تجربتي مع سرطان العظام
بدأت رحلتي مع سرطان العظام بأعراض بسيطة لم أكن أتخيل أبدًا أنها قد تكون مؤشرًا لمرض خطير كهذا. كانت الآلام الخفيفة في البداية تزورني بين الحين والآخر، لكن مع مرور الوقت، تحولت هذه الآلام إلى نوبات حادة لا تُطاق.
بعد عدة زيارات للطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، جاء التشخيص الصادم: سرطان العظام. كانت لحظة تحول حقيقية في حياتي، حيث انتقلت من القلق بشأن الأمور اليومية البسيطة إلى القتال من أجل الحياة.
العلاج كان مسيرة طويلة وشاقة، تضمنت العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، وفي بعض الحالات، الجراحة لإزالة الأورام. كل خطوة في هذه المسيرة كانت تحمل معها تحدياتها الخاصة، من الآثار الجانبية للعلاج إلى التحديات النفسية والعاطفية.
خلال هذه الفترة، كان الدعم العائلي والأصدقاء عاملاً حاسمًا في رحلة الشفاء. كما كان للمتابعة الدورية مع الفريق الطبي دور كبير في التغلب على المرض خطوة بخطوة.
تعلمت من تجربتي مع سرطان العظام الكثير، من أهمية الاستماع إلى إشارات جسمي وعدم تجاهل الأعراض، إلى قيمة الأمل والإيمان بالشفاء. كما أدركت أهمية الكشف المبكر، الذي يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في نجاح العلاج.
أسباب سرطان العظام
في حالات الوراثة المرتبطة بسرطان العظام، يمكن أن تحدث بعض الطفرات الجينية أو التغييرات الكروموسومية التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض. من الأمثلة على ذلك، الطفرات في الجينات EXT1 أو EXT2، التي تظهر عادة في الحالات التي تعاني من تكون أورام غضروفية متعددة على العظام. أيضاً، قد تسهم التغيرات في جين TBXT في ظهور الأورام الحبلية، والتي قد تكون شائعة في بعض العائلات.
إضافة إلى ذلك، يعتبر داء باجيت من الأمراض التي تعرض المصابين به لخطر متزايد لتطوير السرطان العظمي، خصوصاً في الحالات التي تتجاوز أعمارهم الخمسين. هذا المرض يؤدي إلى النمو غير الطبيعي للأنسجة العظمية، مما يجعل العظام أثقل، أكثر سمكاً وهشاشة، وبالتالي أكثر عرضة للكسور.
من العوامل الأخرى التي قد تؤثر في تكوين سرطان العظام نجد التاريخ العائلي للسرطان، وخاصة إذا كان هناك سوابق لسرطان العظام بين أفراد العائلة. كذلك، يعد التعرض المستمر للإشعاع وبعض المواد الكيميائية من العوامل التي تزيد من هذا الخطر.
اعراض سرطان العظام
عند الحديث عن سرطان العظام، فإن أول الأعراض التي قد تظهر هي الألم العظمي، الذي يبدأ بشكل غير مستمر وقد يزيد خلال الليل أو عند القيام بالأنشطة البدنية. مع تقدم المرض، يتحول هذا الألم إلى ألم دائم وقد يسبب صعوبة في الحركة أو العرج. من المهم ملاحظة أن ألم العظام قد ينجم عن أسباب أخرى كالإصابات أو التهاب المفاصل، لذا يجب التحقق من طبيعة الألم إذا استمر لفترة طويلة.
بالإضافة إلى الألم، من الشائع أن يظهر تورم في منطقة العظم المصاب بعد بضعة أسابيع من بدء الألم. هذا التورم قد يصاحبه تصلب في المفاصل المجاورة للعظم المصاب، مما يجعل تحريكها أكثر صعوبة. أيضاً، الكسور قد تحدث نتيجة لضعف العظام المتأثرة بالسرطان، وهذه الكسور تكون مصحوبة بألم حاد ومفاجئ.
