تعاني الكثير من الأشخاص من انخفاض ضغط الدم، وهو مشكلة شائعة جدًا في جميع أنحاء العالم. ولا يمكن الحديث عن ضغط الدم المنخفض دون الإشارة إلى أسبابه المختلفة التي تؤدي إلى هذا الانخفاض. فقد تكون هذه الأسباب مرتبطة بالوراثة، أو بنمط حياة غير صحي، أو ببعض المشاكل الصحية المختلفة التي يجب على المرء معرفتها والتعامل معها بشكل سليم. لذلك، سنتحدث في هذه المقالة عن أسباب انخفاض ضغط الدم، وسنسلط الضوء على كل ما يتعلق بهذه المشكلة وكيفية التعامل معها بشكل فعال.
أسباب انخفاض ضغط الدم المتعلقة بالأدوية
تعد الأدوية من الأسباب الشائعة لانخفاض ضغط الدم، حيث يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الجهاز الدوري وتقلل من ضغط الدم. ولذلك، فإنه من المهم أن يتحدث المريض مع الطبيب قبل تناول أي نوع من الأدوية للتأكد من عدم تأثيرها على ضغط الدم. ويقوم الطبيب في بعض الأحيان بتغيير العلاج الموصوف أو التوقف عنه أو خفض جرعته إذا كانت الأدوية هي السبب الحقيقي لانخفاض ضغط الدم. ومن الجدير بالذكر أن سياسة خطر البعض لهبوط الضغط هي التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية الخاصة بضغط الدم، ولا يمكن لأي شخص بأي حال من الأحوال أن يتخذ هذا الخطوة دون استشارة الطبيب المعالج.
جفاف ونقص السوائل وتأثيرها على ضغط الدم
تعد جفاف الجسم ونقص السوائل من أبرز أسباب انخفاض ضغط الدم، وذلك نتيجة لفقدان الجسم للسوائل بسبب التقيؤ أو الإسهال أو البول بكميات كبيرة. يؤدي هذا النقص في السوائل إلى انخفاض الحجم الدموي وبالتالي انخفاض ضغط الدم، كما يؤدي إلى تضيق الشرايين ومن ثم انخفاض تدفق الدم في الجسم. ولاشك أن الجفاف يتسبب في عدة مشاكل صحية أخرى، لذلك يجب الحرص على تناول كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى لتفادي الإصابة بهذا المرض، ومن المهم الالتفات إلى شرب السوائل خلال شهر رمضان لتفادي الجفاف والتعرض لانخفاض ضغط الدم.
دخول العدوى في الجسم وتأثيرها على ضغط الدم
يُعد دخول العدوى في الجسم واحد من أسباب انخفاض ضغط الدم. ويُمكن أن تتسبب العدوى الناتجة عن الأمراض المعوية، أو الكلى، أو الجهاز التنفسي في هبوط في ضغط الدم. فعندما تصاب الجسم بالعدوى، يتم تقليل كمية الدم في الأوعية الدموية، وهذا يؤدي لانخفاض ضغط الدم. وفي حالة انخفاض الضغط بسبب العدوى، ينصح المرضى بتناول الكثير من السوائل والراحة الكافية للمساعدة في علاج العدوى. بالإضافة إلى ذلك، ينصح المريض بمراجعة الطبيب المختص لتقديم العلاج المناسب الذي يساعد في تحسين حالته وتحسين ضغط الدم.
التحسس وأشكال صدمة الحساسية وتأثيرها على ضغط الدم
يعد التحسس وأشكال صدمة الحساسية من أسباب انخفاض ضغط الدم المهمة والتي نحتاج إلى الاهتمام بها. فالتفاعلات الحساسية الشديدة يمكن أن تؤدي إلى صدمة حساسية، التي تصاحبها عدة أعراض منها انخفاض حاد في ضغط الدم والصداع وتسارع ضربات القلب. ويتسبب ذلك في فقدان الوعي وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى وفاة المريض. للوقاية من هذه الأعراض يجب على المصاب بحساسية الانتباه لأشارات الإصابة بصدمة حساسية وضرورة تناول العلاج المناسب وإجراءات الوقاية. كما ينبغي تجنب المواد المحتملة فيها كونها مثيرة للحساسية وتجنب الإصابة بالعدوى المزمنة أو التأكد من علاجها على الفور، واستشارة الطبيب في حال الشك في الإصابة بحساسية.
هبوط الضغط بعد الأكل وأسبابه
يحدث هبوط ضغط الدم بعد الأكل عندما ينخفض ضغط الدم بشكل كبير بعد تناول وجبة الطعام، وقد يتعلق ذلك ببعض الأسباب المذكورة سابقًا. باختصار، عند تحول دم الجسم لإمداد الجهاز الهضمي بالطاقة لتمهيد الأكل، تحدث زيادة في حجم الأوعية الدموية بالجهاز الهضمي مما يؤدي إلى تدفق كمية أقل من الدم إلى الدماغ والأطراف وبالتالي يحدث هبوط ضغط الدم. ونذكر أن هذا النوع من هبوط ضغط الدم شائع بين كبار السن وتعد الأسباب الوراثية والعوامل الخطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم والنظام الغذائي غير الصحي وقلة النوم وعدم الحركة وسوء التغذية من بين أسبابه. يمكن أيضا تجنب هبوط ضغط الدم بعد الأكل بتناول وجبات صغيرة وتقليل الدهون والملح والكافيين وشرب كميات كافية من الماء.
