالانسداد.
يُعاني المرضى أيضا من تقلصات حادة وألم متفاوت الشدة في منطقة البطن، بالإضافة إلى فقدان الشهية والإصابة بالإسهال في بعض الأحوال.
علاج انسداد الأمعاء
تعتمد طرق معالجة انسداد الأمعاء على عدة عوامل رئيسية تشمل الأسباب المؤدية للانسداد، موقعه داخل الجهاز الهضمي، ومدى خطورته. قد يتراوح العلاج من تدابير بسيطة إلى تدخلات جراحية، حسب الحالة.
في الحالات البسيطة مثل الانسداد الجزئي، قد يقتصر العلاج على إراحة الأمعاء، بمعنى منع تناول الطعام، بالإضافة إلى تقديم السوائل والتغذية عبر الوريد للمريض.
عند تحديد السبب الأساسي للانسداد، ينبغي معالجة هذا السبب مباشرةً لضمان نتائج فعّالة. إذا كان المريض يعاني من الجفاف، يكون من الضروري توفير العلاج المناسب لإعادة التوازن الكهرلي، عبر إعطاء السوائل الوريدية.
كما يُستخدم أنبوب يمر من الأنف إلى المعدة للمساعدة في التقليل من الضغط والانتفاخ داخل الأمعاء. إذا سبب المسكنات المخدرة الانسداد، يمكن وصف أدوية تخفف من تأثيراتها على الأمعاء.
الحقن الشرجية قد تكون مفيدة أيضاً في تخفيف الانسداد بزيادة الضغط داخل الأمعاء. لكن إذا فشلت هذه الطرق، أو تفاقمت الأعراض، أو كان الانسداد كاملاً، فقد يكون التدخل الجراحي الطارئ ضرورياً.
في بعض الحالات التي تتسبب بضرر دائم للأمعاء، يمكن أن يتطلب الأمر جراحة لإزالة الأنسجة الميتة أو المتضررة، حيث قد يُجرى فتح في جلد المريض ليمر منه البراز إلى كيس خارجي، يُسمى هذا الإجراء فغر الأمعاء. قد تعاد الأمعاء لوضعها الطبيعي بمجرد تحسن حالة المريض.
أحياناً يتم استخدام دعامات للمساعدة على إبقاء الأمعاء مفتوحة، الأمر الذي يعد بديلاً أمناً لمن لا يمكنهم تحمل الجراحة.
على الرغم من أن الأدوية لا تعالج الانسداد نفسه، إنما تخفف من الأعراض والمضاعفات إلى أن يُجرى تدخل طبي أكثر شمولاً. تشمل هذه الأدوية المضادات الحيوية لمقاومة العدوى، المضادات للغثيان ومسكنات للألم.