تعريف النفايات
تتكون الفضلات من بقايا المواد التي لا تجد استخدامًا بعد انتهاء العمليات الصناعية، وهذه المواد عديمة القيمة تجاريًا. تتنوع هذه الفضلات إلى عدة صور، منها الفضلات السائلة والغازية، بالإضافة إلى الفضلات الطبية والإشعاعية والصلبة كالورق، الخشب، المعادن، الزجاج والبلاستيك.
تتميز هذه الفضلات بإصدارها لروائح غير مستحبة نتيجة للتحلل البيولوجي الذي يحدث بمركباتها.
لماذا تعتبر النفايات مشكله كبيرة ؟
تشكل النفايات تحديًا بيئيًا وصحيًا في مختلف أرجاء العالم. من أبرز هذه المشاكل انبعاث الدخان من شاحنات نقل القمامة الضخمة، مما يسهم في تلوث الهواء الذي نتنفسه.
يُسبب جمع النفايات في أماكن مخصصة للردم والطمر تدهور نوعية الأرض في تلك المناطق، وكذلك تنجم عن هذه العملية تسربات لمياه ملوثة تصل إلى المياه الجوفية وتضر بها.
أما المواد العضوية التي تتحلل في مواقع الطمر، فإنها تنتج غاز الميثان، الذي يعد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى تفاقم تغير المناخ.
ومن جانب آخر، فإن النفايات غير المعالجة بطريقة صحيحة تجلب مظاهر سلبية كتشوه الأماكن وتكاثر الجراثيم والآفات كالفئران والبعوض والذباب، مما يجعل المساحات المحيطة بها غير صالحة للعيش.
كما أن الروائح الناتجة عن مكبات النفايات تُعد مصدر إزعاج وتلوث للبيئة المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، تشكل النفايات المبعثرة خطورة حقيقية على الحياة البرية التي قد تتأثر بها سلباً عند تناولها عن طريق الخطأ.
تنقسم النفايات إلى عدة أنواع منها: النفايات الطبية التي تتطلب معاملة خاصة لخطورتها، والنفايات النووية والمشعة التي تشكل خطراً كبيراً على الإنسان والبيئة، إلى جانب النفايات الكيميائية التي يمكن أن تسبب تسمم الأرض والماء، وأخيرًا النفايات العامة التي نتجها يومياً في حياتنا العادية.
النفايات الطبية
تسلط جامعة الملك فيصل بالأحساء الضوء على أهمية معالجة النفايات الطبية بطريقة آمنة ومستدامة. ولذلك، أطلقت إجراءات محكمة لفرز وجمع وتخزين هذه النفايات بما يتوافق مع المعايير العالمية. الهدف من هذه الخطوات هو الحفاظ على البيئة وسلامة الأفراد.
ستعمل الجامعة على استخدام التقنيات العلمية الحديثة والصديقة للبيئة في إدارة هذه النوعية من النفايات، كما ستقوم بنشر أحدث الأساليب والتقنيات المتبعة في هذا المجال عبر الموقع الإلكتروني لإدارة السلامة. وتحرص الجامعة على تثقيف وتوعية الطاقم الجامعي والطلاب بهذه الإجراءات لضمان تكامل الأداء وتحقيق بيئة آمنة وصحية.
النفايات النووية والمشعة
مع تزايد استخدام الطاقة النووية في مختلف المجالات مثل الكهرباء والزراعة والصناعة والطب، شهدنا تقدماً ملحوظاً في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية. ومع ذلك، لا يزال الجدل قائماً حول قدرة الإنسان على إدارة وسيطرة النفايات المشعة التي تنتج عن هذه الاستخدامات.
هذه المخاوف تمثل تحدياً رئيسياً أمام تعزيز استفادة البشرية من هذه الطاقة وتشكل نقطة تحفظ لدى العديد من المجتمعات حول العالم.
الاعتماد الكبير على نجاح الصناعة النووية في المستقبل يرتكز بشكل أساسي على قدرتها لإثبات فعالية التكنولوجيا المستخدمة لمعالجة وتحييد النفايات النووية، مما يُسهم في كسب ثقة الجمهور.
فكل أسلوب لتوليد الطاقة، مثله مثل أي عملية صناعية، ينتج عنه نفايات تتطلب التعامل معها بطرق تضمن سلامة الإنسان والبيئة، خاصةً أن حجم هذه النفايات يمكن أن يزداد مع الزمن، وتختلف استراتيجيات التعامل معها من حالة لأخرى.
النفايات الكيميائية
في المستشفيات والمراكز الصحية، تنتج النفايات الكيميائية من استعمال المواد الخطرة في عدة مجالات مثل العلاج، التشخيص، البحث العلمي، إضافة إلى الأنشطة التي تختص بنظافة وتعقيم الأماكن والأدوات. هذه النفايات تضر بصحة الإنسان والحيوان وتؤثر سلبًا على الكائنات الحية في البيئة.
تعد هذه النفايات خطيرة إذ تمتاز بخصائص تشمل القابلية للإشتعال أو الانفجار، السمية، خاصية التآكل، والقدرة على التفاعل مع مواد أخرى، مما يجعلها تشكل تهديدا متعدد الأوجه.
تخلص من هذه النفايات يمثل تحديا كبيرًا. بما أن فصل مكوناتها بالطرق الفيزيائية غير ممكن، تُجمع هذه المواد داخل براميل معدنية مغلفة بمواد تمنع التفاعل، أو تُخزن في خزانات إسمنتية تحت الأرض مبطنة بطبقات من الزجاج أو الفايبرجلاس لضمان عدم تسربها أو تفاعلها مع عناصر البيئة المحيطة.
النفايات العامة
إدارة النفايات العامة، كما هو معروف، تمثل تحديًا بيئيًا هامًا الذي يتصدى له المجتمع والمؤسسات المعنية بشكل مستمر. تتنوع أبعاد هذا التحدي بين الآثار الصحية والبيئية وحتى الاقتصادية، حيث تؤثر كل هذه الجوانب بشكل مباشر على نوعية الحياة وسلامة البيئة التي نعيش فيها.
تشمل المعضلات الشائعة المرتبطة بتخزين النفايات في المواقع المكشوفة عدة مشكلات، منها حرائق تنشأ ذاتيا مع توليد دخان وغازات ضارة تسهم في تلويث الهواء. كما توفر هذه المقالب العامة بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والقوارض التي تحمل الأمراض والطفيليات، مما يزيد من المخاطر الصحية على السكان المحليين.
إضافة إلى ذلك، تنبعث من هذه المواقع روائح كريهة ناتجة عن التخمر وتحلل العناصر العضوية وبقايا الحيوانات الميتة، ما يسبب إزعاجاً يومياً للمجتمعات المحيطة. الروائح والغازات المنبعثة تشوه منظر البيئة، ما يؤذي الناظرين ويقلل من الجودة البصرية للمناطق المحيطة.
فضلاً عن ذلك، يخشى كذلك من تأثير هذه المواد المكدسة على جودة المياه الجوفية التي قد تصبح ملوثة نتيجتا لذلك. ويمكن أن يسهم الرماد والأتربة المتطايرة بسبب الرياح في تحريك هذه الجزيئات إلى مناطق بعيدة، مما يثير مشكلات تتعلق بتهيج العينين ويزيد من حساسية الجهاز التنفسي للأفراد.
بالتأكيد، تعامل المجتمع مع هذه المخلفات بطريقة فعالة وآمنة يقلل من هذه الأضرار ويحافظ على الصحة العامة ونوعية البيئة.