تجربتي مع نقص هرمون الاستروجين
تجربتي مع نقص هرمون الاستروجين كانت تجربة معقدة ومليئة بالتحديات، وقد بدأت رحلتي مع هذا النقص عندما لاحظت تغيرات جسدية ونفسية ملحوظة تؤثر سلباً على جودة حياتي.
تضمنت الأعراض التي واجهتها الشعور بالتعب المستمر، جفاف الجلد، وتقلبات مزاجية حادة، بالإضافة إلى صعوبات في التركيز والذاكرة. بعد استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، تأكدت من أن السبب وراء هذه الأعراض هو فعلاً نقص في مستويات هرمون الاستروجين.
بناءً على توصية الطبيب، بدأت رحلة العلاج التي تضمنت تناول العلاج الهرموني بجانب اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تحسناً ملحوظاً في الأعراض التي كنت أعاني منها، وتحسنت جودة حياتي بشكل كبير.
من خلال تجربتي، أدركت أهمية الوعي بالتغيرات التي يمكن أن تحدث في الجسم وضرورة استشارة الأخصائيين عند ملاحظة أي أعراض غير اعتيادية. كما أصبحت أكثر إدراكاً لأهمية العناية بالصحة الجسدية والنفسية وتوازن الهرمونات في تحقيق حياة صحية ومتوازنة.
ما هي أعراض نقص هرمون الإستروجين؟
تتأثر الفتيات الصغيرات اللاتي لم يبلغن بعد والنساء اللاتي تجاوزن سن اليأس بنقص في مستويات هرمون الإستروجين أكثر من غيرهن. يتظاهر هذا النقص بعدة أعراض يمكن رصدها بسهولة وتؤثر سلبًا على جودة الحياة.
من بين العلامات التي تُشير إلى انخفاض مستوى الإستروجين الشعور بالألم أثناء العلاقات الجنسية بسبب جفاف المهبل، وزيادة الإصابة بالتهابات المسالك البولية بفعل ضعف جدران الإحليل. يمكن أيضًا ملاحظة عدم انتظام أو انقطاع الدورة الشهرية. غالبًا ما تعاني السيدات من تقلبات مزاجية حادة والتهابات مهبلية متكررة، بالإضافة إلى الألم عند لمس الثدي.
كما يشيع الصداع أو اشتداد أعراض الصداع النصفي الموجود مسبقًا، بجانب الشعور بالإحباط والكآبة. يمكن أن يترافق نقص الإستروجين مع صعوبات في التركيز والإعياء العام. أحد الآثار المهمة لهذا النقص هو ضعف كثافة العظام والمفاصل، وذلك بسبب دور الإستروجين الحيوي في العمل مع الكالسيوم وفيتامين د وغيرها من المعادن لتعزيز قوة العظام.
من المهم التعامل مع أعراض نقص الإستروجين بشكل جدي لتجنب مضاعفات طويلة المدى مثل العقم.
ما الذي يسبب نقص الإستروجين؟
يُصنَع هرمون الإستروجين في المبيضين، وأي اضطراب في هذه الأعضاء قد يعوق هذه العملية ويؤدي إلى ظهور علامات تدل على نقص في مستويات هذا الهرمون.
قد تعاني النساء من انخفاض في مستويات الإستروجين لأسباب عدة منها:
– إفراط في ممارسة التمارين البدنية.
– معاناة من اضطرابات في الأكل، كفقدان الشهية.
– ضعف في أداء الغدة النخامية.
– الإصابة بالفشل المبكر للمبيض، الذي قد يحدث بسبب مشاكل وراثية، تعرض لبعض السموم، أو اضطرابات في المناعة الذاتية.
– الإصابة بمتلازمة تيرنر.
– الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
– الوصول إلى سن الأربعين، والذي غالبا ما يشير إلى بداية مرحلة ما قبل سن اليأس.
كيف يمكن زيادة مستوى هرمون الإستروجين طبيعيًا؟
لزيادة مستويات هرمون الإستروجين بطريقة طبيعية، يوجد عدة خيارات رغم أنها لا تزال خاضعة للبحث العلمي للتأكد من فعاليتها. تتضمن هذه الخيارات وسائل مختلفة قد تساهم في تعزيز إنتاج الجسم لهذا الهرمون. تأتي هذه الطرق استجابة لحالات من قد تعاني من أعراض نقص الإستروجين وتبحث عن حلول بديلة للعلاجات الطبية التقليدية.
1. تناول الأطعمة المعززة لهرمون الإستروجين
تشتمل النباتات على تركيبات كيميائية تعرف بالفيتوكيميكال، وهي تعمل على حماية الحمض النووي من الأضرار بفضل خصائصها المضادة للأكسدة. بعض هذه المواد تمتلك مكونات تشبه الإستروجين النباتي الذي يعزز من إنتاج هرمون الإستروجين في الجسم، خاصة عند استهلاك وهضم الأطعمة التي تحوي هذه المواد.
يبرز عدة أنواع من هذه المركبات الشبيهة بالإستروجين، ومنها كومستان، الآيسوفلافون، ليغنان، وستلبين. تتوافر هذه المركبات بكثرة في عدة مصادر غذائية مثل:
– الفواكه كالتفاح، العنب، الدراق، والتوت.
– الحبوب كالشعير والشوفان.
– السوائل المستخلصة من النباتات كالقهوة وزيت الزيتون.
