تجربتي مع فرط الحركة
أود أن أشارككم تجربتي مع فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهو اضطراب يؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم، وقد تم تشخيصي بهذا الاضطراب في سن مبكرة.
كانت الرحلة مليئة بالتحديات والعقبات، ولكنها كانت أيضًا مليئة بالتعلم والنمو. فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب يتميز بنمط مستمر من الاندفاعية وعدم القدرة على الحفاظ على التركيز أو الانتباه، مما يؤثر سلبًا على الأداء اليومي للفرد.
في بداية رحلتي، واجهت صعوبات جمة في التركيز داخل الفصل الدراسي وأثناء أداء الواجبات المنزلية، مما أدى إلى تراجع مستواي الأكاديمي وأثر سلبًا على ثقتي بنفسي.
كان من الصعب عليّ الجلوس في مكان واحد لفترات طويلة، وغالبًا ما كنت أجد نفسي في حالة من القلق والتوتر بسبب عدم قدرتي على مواكبة الآخرين.
مع مرور الوقت، وبفضل الدعم الذي تلقيته من عائلتي والمختصين، بدأت في التعرف على طرق لإدارة الأعراض وتحسين قدرتي على التركيز والانتباه.
تعلمت أهمية وضع جداول وخطط يومية لتنظيم وقتي وأنشطتي، وكذلك تطوير مهارات التأمل والتنفس العميق للمساعدة في التحكم في الاندفاعية والقلق.
إحدى الاستراتيجيات الفعالة التي اعتمدتها كانت تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للإدارة، مما ساعدني على الشعور بالإنجاز والتقدم. كما وجدت أن الانخراط في الأنشطة البدنية بانتظام، مثل الرياضة، له تأثير إيجابي كبير على قدرتي على التحكم في فرط الحركة وتحسين التركيز.
من المهم أيضًا الإشارة إلى أهمية البحث عن الدعم المهني والتوجيه من المختصين في مجال فرط الحركة وتشتت الانتباه. العلاج السلوكي المعرفي، على سبيل المثال، كان له دور كبير في مساعدتي على فهم سلوكياتي وتطوير استراتيجيات للتعامل مع التحديات اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مناقشات حول إمكانية استخدام الأدوية للمساعدة في التحكم في بعض الأعراض، وهو خيار يجب أن يتم بعناية وتحت إشراف طبي.
في ختام هذه التجربة، أود أن أؤكد على أن فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس عائقًا أمام النجاح والتفوق، بل يمكن أن يكون مصدرًا للقوة إذا تم إدارته بشكل صحيح. لقد علمتني هذه التجربة قيمة الصبر والمثابرة وأهمية البحث عن الدعم والمساعدة عند الحاجة.
أتمنى أن تكون قصتي مصدر إلهام للآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة، وأن تذكرهم بأنه بالإمكان تحقيق الأحلام والطموحات بالعمل الجاد والدعم المناسب.
أعراض فرط الحركة
في الأطفال الذين يعانون من زيادة النشاط الحركي، تظهر العديد من السلوكيات الملحوظة مثل صعوبة الجلوس ساكنين، حيث يكونون دائمي التململ والتحرك. كما يميل هؤلاء الأطفال إلى تجنب الأنشطة التي تتطلب الهدوء والتركيز مثل الرسم أو الاستماع للقصص.
أثناء الفصول الدراسية، قد يقوم الطفل بالنهوض فجأة ليبدأ بالركض حول الغرفة. غالبًا ما يكون الحديث المستمر والعفوي خاصية بارزة لديهم، دون التفكير العميق بما يقولون. ونظرًا لفضولهم الشديد، يمكن أن يبدوا متطفلين في تعاملاتهم مع الآخرين.
خيارات علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
يمكن التعامل مع مرض فرط الحركة ونقص الانتباه عبر عدة طرق على الرغم من أنه لا يوجد علاج شافٍ له. أولاً، يجب توفير الدعم الأكاديمي الذي يتناسب مع احتياجات الطفل المتأثر.
ثانيًا، من المهم مساندة الأهالي والأطفال من خلال توفير الإرشاد والمشورة المستمرة لتعزيز التعامل مع التحديات اليومية. يعتبر الحفاظ على نظام غذائي متوازن ضروريًا لتحسين التركيز والنشاط البدني لدى الأطفال.
كما أن تطوير المهارات الاجتماعية عبر التدريب المناسب يساعد في تحسين التفاعلات الاجتماعية. العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، يوفر أدوات للتعامل مع الصعوبات السلوكية والنفسية. وأخيرًا، يمكن اللجوء إلى الأدوية مثل ديكسامفيتامين وميثيلفينيديت بتوصية من الطبيب، لتعديل وظائف الدماغ وتحسين الانتباه.
التعايش مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يمكن التقليل من صعوبات العيش مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو مع الأشخاص الذين يواجهون هذه الحالة عبر توفير الدعم والتوجيه المناسب.
من السبل الفعالة للتعامل مع هذا الاضطراب اعتماد بعض الاستراتيجيات مثل تنظيم الوقت بشكل جيد، استخدام التقويمات لمتابعة المهام اليومية، وتوفير بيئة هادئة تساعد على التركيز.
