علامات الحمل من العين
خلال فترة الحمل، قد تواجه النساء تغيرات في صحة العين نتيجة للتقلبات الهرمونية. تشمل هذه التغيرات ما يلي:
أولاً، قد تعاني الحامل من ضبابية في الرؤية بين الحين والآخر. يحدث هذا بسبب تراكم السوائل في الجسم خلال الحمل، مما قد يؤدي إلى تغير سمك القرنية بشكل مؤقت. عادة ما تتحسن هذه الأعراض مع تقدم مراحل الحمل وتختفي بعد الولادة.
ثانيًا، يتسبب الجفاف الناجم عن التغيرات الهرمونية أيضًا في شعور بالوخز أو الحرقة في العين. لمعالجة هذه الحالة، ينصح باستخدام قطرات العين المرطبة أو الدموع الصناعية التي تعمل على تلطيف العين وتخفيف الجفاف.
ثالثًا، قد تلاحظ الحامل زيادة في حساسية عينيها تجاه الضوء، مما يؤدي إلى تجنب الأماكن المشمسة أو الجلوس تحت الضوء الساطع لأنه قد يسبب لها الصداع النصفي.
رابعًا، في بعض الأحيان، يمكن أن تحدث رفة العين كأحد الأعراض الجانبية لنقص المعادن مثل المغنيسيوم، خصوصًا في بداية الحمل. ينصح بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على المعادن اللازمة تحت إشراف الطبيب لتفادي أو تخفيف هذه المشكلة.
هذه الأعراض تعد جزءاً من التغيرات الطبيعية التي قد تصاحب الحمل وغالباً ما تختفي تدريجياً بعد الولادة.
اسباب ظهور علامات الحمل من العين
خلال فترة الحمل، قد تعاني النساء من تورم في الأنسجة حول العين بسبب تجمع السوائل، وهذا لا يقتصر على اليدين والقدمين فقط. تتضخم القرنية أيضًا أحيانًا بسبب التورم، مما قد يجعل العين أكثر حساسية ويؤثر على الرؤية بجعلها ضبابية، كما يصعب ارتداء العدسات اللاصقة.
إضافة إلى ذلك، يقل إنتاج الدموع خلال الحمل مما يسبب جفاف العينين، تهيجها، ويزيد من صعوبة استخدام العدسات اللاصقة.
أما الدوخة فقد تسبب تشوشا في الرؤية، خصوصاً عند التحرك بسرعة من وضعية إلى أخرى. تغيرات في حقل الرؤية قد تحدث أيضًا بسبب تغيرات في حجم الغدة النخامية خلال فترة الحمل، حيث ينجم عنها نقص في الرؤية المحيطية لدى العديد من النساء.
تحدث تغيرات الرؤية أيضاً في حالة ما يعرف بمقدمة الارتعاج، وهي حالة تظهر في متأخر الحمل لكن قد تبدأ أحيانًا في وقت مبكر. تتأثر بها نسبة تتراوح بين 2 إلى 8% من حالات الحمل.
رؤية نقاط مضيئة في العين للحامل
تلعب العين دوراً بارزاً في الكشف المبكر عن مشاكل صحية قد تظهر خلال الحمل، مثل تسمم الحمل، وهو حالة تصاحبها زيادة مفاجئة في ضغط الدم وظهور البروتين في البول، وتؤثر على نحو 5% من النساء الحوامل، خاصة بعد الأسبوع العشرين من الحمل.
العين قد تعكس علامات تحذيرية لهذا الاضطراب، تتمثل في مجموعة من التغيرات البصرية التي تحتاج إلى تقييم طبي عاجل. من هذه التغييرات رؤية النقاط المضيئة أو الداكنة، التي غالباً ما تجعل الرؤية غير واضحة، وقد تتسبب في صعوبة في التركيز البصري. في حالات متقدمة، قد تؤدي هذه الأعراض إلى فقدان البصر المؤقت أو حتى الدائم.
هل يؤثر الحمل على العين عند مريضات السكري؟
تواجه بعض النساء الحوامل تحديات صحية متعلقة بالعيون، خصوصاً اللاتي يعانين من النوع الأول من داء السكري. يقول الدكتور طارق مأمون، الأستاذ بكلية طب جامعة عين شمس، إن داء السكري من النوع الأول قد يؤدي إلى نزيف في قاع العين لدى الحوامل، مما يستلزم إجراء فحوصات دورية كل 3 أشهر لمنع تدهور حالة العين التي قد تصل إلى مراحل خطيرة أثناء الحمل.
أشار مأمون كذلك إلى تغييرات أخرى قد تطرأ على العيون خلال فترة الحمل بسبب التغيرات الهرمونية، مثلاً الصعوبة في تحمل العدسات اللاصقة.
للحوامل غير المصابات بالسكري، تؤثر هذه التغيرات الهرمونية أيضًا على العينين، لكن بشكل مختلف، مثل تأثيرات ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل، الذي يمكن أن يسبب تورم العين وأعراض مثل الصداع والدوخة. من الضروري متابعة هذه الحالات مع الطبيب للتأكد من عدم تطور المضاعفات.