علاج التهاب المهبل
علاج التهابات المهبل طبيًا
لعلاج التهابات المهبل، سواء كانت فطرية أو بكتيرية، يستخدم الأطباء المضادات الحيوية. عند التعامل مع الالتهابات البكتيرية، يمكن أن يتم العلاج أيضًا باستخدام كريمات خاصة يصفها الطبيب. بالنسبة للالتهابات الفطرية، تستخدم عادة الكريمات أو المستحضرات المضادة للفطريات، لكن في الحالات الأكثر حدة قد يُصرف علاج فموي مضاد للفطريات بوصفة من الطبيب.
في الظروف التي تكون فيها مسببات متعددة للالتهاب، يمكن علاجها معًا. يجب الأخذ بعين الاعتبار أن علاج التهاب المهبل الفطري أمر ضروري في الأوقات التي تخضع فيها المرأة لأي إجراءات جراحية مثل الولادة الطبيعية أو القيصرية أو الإجهاض؛ لتقليل خطر حدوث عدوى.
من الطرق الفعالة الأخرى لمعالجة الالتهابات النسائية استخدام التحاميل المهبلية والكريمات المضادة للفطريات. كما يمكن استخدام هرمون الاستروجين بأشكال مختلفة، سواء عبر كريمات مهبلية أو أقراص أو حلقات مهبلية، بناء على توجيهات الطبيب.
من الضروري تحديد العوامل المسببة للالتهاب، والتي قد تشمل استخدام منتجات جديدة مثل الصابون أو مساحيق الغسيل أو السدادات القطنية، وذلك بغية تجنبها والحد من تكرار الالتهاب.
علاج الالتهابات المهبلية منزليًا
لمعالجة التهابات المهبل، يمكن الاعتماد على عدة طرق بسيطة وفعالة، منها:
1. تطبيق كمادات باردة على المنطقة المصابة لتخفيف الألم والتورم.
2. الإكثار من تناول البروبيوتيك، حيث يمكن إدخالها إلى النظام الغذائي من خلال الأطعمة مثل الزبادي، المخللات، وأنواع معينة من الجبن، أو من خلال المكملات الغذائية.
3. استخدام الزبادي غير المحلى في تهدئة المنطقة المصابة بوضعه مباشرة حول فتحة المهبل.
4. إعداد مزيج من الزيوت العطرية وتطبيقه على المنطقة الحساسة لتخفيف الأعراض.
هذه الطرق تساعد في التخفيف من أعراض التهابات المهبل وتقديم راحة سريعة.
تشخيص التهابات المهبل
يقوم أطباء النساء بتشخيص الالتهابات المهبلية باستعمال شرائط قياس درجة الحموضة، وهي تُظهر مستويات الحمضية في المهبل التي تساعد في تحديد سبب الالتهاب. أيضًا يستخدم الأطباء أداة قضيبية تتفاعل مع الإفرازات المهبلية مغيرة لونها للكشف عما إذا كان الالتهاب بكتيرياً أو ناجمًا عن طفيليات، وهذا القضيب يُعرف ب (Clotest stick) ومتاح للجمهور في الصيدليات للاستخدام الشخصي بدون حاجة لوصفة طبية.
تتعدد الأساليب التشخيصية التي تمكن من تمييز التهابات المهبل الفطرية عن تلك الناتجة عن البكتيريا أو الطفيليات، والتي تطلب علاجات محددة لكل نوع.
الالتهابات المهبلية تُصنف إلى نوعين رئيسيين، أولهما الالتهابات المهبلية المعدية وهي الأكثر شيوعًا بين النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. هذه التصنيف يشمل:
1. التهاب المهبل البكتيري الذي ينجم عن استفحال نمو البكتيريا الطبيعية الموجودة بالمهبل.
2. داء المبيضات المهبلي، الناتج عن فطريات تعرف بالمبيضة البيضاء.
3. داء المشعرات، التهاب ناتج عن طفيلي يدعى المشعرات المهبلية وينتقل غالبًا بالعلاقات الجنسية.
4. التهاب المهبل الفيروسي، والذي يحدث بسبب فيروسات مثل فيروس الهربس البسيط أو فيروس الورم الحليمي البشري، وهي تنتقل أيضًا عبر الاتصال الجنسي.
التهابات المهبل غير المعدية
في بعض الأحيان، تتعرض النساء لأنواع من الالتهابات في منطقة المهبل لا تنتقل عبر العدوى، وإنما تنشأ بسبب عوامل أخرى مثل التغيرات الهرمونية أو التعرض لمواد تثير تهيج هذه الأجزاء الحساسة.
مثال على ذلك هو التهاب المهبل الضموري، وهو شائع خصوصاً بين النساء اللواتي تخطين سن اليأس. في هذه المرحلة، تتراجع مستويات هرمون الإستروجين بشكل ملحوظ مما يؤدي إلى جعل بطانة المهبل أكثر رقة وقابلية للتهيج والاحمرار. وقد تكون المرأة التي خضعت لجراحة لإزالة المبيضين أكثر عرضة لهذا النوع من الالتهابات.
