متى تكون الكدمات خطيرة
الكدمات قد تشير إلى تسرب الدم من الأوعية الدموية المتضررة، مما ينتج عنه ظهور بقع داكنة تحت الجلد. فإذا كانت هذه الأوعية تقوم بنقل الأكسجين إلى الرئتين، تظهر الكدمة بلون أحمر، وإذا كانت تنقل ثاني أكسيد الكربون، تظهر بلون أزرق.
في بعض الحالات، يمكن أن تكون الكدمات دليلاً على الإصابة بأمراض خطيرة كسرطان الدم، الكبد، الأورام اللمفاوية، أو الورم النقوي. في حالة سرطان الدم، يحدث تكوّن الكدمات بسبب نقص في عدد الصفائح الدموية التي ينتجها نخاع العظم، وهي المسؤولة عن تخثر الدم لإغلاق الأوعية الدموية عند الإصابة.
تزداد احتمالية ظهور الكدمات بسهولة عندما تستبدل خلايا سرطان الدم الناتجة عن نخاع العظم الخلايا السليمة، خاصةً الصفائح الدموية، ما يتسبب في عدم توفر كفاية من الصفائح لتغطية الأوعية الدموية المتضررة والسيطرة على التسرب.
متى تكون سهولة الإصابة بالكدمات علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة؟
في حال كثرة ظهور الكدمات بشكل كبير وعلى مناطق مثل الجذع، الظهر أو الوجه، أو حتى بدون سبب واضح، يجب التفكير في مراجعة الطبيب. كذلك، إذا كانت الكدمات تتشكل بسهولة بالغة وكان لديك تاريخ سابق مع نزيف مطول أو شديد بعد إصابات بسيطة، أو أثناء العمليات الجراحية، فقد تكون هذه إشارة إلى مشكلة صحية تستوجب الفحص الطبي.
إذا لاحظت ظهور كدمات بشكل فجائي ومستحدث، خاصةً مع بدء استخدام أدوية جديدة، قد يكون ذلك دليلاً على تأثيرات جانبية للدواء. وجود تاريخ عائلي لمعاناة أفراد الأسرة من كدمات بسهولة أو نزف دموي، يدعو أيضاً لمراجعة الطبيب لاستبعاد الأمراض الوراثية.
من العوامل التي يمكن أن تكون وراء هذه الأعراض هي نقص في عدد أو كفاءة الصفائح الدموية التي تلعب دورًا رئيسيًا في تجلط الدم، أو وجود مشكلات في البروتينات المسؤولة عن تسهيل التجلط.
بالإضافة إلى الأمراض، هناك أسباب خطيرة أخرى قد تؤدي لظهور الكدمات مثل التعرض للعنف أو الاعتداءات. إذا ظهرت كدمات على أماكن غير معتادة كالوجه دون سبب واضح، هذا قد يشير إلى وقوع اعتداء يجب التنبه له.
عند التوجه للطبيب، من المتوقع أن يقوم بإجراء فحص جسدي شامل ويسأل عن الأعراض التي قد تواجهها وتاريخك الطبي لفهم المشكلة بشكل أفضل وتحديد الخطوات اللازمة للتشخيص والعلاج.
متى تكون الكدمات علامة على سرطان الدم؟
عندما تكون الرضوح ذات لون أسود شديد، أو تظهر بشكل غير منتظم، أو تظهر في مناطق متعددة من الجسم مثل الرأس، الوجه، الفخذين، الظهر، اليدين، الأرداف، الأذنين والصدر، وإذا كانت تزداد حجمًا بشكل ملحوظ، فقد تشير هذه الأعراض إلى احتمال الإصابة بسرطان الدم. في مثل هذه الحالات، يُنصح بشدة بمراجعة الطبيب.
إذا تأكدت الإصابة بسرطان الدود، قد تعاني من أعراض أخرى مثل النزيف المفرط، اصفرار أو شحوب البشرة، نزيف الأنف واللثة، وكذلك الدورة الشهرية الغزيرة أكثر من المعتاد.
بالإضافة إلى ذلك، من الأعراض الشائعة الأخرى الشعور بحرارة وقشعريرة أحيانًا، فقدان الوزن دون سبب واضح، التعرق المفرط خاصة ليلا، شعور عام بالإجهاد والتعب، آلام في العظام، تورم الغدد الليمفاوية، ومواجهة الالتهابات بشكل متكرر.
