معلومات عن القهوة
تعج القهوة بمكونات تشمل مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الهامة. يأتي في مقدمتها الكافيين، الذي يشكل أحد أبرز العناصر الفعالة فيها، فهو يسهم في تحفيز وظائف الدماغ ويزيد من مستويات الطاقة بالجسم. بالإضافة إلى هذا، تحتوي القهوة على مواد أخرى مثل الثيوبرومين والثيوفيلين، وهما يلعبان دورًا في تعزيز صحة الجسم.
كذلك، تعد مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة التي تساعد في الوقاية من العديد من الأمراض، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للكثيرين. ولا يخلو تركيبها أيضًا من الفيتامينات مثل فيتامين ب١، ب٢، ب٣ المعروف بالنياسين، ب٥ وفيتامين هـ، وإن كانت بكميات محدودة.
إضافة إلى ذلك، تحتوي القهوة على معادن قيمة كالبوتاسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز والفسفور بالإضافة إلى حمض الفوليك، الذي يعزز الصحة العامة.
تعريف القهوة الصحيح عند العرب؟
تلعب القهوة دوراً محورياً في الحياة الاجتماعية العربية، حيث أنها تظهر بقوة في اللقاءات والاحتفالات وحتى في الأحزان. غالباً ما تقدم كبادرة ترحيب وتعبير عن الضيافة، وتعكس قيم الكرم والاحترام في المجتمعات العربية. في هذا السياق، تصبح القهوة أكثر من مجرد مشروب، إذ ترمز إلى الترابط الاجتماعي والتعاضد بين الأفراد.
فيما يخص إعدادها، تتميز القهوة العربية بطريقة تحضيرها المختلفة التي تعتمد على الطهي المباشر على النار، مما يعطيها طعماً مراً وعطراً قوياً يميزها عن غيرها من أنواع القهوة. عادةً ما يتم تحضيرها مع إضافات مثل الحليب، السكر أو الهيل حسب التفضيل، ما يسهم في توطيد الروابط الاجتماعية ودعم التواصل بين الناس خلال التجمعات.
انواع القهوة
تتعدد صنوف القهوة في جميع أنحاء العالم، حيث يُقدر عدد أصناف القهوة الموثقة في الدراسات العلمية بحوالي 120 صنفًا. هذه الأصناف تشمل بن العربي، أو ما يُعرف بقهوة أرابيكا، التي تأتي من إثيوبيا أصلاً وتشكل تقريباً 80% من الإنتاج العالمي للقهوة، ما يجعلها النوع الأكثر شيوعًا عالميًا.
كما توجد قهوة روبوستا، التي تُعرف بمقاومتها العالية للظروف البيئية الصعبة، والقهوة المنزوعة الكافيين، التي تُعالج خصيصًا لخفض مستويات الكافيين فيها. أما القهوة الحلوة، أو ما يُعرف بالقهوة التركية، فهي تتميز بطريقتها الخاصة في التحضير والطعم الغني.
القهوة منزوعة الكافيين
في صناعة القهوة منزوعة الكافيين، تُستخدم حبوب القهوة العادية التي يُستأصل منها ما لا يقل عن 97% من محتوى الكافيين. يحدث هذا قبل أن تخضع الحبوب لأية مراحل من التحميص أو التجهيز.
هناك عدة طرق لإزالة الكافيين من حبوب القهوة، لكن النتيجة العامة تظل محافظة على العديد من الخصائص الأساسية للقهوة. على الرغم من ذلك، قد يطرأ تغيير على اللون أو الطعم، فقد يصبح أخف، اعتماداً على الطريقة المستخدمة لإزالة الكافيين.
هذه التغييرات قد تلائم الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تحمل مرارة القهوة العادية أو رائحتها النفاذة، أو الذين يعانون من حساسية تجاه الكافيين.
القهوة منزوعة الكافيين تعد خياراً مثالياً للمستهلكين الراغبين في الاستمتاع بنكهة القهوة مع تقليل التأثيرات التي يحدثها الكافيين في الجسم.
