تجربتي مع غصة الحلق
تجربتي مع غصة الحلق هي رحلة طويلة من البحث والتجربة والفهم. غصة الحلق، هذا الشعور الذي يصعب وصفه، حيث يبدو كأن هناك عائقاً أو كتلة في الحلق تمنع البلع بشكل طبيعي، كانت جزءاً من حياتي لفترة ليست بالقصيرة.
في البداية، كان من الصعب تحديد السبب وراء هذا الشعور المزعج. زيارات متعددة للأطباء، والفحوصات المختلفة من تنظير للحلق والمريء، إلى تحاليل دم شاملة، كلها كانت جزءاً من رحلة البحث عن إجابات. الأطباء قدموا تفسيرات متعددة تتراوح بين الأسباب النفسية كالقلق والتوتر، إلى الأسباب الفيزيائية كالارتجاع المعدي المريئي.
تعلمت خلال هذه الرحلة أهمية النظر إلى الصحة بشكل شمولي. فالجسد والعقل مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وما يؤثر على الواحد يمكن أن يؤثر على الآخر. بدأت بتطبيق تغييرات على نمط حياتي، من تحسين نوعية الطعام وتجنب الأطعمة التي قد تسبب الارتجاع، إلى ممارسة الرياضة بانتظام وتعلم تقنيات التأمل والاسترخاء للتعامل مع القلق.
كانت هناك تحسنات ملحوظة، لكن الغصة لم تختف تماماً. هذا جعلني أدرك أن بعض الأمور قد تحتاج إلى وقت وصبر، وأن الجسم قد يحتاج إلى فترة للتعافي والتأقلم مع التغييرات الجديدة.
من خلال تجربتي، أود أن أشارك بعض النصائح لمن يعانون من غصة الحلق:
البحث عن استشارة طبية: من المهم جداً البحث عن استشارة طبية لاستبعاد أي أسباب طبية قد تكون وراء الأعراض.
النظر إلى الصحة بشكل شمولي: الصحة النفسية والجسدية مرتبطتان، ومن المهم الاعتناء بكلاهما.
تعديل نمط الحياة: تغييرات بسيطة في النظام الغذائي وممارسة الرياضة يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً.
الصبر والمثابرة: بعض الحالات قد تحتاج إلى وقت لتظهر التحسنات، ومن المهم عدم الاستسلام للإحباط.
أسباب صعوبة البلع
عسر البلع ينجم عن عدة عوامل قد تؤثر على الأعصاب أو العضلات المسؤولة عن تنظيم حركة الطعام. في حالات تضعف الأعصاب أو العضلات التي تساعد في البلع، يجد الأشخاص صعوبة في تمرير الطعام من الفم إلى المعدة.
هذا الضعف قد يكون ناتجاً عن مشكلات عصبية أو دماغية. كذلك، قد يلعب الجهاز المناعي دوراً في تحدي تلك العملية عبر الالتهابات التي قد تصيب الجسم.
تشنجات المريء تُعد مثالاً آخر، حيث أن تقلصات غير منتظمة تصعب من مرور الطعام، أو ضيق المريء، الذي يسبب أحياناً ارتداد الطعام. المزيد من التعقيدات قد تظهر في حالة الارتجاع المريئي، حيث تعود الأحماض من المعدة إلى المريء، قد تؤدي إلى تقرحات.
أورام المريء، سواء كانت سرطانية أو حميدة، تشكل أيضاً عائقاً أمام عملية البلع. وفي بعض الأحيان، تواجه الأعصاب صعوبات في تنفيذ وظائفها بشكل قياسي بسبب الضغوط النفسية أو الشعور بالحزن. الأشخاص قد يواجهون صعوبة في بلع أنواع معينة من الطعام أو الأدوية وقد يشعرون بوجود كتلة في الحلق رغم عدم وجود أي عائق مادي.
