أنسداد الأمعاء هو مشكلة صحية شائعة تؤثر على الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ويتميز هذا المرض بانسداد حاد في الأمعاء، مما يؤدي إلى صعوبة في عملية الهضم وامتصاص الغذاء، مما يسبب أعراضًا مؤلمة وغير مستقرة للجسم. وهو ينتج عن عدة عوامل وأسباب، بما في ذلك ضغط داخلي شديد أو التهابات وحصى في الأحشاء. سنقدم لك في هذه المقالة كافة المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها حول أنسداد الأمعاء، بالإضافة إلى كيفية التشخيص والعلاج.
مسببات انسداد الأمعاء
من المعروف أن انسداد الأمعاء يحدث بسبب عدة أسباب، وتعتمد الأسباب على عمر الشخص وموضع الانسداد. بعض أسباب انسداد الأمعاء تنجم عن وجود عيوب خلقية، والتي تحدث عند حديثي الولادة والرُضَّع. كما يمكن أن تحدث الانسدادات بسبب العمليات الجراحية السابقة، أو تراكم البراز. قد يؤدي داء كرون والتهاب التفاف جزء من الأمعاء إلى حدوث انسداد معوي. لذلك، من الأهمية بمكان الوقاية من هذا المرض ومعرفة أسبابه المختلفة.
كيف يتم التشخيص؟
يتطلب تشخيص انسداد الأمعاء الفحص البدني الذي يتم عادةً من قبل طبيب الجهاز الهضمي، حيث يحدّد الطبيب ما إذا كانت هناك علامات على الأعراض المرتبطة بالانسداد المعوي. يشبه الألم الناتج عن تشنجات الأمعاء الألم الناجم عن التهاب المعدة أو القرحة الهضمية، ويمكن أن يكون متواصلاً أو متقطعًا. وعلاوةً على ذلك، يمكن أن يشمل التشخيص فحص بالأشعة السينية أو تصوير الأمعاء عن طريق المنظار الدَّاخلي للتأكد من وجود انسداد معوي. وفي النهاية، يعتمد تحديد طريقة العلاج المناسب للانسداد المعوي على ما إذا كان سببه عوائق ميكانيكية أو وظيفية، ونوع الانسداد ومدى تطوره وفترة استمراره. لذا، من الضروري الاستعانة بالطبيب المختص لتشخيص الحالة وتحديد العلاج اللازم.
أعراض انسداد الأمعاء
تتضمن أعراض انسداد الأمعاء ألمًا وتشنجات في البطن، ونقصًا في الشهية، وغثيانًا، وانتفاخًا في البطن، والشعور بعدم الراحة في البطن، ووجعًا في البطن. تتفاوت حدة الأعراض حسب نوع الانسداد المعوي، لكن الألم في البطن هو الأكثر شيوعًا. قد يتوقف الألم والتشنجات لبعض الوقت ويعود بشكل مستمر في المستقبل. إذا كان هناك انسداد معوي كامل، فسيتم لاحظ ارتفاع الضغط داخل الأمعاء، وزيادة في الانتفاخ، وعدم القدرة على التبرز أو التغوط، وهذا يتطلب عناية طبية عاجلة.
الألم في البطن وتشنجاته
في حالة انسداد الأمعاء، تشعر الشخص بألم حاد في البطن يمتد عادةً من منطقة السُرة إلى المنطقة السفلية. يمكن أن يتسبب الألم في تقلصات شديدة وتشنج في البطن، كما يمكن أيضًا أن يتغير شكل البطن ويصبح منتفخًا. يمكن أن يزداد الألم مع تقدم الوقت وقد يزداد بعد الأكل أو الشرب. يحدث ذلك بسبب تراكم المواد العالقة في الأمعاء ومنع حركتها الطبيعية، مما يجعل الأمعاء تتمدد ويحدث الألم. قد يشعر المريض بأعراض أخرى مثل التقيؤ والإمساك وقلة الشهية وعدم القدرة على تمرير البراز. يجب على المريض البحث عن العلاج الطبي في أسرع وقت ممكن إذا شعر بهذه الأعراض.
انسداد الأمعاء الجزئي والكامل
يحدث انسداد الأمعاء الجزئي والكامل عندما يحدث توقف أو بطء في حركة محتويات الأمعاء بشكل كامل أو جزئي. يختلف الانسداد في الأمعاء الجزئي عن الانسداد في الأمعاء الكامل، حيث يتعلق الأول بامتلاء جزئي في منطقة معينة من الأمعاء، في حين يشير الثاني إلى أنه يتم امتلاء الأمعاء بالكامل بالمادة الصلبة أو السائلة. تختلف أعراض الانسداد بشكل كبير اعتمادًا على شدته ونوعه، ويمكن استخدام الرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية لتشخيص الانسداد في الأمعاء. يتطلب علاج الانسداد الكامل الجراحة العاجلة، في حين يمكن استخدام العلاجات المحافظة للتعامل مع الانسداد الجزئي. على الرغم من أن انسداد الأمعاء الجزئي غير خطير في بعض الحالات، إلا أنه يمكن أن يكون مدخلاً لانسداد كامل يتطلب العلاج الفوري.
