تجربتي مع تشتت الانتباه وفرط الحركة وأبرز اسبابهما

تجربتي مع تشتت الانتباه

تبدأ رحلتي مع تشتت الانتباه وفرط الحركة في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث كانت العلامات الأولية واضحة في صعوبة التركيز والبقاء ثابتاً في مكان واحد لفترات طويلة. هذه السمات أدت إلى تحديات أكاديمية واجتماعية، حيث كان من الصعب علي التفاعل مع الأطفال الآخرين بالطريقة نفسها التي يتفاعلون بها مع بعضهم البعض.

تم تشخيص حالتي بعد مرور عدة سنوات من الملاحظة والتقييم من قبل المتخصصين. الحصول على التشخيص كان لحظة فارقة في حياتي؛ فقد أتاح لي ولعائلتي فهماً أفضل للتحديات التي كنت أواجهها وبدأنا في استكشاف الطرق المختلفة للتعامل معها.

أحد أكبر التحديات التي واجهتها كانت في البيئة الأكاديمية. كان التركيز لفترات طويلة أمراً شاقاً، وكثيراً ما وجدت نفسي مشتتاً وغير قادر على متابعة الدروس بفعالية.

للتغلب على هذا، بدأت في استخدام استراتيجيات مثل تقسيم وقت الدراسة إلى فترات قصيرة مع فترات راحة بينها، واستخدام أدوات تساعد على تحسين التركيز مثل الموسيقى الهادئة أو التطبيقات التي تمنع التشتت.

في الجانب الاجتماعي، كان التحدي يكمن في إدارة فرط الحركة والاندفاعية التي قد تؤدي إلى سوء التفاهم مع الأصدقاء والعائلة.

من خلال العمل مع معالج نفسي، تعلمت كيفية التعرف على الإشارات التي تسبق الاندفاعية وتطوير استراتيجيات للتحكم فيها، مثل تقنيات التنفس العميق والتأمل.

الدعم من العائلة والأصدقاء والمعلمين كان عاملاً حاسماً في رحلتي. وجود شبكة دعم قوية ساعدني على التغلب على العديد من التحديات وعلى الاستمرار في السعي نحو تحقيق أهدافي. بالإضافة إلى ذلك، كان العمل مع المتخصصين، مثل الأطباء النفسيين والمعالجين، أمراً ضرورياً لفهم حالتي بشكل أعمق وتطوير خطة شخصية للتعامل مع التحديات.

مع مرور الوقت، تعلمت كيفية إدارة تشتت الانتباه وفرط الحركة بشكل فعال، وتمكنت من تحقيق تقدم كبير سواء في حياتي الأكاديمية أو المهنية. اليوم، أنظر إلى تشتت الانتباه وفرط الحركة ليس كعائق، بل كجزء من هويتي الذي يتطلب فهماً وتكيفاً، ولكنه أيضاً يقدم لي منظوراً فريداً ومهارات متميزة.

تجربتي مع تشتت الانتباه وفرط الحركة هي قصة عن التحدي والصمود والنجاح. إنها تظهر أنه، بالرغم من الصعوبات، يمكن التغلب على التحديات من خلال الاستراتيجيات المناسبة، الدعم، والإرادة القوية.

أسباب تشتت الانتباه وفرط الحركة

حتى الآن، ما زالت الأسباب الدقيقة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه غير محددة بالكامل، ولكن تُشير الأبحاث إلى أن هذا الاضطراب قد ينتج عن تفاعل بين عوامل وراثية وبيئية.

من العوامل الوراثية، يظهر أن خطر الإصابة بالاضطراب يزداد في العائلات التي تاريخ سابق للإصابة بنفس الاضطراب. تُعزى هذه الزيادة في الخطر إلى تغيرات محتملة في الجينات التي تؤثر على وظائف الدماغ.

