صحابة رسول الله، إن لقب الصحابة يطلق على أول الأشخاص الذين عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وأمنوا بدعوته دونًا عن غيرهم وماتوا على إيمانهم وفي اللغة العربية يطلق اسم الصحابي على الشخص المرافق والملازم في كافة |أمور حياته للآخر وهنا نتحدث عن رفاق وعشرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحابة رسول الله
الصحابة هم الأتباع الذين أمنوا برسالة نبي الخلق رسولنا الكريم محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم- وأول من أمن برسالته الكريمة وماتوا على الدين الإسلامي، كما أن لهم العديد من المواقف التي دافعوا فيها عن الدين الإسلامي وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبتوه.
كذلك فإن صاحبة رسول الله كان لهم دور كبير جدًا في إيصال رسالة الإسلام والدفاع عنها بأخر قطرة في دمائهم وأرواحهم، كذلك فقد كان لهم دور مميز فقي الدفاع عن الإسلام عقب وفاة رسولنا الكريم، ومنهم من تولى الخلافة عقب وفاته مثل الخلافاء الراشدين والذين يقدرون بأربعة خلفاء.
من هم صحابة الرسول
كان لرسول الله العديد من الصحابة المتعارف عليهم وهم كما ذكر في العديد من المصادر يقدر عددهم ب114 ألف صحابي تفرغوا للعلم والمعرفة وأمور التفسير والفقه وكان أشهرهم هم أول من أمن بدعوة رسولنا الكريم والدين الإسلامي ككل هو – أبو بكر الصديق – وكان من أهم قادة وتجار قريش وكان ذا خلق وتهذيب فكان بعد إسلامه يدعوا الكثيرين لإتباع الدين والإيمان بالإسلام وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
بعد ذلك كانت السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول الأولى وأحدى أمهات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كانت رضوان الله عليها من سادة قريش وكبار تجارهم وعرفت بنسبها العريق ومالها الوفير وكان الفارق العمري بينها وبين رسول الله يقدر بخمسة عشرة سنة وكانت أول الناس إيمانًا به ودخولًا في الإسلام.
ويلي ذلك على بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ورابع الخلفاء الراشدين وزوج ابنة النبي السيدة فاطمة الزهراء رضوان الله عليها ووالد الحسن والحسين أحفاد النبي، وقد كان منذ نعومة أظافره فارسًا مغوارًا وشجاعًا لا يخشى شيء على الإطلاق، وغيرهم من الصحابة المقربين بدرجة كبيرة لرسول الله.
صحابة حول الرسول
اكثر الصحابة رواية للحديث
يعد الصحابة الذين روا الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عدد محدود وموثوق فيه وهم بالترتيب التالي:
- فنجد وفي الصدارة عبد الرحمن بن صخر الدوسي أو كما أشتهر ب (أبو هريرة) وقد ذكر رضوان الله عليه 5374 حديث عن رسولنا الكريم.
- في حين يحتل عبد الله بن عمر بن الخطاب المرتبة الثانية في نقل الأحاديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم بذكره 2630 حديث شريف.
- ويأتي أسم أبو حمزة أنس بن مالك النجاري الخرزجي في المرتبة الثالثة كأكثر الأشخاص نقلًا عن أحاديث رسولنا الكريم بنقله 2286 حديث شريف حيث كان خادمًا لرسول الله وأحد المكثرين لرواية أحاديثه.
- المرتبة الرابعة تحتلها السيدة عائشة بنت أبي بكر التيمية القرشية رضي الله عنها وهي ثالث زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأحدى أمهات المسلمين ونقلت عنه ما يقرب من 2210 حديث شريف.
- بينما يحتل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المرتبة الخامسة في نقل الأحاديث النبوية الشريفة عن رسولنا الكريم بذكره 1660 حديث نبوي شريف.
- وفي المرتبة السادسة يأتي جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري وهو أحد صحابة رسول الله والمكثرين من رواية أحاديثه الشريفة برصيد 1540 حديث نبوي.
- وأخيرًا يأتي في المرتبة السابعة أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري وهو من صغار الصحابة وقد ذكر عن رسول الله 1170 حديث نبوي شريف.
اكثر الصحابة علمًا وفتيًا
من أكثر صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – علمًا وفتيًا كان أبو هريرة – عبد الله بن عمر – أنس بن مالك – عائشة أم المؤمنين – عبد الله بن عباس – جابر بن عبد الله – أبو سعيد الخدري – رضي الله عنهم جميعًا، وقد تميز كلًا منهم في مجال معين وتميزوا واحدًا عن الأخر في علوم التفسير والفقه والشريعة وتميزوا عن غيرها في تفسير آيات القرآن الكريم وأدق تفاصيل التعاملات اليومية في عصرهم وعصور أخرى لاحقة.