الحفاظ على بيئة منزلية صحية
الاهتمام بالترتيب والنظام داخل المساكن، إلى جانب المحافظة على سهولة التواصل واعتماد نظام غذائي متوازن ومفيد، يلعب دوراً كبيراً في خلق بيئة مريحة وإيجابية تسهِم في الحد من التوتر والغضب.
إن الاستهلاك المفرط للكحول قد يسوء من حالات الكآبة ويخل بالحالة النفسية. يظهر البحث أن تضمين الأطعمة المغذية مثل الأسماك الغنية بالزيوت، الشوكولاتة الخالية من السكريات الكثيرة، والتوت الذي يحتوي على الأنثوسيانين يمكن أن يُحسِن من صحة الدماغ ويعزز من الشعور بالاسترخاء والسكينة.
ممارسة التمارين بشكل متكرر
الممارسة المنتظمة للنشاطات البدنية في الهواء الطلق، كالتجول في الطبيعة أو استخدام الدراجة، تُعد وسيلة فعالة لصفاء الذهن والتخلص من التوتر خاصة لمن يعتني بأحبائهم الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
هذه الأنشطة تحفز الجسم على إطلاق هرمونات تعزز الشعور بالسعادة وتساهم في حرق السعرات الزائدة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن غير المرغوب فيه ويعزز من الثقة بالنفس.
الانضمام إلى مجموعات الدعم
المشاركة في مجموعة دعم تتيح لك فرصة التعبير عن أفكارك، تعزيز ثقتك بنفسك، تكوين علاقات صداقة مع الآخرين والحصول على الدعم خلال الفترات الصعبة.
إدراك أن هناك آخرين يمرون بتجارب مماثلة يساعدك على فهم أن طلب المساعدة يعد خطوة قيمة وجوهرية. في مثل هذه المجموعات، يسود التفاهم المتبادل ويمكنك من خلالها الحصول على نصائح مفيدة وفهم أعمق للتحديات التي تواجهها.
الاستمتاع بتقنيات الاسترخاء أو التأمل
التوقف للحظات من الزمن والانخراط في التأمل يمكن أن يعزز صفاء الذهن ويخفض مستويات الانفعال والتوتر. كما أن التجول في الطبيعة ومشاهدة الحياة البرية يسهم في تكوين ذكريات ثمينة، بالإضافة إلى تحسين الصحة العقلية وتنمية القدرات الاجتماعية والشخصية.
المحافظة على التنظيم
عندما يحرص مقدمو الركة على إدارة الأمور بفعالية والحفاظ على نظام محكم، يُسهم ذلك في خفض مستويات التوتر والقلق لديهم. السيطرة على الجوانب المختلفة سواء في البيت أو في العمل تعزز الشعور بالأمان الذاتي، تقلل من التردد، وتحول دون نشوب الخلافات.
كذلك، تخصيص أوقات معينة للأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه لإنجاز واجباتهم المدرسية، وقت تناول الطعام، والمهام المنزلية يمنحهم إطارًا يساعدهم على تنمية مهاراتهم العملية ويعزز مستوى ثقتهم بأنفسهم بالإضافة إلى التحكم في مشاعر القلق لديهم.
الاستفادة من مساعدة الرعاية الاجتماعية
الحصول على الدعم الاجتماعي والعناية المناسبة أمر بالغ الأهمية، خصوصاً في الأوقات التي تزداد فيها الصعوبات. يعد هذا ضروريًا لمساعدة كل من مقدمي الرعاية والأشخاص الذين يعانون من تحديات مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إذ يمكنهم من خلاله الحصول على الإرشاد والمساندة اللازمة.
من الضروري أيضًا أن تتاح لمقدمي الرعاية فرص للحصول على فسحات من الراحة تمكنهم من تجديد نشاطهم وتجنب الشعور بالإنهاك، مع ضمان أن يكون أحبائهم في بيئة آمنة ومطمئنة.
ما نوع حالة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو من الاضطرابات العصبية التطورية، التي تؤثر على عدة أوجه من وظائف العقل كالتعلم، الانتباه، القدرة على التواصل، التحكم في الحركة والمشاعر.
من الممكن أن تبدأ هذه الاضطرابات العصبية في مرحلة الطفولة وتستمر مدى الحياة، وليس من الممكن شفاؤها كليًا، ولكن يمكن التخفيف من أعراضها من خلال الدعم المستمر وتعديل البيئة المحيطة بهؤلاء الأفراد.
غالبًا ما يشخص الأشخاص المصابون بنوع معين من اضطرابات النمو العصبي بأنواع أخرى من الاضطرابات، مثل اضطراب طيف التوحد، صعوبات التنسيق الحركي، اضطرابات النطق واللغة، متلازمة توريت، صعوبات في القراءة أو الرياضيات.
عند عدم التشخيص الدقيق أو العلاج المناسب لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، قد يعاني الفرد من تأثيرات سلبية تمتد لتشمل الصحة النفسية والبدنية.
كثيرًا ما يرتبط تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بظهور حالات صحية نفسية أو جسدية أخرى، مما يجعل من الصعب أحيانًا الكشف عن هذا الاضطراب إذا كان يعمل متخفيًا.