كيف يسبب سرطان الكبد الكدمات؟
يؤدي سرطان الكبد، سواء كان حديث النشأة في الكبد نفسه أو قد انتقل إليه من أعضاء أخرى، إلى ظهور كدمات على الجلد. تتشكل هذه الكدمات نتيجة نقص في بروتينات التخثر التي يفترض أن الكبد ينتجها.
هذا النقص يمنع الجسم من إيقاف النزيف الداخلي الذي قد يحدث في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تراكم الدم تحت الجلد.
بالإضافة إلى الكدمات، هناك عدة أعراض أخرى يشيع ظهورها مع سرطان الكبد وتستدعي الانتباه. من بين هذه العلامات فقدان الوزن دون سبب واضح، قلة الشهية، وألم في الجانب الأيمن من البطن يمتد أحيانًا إلى الكتف.
كما قد يشعر المريض بامتلاء المعدة بسرعة عند تناول الطعام ويلاحظ وجود كتلة صلبة تحت الضلوع. من الأعراض الأخرى التعب المستمر، والغثيان، والقيء، واصفرار الجلد المعروف باليرقان، والحكة الجلدية، وتغير لون البول إلى اللون الداكن.
دليل تغيير ألوان الكدمات
يمكن تحديد عمر الكدمة بناءً على تغيرات لونها التي تحدث أثناء عملية التعافي. فعندما يبدأ الدم المتجمع تحت الجلد في التحلل، تمر الكدمة بعدة مراحل لونية مختلفة. تختلف الألوان المرتبطة بكل مرحلة من مراحل شفاء الكدمة.
1- اللون الأحمر
عند تعرضك لإصابة، تتحول المنطقة المتأثرة إلى اللون الأحمر سريعًا. هذه الظاهرة تحدث بسبب تجمع الدم الغني بالأكسجين، الذي يُعرف بلونه الأحمر، تحت الجلد وخارج الشرايين والأوردة.
2- اللون الأزرق، الأرجواني أو الأسود
عندما تتعرض الأنسجة تحت الجلد للضرب، قد يحدث نزيف خفيف يؤدي إلى ظهور الكدمات. خلال اليومين الأولين، يفقد الدم الذي يتسرب إلى هذه الأنسجة الأكسجين، مما يؤدي إلى تحول لون الكدمة تدريجيًا من الأحمر إلى درجات الأزرق والأرجواني وأحيانًا الأسود. كل هذا يعتمد على كمية الدم المتسربة ومدى سرعة استجابة الجسم لإصلاح تلك الأنسجة.
3- اللون الأصفر أو الأخضر
عادة ما تظهر الكدمات بلون مميز بعد مرور من 5 إلى 10 أيام على تعرض المنطقة للضرب أو الإصابة. يعود هذا اللون إلى تفاعلات كيميائية تحدث داخل الجسم، حيث يقوم بتكسير مادة الهيموغلوبين الموجودة في الدم المتجمع تحت الجلد.
4- اللون الأصفر-البني
عادةً ما تظهر هذه الصبغة بين اليوم العاشر والرابع عشر بعد التعرض للإصابة، وهي تدل على تكسر خلايا الدم التي تجمعت تحت الجلد بسبب تلك الإصابة. من المهم الإشارة إلى أن الكدمات تميل إلى الزوال والشفاء تلقائيًا دون الحاجة لتدخل طبي خلال أسبوعين من ظهورها.
طرق منزلية لعلاج الكدمات
للتعامل مع الكدمات بفاعلية من المنزل، يجب اتباع بعض الإجراءات المفيدة:
1. استخدام الكمادات الباردة على منطقة الكدمة يعتبر من الطرق الفعالة لمنع تفاقم النزيف وتقليل الشعور بالألم والتورم.
2. هناك عدة مستحضرات متاحة في الصيدليات يمكن شراؤها بدون وصفة طبية تساعد في تسريع شفاء الكدمات، كما يُنصح باستخدام كريمات تحتوي على مواد مثل أرنيكا، فيتامين B3 أو فيتامين K.
3. يُنصح بتجنب تناول الأسبرين عند وجود كدمة لأنه قد يزيد من خطر استمرار النزيف.
4. رفع الجزء المصاب من الجسم أعلى من مستوى القلب، مثل وضعه على وسادة عند الجلوس، يساهم في تقليل تدفق الدم إلى المنطقة ويساعد على تخفيف الانزعاج.
هذه الإجراءات تعتبر بسيطة ويمكن تنفيذها بسهولة في المنزل للمساعدة في التخفيف من الأعراض المصاحبة للكدمات وتسريع عملية الشفاء.