القهوة الحلوة أو القهوة التركية
يُعتبر تحضير القهوة التركية ذو أصول شرق أوسطية وأوروبية، حيث تشتهر به دول مثل تركيا، إيران، واليونان. تتميز هذه القهوة بأنها تُقدم دون تصفيتها، مما يؤدي إلى احتوائها على نسبة أعلى من الكافيين مقارنةً بأنواع القهوة المصفاة.
فوائد القهوة العامة
تمتلك القهوة العديد من الفوائد التي قد تساهم في تحسين حياة الأفراد يوميًا، حيث تساعد في تعزيز القدرات العقلية وتقوية الذاكرة نظرًا لوجود الكافيين الذي يعمل كمنبه عصبي.
كما أن للقهوة دورًا في الوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتشير الأبحاث إلى أنها قد تقلل من احتمالية تكون حصى المرارة لدى الأشخاص الذين يتناولون أربعة أكواب يوميًا.
أيضًا، تفيد القهوة في تخفيض معدلات الإصابة بأمراض تنكسية مثل الزهايمر والخرف، بالإضافة إلى مرض باركنسون. ومن الملاحظ أنها تساعد في تقليل الشعور بالدوار الذي يصاحب انخفاض الضغط الدموي بعد تناول الوجبات، خصوصًا بين كبار السن.
تعمل القهوة أيضًا على تحسين المزاج العام وتقلل من أعراض الاكتئاب، وتقدم الحماية ضد عدة أنواع من السرطان مثل سرطان الكبد والقولون والمستقيم والكلى وسرطان الثدي قبل فترة انقطاع الطمث.
كما تسهم في الحد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتوفر الحماية من أمراض القلب، وتساعد في التحكم بارتفاع ضغط الدم عند استهلاكها بانتظام وبكميات معتدلة.
فوائد القهوة
تعتبر القهوة مصدرًا غنيًا بالمركبات الفعّالة التي تساهم في تعزيز الصحة بمختلف الطرق. يساهم الكافيين الموجود في القهوة، والذي يعد محفزًا قويًا، في تنشيط الجهاز العصبي المركزي، مما يرفع من مستوى التأهب والتركيز لدى الإنسان. هذا بالإضافة إلى تأثيره المفيد في تحسين القدرات الرياضية، حيث يزيد من القدرة على التحمل ويخفف من مشاعر التعب.
كما تلعب القهوة دورًا في دعم الصحة القلبية الوعائية، فقد بيّنت الدراسات أن استهلاكها يساهم في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك بفضل خصائصها المضادة للالتهاب وقدرتها على تحسين مستويات الكوليسترول.
إضافة إلى ذلك، ترتبط القهوة بخفض احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وفيما يتعلق بالأمور النفسية والمزاج، فإن القهوة قد تسهم في تحسين المزاج وتقليل الشعور بالقلق والضغط النفسي.
أما في جانب الهضم، فقد يجد البعض أن القهوة تساعد في تحسين العملية الهضمية وتخفيف مشكلات مثل الانتفاخ وتكون الغازات.
هل القهوة مضرة؟
يُعد تناول القهوة بكميات محدودة مفيدًا للصحة، إذ يساعد على تعزيز التركيز واليقظة وتحسين المزاج. كما أنها غنية بمضادات الأكسدة التي تلعب دورًا هامًا في حماية الجسم من أضرار الجذور الحرة.
من ناحية أخرى، من الضروري الحذر من الإفراط في شرب القهوة، إذ قد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية متعددة كالقلق، والأرق، وألم الرأس، ومشاكل في الهضم والامتصاص الغذائي، وكذلك قد يؤثر سلبًا على ضغط الدم.
تُشير التوجيهات الصحية إلى أن التمتع بفوائد القهوة يتوقف على استهلاكها بكميات معقولة دون الإسراف فيها، مما يحافظ على الصحة دون إحداث أضرار.