معلومات عن الغراب
الغراب، ذلك الطائر الذي يُشاهد عبر جميع القارات، يتبع هذا الطائر لفئة الجوارح ويتسم بريشه الأسود الداكن، على الرغم من وجود أصناف متعددة ذات ألوان مختلفة، مثل الغراب الأزرق وغراب المنازل الهندي. يشتهر الغراب بسواده الذي يعد الأكثر شيوعا بين أفراد جنسه.
في موسم التزاوج الذي يبدأ مع نهاية الشتاء، يصبح الذكور والإناث جاهزين للتزاوج عند بلوغهم الرابعة والثالثة على التوالي. تضع الأنثى في العش ما بين بيضتين إلى ست بيضات، وتحتضنها حتى الفقس بعد تسعة عشر يومًا.
تتولى الأنثى مسؤولية تغذية صغارها لمدة تصل إلى خمسة وأربعين يومًا، بمساعدة الذكر الذي يأتي بالطعام. الصغار قادرة على مغادرة العش بعد شهر تقريباً، لكن أحدهم عادةً ما يبقى مع أحد الوالدين حتى الوصول إلى موسم التزاوج التالي.
تتسم علاقة الغراب بالوفاء، حيث يقضي الذكور حياتهم مع شريكاتهم، وتظهر الأنثى دفاعاً شديداً عن أزواجهن إذا اقترب ذكر غريب منهن، حيث تتصدى له لتمنعه من الاقتراب.
أنواع الغراب
تتعدد أصناف الغربان وتتميز كل فئة بخصائص فريدة:
يمتاز الغراب الأسود، المعروف أيضًا باسم الأسحم، بتواجده الواسع من شمال أوروبا وحتى آسيا، إضافة إلى وجوده في أمريكا الشمالية والوسطى.
أما الغراب الأمريكي فيفضل العيش في الأراضي المفتوحة والزراعية في أمريكا الشمالية، حيث توفر الأشجار بيئة مثالية له.
الغداف أو غراب القيظ، يشق طريقه عبر أوروبا وغرب آسيا، مفضلاً السهول والمناطق المفتوحة للعيش.
في شمال أفريقيا، يعتبر الغراب النوحي مميزًا بلونه الأسود والبني الخاص بالرقبة ويمتاز بطول يصل إلى 50 سم.
الغراب الأسماكي يعتبر من أصغر الأنواع، وهو يعيش على السواحل الأمريكية ويتغذى على الأسماك بصوت مرتفع وحاد.
الغراب المنزلي الهندي يسكن في دول الخليج مثل الإمارات وعمان والسعودية، ويتميز بلونه الأسود والرمادي.
غراب الذيل المروحي، المعروف أيضاً بغراب البين، له سمعة بأنه يجلب الخراب في الثقافة العربية، يعيش في مناطق عديدة مثل مصر والسعودية والصومال ويمتاز بزيله المروحي ولونه الأسود الزرق.
أخيرًا، الغراب الأزرق، المعروف بطول يصل إلى 43 سم ولون يمزج بين الأسود والرمادي، يستوطن في مصر وسوريا وفلسطين.
مكونات عش الغراب
الغراب ينشئ عشه بعناية فائقة فوق الأشجار، مستخدمًا مواد مثل أوراق الشجر، ريش الطيور، الأغصان الجافة، بالإضافة إلى قطع الصابون الملونة. يعشق هذا الطائر الألوان الزاهية ويميل إلى جمع الأشياء البراقة التي تعزز جمال عشه، مما يجلب له البهجة والسرور.
الغراب يظهر سلوكًا اجتماعيًا واضحًا، إذ يبني أعشاشه بالقرب من بعضها البعض في مجموعات كبيرة تُعرف بالمجثم، حيث يمكن أن يعيش فيها مئات الآلاف من الغربان.
كما يحرص الغراب على انتقاء موقع بناء عشه بحيث يكون قريبًا من مصادر الطعام والماء، ويفضل أماكن هادئة ودافئة للعيش. يميل هذا الطائر إلى التواجد في القرى أكثر من المدن، بحثًا عن الهدوء والبعد عن الضوضاء الليلية التي تشهدها المدن.