– المكسرات والبذور مثل اللوز وبذور الكتان.
– منتجات الصويا كفول الصويا والتوفو.
– الخضروات مثل البروكلي والكرنب.
المعلومات توضح أن تناول حوالي 50 ملليغرام من الفيتو إستروجين يوميًا، ما يوازي نصف كوب من فول الصويا المطهو، يمكن أن يدعم الجسم بفوائد صحية متعددة.
2. الحصول على الفيتامينات والمعادن بشكل كاف
يُعدّ البورون معدنًا فعّالاً يعزز قدرة الجسم على استيعاب الإستروجين والتستوستيرون. من جهة أخرى، يلعب فيتامين ب دورًا مهمًا في تحفيز إنتاج الإستروجين وتعزيز استفادة الجسم منه. أما فيتامين د، فيُعامل كهرمون ضمن الجسم، ويسهم في رفع مستويات الإستروجين. في حين يساهم فيتامين هـ في تخفيف بعض الأعراض مثل الهبات الساخنة والأرق، وفقًا لما أظهرته بعض الدراسات.
3. تناول مكملات الإستروجين الطبيعية
يُمكن البحث عن بدائل طبيعية للإستروجين لتخفيف بعض المشاكل الناتجة عن نقص هذا الهرمون، ومن المهم الحصول على موافقة طبية قبل استخدامها نظرًا لعدم تصنيفها كأدوية معتمدة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
من الخيارات المتاحة في الأسواق العشب الطبيعي المعروف بالكوهوش الأسود، الذي يُستخدم بشكل رئيسي للتعامل مع تقلبات مزاج انقطاع الطمث وقد أظهرت بعض الدراسات قدرته على التقليل من الهبات الساخنة المرتبطة بتراجع الإستروجين.
كذلك، هناك هرمون الديهيدرو إيبي أندروستيرون الذي يتوفر في السوق بأشكال مختلفة مثل الحبوب والمساحيق، وهو يساهم في تحفيز الجسم لإنتاج الإستروجين والتستوستيرون.
كيف يتم علاج انخفاض هرمون الإستروجين؟
يمكن للنساء اللواتي تعانين من انخفاض في مستوى هرمون الإستروجين أن يلجأن إلى مجموعة من الخيارات العلاجية التي تعين في التقليل من مشاكل نقص هذا الهرمون.
1. العلاج الهرموني بالإستروجين
عند النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25 و50 عامًا واللواتي يعانين من انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، يتم وصف جرعات مرتفعة من هذا الهرمون. تساعد هذه الجرعة في تخفيض مخاطر تدهور العظام والإصابة بأمراض القلب والمشكلات الهرمونية الأخرى. تعتمد كمية الجرعة المناسبة على حدة الأعراض التي تعاني منها المرأة وكذلك على طريقة تقديم العلاج، والذي يمكن أن يكون عبر:
– استخدام كريم موضعي.
– تحاميل تدخل عبر المهبل.
– الحقن.
في بعض الأحيان، قد يتطلب الأمر الاستمرار في العلاج لفترة طويلة حتى بعد عودة مستوى هرمون الإستروجين إلى وضعه الطبيعي، حيث قد يلزم تقديم جرعات أصغر من الهرمون بمرور الوقت. العلاج بالهرمونات قد يخفف أيضًا من قسوة أعراض سن اليأس، ويقلل من خطر حدوث كسور في العظام.
يُوصى بهذا النوع من العلاج بشكل خاص للنساء اللاتي خضعن لعملية استئصال الرحم. هذا العلاج يستمر غالباً من عام إلى عامين نظرًا لأنه قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان إذا استخدم لفترات طويلة.
2. العلاج بالهرمونات البديلة
يعمل هذا العلاج على رفع مستويات الهرمونات الطبيعية في الجسم. في حال كنت مقبلة على مرحلة انقطاع الطمث، قد يقترح طبيبك هذا العلاج لمساعدتك على استعادة مستوى الإستروجين إلى وضعه الطبيعي.
مع ذلك، قد تتعرض السيدات اللاتي يتناولن هذه الهرمونات البديلة لمخاطر صحية أعلى مثل امراض القلب والأوعية الدموية. كما يزداد لديهن الخطر في التعرض لتجلطات دموية، الإصابة بالسكتات الدماغية والإصابة بسرطان الثدي.
معلومات تهمك حول وظائف هرمون الإستروجين
يُعد الإستروجين من الهرمونات الرئيسية في جسم الإنسان، وعلى الرغم من ارتباطه بالأنثى، فإن الرجال أيضًا ينتجون هذا الهرمون لكن بمستويات أقل. يلعب الإستروجين دوراً حيوياً في عدة وظائف بيولوجية، منها:
– في مرحلة البلوغ، يُساهم الإستروجين في النماء الجنسي للفتيات.
– خلال الدورة الشهرية، يعمل الإستروجين على تعديل نمو بطانة الرحم، كما يؤثر أيضًا في مراحل الحمل الأولى.
– يساعد في إحداث التغييرات بالثديين التي تحصل لدى المراهقات والنساء خلال الحمل.
– يُشارك في تعزيز نمو العظام ويساعد في تنظيم مستويات الكولسترول في الدم.
– يُؤثر في كيفية تنظيم الجسم للطعام، وزن الجسم، وحساسية الإنسولين.
هذا الهرمون الحيوي، إذًا، له تأثيرات مهمة على الصحة العامة لكلا الجنسين.