صفة السعي بين الصفا والمروة بالتفصيل، من أركان الإسلام الخمس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، وتوجد العديد من الأركان التي يتكون منها الحج أو الاعتمار أهمها السعي بين الصفا والمروة، ولكن ما هي صفة السعي بين الصفا والمروة بالتفصيل؟ وما أسبابها والفوائد التي ستعود على المسلم عند أدائها؟ كل هذه التساؤلات سنحاول الإجابة عليها في المقال التالي لمساعدة القارئ.
صفة السعي بين الصفا والمروة بالتفصيل
من المتعارف عليه أن السعي بين الصفا والمروة من أهم مناسك الحج أو العمرة، فما هي صفة السعي بين الصفا والمروة؟ هذا ما سنوضحه بالتفصيل في الآتي:
- السعي في اللغة يعني العدو من غير شَد.
- الصفا مكان مرتفع من جبل أبي قبيس ومنه يبدأ المعتمر أو الحاج السعي، ويقع في طرف المسعى الجنوبي.
- المروة يُعد جبل بمكة وإليه انتهاء السعي، وكان يطلق عليه جبل قعيقعان ويقه في طرف المسعى.
وعلى ذلك فإن صفة السعي بين الصفا والمروة هي قطع المسافة الكائنة بين الصفا والمروة سبع مرات في مناسك الحج أو العمرة.
أسباب وفوائد السعي بين الصفا والمروة
لقد فُرض على المسلمين السعي بين الصفا والمروة كأحد مناسك الحج أو العمرة اقتداء بالسيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم، حيث تركها النبي الكريم في الصحراء الخالية من الزرع تنفيذا لأوامر الله عز وجل، فظلت تبحث عن ماء لابنها سيدنا إسماعيل بالصعود والنزول من جبل الصفا إلى جبل المروة سبع مرات، وبقيت هذه الشعيرة جزء من أعمال الحج.
فيعد السعي بين الصفا والمروة من أهم أركان الحج أو العمرة، حيث يُستجاب دعاء العبد أثناء السعي لما فيه من مشقة، وتُكفر عنه الذنوب والمعاصي التي قام باقترافها في حياته.
كيفية أداء السعي بين الصفا والمروة بشكل صحيح
بعد طواف المعتمر أو الحاج البيت العتيق يقوم بالسعي بين الصفا والمروة فلا يجوز السعي قبل الطواف، إذ أن السعي ليس عبادة مستقلة بل تابعة للطواف، فيبدأ المسلم بالصعود إلى الصفا والانتهاء بالمروة وألا يترك جزء من المسافة بينهم حتى لا يُبطل سعيه، ويجب مراعاة عدم وجود مدة زمنية كبيرة بين الأشواط حيث يجوز للحاج أن يجلس قليلا للراحة بين كل شوط والآخر دون الإطالة في الجلوس، ويتم تكرار ذلك سبع مرات.
نصائح وإرشادات للقيام بالسعي بين الصفا والمروة بنجاح
يجب على المسلم مراعاة بعض الأمور حتى يتم سعيه بين الصفا والمروة بنجاح، وفي التالي بعض الإرشادات التي عليه اتباعها والتي تُعد من سنن السعي:
- على الحاج أو المعتمر أن يحافظ على طهارته قدر الإمكان إن تيسر عليه ذلك.
- أن يقوم باستلام الحجر الأسود قبل البدء في السعي بين الصفا والمروة.
- ترديد قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله).
- يبدأ من الصفا بقوله صلى الله عليه وسلم (أبدأ بما بدأ الله به) عند الاقتراب من الصفا مرة واحدة.
- استقبال القبلة والقيام بالدعاء والذكر وتكرار الدعاء المأثور ثلاث مرات عند الوقوف على الصفا والمروة.
- يسير المعتمر أو الحاج بين الصفا والمروة على رجليه، ويمكن الركوب لغير القادر.
- الهرولة بين العلمين الأخضرين وذلك مشرع للرجال دون النساء.
- يجب قراءة ما تيسر من الأذكار والأدعية التي وردت في الكتاب والسنة أثناء السعي.
- يقوم الحاج بالتكبير والتهليل بقول (الله أكبر على ما هدانا) عند صعوده الصفا والمروة ورؤية الكعبة.