عسر البلع المريئي يُشير إلى الإحساس بأن الطعام يظل عالقاً في منطقة الصدر أو قاعدة الحلق، مما يؤدي إلى الشعور بالضيق أو العجز عن تناول الطعام براحة.
أعراض صعوبة البلع عند الرضع والأطفال
قد يواجه الرضع والأطفال مشكلات عند البلع تظهر من خلال مجموعة من الأعراض الملحوظة أثناء الرضاعة أو تناول الطعام. من هذه الأعراض نجد انعدام الرغبة لدى الطفل في الرضاعة أو مشاركته الفعلية في وقت الطعام. كما قد يظهر تقلصات أو توتراً في جسده خلال تناول الطعام. أحياناً، يرفض الطفل الطعام كلياً.
من الشائع رؤية الطعام أو السوائل يتسربان من فم الطفل أثناء محاولة التغذية. قد يعاني أثناء الأكل من السعال أو الاختناق، وأحياناً قد يصل الأمر إلى البصق أو القيء. ضيق التنفس خلال تناول الطعام أو الشرب يمكن أن يظهر أيضاً كأحد العوارض.
في بعض الحالات، قد يتأثر وزن الطفل ونموه بشكل سلبي، حيث يُلاحظ تباطؤ في زيادة الوزن أو في معدل النمو بشكل عام. وأيضاً، قد يتكرر أمر الإصابة بالتهابات رئوية كنتيجة لهذه الصعوبات في البلع. هذه الأعراض جميعها تستدعي الانتباه والمتابعة مع مختص لتجنب تطور المشكلات.
علاج صعوبة البلع
يتم تحديد طريقة علاج مشاكل الهضم وفقاً للمشكلة التي تعاني منها في البلع والعوامل التي أدت إلى ذلك.
عسر البلع الفموي البلعومي
في حالات عسر البلع الفموي البلعومي، يمكن اللجوء إلى المتخصصين في الكلام والبلع للحصول على العلاج المناسب، الذي قد يشتمل على الآتي:
1. إجراء تمارين تهدف إلى تعزيز التنسيق بين عضلات البلع وتنشيط الأعصاب المعنية بهذه العملية. هذه التمارين قد تكون مفيدة خصوصًا لتقليل حالات الارتجاع الغذائي أثناء البلع.
2. تعلم استراتيجيات بلع مختلفة، تشمل تقنيات لتحسين وضع الطعام داخل الفم أو تعديل وضعيات الجسم والرأس لتسهيل عملية البلع. هذه الطرق والتمارين قد تكون خاصة بالغاية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عسر البلع بسبب التغيرات العصبية المرتبطة باضطرابات مثل الزهايمر أو باركينسون.
عسر البلع المريئي
يعتمد علاج صعوبات بلع الطعام المرتبطة بالمريء على عدة طرق، منها:
التدخل الجراحي: في بعض الحالات كالأورام بالمريء أو حالات التضييق الشديد، قد تكون الجراحة ضرورية لتوسيع ممر الطعام وتسهيل عملية البلع.
استخدام الأدوية: لمعالجة الالتهابات أو الارتداد المعدي المريئي، يتم اللجوء إلى استخدام أدوية خافضة لحموضة المعدة الذي يُعد علاجاً مستمراً لمنع تكرار المشكلة.
التوسيع: يجرى هذا الإجراء بإدخال منظار إلى المريء مع بالون مرتبط به لتوسيع الجزء المضيق. يتم هذه الطريقة لمواجهة مشكلات مثل الحلقات النسيجية غير المنتظمة أو الضيق المريئي.
العلاجات الطبية الاختصاصية: قد تشمل العلاج بالكورتيكوستيرويدات لمعالجة التهاب المريء الناتج عن اليوزينيات، أو استخدام مرخيات لعضلات المريء لتخفيف الحالات التشنجية.
النظام الغذائي المعدّل: يتم تحديد النظام الغذائي بناءً على الحالة المرضية، مثل وضع نظام غذائي خالٍ من المسببات في حالة الالتهاب اليوزيني للمريء كوسيلة علاجية فعالة.