كيف نعالج انسداد الأمعاء؟
عندما يتعرض الشخص لحالة انسداد الأمعاء، يحتاج إلى علاج فوري ورعاية طبية مستمرة. ومن أساليب العلاج التي يمكن استخدامها في علاج انسداد الأمعاء: تمرير أنبوب خاص عبر الأنف وصولاً إلى المعدة والأمعاء، وتعويض الجسم بالسوائل عن طريق الوريد أو استخدام أنبوب صغير يتم تمريره إلى المعدة، وشفط إفرازات الجهاز الهضمي، وفي بعض الأحيان قد يستخدم المنظار الدَّاخلي لإزالة الانسداد. يعتمد علاج انسداد الأمعاء على نوع الانسداد وسببه ودرجة شدته، ويجب الذهاب إلى المستشفى فورًا وتجنب محاولات العلاج في المنزل. وبشكل عام، يمكن اتباع نظام غذائي خاص لتحسين الوضع الصحي لمرضى انسداد الأمعاء.
المضاعفات المحتملة لانسداد الأمعاء
يتسبب انسداد الأمعاء في مضاعفات صحية خطيرة، كما أن طول الوقت الذي يستغرقه الانسداد وحجم المسدود في الأمعاء يؤثران على خطورته. من بين المضاعفات المحتملة لانسداد الأمعاء تتضمن التهاب الأمعاء، والتلف العضوي، والغيبوبة، وخطر النزيف الداخلي. وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي انسداد الأمعاء إلى تلف الأمعاء وحدوث عدوى. يجب أن ينصح المصابون بالتوجه فورًا إلى الطبيب إذا لاحظوا أي علامة على انسداد الأمعاء لتجنب المضاعفات الخطيرة.
التغذية خلال علاج انسداد الأمعاء
يعتبر النظام الغذائي جزءًا هامًا لعلاج انسداد الأمعاء، وخاصة في مرحلة التعافي بعد العملية الجراحية. ينصح المرضى بتناول الأطعمة الخفيفة والطرية في البداية، مثل الحساء والعصائر، وتدريجياً يمكن إضافة الخضروات المسلوقة والفواكه المهروسة إلى النظام الغذائي. ويجب الابتعاد عن الأطعمة الحارة والدهنية والتي تحتوي على الألياف العالية. كما ينصح بتناول الأطعمة في أجزاء صغيرة وببطء لتسهيل عملية الهضم وتجنب انتفاخ البطن. وعليهم شرب الكثير من الماء والسوائل الفعالة لمساعدة في تسهيل الحركة المعوية وتجنب الإمساك الذي قد يزيد من ضغط الأمعاء. يجب استشارة الطبيب المعالج قبل البدء في أي تغييرات في النظام الغذائي أثناء فترة العلاج.
الوقاية من انسداد الأمعاء
يُعَدُّ اتِّبَاعُ نمط حياةٍ صحِّيٍّ وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من الطرق الفعَّالة في الوقاية من انسداد الأمعاء. ينصح الأطباء بمُمارسة التمارين الرياضية لمدَّة 30 دقيقة في اليوم على الأقل، و كذلك الحركة اليومية حتى وإن كانت خفيفة. كما ينبغي تجنب بعض الأطعمة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك وبالتالي الاصابة بانسداد الامعاء. ومن بين الأمور الأخرى التي يمكن القيام بها للحفاظ على الأمعاء سليمةً هو تناول كمياتٍ كافيةٍ من الماء والألياف الغذائية. ويجب تجنب تناول الأطعمة الدسمة والمقلية التي تضيق على عضلات المعدة والأمعاء. إنَّ الوقاية من انسداد الأمعاء هي الطريق الأفضل لتفادي المشاكل الصحية الجديدة وضمان استمرار سلامة الجسم. لذلك ينبغي على المرء الاهتمام بصحته العامة وتنظيم النظام الغذائي وممارسة النشاط الرياضي بانتظام.
إجراءات الرعاية المنزلية لمرضى انسداد الأمعاء
عند تشخيص حالة الانسداد الأمعاء، يحتاج المريض إلى الرعاية الطبية اللازمة. ولكن بعد العلاج الطبي المناسب، يمكن أن يتم العناية بالمريض في المنزل. يجب تفادي تناول الطعام الثقيل والحافل بالدهون، والتركيز على تناول الأطعمة الخفيفة والهضمية. كما يجب الحرص على تناول الكثير من السوائل والمشروبات حتى لا يحصل التشنج في الأمعاء وتصبح الحالة أسوأ. كما يجب الابتعاد عن التدخين والأكل السريع من أجل الحفاظ على الصحة العامة. كما يمكن تحسين الأعراض من خلال الراحة والاسترخاء والمشي الهادئ. المراقبة الدقيقة للأعراض وللصحة العامة يمكن أن تساعد على تحسين الحالة والتخفيف من آلام المريض.