قصص عن صحابة الرسول
- تعد واحدة من أشهر قصص صحابة رسول الله معه على الإطلاق هي قصته مع أبو بكر الصديق عندما سمع صوت السيدة عائشة يرتفع على صوت رسول الله، حيث قدم أبو بكر واستأذن الدخول إلى بيت رسول الله وهنا سمع صوت ابنته السيدة عائشة رضي الله عنها عالي فدخل غاضبًا ومستنكرًا منها ذلك وكان يريد أن يؤدبها بيده وهنا منعه رسول صلى الله عليه وسلم أن يمسها.
عقب ذلك وبعد أن غادر أبو بكر الصديق البيت ما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يعاتب السيدة عائشة بينه وبينها، وذكرها بأنه منع والدها عن ضربها وضحك صلى الله عليه وسلم معها عقب ذلك، إلى أن عاد إليهم أبو بكر الصديق مرة أخرى فوجدهم يضحكون، وقتها طلب منهم أن يشاركاه الضحك كما شاركاه الصلح.
- ومن أجمل قصص الصحابة مع الرسول لنا قصة أم سلمة التي دخل إلى بيتها رسول الله وكان يملؤه الغضب والحزن الشديد بسبب ما وصل له حال المسلمين وعندما سألته أم سلمة رضى الله عنهم وأخبرها بأمره لهم بحلق رؤوسهم ويذبحوا الهدي حتى يتحللوا ولكنهم لم يستجيبوا لحديثه على الإطلاق.
هنا طلبت رضوان الله عليها من رسول الله ألا يلوم أحد على ما بدر منه وذلك بسبب المشقة التي أصابتهم لأنهم عادوا دون أدائهم للعمرة وطلبت منه الخروج عليهم وعدم الحديث معهم وحلق رأسه ونحر هديه أمام أعينهم وقد أخذ رسول الله بوجهة نظرها وخرج على الناس وتحلل أمامهم فما كان منهم إلا أن اقتدوا بفعلته وفعلوا مثله.
- نذكر من قصص الصحابة مع الرسول ما يلي: في أثناء قيام رسول الله بتنظيم صفوف غزوة بدر وقتها حرك صلى الله عليه وسلم سواد بعود كان في يده الشريفة حتى يعود إلى صفه فقال سوادًا وقتها ” أوجعتني فأقدني” بمعنى أن رسول الله ألمه، وطلب أن يرد له الضربة وهنا ما كان من رسول الله إلا أن كشف بطنه وقال لسواد استقد بمعنى أن يأخذ حقه ويضربه كما فعل. هنا قام سواد وقبل بطن الرسول صلى الله عليه وسلم وقال ” بل اعفوا عنك لعلك أن تشفع لي بها يوم القيامة” وهنا تأكيد على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن من الحاقدين على أحد وإذا طالب أحد بحقه كان ينوله في وقتها حيث جعل سواد نفسه أميرًا على خيبر ولم يحرمه مما كان له بعد أن طلب الاقتصاص منه صلى الله عليه وسلم.
مواقف الصحابة مع الرسول
هناك العديد من المواقف التي حدثت بين الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وكانت من أكثر المواقف المميزة التي من الممكن أن نستفيد منها كثيرًا في حياتنا العادية كما أنها من الأمور التي من شأنها إثراء معلوماتنا حول حياة الصحابة برفقة رسول الله، وتتمثل فيما يلي:
- كان أبو بكر الصديق يخاف على رسول الله كثيرًا وتشرف بمرافقته في رحلة الهجرة وحين لجأ نبي الله وأبو بكر الصديق إلى غار ثور، أما قريش فقد كانت جهزت لهم رجال وعتاد للعثور عليهم وقتلهم وكان الرسول مختبأ مع أبو بكر في الغار وبدى على عينيه الخوف الشديد، وقال جملته الشهيرة يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، ليرد عليه رسول الله (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) ليتضح لنا مدى ثقة صاحب الحق في حقه وإيمانه برحمة ربه وتذكره وحده لا شريك له في الكرب والبلاء والوثوق بأن الخلاص به هو وحده دونًا عن غيره.
- من المواقف المميزة التي كانت بين الصحابة ورسول لله عندما قال أنس بن مالك ” جاء أبو طلحة في يوم حنين بهدف إضحاك رسول الله فقال له يال رسول الله ألم ترى أم سليم متقلدة خنجرًا، فسألها رسول الله ماذا تصنعين به يا أم سليم؟ لترد عليه أردت إن دنا مني أحد من أعداء الإسلام أن أطعنه.
- وفي غزوة تبوك تخلف بعض المجاهدين عن الجيش وعندما بلغ هذا الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم فقال “أن من أراد الله به خيرًا فسيُلحقه بهم، وإن لم يلحق فإن الله قد أراحهم منه” إلى أن ذكر الصحابة تخلف أبو ذر الغفاري رضوان الله عليه فأعاد الرسول عليهم نفس الكلام، وفي الحقيقة فإن بعير الصحابي أبو ذر الغفاري كان بطيء للغاية، فما كان منه إلا أن أخذ رحاله وهرول على قدميه إلى أن لحق برسول الله، وقتها امتدحه الرسول على فعلته كثيرًا وأخبره بأن الله تعالى غفر له بعدد خطواته التي خطاها إلى أن وصل إليه.
