حكم الديوث وما هي عقوبة الديوث في الإسلام؟

حكم الديوث،  ما هو معنى الديوث؟ وما هي صفاته؟ وما هو حكم التعامل معه؟ سوف نتطرق إلى إجابة هذه الأسئلة من خلال المقال التالي، ونتعرف بشكل واضح ومفصل عن الدياثة وحكم الإسلام  بشأنها خاصة وأن هذا الموضوع يعتبر شائكًا ويحتاج إلى الاقتراب عن كثب لمعرفة الحكم الصحيح والعواقب الوخيمة التي تنتج عن ممارسة الدياثة في المجتمع ، فيمكنكم المتابعة معنا.

حكم الديوث
عقوبة الديوث في الإسلام

حكم الديوث

من هو الديوث؟

الديوث هو ذلك الشخص الذي يقبل على أهل بيته من النساء ومحارمه أن يقوموا بأعمال الزنا والفاحشة، فيجبرهم على رؤية الرجل عراه، ويرغمهم على التواجد في أماكن تعلو فيها أصوات الموسيقى والأغاني والرقص كالملاهي الليلية، فهو كل من يقبل بالشر والمعصية والفساد.

ما حكم الديوث في الإسلام؟

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم أن عقوبة الديوث في الإسلام عدم دخول الجنة وغضب الله عليه إذا مات على معصيته، فثلاث حرم الله عليهم الجنة وهم: مدمن الخمر، والعاق، والديوث.

كما وضعت الشرعية الإسلامية أقصى العقوبات على كل من سمح لنفسه بالاعتداء على الأعراض:فقد قال الله تعالي في كتابة العزيز في سور النور “الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله”.

أسباب الدياثة

الدياثة من المبغضات في الإسلام، وذلك لما تسببه من نشر الفواحش والفسق والفجور في المجتمع، وقد انتشرت الدياثة بأنواع مختلفة مؤخراً تحت مسمى الحرية الشخصية، فنجد أن الأزياء والموضة ابتكرت أنواع جديدة من الثياب الضيقة والممزقة التي ترتديها الفتاة، والعجيب أن تسير بها جهراً أمام أعين محارمها دون معارضة.

والدياثة أمر مكتسب وليس خلقي، فلا يوحد إنسان خُلق ديوث والعياذ بالله، بل أن الله خلق الإنسان في أحسن تقوم وعلى الفطرة السليمة، ولا يوجد ما ينص على أن هناك عيوب أو تشوهات جسدية تجعل الإنسان ديوث، ولكن الدياثة تٌكتسب من الواقع الذي نعيش فيه ولأسباب مختلفة من أهمها ما يلي:

  • تعرض الشخص في الماضي إلى التحرش الجنسي من شخص أقوى منه بدنيًا وبالقوة والإرغام، فيظل دائمًا يشعر بالنقص.
  • مرور الديوث بصدمات عاطفي فاشلة جعلته يشعر بعدم قدرته على فعل شيء، نعلم أنه ليس مبرر ولكنه سبب فعلي.
  • تعنيف الوالدين للشخص دائمُا وإشعاره أنه فاشل وعاجز مما يترك رواسب نفسية لديه تضعف من شخصيته وتجعله يميل إلى الدياثة ظنًا منه أنه غير قادر على التعامل كرجل له كرامة وشخصية ونخوة.
  • مشاهدة الأفلام الجنسية التي تدعو إلى تبادل الزوجات أو الجنس الجماعي مما يولد لديها الرغبة في تقليد ما يرى وخوض التجربة.
  • الفشل المتكرر في العلاقات النسائية وشعور الشخص بعدم قدرته بالقوامة والسيطرة.
  • وجود ميول شاذة وإتباع الشخص هوى النفس والانسياق وراء ملذات الدنيا وشهواته بسبب قلة إيمانه وبعده عن الله.

علاج الدياثة

كيف يمكن علاج الدياثة سواء للشخص أو المجتمع؟

يجب أن يبدأ العلاج من الدياثة من رغبة الشخص نفسه في ترك هذا الجرم والإثم الكبير والبعد عن الفجور والفسق والتوبة النصوحة إلى الله لكي يمارس حياته بصورة طبيعية، وعلاوة على ذلك يمكن إتباع النصائح التالية:

  • يجب على الشخص أن يواجه نفسه ويشعر بما يفعله والنتائج والكوارث الوخيمة المترتبة على ذلك.
  • على الديوث الذي يشعر بالمعاناة أن يتوجه إلى طبيب نفسي ماهر ويوضح له الأمر بصراحة ويطلب منه المساعدة ويعمل بنصائحه.
  • الحرص على التقرب من الله في فترة العلاج ومقاومة الانتكاس بالتعبد وطاعة الله.
  • ممارسة الرياضة أو التواجد في تجمعات بصورة مستمرة على لا يختلى الشخص بنفسه ولا يتسنى له التفكير أو مشاهدة الأفلام المكروهة والسيئة.
  • يجب على المحيطين بالشخص تقديم كل سبل الدعم والتشجيع له، أو ترهيبه من عقاب الله إذا استمر في ممارسة الدياثة.

