اسباب قرحة الرحم
ترتبط زيادة مستويات هرمون الإستروجين بظهور قرحة عنق الرحم بسبب تفاعل الأنسجة هناك مع هذا الهرمون بشكل مفرط. تؤدي هذه الزيادة إلى نمو وتحول غير طبيعي في خلايا الطبقة السطحية لعنق الرحم، مما يؤدي إلى تكون هذه القرحات.
تظهر قرحة عنق الرحم في الفترات التي يكون فيها تركيز هرمون الإستروجين مرتفعًا، مثل:
– خلال فترة المراهقة حيث تكون الهرمونات في تغير مستمر.
– أثناء الحمل بسبب تغييرات هرمونية كبيرة.
– عند استخدام أدوية منع الحمل الهرمونية، خصوصًا تلك التي تحتوي على ميدروكسي بروجسترون أسيتات.
– في أثناء مرحلة التبويض من سنوات الطمث حيث تكون مستويات الهرمونات مرتفعة بشكل خاص.
كما قد تظهر قرحة عنق الرحم كحالة خلقية تنتج عن تعرض الجنين لهرمونات الأم خلال المراحل المتأخرة من الحمل وبعد الولادة بشهر، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة نشاط غدد معينة داخل عنق الرحم.
اعراض قرحة عنق الرحم
عند إصابة النساء بقرحة عنق الرحم، غالباً ما تكون بدون أعراض واضحة، مما يجعل الحالة غير ملحوظة إلا من خلال الفحوصات الطبية المتخصصة. وفي حالات نادرة، قد تظهر بعض العلامات التي تشير إلى وجود هذه القرحة، وتتضمن هذه العلامات:
– إفرازات مهبلية ذات لون أصفر.
– نزيف غير معتاد يحدث خارج أوقات الدورة الشهرية أو أثناء النشاط البدني الشاق كالجري أو ركوب الخيل.
– زيادة عدد مرات التبول.
– الشعور بألم في منطقة الحوض أو البطن.
– ظهور الحمى.
هذه الأعراض قد تكون مؤشراً للمرأة بأنها بحاجة لزيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة.
كيف يتم تشخيص قرحة عنق الرحم؟
لتحديد وجود قرحة عنق الرحم، يستخدم الأطباء عدة أساليب فحص متنوعة. منها:
– إجراء فحص المسحة، حيث يقوم الطبيب بجمع خلايا من عنق الرحم لفحصها مخبريًّا.
– إجراء الخزعة، وهي عملية يتم فيها أخذ جزء صغير من نسيج عنق الرحم لتحليله بدقة.
– استخدام تنظير المهبل، وهو فحص يستخدم جهاز خاص للنظر داخل المهبل وعنق الرحم.
– إجراء فحص الحوض، وخلاله قد يشعر المريض ببعض الألم أو يلاحظ نزيف خفيف بعد الفحص.
هذه الطرق تساعد في تقييم الحالة بدقة واختيار أنسب العلاجات.
مضاعفات قرحة عنق الرحم
في كثير من الحالات، تكون قرحة عنق الرحم مجرد مشكلة طفيفة وليست خطيرة، حيث إنها لا تتسبب في أي مضاعفات خطيرة، أو تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، كما أنها لا تشكل خطرًا على الجنين خلال الحمل.
ومع ذلك، من الضروري الانتباه لبعض العلامات التي قد تستدعي الفحص الطبي، مثل النزيف في غير أوقات الدورة الشهرية أو زيادة كمية الإفرازات المهبلية، للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى قد تكون أكثر خطورة مثل سرطان عنق الرحم.
العلاجات المتبعة لعلاج قرحة عنق الرحم قد تتسبب أحيانًا في ظهور بعض الأعراض الجانبية المؤقتة، والتي عادة ما تزول من تلقاء نفسها بعد فترة قصيرة، وتشمل هذه الأعراض:
– نزيف مهبلي بسيط.
– التهاب أو تهيج في المنطقة المهبلية.
– إفرازات مهبلية قليلة.
– ألم في منطقة الحوض يمكن أن يكون مشابهًا لألم الدورة الشهرية.
علاج قرحة الرحم
عادة ما تشفى قرحة عنق الرحم من دون تدخل طبي، ولكن في حالات معينة كالشعور بألم ملحوظ أو التعرض لنزيف لا يتوقف، قد تحتاج المرأة إلى زيارة الطبيب لاستشارته والحصول على العلاج الملائم.
يُنفذ العلاج في مكتب الطبيب نفسه، ويمكن للمرأة أن تغادر العيادة عقب انتهاء الإجراء الطبي، حيث تستطيع أن تواصل نشاطها اليومي بشكل عادي. هناك عدة طرق لعلاج هذه القرحة، تتيح للمريضة خيارات متنوعة اعتماداً على حالتها الصحية.
1. الكي الحراري
في بعض العلاجات الطبية، يقوم الأطباء بتطبيق تقنية يتم من خلالها استخدام جهاز دقيق يولد حرارة مركزة. هذه الحرارة تعمل على تدمير الخلايا التي تسبب مشاكل صحية بحيث تُحرق هذه الخلايا وتُغلق. من الممكن إعطاء المريض بعض أنواع التخدير لتقليل الإحساس بالألم خلال هذه الإجراءات.
2. الكي بالتبريد
في هذا العلاج، يستعين الطبيب بأداة مبردة بغاز ثاني أكسيد الكربون لتجميد المنطقة المهبلية، مما يجعل العملية آمنة وفعالة خصوصًا في حالات الإفرازات المفرطة.
3. العلاج بالليزر
يستخدم شعاع من ليزر ثاني أكسيد الكربون في معالجة المنطقة المهبلية، حيث يُجرى الإجراء دون الحاجة إلى التخدير سواء العام أو الموضعي. تتميز هذه الطريقة بدقتها العالية وعدم إحداألم للمريض، بالإضافة إلى سرعة التعافي بعدها.
الوقاية من الإصابة بقرحة عنق الرحم
للحفاظ على صحة عنق الرحم وتجنب التعرض للقرحة، من الضروري اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية:
– من المهم التعامل مع أي التهابات مهبلية فور ظهورها عن طريق التشخيص المبكر وتلقي العلاج المناسب.
– يجب الحرص على النظافة الشخصية الدقيقة والمستمرة.
– ينصح بتجنب استخدام الدوش المهبلي الكيميائي بشكل مفرط.
– كما أن إجراء فحوصات منتظمة لعنق الرحم وأخذ مسحة منه كل سنتين يعتبر طريقة فعالة للتقصي المبكر عن أي مشاكل صحية، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، وهو ما يساهم في الوقاية منها.