قصيدة ابن الرومي لسليمان

Mostafa Ahmed
اسالة وحلول
Mostafa Ahmed5 فبراير 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة

قصيدة ابن الرومي لسليمان

الاجابة هي:

أبو سليمان لا تُرضَى طريقتُهُ

لا في غناء ولا تعليم صبيانِ

شيخٌ إذا عَلَّمَ الصِّبيان أفزعهم

كأنه أمُّ صبيانٍ وغيلان

وإن تغنَّي فسلحٌ جاء منبثقاً

في لونِ خلقتِه من سَلحِ سكران

له إذا جاوَب الطنبورَ محتفلاً

صوتٌ بمصر وضربٌ في خراسان

عواء كلب على أوتارِ مندفةٍ

في قُبحِ قردٍ وفي استكبار هامانِ

وتحسبُ العينُ فكّيه إذا اختلفا

عند التنغم فكَّي بغلِ طحان

لاحظْ لهازِمَهُ واضحكْ مُسارقةً

فإنه عبرةٌ ما إن لها ثاني

وأقذرُ الناس أسناناً وأطفَسُهم

وأشبه الناسِ أخلاقاً بإنسان

عربيدةٌ صلفٌ بالنّقل منصرفٌ

في كُمِّهِ أبداً آثار رُمّان

واللوزُ لا فارقته لوزتا ورمٍ

فشرطه منه عند الشَّرْب ريعان

نُقلٌ ونفلٌ إلى نبتٍ لهُ وضِرٍ

كأنه منه في حانوت سمَّان

وإن سألنا ابنه ماذا أتاك به

أبوك قال لنا إكرارُ حرمان

هيهاتَ هيهاتَ ما من طامع أبدا

في زادِ زُهْمانَ إلا بطنُ زُهمانِ

وأضربُ الناس في قومٍ بجائحة

شُؤماً وأكثر من عمرو بن دهمان

وإن رأى حيةً تهتزُّ في ركَبٍ

هوى لها بعصا موسى بن عمران

لا بل بكوَّةِ وثَّابٍ بكُوَّته

بلّاعةٍ كل تنِّينٍ وثعبان

أبصرتُه ساجداً للأير مبتهلاً

فقلتُ أعظمتَ كفراً بعد إيمانِ

فقال قد سجدتْ قبلي ملائكةٌ

لمن سوى اللَّهِ دعوى ذاتَ برهانِ

فقلت ذاك أجلُّ الخلقِ كلهمُ

أبوك آدم هل هذان سيان

فقال آدمُ إنسانٌ وإن عظُمت

زُلفاهُ والأيرُ أيضاً بعضُ إنسان

نهى الكتابُ عن الأوثان نعبدها

وما الأيورُ إذا قامتْ بأوثان

ما جاء في الأير نهيٌ عن عبادتهِ

لا في زَبورٍ ولا تنزيل فُرقان

فامنح مَلامَك مَنْ صَلَّى إلى وثنٍ

وامنع ملامك من صَلَّى لجرذان

يا لهفَ نفسي ولهف الناس كُلِّهمُ

على سليمانَ مُخزي كلِّ شيطان

لو كان حياً لهاب الجنُّ سطوتَه

وما تعاتوا عليه بعد إذعان

أبو سليمان شيطانٌ وكنيته

أبو سليمان أَمْناً من سليمان

خبَّرتُه أن رأس الأيرِ فيشلةٌ

فقال كلا ولكن رأسُ خاقان

إن يُشْقني اللَّه بعد المحسنينَ به

فكم شقيتُ بحُسنٍ بعد بُستان

كان ابن الرومي شاعرًا من أصل روماني عاش في بغداد خلال القرن التاسع.
ويصنفه النقاد على أنه ينتمي لطبقة المتنبي وبشار بن برد.
اشتهرت قصيدته في سليمان بن الأخفش بمحتواها الساخر العميق واكتسبته شهرة كبيرة.
القصيدة تتحدث عن حياة وأزمنة ابن الأخفش الذي كان معاصراً لابن الرومي.
يهدف ابن الرومي من خلال كلماته إلى إبراز المظالم التي يواجهها ابن الأخفش وكيف كان عليه أن يلجأ إلى الغناء وتعليم الأولاد لتغطية نفقاتهم.
كما تحدث عن الوحدة التي يعاني منها ابن الأخفش وبقايا والدته التي تم التنقيب عنها.
بشكل عام، هذه القصيدة بمثابة تكريم لحياة ابن الأخفش وشهادة على قوة الشعر في نقل أعمق المشاعر.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.