هل تقبل صلاة الديوث؟

هناك خلاف بين الفقهاء في حكم صلاة الديوث، والأرجح أنها صحيحة مع الكراهة.

حكم التعامل مع الديوث

نصت الشرعية الإسلامية في حكم التعامل مع الديوث أنه من الواجب على أهله نصحه وتقويم سلوكه، وتحذيره مما يقوم به من ذنب وأثم كبير سواء بالإرشاد واللطف أو الترهيب من عقاب الله، فالتعامل معه واجب لأنه له حق صلة الرحم، فإذا كان هذا الديوث أب فعلي  أبنائه البر والإحسان إليه، ولكنه إذا أصر على موقفه وسار في فعل المعاصي فعليهم هجره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

حكم من قال ديوث

ما حد القذف بلفظ الدياثة أو ديوث؟

الفتوى رقم: 158417 تقول أن من قال هذه الكلمة استحق التعزير، قال ابن قدامة في المغني: “فصل: وإن قال لرجل يا ديوث، يا كشخان. فقال أحمد: يعزر. وقال إبراهيم الحربي: الديوث الذي يدخل الرجال على امرأته. وقال ثعلب: القرطبان الذي يرضى أن يدخل الرجال على امرأته. وقال: القرنان والكشحان، لم أرهما في كلام العرب، ومعناهما عند العامة مثل معنى الديوث أو قريبا منه. فعلى القاذف به التعزير، على قياس قوله في الديوث؛ لأنه قذفه بما لا حد فيه”.

حديث الرسول عن الديوث

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا : الديوث من الرجال و الرجلة من النساء و مدمن الخمر ” فقالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث من الرجال؟ قال الذى لا يبالى من دخل على أهله، قلنا فالرجلة من النساء؟ قال التى تتشبه بالرجال. قال الهيثمى فى مجمع الزوائد.

معنى الديوث في القرآن الكريم

يبحث الكثير عن معني الديوث في القرآن الكريم، ولكن في الحقيقة لم تأت هذه الكلمة في المصحف لذلك لا تجد معني للديوث في القرآن الكريم، وإنما جاءت في السنة النبوية الشريفة في أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم.

والديوث هو الرجل التي انتزعت منه صفة الغَيْرَة وتجرد من الرجولة، فيرى المنكر في أهل بيته ويسكت، بل يقبل ويرضى ويشعر باللذة، فهو ذلل نفسه وروضها على عدم الغَيْرَة، فنجد أنه من يدفع أهل بيته من النساء مثل الأم أو الأخت أو الابنه أو الزوجة على التعامل مع الرجال دون قيود وممارسة الرذيلة.

الديوث لا يشم رائحة الجنة

الديوث من الملعونين في الدنيا والآخرة إن لم يتب توبة نصوحة ويتقبلها الله قبل دنو أجله، وقد أوضح الرسول صلي الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة عن عقاب الديوث أنه لا يدخل الجنة ولا يشم رائحتها ولا يرى وجه الله، وينزع الله البركة والرزق من بيته.

حكم الديوث التائب

حكم الديوث التائب هو رضا الله عنه وتقبل توبته النصوحة وكثرة استغفاره عما صدر منه في أوقات ضلاله.

فالله غفور رحيم يغفر الذنوب لكل إنسان مسلم إلا من يشرك بالله، ويمكن الاستشهاد بالآية القرآنية التالية في قول الله تعالي: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.

تعريف الديوث

الديوث هو الرجل الذي يقبل أن تقوم النساء من محارمه بالفحشاء لأن هذا الأمر يعزز من إثارته ويتسبب في نشوته وشعوره بالسعادة العارمة.

الديوث هو من يتاجر في أعراض أهله من النساء بالإرغام على فعل الموبقات والأعمال المنافية لشرع الله، والقيام بها جهراً دون الاكتراث إلى سخطهم أو شعورهم بالخجل والذل والظلم.

الغَيْرَة من صفات المؤمنين

الله عز وجل غيوراً وقد جعل الغَيْرَة من سمة المؤمن لا سيما نحو أهله بيته من النساء وأقاربه، ومن تنتزع منه هذه الصفة فقد تجردت منه النخوة والرجولة والشهامة، فقد انطلق الإسلام ليمنح الرجل حث الغَيْرَة على نسائه بشرط إعطائهن حقوقهن، لأن الرجل في الجاهلية كان من شدة غيرته الغير سوية يؤد المولودة الأنثى هي حية.

