تجربتي مع تسنين ابني
تحدثت أم لطفل يبلغ من العمر ستة أشهر عن كيفية ملاحظتها لأول علامات التسنين، والتي تمثلت في زيادة إفراز اللعاب وحاجة الطفل المستمرة للعض على الأشياء. هذا الأمر دفعها للبحث عن طرق لتخفيف آلام طفلها، حيث استخدمت حلقات التسنين المبردة والمراهم المخصصة لذلك.
في تجربة أخرى، أشار أحد الآباء إلى أن ابنه بدأ في التسنين في عمر مبكر، مما تسبب في ليالٍ بلا نوم بسبب الألم والانزعاج. لجأ الأب إلى استشارة طبيب الأطفال الذي قدم نصائح حول استخدام بعض الأدوية المسكنة للألم بجرعات مناسبة وآمنة. كما أشار إلى أهمية توفير الراحة النفسية للطفل من خلال احتضانه وتهدئته.
من ناحية أخرى، تحدثت أم أخرى عن تجربتها مع التسنين المتأخر لطفلتها، حيث لم تظهر أي أسنان حتى عمر السنة. هذا الأمر أثار قلقها ودفعها لاستشارة طبيب الأطفال الذي طمأنها بأن لكل طفل وتيرته الخاصة وأن التسنين قد يتأخر عند بعض الأطفال بشكل طبيعي.
تجارب الأهل مع تسنين أبنائهم تختلف من حالة لأخرى، ولكن القاسم المشترك بينهم هو البحث عن أفضل الطرق لتخفيف الألم وتوفير الراحة لأطفالهم. من المهم أن يكون الآباء على دراية بعلامات التسنين وكيفية التعامل معها، وأن يستعينوا بنصائح المتخصصين عند الحاجة. التوجيه الصحيح والدعم النفسي يلعبان دوراً كبيراً في تجاوز هذه المرحلة بنجاح وراحة.
ما هو تسنين الاطفال؟
عندما يبدأ الأطفال في مرحلة ظهور الأسنان، والتي تكون بين الشهر الثالث والشهر الثاني عشر من عمرهم، تبدأ الأسنان الأولى عادةً بالبروز بين الشهر السادس والتاسع. خلال هذه الفترة، قد يعاني الطفل من الإزعاج والألم إذ تتسم هذه العملية بكونه عملية تدريجية وطويلة قد تستمر حتى بلوغه عدة سنوات ليكتمل ظهور جميع الأسنان اللبنية العشرين.
غالبًا ما يُقارن ألم التسنين بألم الصداع نظرًا لاستمرار الشعور بعدم الراحة الذي يُعاني منه الطفل، مما يستدعي من الأهل العناية الإضافية والمتواصلة لتخفيف هذا الشعور. يمكن أن يشمل ذلك اللعب مع الطفل بألعاب جديدة تُشغل انتباهه وتُسليه، أو استخدام جل خاص بالتسنين يُساعد في تهدئة اللثة وتخفيف الألم والحكة الناجمة عن نمو الأسنان.
جدول التسنين عند الاطفال
تتطور أسنان الأطفال الرضع وفقاً لمراحل مختلفة خلال السنوات الأولى من حياتهم. تبدأ هذه المراحل من عمر ستة أشهر حتى ثلاث سنوات، حيث يتم ظهور الأسنان تدريجياً.
في الفترة ما بين الشهر السادس والثاني عشر، تبدأ القواطع المركزية بالبروز في مقدمة الفكين العلوي والسفلي، وهي الأسنان الأولى التي تظهر عادة لدى الأطفال. تليها القواطع الجانبية، والتي تظهر بين التاسع والثاني عشر شهراً، وهي تقع بجانب القواطع المركزية.
من الشهر الثالث عشر وحتى الشهر التاسع عشر، يبدأ الضرس الأول بالظهور، وهو يمثل مرحلة جديدة في تطور فم الطفل. بين الشهر السادس عشر والثاني والعشرين، تبرز الأنياب، التي تضيف إلى قدرة الطفل على تقطيع الطعام. أخيراً، يظهر الضرس الثاني بين الشهر الخامس والعشرين والشهر الثالث والثلاثين، مكتملاً بذلك معظم تسنين الطفل الرضيع.