كل هذه الأساليب تأتي بهدف تحسين قدرة المصابين على البلع وتخفيف الأعراض المرافقة لتحسين نوعية حياة المرضى.
عُسر البلع الشديد
عند تعذر البلع بصورة فعالة وآمنة، الأمر الذي يحول دون إمكانية تناول كميات كافية من الطعام والشراب وعدم تحقيق النتائج المرجوة من العلاجات المتاحة، قد يُوصي الأطباء باللجوء إلى استخدام أنبوب التغذية. يقدم أنبوب التغذية العناصر الغذائية الضرورية مباشرة إلى الجسم، متجاوزًا الحاجة لعملية البلع.
الجراحة
قد يستلزم تصحيح مشكلات البلع التي تحدث بسبب ضيق أو انسداد في الحلق إجراء عمليات جراحية. الأسباب التي تؤدي إلى هذا الانسداد قد تكون نموّات عظمية، شلل في الحبل الصوتي، توسّع الجزء البلعومي من المريء أو مشاكل مرتبطة بالجهاز الهضمي مثل الارتجاع المعدي المريئي أو تصلب المريء الذي يمنع الارتخاء.
أما السرطان المريء فهو أيضاً من الأمور التي قد تعالج جراحياً. غالباً ما يُنصح بجلسات تقوية مهارات الكلام والبلع بعد الجراحة لتسريع الشفاء وتحسين الوظائف.
اختيار الطريقة الجراحية يعتمد أساساً على العامل المسبب لصعوبة البلع. من ضمن الطرق المستخدمة:
– عملية هيلر التي تُجرى عبر البطن، حيث يُجرى قطع للعضلة السفلية للمريء، المعروفة بالعضلة العاصرة، لمساعدة المرضى الذين يعانون من صعوبة في ارتخاء هذه العضلة والسماح بمرور الطعام إلى المعدة بشكل أفضل.
– القطع العضلي عبر الفم، وهو يشمل عمل شق في الغشاء الداخلي للمريء ومن ثم قطع العضلة السفلية، مماثلة لما يحدث في عملية هيلر لتسهيل مرور الطعام.
– تركيب دعامة يعد خياراً آخر لتوسيع المريء الضيق أو المسدود، حيث يمكن استخدام دعامات دائمة أو مؤقتة بحسب الحالة، مثل في حالات السرطان.
– استخدام البوتوكس، وهي تقنية تتضمن حقن سم البوتولينوم لإرخاء العضلة العاصرة في نهاية المريء لتحسين البلع، تعتبر بديل أقل تدخلاً للجراحة، لكن قد تحتاج لتكرار العملية.
لكل علاج آثاره ومدة شفائه، ويجب دراستها جيداً لتحديد الخيار الأنسب.
نصائح للتعايش مع صعوبة البلع
لتخفيف حدة أعراض المرض والتأقلم معه، من الضروري تبني نهج صحي في الحياة اليومية، يبدأ من نظام الأكل. من المهم تقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة ومتكررة خلال اليوم، مع مراعاة تناول الطعام ببطء لتسهيل عملية الهضم.
كذلك، ينصح بتجربة أطعمة متنوعة لتحديد الأنواع التي قد تسبب ازعاجاً أو تفاقم الأعراض، لتجنبها في المستقبل.
المشروبات مثل القهوة والعصائر قد تكون ضارة لبعض الأشخاص، لذا يُفضل تجنبها إذا لوحظت أي تأثيرات سلبية على الصحة بعد تناولها.
في السياق ذاته، تعتبر المأكولات اللزجة مثل زبدة الفول السوداني والكراميل عائقًا أمام سهولة البلع، ما يتطلب توخي الحذر عند استهلاكها.
أخيراً، من الضروري الابتعاد عن التدخين وتناول الكحوليات والمنبهات مثل الكافيين، إذ يمكن أن تزيد هذه المواد من حدة الحرقة والأعراض المرتبطة بالمرض.