العوامل الوراثية وتأثيرها على ضغط الدم
تؤثر العوامل الوراثية على ضغط الدم في بعض الأحيان ويمكن أن تسبب انخفاض ضغط الدم. ومن المعروف أن هذا النوع من انخفاض ضغط الدم يمكن أن يؤثر على الأطفال، خاصة الإناث، إذا كان أحد الوالدين يعاني من هذه المشكلة. ويمكن للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الوراثي أيضًا أن يعانوا من انخفاض ضغط الدم، حيث يجدون صعوبة في الحفاظ على ضغط الدم المستقر. ومن المهم الاستشارة الطبية في حالات العوامل الوراثية التي يمكن أن تؤثر على ضغط الدم، لأن الوقاية أفضل من العلاج، ويمكن للأطباء تقديم المشورة للأفراد حول كيفية تقليل خطر الإصابة بمشاكل ضغط الدم في المستقبل.
أسباب انخفاض ضغط الدم والجلوس لوقت طويل في السرير
يعد الجلوس في السرير لفترات طويلة أحد الأسباب المؤدية إلى انخفاض ضغط الدم. يعمل الجسم على تعويض الفقد الدموي عند الانتقال إلى وضعية الوقوف، ولكن الجلوس الطويل يعيق هذه الآلية، مما يتسبب في هبوط ضغط الدم وظهور أعراضه المزعجة. لتجنب هذه المشكلة، يجب تغيير وضعية الجلوس بين الفترات الطويلة، والقيام بتمارين بسيطة لزيادة تدفق الدم والحفاظ على ضغط الدم المستقر. كما ينصح باستشارة الطبيب في حال استمرار هبوط الضغط أثناء الجلوس في السرير بشكل ملحوظ.
أمراض القلب وتصلب الشرايين وتأثيرها على ضغط الدم
تُعد أمراض القلب وتصلب الشرايين من بين الأسباب الشائعة لانخفاض ضغط الدم. يمكن أن تُعطي تلك الأمراض صدمة للدماغ وللأعضاء الأخرى، ويؤدي ذلك إلى انخفاض الضغط. فإذا كانت الشرايين متصلّبة، فستصعب على القلب ضخ الدم بقوة كافية، وهذا يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. يتأثر ضغط الدم أيضًا بأمراض القلب، فخلافًا لعقلية شائعة فإن القلب الضعيف وظيفيًا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عن طريق نقله إلى الكلى والجهاز العصبي. لحسن الحظ، يمكن التحكم في بعض عوامل الخطورة المرتبطة بامراض القلب وتصلب الشرايين مثل التدخين والغذاء المشبع للحد من الأثر السلبي على ضغط الدم.
ماذا نأكل عند انخفاض الضغط
عندما يشعر شخص ما بانخفاض ضغط الدم، فإن الطعام الذي يتناوله يمكن أن يساعد في تحسين حالته. يفضل تناول وجبات صغيرة ومتكررة خلال اليوم، والتركيز على الأطعمة الغنية بالكاربوهيدرات التي تساعد على رفع مستوى السكر في الدم، مثل الفواكه والحبوب الكاملة والخضروات. كما يُنصح بتناول الأغذية الغنية بالأملاح والمعادن مثل الشوربات الدافئة والملح، والأطعمة الغنية بفيتامين بي، مثل الأسماك والبيض واللحوم الخفيفة. يجب تجنب تناول الأطعمة الثقيلة والدهنية، وتجنب الصيام لفترات طويلة، حيث يمكن أن يزيد ذلك من احتمالية الإصابة بانخفاض ضغط الدم.
أعراض انخفاض ضغط الدم
يعتبر انخفاض ضغط الدم من الأمور المزعجة والمؤرقة للكثير من الأشخاص، حيث يصاحبه العديد من الأعراض التي تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير. تشمل هذه الأعراض الدوخة وفقدان التوازن، والشعور بالضعف والإرهاق الشديد، وتشنجات العضلات، والصداع، والتعب الشديد. كما يمكن أن يصاحب انخفاض ضغط الدم حدوث إغماء أو فقدان الوعي، حالات الصدمة الإنتانية، والتي تتطلب العلاج الفوري. لهذا، يجب على الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم اتباع الإرشادات الطبية وتناول الأطعمة الغنية بالملح والسوائل بشكل منتظم، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وذلك للحفاظ على صحتهم ومنع تفاقم مشاكل الضغط الدم.