اعراض تسنين الاطفال
عندما يبدأ الأطفال بمرحلة التسنين، يعانون من بعض الأعراض المؤلمة والمزعجة. يميل الطفل إلى العض على أشياء صلبة كالعضاضات، محاولاً التخفيف من الضغط والألم الذي يشعر به تحت اللثة. هذا التصرف يأتي من حاجتهم للتخفيف من الإزعاج الذي يشعرون به جراء تحرك الأسنان تحت اللثة.
كما قد تلاحظ تورم واحمرار في لثة الطفل، وهذا يدل على أن الأسنان على وشك الظهور. هذا التورم يكون ملحوظاً بوضوح عند فتح فم الطفل.
إضافة إلى ذلك، يعاني الأطفال من سيلان اللعاب بشكل مكثف خلال هذه المرحلة، وهو ما قد يشير إلى بداية ظهور أسنان جديدة في فم الطفل.
تشمل الأعراض الأخرى صعوبة في النوم خلال الليل، إذ يشعر الطفل بألم متزايد يجعله أكثر تقلباً وانزعاجاً خلال فترات الليل.
قد يعاني الطفل كذلك من ألم في الأذن، والذي قد يكون ناتجاً عن عملية التسنين ذاتها وليس بالضرورة بسبب التهاب أو عدوى.
تأثير التسنين يمكن أن يظهر أيضاً في تغيرات سلوكية تتعلق بالطعام، حيث قد يميل الطفل إلى تفضيل الأطعمة اللينة أو المشروبات بدلاً من الطعام الصلب إذا كانت اللثة متورمة ومؤلمة.
أخيراً، قد يسبب التسنين ارتفاعاً طفيفاً في درجة حرارة الطفل. مع ذلك، يهم التذكير بأن درجات الحرارة المرتفعة قد تكون علامة على شيء أكثر خطورة مثل الالتهاب. الإسهال الخفيف قد يحدث أيضاً، ولكن يجب الانتباه إذا كان شديداً ومستمراً.
كيفية التعامل مع أعراض التسنين عند الأطفال الرضع؟
لتسكين ألم اللثة عند الأطفال، يمكن تقديم مأكولات باردة مثل الزبادي أو اللبن المبرد، أو حتى فواكه مثل الموز المهروس طالما أنها مبردة. من المهم أيضاً الحرص على تقديم الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل منتجات الألبان والبيض لدعم صحة الطفل.
إلى جانب ذلك، يجب على الوالدين تقديم العاطفة والرعاية الكافية للطفل، وقضاء وقتٍ كافٍ معهم، وتوفير الألعاب التي تساعد على تشتيت انتباههم عن الشعور بالألم.
بالإضافة إلى ذلك، من المفيد استخدام حلقات التسنين أو كتل الثلج، وكذلك ضرورة الإكثار من تقديم الماء والعصائر الباردة للمحافظة على ترطيب الطفل.
استعمال جل مسكن للثة يمكن أن يخفف الألم كثيراً، ويجب استخدام خافض للحرارة ومضادات الالتهاب عند الحاجة لذلك. من المهم مسح لعاب الطفل باستمرار لتجنب تهيج الجلد بسبب الرطوبة. ولا تغفل عن تنظيف لسان الطفل بعد الرضاعة والاهتمام بتدليك اللثة للمساعدة في راحته.
الأعشاب التي يمكن استخدامها للتخفيف من حدة أعراض التسنين عند الرضيع
يحتوي نبات القرنفل على خصائص تساعد في معالجة التهابات اللثة، فضلاً عن قدرته على تسكين الألم واحتوائه على مواد معقمة ومضادة للأكسدة. كما يتميز نبات البابونج بغناه بالمركبات التي تمتلك تأثيراً مهدئاً.
النعناع يعد مصدراً غنياً بالمنتول، وهو مطهر فعال يسهم في مكافحة الالتهابات ويقدم تأثيراً مخدراً للألم. من جهة أخرى، يعتبر ثمر الورد معززاً قوياً للمناعة بفضل محتواه العالي من فيتامين C ووفرة مضادات الأكسدة التي يحتويها.
المحلب، نبات عشبي معروف بقدرته على تسكين الألم خاصة خلال فترات تسنين الأطفال، يتم استخدامه عبر فركه على اللثة لتخفيف الألم بشكل طبيعي.