أما بالنسبة للعوامل الدماغية، فقد كشفت الأبحاث عن وجود اختلاف في حجم وبنية مناطق معينة من الدماغ تعمل على التحكم في السلوكيات مثل القدرة على اتخاذ القرارات ومهارات الكلام. هذه المناطق تظهر أصغر في الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن الانخفاض في مستويات الدوبامين، وهو ناقل عصبي مهم للتواصل بين الخلايا العصبية وله دور بارز في التحكم بالمشاعر والاستجابات العاطفية، يلعب دوراً في تطور الاضطراب.

أعراض تشتت الانتباه وفرط لحركة

تتجلى مشكلات تشتت الانتباه عند الأطفال من خلال ملاحظة عدم القدرة على الانتباه الجيد أثناء القيام بالأنشطة المختلفة. يظهر ذلك من خلال صعوبات متعددة مثل الإخفاق في الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة وعدم القدرة على الاستماع بفعالية، حيث يبدو الطفل غالبًا مشغولًا بأفكار أخرى ولا يقدر على تتبع الحديث المباشر معه.

علاوة على ذلك، يجد الأطفال المصابون بضعف التركيز صعوبة في الاحتفاظ بالتركيز على نشاط محدد لفترات ممتدة، مما يجعلهم يتجنبون أي نشاط يحتاج إلى انتباه كثيف مثل الواجبات المنزلية أو حل المسائل الحسابية.

إضافة إلى ذلك، يعاني هؤلاء الأطفال من تحديات في تنظيم أولوياتهم وإدارة الوقت بشكل فعال. كما أن نسيان القيام بالمهام المكلفين بها وفقدان الأغراض الشخصية مثل الألعاب يعتبران من المشكلات الشائعة.

من الناحية الاجتماعية، يواجهون أيضًا صعوبة في بناء العلاقات نظرًا لتحدياتهم في التقاط الإشارات غير اللفظية وفهم المشاعر.

على صعيد آخر، يظهر فرط الحركة عند الأطفال من خلال عدم القدرة على الثبات في مكان واحد، حيث يتحركون باستمرار ويبدون عدم القدرة على المشاركة في الأنشطة الهادئة مثل الرسم أو الاستماع للقصص.

تجد هذا السلوك يتجلى بوضوح في الإعدادات الصفية حيث يصعب على الطفل الجلوس بهدوء، فغالبًا ما ينهض للعب أو الجري. الكلام المستمر والتدخل في شؤون الآخرين بفضول مفرط هي أيضًا من السمات البارزة لأطفال يعانون من فرط الحركة وصعوبات في التحكم بالنزعات.

علاج قصور الانتباه وفرط الحركة

يُعتبر اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة حالة مستمرة قد تعود مظاهرها إذا ما انقطع العلاج، وتتنوع طرق علاج هذا الاضطراب لتشمل الأساليب الآتية:

في مقدمة الخطوات العلاجية يأتي العلاج السلوكي، وهو غالبًا ما يكون الخيار المفضل للأطفال دون سن الثالثة عشرة. يشتمل هذا النوع من العلاج على تعليم الوالدين أساليب لتوجيه سلوكيات الطفل وتعديلها.

كما يشمل تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية التي تساعده في بناء علاقات مع الآخرين.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن العلاج النفسي الفردي الذي يهدف إلى تعليم الطفل كيفية التعامل مع تحديات الاضطراب، والعلاج الأسري الذي يساهم في تخفيف الضغوط الناجمة عن التعامل مع الاضطراب.

أما العلاج الدوائي، فيُعتبر خيارًا آخر يلجأ إليه الأطباء، حيث يشمل الأدوية المنشطة مثل الأمفيتامينات والميثيلفينيديت. هذه الأدوية تعمل كمنبهات نفسية.

بالإضافة إلى الأدوية غير المنشطة، التي تستخدم كعلاج بديل أو إضافي عندما لا تُجدي الأدوية المنشطة نفعًا، ومن أمثلة هذه الأدوية الأتوموكسيتين الذي يمتد مفعوله لنحو 24 ساعة.

كذلك، قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب في حالات معينة إذا كان الطفل يعاني من الاكتئاب بجانب الاضطراب الأساسي.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *