تعريف الرياء و علاج الرياء

Omnia Magdy
2023-05-01T10:07:42+00:00
معلومات عامة
Omnia Magdyالمُدقق اللغوي: Rahma Hamed22 يناير 2023آخر تحديث : منذ 11 شهر

تعريف الرياء، من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتسم بها الإنسان الرياء وإظهار عكس ما يكن من نوايا ومشاعر للآخرين، حيث تسيطر عليه فكرة نيل إعجاب الجميع والثناء عليه منهم، وفي المقال التالي سنقوم بتعريف الرياء وبيان أنواعه وتأثير كل نوع على الفرد وما سيعود عليه منه، هذا فضلا عن عرض بعض سبل وطرق للعلاج للتخلص من هذه الصفة الذميمة، ونأمل أن نفيد القارئ.

تعريف الرياء
الرياء والإثم وتأثيرها على الأجر والمثوبة الإلهية

تعريف الرياء اصطلاحاً

الرياء هم صفة من صفات المنافقين، ويُشتق هذا المصطلح من الرؤية وهو قيام الفرد بالأعمال التي يحصل بها على إعجاب الجميع من حوله والتي تخالف نواياه التي يضمرها، ويُعرف الرياء اصطلاحا بأنه أداء العبادات والطاعات أمام الناس حتى ينال الفرد إعجابهم وتعظيمهم له، كما يمكن أن يقوم الشخص بالرياء خوفا من الناس فيقوم بنفاقهم.

الهدف من الرياء

الشخص الذي دخل قلبه الرياء واتصف بشيء منه يقوم بالعبادات والطاعات بل وجميع ممارساته الحياتية ليس ابتغاء وجه الله بل نيل استحسان الناس والإعجاب به، فيجاهر بالصدقة أمام العامة ليظهر العبد الصالح الذي ينفق في سبيل الله، ويطيل في الصلاة والسجود ليعرف عنه الصلاح والورع في الدين، فيهدف من وراء هذا الرياء مصالح شخصية ونيل الشهرة بين الجميع بما ليس فيه ويعلمه الله.

الفرق بين الرياء والإخلاص

يعد الإخلاص المعنى النقيض للرياء، فالإخلاص هو تجريد القصد من وراء ما يقوم به المسلم لوجه الله تعالى ونيل العفو والمغفرة في دار الحق، فأن خالط هذا القصد شيء من الرغبة في الظهور بين الناس ونيل إعجابهم فيتحول إلى رياء.

ولقد ضرب سبحانه وتعالى لنا مثل في كتابه العزيز لبيان الفرق بين الإخلاص والرياء وذلك في قوله (فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين) كذلك في وقله تعالى (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصيبها وابل فطل والله بما تعملون بصير).

 الأعمال التي يظهرها المرء بنية الرياء

توجد العديد من الأعمال والعلامات التي يظهرها المرء بنية الرياء، وعلى المسلم الابتعاد عن هذه الصفة وعن حاملها، ويمكن تمييزه عن طريق العلامات التالية:

  • يرغب الشخص الذي يتصف بالرياء في الظهور والشهرة بين الناس.
  • يتسم بالكبر وعدم التواضع، وهذا ما يخالف صفات المسلم الصحيح.
  • القيام بالأعمال من أجل الآخرين أو خوفا منهم دون مراعاة الله وخشية عذابه.
  • يقوم بالإفتاء في الأمور الدينية والتصدر في الكلام دون دراية بأحكام الشريعة الإسلامية بقصد لفت الانتباه.
  • يميل الشخص الذي يتصف بالرياء إلى مخالفة الآراء بالرغم من صوابها والبعد عن رأي الجماعة للظهور عنهم.

 أضرار الرياء على الإنسان

لم يصف الرسول الرياء بأنه درجة من درجات شرك السرائر إلا لما يحمل من أضرار وأثار سلبية على المسلم، حيث سيعود على الإنسان بالآتي:

  • أي عمل سيقوم به الشخص ليس لوجه الله ويريد به إرضاء الناس يعد رياء ويحبط عمله ولا يقبل فيزيد من سيئاته ويحبط من حسناته، وذلك كما ورد عن الرسول الكريم في قوله (إن المرائي ينادي عليه يوم القيامة يا فاجر، يا غادر، يا مرائي ضل عملك وحبط أجرك، اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له).
  • الشخص المرائي يكون ظاهره جميل وباطنة عليل حيث أنه يُظهر عكس ما يبطن.
  • من الأضرار الوخيمة التي سيتعرض لها الشخص المرائي أنه سينال عقابه في الدنيا فينفضح أمره وينكشف ستره أمام الناس.
  • بجانب عقاب المرائي في الدنيا سينال العذاب في الآخرة، إذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أشد الناس عذابا يوم القيامة من يرى الناس أن فيه خيرا ولا خير فيه).

الرياء والإثم وتأثيرها على الأجر والمثوبة الإلهية

الرياء من الصفات والسلوك الذي نهى عنه الكتاب والسنة النبوية وقد ذكرت الكثير من الأيات القرآنية والأحاديث الشريفة صفات المرائي وعاقبة الرياء في الدنيا من فضح أمره وكشف ستره وعدم قبول عمله، فالشخص المبتلى بالرياء يحط عنه عمله لأنه غير خالص إلى الله بل لنيل منفعة شخصية، فينال بأشد العذاب في الآخرة.

 فرق الرياء بين المرء وأقرانه في المجتمع

الشخص المصاب بالرياء ويتسم به سينفر الجميع منه عند فضح أمره، حيث يؤدي الرياء إلى حدوث خداع للناس البسطاء والسير وراء الباطل لعدم الدراية الكاملة بالأمور والسير وراء المرائي، كما إن تفشي الرياء في المجتمع والأقران يؤدي إلى فساد الدين وإحباط الأعمال، حيث قال الرسول الكريم (سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربهم، يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم).

حكم الرياء

لقد أوضحت الشريعة الإسلامية مدى عدم مشروعية الرياء وأنه عمل محرم حتى أنه وصل إلى حد الشرك بالله وذلك كما في وقوله تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)، كذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه).

الرياء في العمل

الرياء في العمل يقصد به إقبال الشخص على القيام بكل ما يرضي الناس ويظهر لهم بمظهر التقي والورع، كالإطالة في الصلاة والتصدق أمام الجميع حتى يعرف عنه أنه خاشع ومخلص لله، وعلى المسلم معرفة لما للرياء في العمل من أثر سلبي حيث أنه يفسد عمله ويحبطه، إذا أن الأصل في قبول الله عمل المسلم أن يكون خالص لوجهه وذلك كما في قوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)، كذلك قوله تعالى (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون).

فالرياء في العمل يعد شرك ويفسد مت يقوم به المرء من طاعات كالصلاة والصدقة والحج والزكاة وكل ما يتقرب به العبد لربه، فإذا دخل الرياء قلب المسلم جعله خالي من الخير وملأه بالذنوب والخطايا، وذلك في قول النبي الكريم (يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر، قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الرجل إليهـ فذلك شرك السرائر|).

علاج الرياء

لقد وُصف الرياء في الإسلام أنه نوع من أنواع الشرك بالله وعلى المسلم اجتنابه والتخلص منه في جميع ما يقوم به، وذلك باتباع الأمور التالية التي تساعد على العلاج منه:

  • على المسلم أن يستشعر الخوف والرهبة من عقاب الله ويراقبه في كل ما يقوم به وابتغاء وجهه، فمراقبة الله يزرع في النفس تعظيم الله عز وجل والسعي لإرضاؤه دون النظر إلى مدح الآخرين له والإعجاب بأعماله.
  • من أهم طرق علاج الرياء الاعتراف بمدى سوء هذه الصفة والاستعانة بالله والدعاء له بالتخلص منها والإخلاص والإحسان لرب العالمين.
  • إدراك الآثار السيئة والسلبية التي ستعود على المسلم من الرياء من الذنوب وحبط الأعمال والعبادات والابتلاء بسخط وغضب الله عليه.
  • لعلاج المسلم نفسه من الرياء عليه معرفة عقوبة الرياء في الدنيا من كشف القصد السيئ والنوايا الخبيثة للآخرين.
  • يجب الحرص على العمل على إخفاء العبادات والطاعات وعدم القيام بها أمام جمع من الناس لإثارة إعجابهم وأن يحمد عليها، وذلك كما في إخراج الصدقة للفقراء والمساكين والتعبد إلى الله وأداء قيام الليل.
  • اليقين بأن الله وحده هو المطلع على القلوب وإذا رضى عن العبد جعل الجميع يحبه ويعجب به.

أنواع الرياء وحكم كل نوع

توجد العديد من الأفعال التي يقوم بها المرء وتندرج تحت الرياء، وفي التالي سنقوم بعرض أنواع الرياء والتي يتفق حكمها في الإسلام أنها نوع من أنواع الشرك بالله:

  • الرياء بالبدن: يعد هذا النوع من الرياء هو قيام المرء بادعاء المرض التعب حتى يعتقد من حوله أن ما حل به من كثرة الطاعات التي يقوم بها، إلى جانب إظهار حزنه على الإسلام والمسلمين والخوف من العذاب في الآخرة.
  • الرياء بالملابس والهيئة العامة: من أسوأ أنواع الرياء عدم الاهتمام بالشكل الخارجي والملابس والسير المسلم منخفض الرأس وعدم إزالة أثر السجود عن وجهه لبيان زهده في الدنيا، وهذا عكس ما يحثنا عليه الرسول الكريم من نظافة فإن الله جميل يحب الجمال.
  • الرياء بالأقوال: وذلك بقيام المرء بالنصح والوعظ وتمد ذكر الله أمام الناس وإظهار العلم أمامهم واستنكاره للمعاصي والذنوب التي يتم ارتكابها في المجتمع.
  • الرياء بالأعمال: ومن أنواع الرياء القيام بالعبادات بنية نيل استحسان الناس مثل الإطالة في السجود والركوع والجهاد في سبيل الله.
  • الرياء بالأصحاب والزوار: وذلك بتعمد زيارة العلماء والدعاة والشيوخ حتى يُعرف عنه أنه يستقي العلم منهم ويتفاخر به أمام الجميع.
  • الرياء الاجتماعي: ويقصد به أن يمارس الإنسان أمور حياته الاجتماعية معينه على الناس، دون النظر إلى مدى مشروعيتها أو رضا الله عنها، بل ينظر إلى مصلحته الذاتية، فما يُرضي الناس يفعله، ولو كان غير جائز، أو ولو حمَّله ما لا يطيقه.
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.