الفوائد النفسية والروحية للسعي بين الصفا والمروة
يتضمن السعي بين الصفا والمروة العديد من الفوائد التي تعود على المسلم الحاج والتي تترك في نفسه الكثير من المعاني الروحية والتي تتمثل في التالي:
- عند سعي المسلم بين الصفا والمروة فإنه يقوم بإحياء ما قامت به السيدة هاجر وامتثالها لأوامر الله والاقتداء بها.
- يشعر الحاج مدى فقره وحاجته إلى الله كحاجة السيدة هاجر وسيدنا إسماعيل في ذلك الوقت.
- تيقن المسلم أن الله لا يضيع من يطيعه ويدعوه.
- يساعد السعي بين الصفا والمروة العبد على الصبر وطاعة الله والتقرب إليه.
- فضلا عن المساهمة في تحسين حياته والتمتع بالرضا الداخلي والإيمان الكامل بقضاء الله وحكمته.
أهم الأخطاء الشائعة في السعي بين الصفا والمروة وكيفية تجنبها
توجد الكثير من الأخطاء الشائعة والمعتقدات بين الحجيج والتي عليه تجنبها، وسنقوم بتوضيحها في التالي:
- الاعتقاد بضرورة الوضوء لصحة السعي بين الصفا والمروة كما يلزم للطواف، فمن المستحب أن يظل الحاج على طهاره قدر استطاعته.
- من الأخطاء الشائعة أيضا قراءة الآية الكريمة (إن الصفا والمروة من شعائر الله) كل شوط، والصواب أن يتم قراءتها مرة واحدة عند صعود جبل الصفا.
- تخصيص كل شوط بدعاء معين محفوظ، والأصح أن يدعو بما يشاء وما يكن قلبه مع مراعاة عدم الجهر بالذكر أثناء السعي، وهناك من يترك الأدعية أثناء السعي فلا يعد من مبطلات السعي ولكن تنقص من الأجر.
- الهرولة بين الصفا والمروة في كل المسافة وهذا خطأ، وعلى الحج الهرولة بين الميلين الأخضرين فقط دون المسافة كاملة بينهما.
- الرمل أو الهرولة في الأشواط الثلاثة الأولى كما يفعل الحاج في الطواف، ولكن يجب الهرولة بين الميلين في الأشواط السبعة كلها.
- يظن بعض الحجيج أنه لا يجوز إقامة الصلاة أثناء السعي، والصواب أنه يجب قطع السعي عند إقامة الصلاة ثم يعود لإتمام باقي الأشواط.
- اعتبار الشوط الأول من الصفا إلى الصفا، ولكن يعد الشوط من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا شوط آخر.
- صعود المرأة الصفا ومزاحمة الرجال وهذا غير جائز، ولقد ورد عن ابن مفلح (والمرأة لا ترقى الصفا لئلا تزاحم الرجال ولأنه أستر لها).
ماذا يقال عند السعي بين الصفا والمروة
على المعتمر أو الحاج الاقتداء بما كان يقوم به رسولنا الكريم عند السعي بين الصفا والمروة، حيث يقوم المسلم بعد الطواف ووصوله عند باب الصفا والمروة بترديد (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)، ثم يقول (أبدأ بما بدأ الله به).
وحين يبلغ الحاج الصفا ويرى البيت العتيق يقوم بالتكبير (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده). ومن ثم يختم الحاج الشوط السابع من السعي بالذكر والدعاء بما يتمناه ويفيض قلبه به فلا يوجد أدعية مخصوصة للسعي.
مبطلات السعي بين الصفا والمروة
على الحاج أو المعتمر أن يراعي شروط السعي بين الصفا والمروة حتى يصح، إذا يوجد بعض الشروط والأركان التي يمكن السهو عنها وتؤدي إلى بطلان السعي، وهذا ما سنتعرف عليه في التالي:
- يبطل السعي بالإخلال بأحد شروطه كعدم عقد النية بالسعي بين الجبلين الصفا والمروة.
- عدم مراعاة الترتيب في الأشواط أو الشك في عددهم مما يلزم إعادة السعي من البداية.
- تأخير بعض الأشواط إلى يوم آخر، وهذا يُبطل السعي بين الصفا والمروة.