علاج انسداد الأمعاء في المنزل
يمكن لبعض المرضى علاج انسداد الأمعاء في المنزل بإجراء بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن تنفيذها بدون الذهاب إلى طبيب. يمكن البدء بتغيير نظام الغذاء وتناول الأطعمة القليلة الدهون والخالية من الألياف الغذائية. كما يمكن تناول بعض الأدوية الموصوفة من الطبيب لتخفيف الأعراض. بجانب ذلك، يمكن استخدام العلاج الطبيعي مثل وضع كيس زيت الخروع الساخن على البطن، أو التفاف جزء من الأمعاء. ومع ذلك، يجب على المرضى عدم تأخير زيارة الطبيب في حال استمرار ظهور الأعراض أو تفاقمها، والاستمرار في العلاج الذي يحدده الطبيب.
كيف يكتشف انسداد الأمعاء
يعتبر الكشف عن انسداد الأمعاء مرحلة هامة في علاجه، ويتم ذلك عبر فحص بدني الأعراض المحتملة، مثل الألم في البطن وتشنجاته وصعوبة في التقبل للطعام والغثيان والإسهال أو الإمساك. كما يتم إجراء تحليل الدم الكامل وأشعة الأمعاء الباريوم وفحص الأمعاء بالناظور. ويتم علاج انسداد الأمعاء عن طريق دعم المريض بسوائل الوريد والتهابات والعلاج الجراحي اللازم حسب حالة المريض. سد الأمعاء للمريض يمكن أن يكون خطيرًا جدًا إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، لذلك يجب علينا الانتباه لأي علامة تشير إلى احتمال انسداد الأمعاء والتوجه إلى الطبيب فورًا.
هل عملية انسداد الأمعاء خطيرة
عادةً ما يعتبر انسداد الأمعاء حالة خطيرة تحتاج إلى علاج عاجل. فإذا تراكمت الطعام والسوائل والغازات خلف موقع الانسداد، فقد يزداد الضغط في الأمعاء، مما يتسبب بتمزقها وانتشار العدوى في الجسم. كما أن انسداد الأمعاء يمكن أن يسبب اضطرابات خطيرة بحركة الأمعاء، مما يؤدي إلى الإسهال الجزئي أو الإمساك الشديد. وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان يمكن معالجة الانسداد بواسطة الأدوية أو التغير في النظام الغذائي، إلا أن الوقت هو العنصر الرئيسي في علاج هذه الحالة، فإذا تم التأخير في العلاج، فإن ذلك يزيد من خطورة المضاعفات المحتملة. لذلك، في حالة الاشتباه بحدوث انسداد الأمعاء، يجب التوجه إلى الطبيب الفوراً للحصول على العلاج اللازم.
كم تستغرق عملية انسداد الأمعاء
تستغرق عملية انسداد الأمعاء مدة مابين ساعة إلى أربع ساعات وغالبًا ما يتم ترك المريض في المشفى لمدة تتراوح بين خمسة إلى عشرة أيام. عملية انسداد الأمعاء من الإجراءات الطبية البسيطة التي لا تتطلب الكثير من الوقت ويمكنها أن تجرى بسهولة. تختلف مدة العملية وفقًا للحالة الصحية لكل شخص، فقد يستغرق بعض المرضى المزيد من الوقت بناءً على حالتهم الصحية. ولا تزال العملية تشكل خطرًا على الحالة الصحية للمريض، ولذلك يجب عليه الامتناع عن الأكل والشرب لمدة بعد العملية لأخذ الوقت الكافي لاستعادة عافيته.
نظام غذائي لمرضى انسداد الأمعاء
يتطلب علاج انسداد الأمعاء نظام غذائي خاص، يلائم هذا المرض الذي يعاني منه الشخص. يفضل تناول الأطعمة الناعمة والهريسة والمرطبة، وتجنب الأطعمة الصعبة والجافّة، والتي تحتوي على الألياف بكميات كبيرة مثل الحبوب والخضروات الصليبية. يُفضّل تناول الطعام بصورة متقطعة، بدلاً من تناول وجبات كبيرة وعدة. كما يجب تجنب المشروبات الكحولية والمنبهة، والتي يمكن أن تزيد من حركة الأمعاء وتفاقم الأعراض. ينصح بشرب الكثير من الماء والسوائل الخفيفة، حيث أنها تساعد على الإبقاء على الأمعاء مرطبة وتساعد في إزالة السموم. يجب الإنتباه إلى أي تغيرات في الحالة الصحية، والتواصل مع الطبيب لضمان استمرار العلاج بالشكل الصحيح.
