تجربتي مع وسواس المرض
بسبب وسواس المرض. كان يقضي ساعات طويلة يومياً في قراءة المعلومات الطبية على الإنترنت، مقتنعاً بأنه يعاني من أمراض خطيرة لم يتم تشخيصها بعد. هذا القلق المستمر أثر على علاقاته الاجتماعية وأدائه في العمل، حيث كان يجد صعوبة في التركيز والتفاعل مع زملائه.
من ناحية أخرى، تروي سارة، وهي امرأة في الأربعينات، كيف أن وسواس المرض جعلها تتردد بشكل متكرر على العيادات والمستشفيات. كانت تقوم بإجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري، رغم تأكيد الأطباء على أنها بصحة جيدة. هذا السلوك لم يكن فقط مرهقاً لها نفسياً، بل أثر أيضاً على وضعها المالي بسبب التكاليف الباهظة للفحوصات الطبية المتكررة.
أما خالد، فهو رجل في الخمسينات، يروي كيف أن وسواس المرض جعله يتجنب الأنشطة الاجتماعية والأماكن العامة، خوفاً من التقاط أي عدوى. هذا العزل الاجتماعي أدى إلى شعوره بالوحدة والاكتئاب، مما زاد من تعقيد حالته النفسية.
أعراض وسواس المرض
يمكن أن يشعر الأشخاص الذين يعانون من وسواس المرض بالقلق الشديد بشأن صحتهم، حيث يظنون بأنهم معرضون للإصابة بأمراض خطيرة.
هذا القلق يدفعهم لتجنب الأماكن أو الأشخاص الذين قد يعتقدون أنهم يحملون عدوى. كما يميلون إلى البحث دون توقف عن الأعراض والأمراض على الإنترنت، وغالباً ما يناقشون مخاوفهم الصحية مع الآخرين. يتسبب هذا الهاجس في شعورهم بالضيق والحزن، مما قد يعيق قدرتهم على إنجاز مهامهم اليومية.
كثيراً ما يخاف هؤلاء الأشخاص من أن تكون الأحاسيس الجسدية التي يختبرونها، مثل الصداع أو آلام المفاصل، علامات على وجود حالات طبية جادة.
يشعرون بالتوتر ويتابعون بشكل مستمر حالتهم الصحية. يزداد وعيهم تجاه أي علامات جسدية بسيطة وقد يسارعون لزيارة الطبيب لفحص هذه الأعراض البسيطة أو حتى الوظائف الجسمية الطبيعية، ما يؤدي إلى قلق متزايد بشأن احتمالية المرض.
أسباب وسواس المرض
لا تزال العلوم الطبية تبحث في الأسباب التي تجعل بعض الأفراد يصابون بالهاجس المرضي، ولكن يُعتقد أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تلعب دورًا في هذا. تتضمن هذه العوامل:
– الفهم الخاطئ للإشارات التي يرسلها الجسم، قد ينجم عن نقص المعرفة حول كيفية عمل أجهزة الجسم مما يؤدي إلى تفسيرات خاطئة لهذه الأعراض.
– تأثير البيئة العائلية، حيث يُلاحظ أن الأشخاص الذين لديهم عائلات سبق وأن عانت من مشاكل مشابهة، يكونون أكثر ميلاً للشعور بالقلق حيال صحتهم.
– التجارب الصحية السابقة، إذ أن تجارب مرضية سابقة قد تركت أثرًا نفسيًا يجعل الفرد أكثر حساسية تجاه فكرة المرض.
– الارتباط بأمراض نفسية أخرى، إذ يُعاني الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس المرضي من اضطرابات نفسية أخرى كالاكتئاب أو القلق، مما يعمق من تخوفاتهم الصحية.
تُعد هذه العوامل محور دراسات مستمرة لفهم كيفية تأثيرها في سلوكيات ومشاعر الأفراد تجاه الصحة.
مضاعفات وسواس المرض
يمكن أن يؤدي القلق المستمر بشأن الصحة إلى عدة عوائق في الحياة اليومية، بما في ذلك:
– التأثير على أداء المهام الروتينية كالدراسة أو العمل.
– مواجهة الأضرار الناتجة عن كثرة إجراء الفحوصات الطبية للكشف عن الأمراض.
– الخطر المحتمل للإصابة بالاكتئاب أو نوبات الهلع.
– زيادة الاعتماد على الأدوية المختلفة، بما في ذلك المسكنات والأدوية المهدئة.
علاج وسواس المرض
العلاج يسعى لتقليل مشاعر القلق والمخاوف التي يعاني منها الأشخاص نحو حالتهم الصحية، مع هدف تعزيز قدرتهم على الأداء اليومي ومواجهة التحديات العادية.
يوفر العلاج النفسي، وبالأخص العلاج المعرفي السلوكي، أساليب مساعدة تثبت فعاليتها في التغلب على هذه المشاعر. كذلك، قد يكون استخدام الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، خيارًا متاحًا لتعزيز النتائج الإيجابية للعلاج النفسي.