ونجد خير مثال على صفة الغَيْرَة عند المؤمنين قول سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ: لو رَأَيْتُ رَجُلًا مع امْرَأَتي لَضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عنْه، فَبَلَغَ ذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَتَعْجَبُونَ مِن غَيْرَةِ سَعْدٍ، فَوَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ منه، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، مِن أَجْلِ غَيْرَةِ اللهِ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ، ما ظَهَرَ منها، وَما بَطَنَ، وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إلَيْهِ العُذْرُ مِنَ اللهِ، مِن أَجْلِ ذلكَ بَعَثَ اللَّهُ المُرْسَلِينَ، مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إلَيْهِ المِدْحَةُ مِنَ اللهِ، مِن أَجْلِ ذلكَ وَعَدَ اللَّهُ الجَنَّةَ.

عقوبة الديوث في الإسلام

عقوبة الديوث في الإسلام شديدة فهو شخص عاق وعاصي ينشر الفواحش بين الناس ويشجعهم على فعلها، أي يجهر بالمنكر، ولذلك انقسمت العقوبات التي تحل على ذلك الشخص في الدنيا والآخرة.

وعن عقوبة الديوث في الإسلام فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَة:ِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ، ‏وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ”.

وبالتالي نجد أن عقوبة الديوث في الإسلام عقوبتين:

  • الحرمان من النظر إلى وجه الله: حيث يحرم الرجل الديوث من النظر إلى وجه الله الكريم في يوم الحساب.
  • عدم دخول الديوث الجنة: لا يدخل الديوث الجنة إذا مات على فعله ولم يتوب إلى الله.

وذلك بالإضافة إلى العقوبة في الدنيا والعناء قبل موته، فلا يبارك الله له في رزق فدائمًا ما يشتكي الفقر وضنك المعيشة، ويشعر بالخنقة والحزن والنقص الدائم، ويغضب الله عليه فيظهر على وجه ويكون منبوذ بين الناس.

هل يغفر الله للديوث؟

بخصوص السؤال الذي يٌطرح بقوة هل يغفر الله للديوث؟ أو هل للديوث من توبة؟ فالإجابة نعم، فالله عز وجل يغفر الذنوب للجميع ويتقبل التوبة النصوحة ويعطي الإنسان أكثر من فرصة ليعتدل حاله ويستقيم في الدنيا ويعمل من أجل الآخرة والفوز بالجنة.

حكم وأمثال عن الديوث

وهناك بعض الحكم التي قيلت في الديوث مثل:

قال الإمام الذهبي رحمه الله: (من كان يظن بأهله الفاحشة ويتغافل لمحبته فيها أو أن لها عليه دينا وهو عاجز أو صداقا ثقيلًا، أو له أطفال صغار.. ولا خير فيمن لا غيره له فمن كان هكذا فهو غيور).

حكم وأقوال عن الديوث

من الأقوال المأثورة عن الرجل الديوث التي جاءت على لسان بعض السلف الصالح نجد ما يلي:

قال الإمام الغزالي رحمه الله في شأن الديوث” إن من ثمرة الحمية الضعيفة قلة الأنفة من التعرض للحُرَمِ والزوجة… واحتمال الذلِّ من الأخِسَّاء، وصغر النفس… وقد يثمر عدم الغَيْرَة على الحريم، فإذا كان الأمر كذلك اختلطت الأنساب، ولذلك قيل: كل أمة ضعفت الغَيْرَة في رجالها ضعفت الصيانة في نسائها”.

كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في شأن ذلك” بلغني أن نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق، أما تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار”.

الإمام أبو حنيفة رحمه الله قد قال “امرأةٌ خرجت من البيت ولا يمنعها زوجها فهو ديوثٌ“.

ونختم بالأقوال المأثورة لابن القيم  الشهير في شأن الدياثة:

إن أصل الدين الغَيْرة، ومن لا غيرة له لا دين له، فالغَيْرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش، وعدم الغَيْرة تميت القلب، فتموت له الجوارح.

فلا يبقى عندها دفع البتة، ومثل الغَيْرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه، فإذا ذهبت القوة وجد الداء المحل قابلًا، ولم يجد دافعًا، فتمكَّن، فكان الهلاك، ومثلها مثل صياصي الجاموس التي تدفع بها عن نفسه وولده، فإذا تكسرت طمع فيها عدوه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© 2025 مدونة صدى الامة. جميع الحقوق محفوظة. | تم التصميم بواسطة A-Plan Agency