تجربتي مع عملية الحول للاطفال
تعتبر تجربتي مع عملية الحول للأطفال من التجارب الفارقة في مسيرتي المهنية، حيث أنها تتطلب مزيجاً من الدقة والحساسية العالية. الحول ليس مجرد مشكلة تؤثر على جمالية النظر فحسب، بل قد يكون له تأثيرات سلبية على الرؤية إذا لم يتم معالجته بشكل صحيح.
خلال عملية الحول، يتم تعديل موقع العضلات المحيطة بالعين لضمان توازنها وعملها بشكل متناغم، مما يسمح بتصحيح الانحراف. العملية تتطلب فهماً عميقاً لتشريح العين ودقة بالغة في التنفيذ لضمان الحصول على أفضل النتائج. من المهم جداً متابعة الطفل بعد العملية لتقييم فعالية العلاج وضمان تكيف العين مع التغيرات الجديدة.
تعتبر هذه العمليات فرصة للأطفال ليس فقط لتحسين قدرتهم البصرية ولكن أيضاً لزيادة ثقتهم بأنفسهم وتحسين نوعية حياتهم. إن النجاح في هذه العمليات يتطلب تعاوناً وثيقاً بين الأطباء، الأهل والطفل، مما يؤكد على أهمية الدور الذي نلعبه كمختصين في تغيير حياة الأطفال للأفضل.
ما الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الحول للاطفال؟
يُشكل الحول واحداً من الاضطرابات البصرية المُلاحَظة بين الرُضع والصغار، حيث يتأثر توجيه العينين نتيجة لمجموعة من العوامل. من أبرز المسببات لهذه الحالة نجد الجينات الموروثة من الأهل، التي قد تلعب دوراً كبيراً في ظهور الحول.
كما يمكن أن تظهر عيوب خلال فترة الحمل أو في لحظات الولادة تؤثر على صحة العينين. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر تضرر الأعصاب القحفية أحد المسببات المحتملة للحول.
في بعض الحالات، يكون الحول نتيجة ثانوية لمشكلات بصرية أخرى مثل طول النظر، قصر النظر، أو الاستجماتزم. يُعتبر تشخيص الحول بدقة مهماً جداً لتحديد العلاج المناسب وتجنب تفاقم المشكلة.
يُقدم الدكتور إسلام حسني، المُتخصص في طب العيون، خدمات تشخيصية وعلاجية متقدمة للأطفال من مختلف الأعمار الذين يعانون من الحول، بهدف دعم قدرتهم على الاستمتاع بنوعية حياة أفضل وأكثر طبيعية.
هل توجد أنواع من عملية الحول للاطفال؟
تتعدد طرق تصحيح الحول لدى الأطفال بناءً على الاتجاه الذي تتجه إليه العين. تتضمن هذه الطرق:
عملية الحول الانسي للاطفال
الحول الأنسي يصيب العينين في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تميل إحدى العينين نحو الداخل. يظهر هذا النوع من الحول في صورتين رئيسيتين:
أولاً، الحول الأنسي الخَلقي، الذي يتواجد مع الطفل منذ ولادته وغالباً ما يزول تلقائيًا خلال الأشهر الستة الأولى من عمره.
ثانيًا، الحول الأنسي التكيفي، الذي يبدأ في الظهور بين عمر ثمانية أشهر ويستمر حتى بلوغ الطفل أربع سنوات.
لعلاج هذه الحالات، يقوم الأطباء بتوصيف جراحات تصحيحية وتحديد النظارات الطبية الملائمة لكل طفل، بهدف معالجة الحول وتحسين الرؤية.
عملية الحول الوحشي للاطفال
في الحول الوحشي، تميل إحدى عيني الطفل أو كلتاهما نحو الخارج، وغالبًا ما يظهر هذا النوع من الحول بعد السنة الأولى من عمر الطفل. من المهم للوالدين معرفة أن هذه الحالة قد تستمر مع الطفل طيلة حياته، أو قد تختفي بمرور الوقت.
التشخيص المبكر والدقيق يمكن أن يعزز فرص الطفل في الحصول على العلاج الفعّال لهذا النوع من الحول.
خلال العلاج، يمكن للطبيب أن يقوم بإجراء تعديل على العضلة الخارجية للعين، حيث يتم فصلها وإعادة ربطها في موقع أبعد لتقليل قوتها إذا كانت تعمل بشكل مفرط.