أما النوع الآخر من هذه الالتهابات فهو التهاب المهبل التحسسي غير المعدي، والذي يحدث عندما تتفاعل منطقة المهبل سلبيًا مع مواد كيميائية أو عوامل مهيجة مختلفة، مما يسبب الالتهاب والانزعاج للمرأة المتأثرة.
كل من هذه المشاكل الصحية يتطلب تفهمًا دقيقًا لطبيعتها والتعامل معها بوعي لتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.
التهاب المهبل عند الأطفال
تُعتبر الفتيات في مختلف المراحل العمرية قابلات للإصابة بالتهاب المهبل، بما في ذلك الرضيعات والأطفال الصغيرات. تساهم عدة عوامل في زيادة مخاطر الإصابة بهذا الالتهاب لدى الصغيرات، ومنها:
تمتاز منطقة المهبل والفرج برقتها وحساسيتها الشديدة نظرًا لرقة جلدها.
غياب الوسائد الدهنية حول الشفرين، فضلاً عن عدم نمو الشعر في المناطق الحساسة كمنطقة العانة، مما يقلل من حمايتها.
اختلال مستويات هرمون الإستروجين، ما يؤثر على التوازن الطبيعي للمنطقة.
ضعف وجود البكتيريا النافعة مثل العصيات اللبنية في المهبل، مما يفتح المجال لتكاثر البكتيريا الضارة.
تحسس المنطقة نتيجة تعرضها المستمر لمواد مهيجة كالصابون، المنظفات، منعمات الأقمشة، أو استخدام الحفاضات الرطبة والملابس الضيقة التي تزيد من الاحتكاك والرطوبة.
اسباب التهاب المهبل
في النساء، قد ينجم التهاب المهبل عن مجموعة متنوعة من المسببات، وهذا يعتمد على طبيعة التهاب المهبل نفسه. ومن الأسباب الرئيسية لهذه الحالة ما يلي:
قد تؤدي استخدامات بعض المنتجات الشائعة مثل الصابون، ومستحضرات التنظيف الخاصة بالمناطق الحميمة، والأدوية التي تستخدم موضعيًا، إضافة إلى الفوط الصحية أو التامبون، إلى حدوث تهيج أو حساسية في المهبل.
كما تلعب التغييرات الهرمونية دورًا في حدوث التهابات المهبل، خصوصًا خلال فترات مثل الحمل، الرضاعة الطبيعية، وأثناء أو بعد مرحلة انقطاع الطمث.
في بعض الأحيان، قد يكون الاتصال الجنسي مصدرًا لانتقال العدوى إلى المهبل إذا كان أحد الشركاء مصابًا بعدوى مثل المشعرات أو الكلاميديا.
جفاف المهبل أيضًا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المهبل بسبب قلة الرطوبة التي قد تساعد على نمو البكتيريا الضارة.
غسل المنطقة التناسلية بطريقة غير صحيحة، مثل المسح من الخلف إلى الأمام، قد يتسبب بانتقال البكتيريا من منطقة الشرج إلى المهبل مما يؤدي إلى الالتهاب.
تجدر الإشارة إلى أهمية التوازن بين البكتيريا المفيدة والضارة في المهبل. فأي خلل في هذا التوازن، كفرط نمو البكتيريا مثل الغاردنريلة، قد ينتج عنه التهاب المهبل الجرثومي.
الاستخدام المستمر لمنتجات معينة مثل الواقيات الذكرية والمزلقات ومبيدات النطاف قد يؤدي أيضًا إلى مشاكل مشابهة بسبب المواد الكيميائية التي تحتويها.
الوقاية من عودة التهابات المهبل
للوقاية من الالتهابات المهبلية، يجب أولاً الاعتناء بالنظافة الطبيعية للجسم دون الإفراط في استخدام المنظفات داخل المنطقة المهبلية.
إذ يقوم المهبل بتنظيم نفسه ذاتياً بواسطة إفرازات تحافظ على التوازن البكتيري ومستوى الأس الهيدروجيني الصحيح. الغسل الخارجي فقط كافٍ، خصوصاً بعد العلاقات الجنسية، حيث أن الغسل الداخلي قد يتسبب في التهابات بسبب تغيير التوازن الطبيعي للبكتيريا.
أيضاً، من الضروري الحفاظ على تغذية سليمة ومتوازنة لدرء أي عودة للإصابات. يُنصح بنظام غذائي قليل السكريات والكربوهيدرات لمنع نمو الفطريات. تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل اللبن يساعد في دعم بكتيريا الجسم النافعة، مما يمنع زيادة الفطريات والبكتيريا المسببة للالتهاب.
العوامل مثل التغيرات الهرمونية، الولادة، الأمراض المرافقة، والتبدلات في الشركاء الجنسيين يمكن أن تؤثر على صحة المهبل. لذا، من الأهمية بمكان توجيه الانتباه لأي علامات لمثل هذه الالتهابات ومعالجتها بشكل فوري ومناسب للحيلولة دون تفاقم المشكلة وتقليل تأثيرها على جودة الحياة.