- كما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان هناك موقف مشهور له مع الرسول صلى الله عليه وسلم تمثل هذا الموقف في شراءه لأرض بخيبر وكان وصفه لها بأنها أفضل ممتلكاته على الإطلاق وسأل رسول الله عما يفعله بها فما كان من رسول الله إلا أن قال له:
إن شئتَ حبستَ أصلَها وتصدقتَ بها فتصدق بها عمرُ أنها لا يُباعُ أصلُها ولا يُوهبُ ولا يُورثُ تصدق بها في الفقراءِ والقربَى والرقابِ وفي سبيلِ اللهِ وابنِ السبيلِ والضيفِ لا جناحَ علَى مَن وِلِيها أن يأكلَ منها بالمعروفِ أو يطعمَ صديقًا غيرَ متموِّلٍ فيه
- وهنا جعل عمر بن الخطاب رضى الله عنه تلك الأرض مال صدقة موقوفة حتى ينتفع بها المسلمين في شتى البقاع خدمة للدين الإسلامي.
عدد صحابة رسول الله
لم يرد لنا عدد مؤكد بخصوص صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن تداول بين الكثير من الكتب والأحاديث أنهم يقدرون ب مئة وأربعة عشر ألف صحابي، كان الكثير منهم يعتني بأعمال التجارة والعلم والفقه والدين، ولجميع الصحابة الكثير من الفضل والحكمة والفضائل التي تميزهم عن غيرهم من الأشخاص.
أفضل الصحابة بالترتيب
قسم الصحابة إلى أحاد وجماعات وصحابيات وبالترتيب التالي بلغن مكانة مميزة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونوضح ذلك كما يلي:
- أفضل الصحابة وأقربهم لرسول الله من الأحاد هم أبو بكر الصديق – عمر بن الخطاب – عثمان بن عفان – على بن أبي طالب رضوان الله عنهم جميعًا.
- بينما أفضل الصحابة من الجماعات هم الستة المتممون للعشرة المبشرين بالجنة وهم طلحة بن عبيد الله – الزبير بن العوام – عبد الرحمن بن عوف – سعد بن أبي وقاص – سعيد بن زيد – أبو عبيدة بن الجراح، وهناك غيرهم ولكن هذه هي الأسماء الواردة في الحديث الشريف حسب اعتقاد أهل السنة والجماعة ثم البدريون وفقًا لغزوة بدر وأصحاب أحد وفقًا لغزوة أحد ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية.
- الصحابيات المفضلين كما ذكر وثبت في الكتاب والسنة كان تفضيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن السيدة خديجة – عائشة وأبنته فاطمة بالخصوص رضي الله تعالى عنهن جميعًا.
أسماء الصحابة الأربعة
سنذكر فيما يلي أسماء الصحابة الأربعة الذين لحقوا خلافة الدولة الإسلامية عقب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اطلق عليهم اسم الخلفاء الراشدين وأسمائهم بالترتيب هو كالتالي:
أولًا: أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة التيمي القرشي وهو أول الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وكان وزير رسول الله وأهم صحابته ووالد زوجته السيدة عائشة رضى الله عنها.
ثانيًا: أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي والملقب بالفاروق وهو ثاني الخلفاء الراشدين وأحد أهم وأكبر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك أحد أذكى وأمهر القادة في التاريخ الإسلامي.
ثالثًا: أبو عبد الله عثمان بن عفان الأموي القرشي ثالث الخلفاء الراشدين ومن صحابة الرسول الذي لقب بذا النورين لأنه تزوج من السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاتها تزوج من السيدة أم كثوم أختها.
رابعًا: أبو الحسن على بن أبي طالب الهاشمي القرشي رابع الخلفاء الراشدين وهو ابن عم رسول الله وصهره بعد زواجه من ابنته السيدة فاطمة ووالد الحسن والحسين وأحد أهم صحابة الرسول وأل بيته.
أسماء الصحابة وصفاتهم
نذكر فيما يلي الأسماء التي وصلت لنا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهناك أكثر من ذلك ولكن تعد هذه الأسماء هي الأشهر التي وصلت لنا إلى الآن:
معاوية بن أبي سفيان – خالد ابن الوليد – سعد بن معاذ – عبد الله بن مسعود – حمزة بن عبد المطلب – الحسن بن علي – الحسين بن علي -أبو ذر الغفاري – العباس بن عبد المطلب – الأرقم بن أبي الأرقم – أبو سعيد الخدري – أسامة بن زيد بن حارثة – أنس بن مالك – بلال بن رباح – جعفر بن أبي طالب -حسان بن ثابت – سعد بن معاذ براء بن مالك – خباب بن الأرت – رويفع بن ثابت – زيد بن الخطاب – مسعود بن ربيعة.