الأعراض الأخرى لسرطان العظام تتضمن ارتفاعاً في درجة الحرارة، فقدان الوزن، التعب العام والإرهاق، بالإضافة إلى فقر الدم. جميع هذه العلامات تستدعي الاهتمام وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتحديد العلاج المناسب.
ما هي مراحل سرطان العظام؟
يتطور سرطان العظام عبر أربع مراحل مختلفة، ويتميز كل مستوى منها بمدى توغل السرطان وامتداده داخل الجسم، مما يعين الأطباء في إعداد خطة علاجية مناسبة.
في المرحلة الأولى، يبقى السرطان محصوراً ضمن العظم نفسه دون أن يتعداه إلى أجزاء أخرى.
بينما في المرحلة الثانية، رغم أن السرطان لا يمتد خارج العظام، إلا أنه يبدأ بإظهار خصائص توسعية قد تؤثر على الأنسجة المجاورة.
في المرحلة الثالثة، يتسع نطاق السرطان ليشمل عظاماً أخرى إضافية.
وأخيراً، المرحلة الرابعة، حيث يتعدى السرطان العظام ليصل إلى أعضاء بعيدة كالرئة أو الدماغ، ويمكن له أن ينتشر عبر الجهاز الليمفاوي أو الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، مسبباً ظهور أعراض تتعلق بالمناطق الجديدة التي أثر فيها إلى جانب أعراض الإصابة بسرطان العظام الأساسية.
هل يمكن علاج سرطان العظام؟
تتعدّد الأساليب المستخدمة في معالجة سرطان العظام، وقد شهدت فاعلية هذه العلاجات تحسّنًا ملحوظًا مع التقدم العلمي، مما يسهم في زيادة فرص التعافي من المرض، خصوصًا خلال مراحله الأولية.
العملية الجراحية
في حالات سرطان العظام، يُعتبر الجراحة إحدى الطرق الفعالة حيث يُجرى استئصال المنطقة المصابة من العظم مع الأنسجة المحيطة بها. هذا الإجراء يهدف إلى منع عودة السرطان، مما يساهم في تحسين فرص الشفاء ويؤدي إلى نجاح العملية وتقليل احتمالية أن يكون السرطان قاتلاً.
علاج سرطان العظام بالأشعة يشمل استهداف الخلايا السرطانية بجرعات عالية من الإشعاع للقضاء عليها. لكن هذا النوع من العلاج قد يؤثر أيضاً على الخلايا السليمة المجاورة، مما يجعله غير مثالي كخيار علاجي أول. عادة ما يتم تطبيق العلاج بالأشعة بعد الجراحة، خصوصاً إذا لم يتمكن الأطباء من إزالة كافة الأجزاء المصابة أو في حال عودة المرض لتخفيف الأعراض التي يعاني منها المريض.
العلاج الكيميائي
في علاج أنواع محددة من سرطان العظام، مثل سرطان يوينغ والورم الغرني العظمي، نستعمل العلاج الكيميائي، خصوصًا إذا كان السرطان قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.
العلاجات الموجهة لسرطان العظام
تتميز بعض الأدوية المستخدمة في معالجة السرطان بقدرتها على تحديد الخلايا السرطانية واستهدافها دون التأثير بشكل كبير على الخلايا السليمة، مما يقلل من الآثار الجانبية مقارنة بالعلاجات الكيميائية الشائعة التي تؤثر على الخلايا بصورة عامة. من ضمن تلك الأدوية نجد:
– إيماتينيب.
– دينوسوماب.
– إنترفيرون.
بالإضافة إلى ذلك، الفهم العميق لطبيعة سرطان العظام يعزز من الثقة بأنه ليس بالضرورة مميتاً؛ فالدعم النفسي يلعب دوراً مهماً في التغلب على المرض وعلاجه بنجاح.