متى يحتاج الطفل الخضوع لعملية الحول؟
من السهل على الآباء رؤية علامات الحول في أطفالهم منذ الصغر، إذ قد تظهر على الطفل مشكلات مثل عدم القدرة على تثبيت النظر مباشرة أو الاضطرار لغلق أحد العينين أو تحريك الرأس بطريقة ملحوظة للنظر بوضوح. في مثل هذه الحالات، من الضروري أن يستشير الآباء طبيب عيون.
إذا تأخر العلاج للحول، قد يعاني الطفل من تدني الرؤية في إحدى عينيه، وهو ما يعرف بالعين الكسولة. في هذه الحالة، يوصي الدكتور إسلام حسني باستخدام نظارات خاصة تساعد في تحسين الرؤية للعين المتأثرة.
هل يجري الطبيب أي فحوصات قبل عملية الحول للاطفال؟
يُعدّ فحص عيون الأطفال بعد الولادة أمراً ضرورياً، ويُنصَح بإجرائه إما فور الولادة أو خلال أول تسعة أشهر. هذا الفحص يُمكِن الأطباء من اكتشاف حالات الحول بشكل مبكر ويفتح الباب لمعالجتها بفعالية أكبر.
خلال الفحص، يستخدم الطبيب تقنية تُعرف بفحص انعكاس الضوء من القرنية، حيث يشع ضوء خاص على عين الطفل لتقييم اتجاه القرنية. هذه الطريقة تساعد في تحديد ما إذا كان الطفل يُعاني من الحول، وتُحدد نوعيته للشروع في العلاج المناسب.
طريقة إجراء عملية الحول
عادة ما تستغرق جراحة تصحيح الحول ما بين ثلاثين دقيقة إلى ساعتين. خلال هذه الجراحة، يتم تخدير المريض بشكل كامل. يستخدم الجراح أداة خاصة لإبقاء العين مفتوحة أثناء العملية، وقد يلزم أحيانًا التعامل مع كلا العينين لضمان التناسق والتوازن الصحيحين.
خلال العملية، يقوم الجراح بتعديل مواضع عضلات العين بقطع جزء منها وإعادة تثبيته في مكان جديد لضمان استقامة النظر. يتم تثبيت العضلات في مواضعها الجديدة باستخدام غرز تذوب تلقائياً بمرور الوقت.
بعد الانتهاء من الجراحة، قد يحتاج بعض المرضى إلى تعديلات بسيطة لضمان الدقة المثالية في محاذاة العيون.
الآثار الجانبية لعملية الحول
في أعقاب إجراء تصحيح الحول، يواجه المريض بعض المضاعفات المؤقتة، بما في ذلك:
– الشعور بألم مشابه لوجود حبات رمل داخل العين، والذي يستمر لعدة أيام. يمكن التخفيف من هذا الألم باستخدام مسكنات بسيطة. يجب على الأشخاص دون سن السادسة عشر تجنب استخدام الأسبرين.
– تحول لون العين إلى الأحمر، حيث قد يستمر الاحمرار حتى شهرين بعد العملية.
– حكة في العيون، وهي غالباً ناتجة عن الغرز المستخدمة خلال العملية. هذه الغرز تذوب تدريجياً خلال عدة أسابيع.
– تجربة ازدواجية في الرؤية، وهي عادة ما تتحسن وتختفي خلال أسبوع من إجراء العملية.
هذه الأعراض كلها جزء من مرحلة التعافي العادية وعادة ما تتحسن بمرور الوقت.
هل تعد عملية الحول للاطفال العلاج الوحيد لتصحيح النظر؟
لتفادي مضاعفات الحول كالعين الكسولة، من المهم معالجته مبكرًا في الأطفال، حيث يعتمد اختيار العلاج المناسب على نوع الحول الذي يعاني منه الطفل. يمكن أن يشمل العلاج عدة خيارات منها:
1. استعمال النظارات الطبية لتصحيح الرؤية.
2. تغطية العين الأقوى برقعة لتحفيز العين الأضعف على العمل بشكل أكثر فعالية.
3. تطبيق حقن البوتوكس لاسترخاء عضلات العين المتوترة.
4. استخدام قطرات طبية للعين وأداء تمارين موجهة لتقوية عضلات العين وتحسين التنسيق بينهما.