أماكن تواجد الغراب
تتواجد طيور الغراب في مختلف أرجاء الكرة الأرضية، إذ يسكن الغراب الأمريكي في الريف والمناطق الزراعية المفتوحة بأمريكا الشمالية، كما يؤوي قرب الأنهار وفي ضواحي المدن. من ناحية أخرى، تستوطن الأنواع المعروفة من الغربان مناطق في شمال أوروبا مثل الدول الاسكندنافية بالإضافة إلى أيسلندا وغرينلاند.
أما في آسيا، فتعيش هذه الطيور بالقرب من سواحل المحيط الهادي، وتتوغل داخل القارة عبر سلاسل جبال الهيمالايا، وتمتد إلى الهند وإيران. كذلك، يمكن ملاحظة وجودها في شمال غرب إفريقيا وجزر الكناري.
في الأمريكتين، يختار الغراب المناطق الساحلية والتندرا البعيدة عن الأشجار، يعشش أيضًا على الواجهات الصخرية، وفي الغابات المحيطة بالجبال. يفضل الاستقرار بجوار الأنهار الواسعة، وفي المناطق الصحراوية، السهول والمناطق الحرجية.
سلوك الغراب
الغراب كائن ذكي يتميز بقدرته على التواصل وتذكر الوجوه بدقة. يعيش هذا الطائر بمفرده في البرية لكنه يبحث عن الطعام ضمن مجموعات. عند وفاة أحد الغربان، يلتف أعضاء المجموعة حول الغراب المتوفى ليحددوا سبب الوفاة ويحزنوا عليه.
إذا كان السبب هو الافتراس، تتحد هذه الطيور وتطارد الحيوانات المفترسة في ما يعرف بعملية الهجوم المنظم.
كما يوجد في مجتمع الغربان ما يعرف بـ”مجتمع الجاثم” وهو يضم الصغار والكبار غير المتزوجين الذين يعيشون معًا. من الجانب الآخر، هذه الطيور تميل إلى الهجرة نحو المناطق الأكثر دفئًا. على صعيد آخر، بينما قد يسبب الغراب الأمريكي أضرارًا بالمحاصيل الزراعية، فإنه عادةً ما يساهم أيضًا في الحد من الأضرار بتناوله للحشرات المؤذية.
تكاثر الغراب
مع حلول منتصف مارس وحتى يوليو، يتعاون ذكر وأنثى الغراب في تشييد عشهما، ويستغرق بناؤه بين 8 إلى 14 يومًا. خلال هذه الفترة، تقوم الأنثى بحضانة ما بين أربع إلى خمس بيضات لمدة 18 يومًا. بعد مرور شهر تقريبًا، تغادر الصغار العش، ولكنها تظل غير قادرة على تأمين غذائها بنفسها لمدة 30 يومًا إضافية.
غالبًا ما يظل أحد الصغار برفقة والديه لعدة مواسم متتالية، يساعد في رعاية الأعشاش الجديدة وحمايتها أثناء فترات التكاثر ويعمل على جلب الطعام.
خلال فصلي الربيع والصيف، تميل الغربان إلى التحليق جماعيًا في أسراب عائلية. ومع نهاية الصيف وطوال الخريف والشتاء، تميل الغربان إلى الهجرة والتجمع من مناطق متفرقة لتبقى معًا.
تغذية الغراب
الغراب يتميز بتغذيته المتنوعة، حيث يتناول مجموعة واسعة من الأطعمة تشمل الحيوانات الصغيرة كالثدييات والبرمائيات والزواحف، بالإضافة إلى البيض.
كما يستهلك الغراب الحشرات والبذور والحبوب والمكسرات والفواكه. يشمل نظامه الغذائي أيضًا المفصليات غير الحشرية والرخويات والديدان، وهو يأكل أحيانًا من بقايا الطيور الأخرى.
ليس ذلك فحسب، بل يُظهر الغراب سلوكيات ملحوظة في التعامل مع الطعام حيث يُمكن أن يجد طعامه في القمامة، ويُعدّ خبيرًا في تخزين الطعام لفترات قصيرة سواء كان ذلك في الأشجار أو على سطح الأرض.