كيف أراضي شخص زعلان مني برسالة؟

Mohamed Sheref
2023-08-17T09:56:25+00:00
كيف اراضي حبيبي
Mohamed Sherefالمُدقق اللغوي: Rana Ehab26 مارس 2022آخر تحديث : منذ 8 أشهر

إن كافة العلاقات الإنسانية لا تستمر على وتيرة واحدة، فإن كان هناك فرح، فلا بد أن يتواجد الحزن والزعل أيضاً، فليس الإنسان معصوماً عن الخطأ، ففي كثير من الأحيان نتعرض لسوء الفهم أو نطلق كلمات لا ندرك معناها إلا متأخراً، وبسبب هذه الكلمات قد نخسر من نحبهم، ومن الضروري أن نبادر بإصلاح هذه الأخطاء قبل أن تهدم علاقتنا بالآخرين بكافة السبل الممكنة.

<a href=
كيف أراضي شخص زعلان مني” width=”1200″ height=”743″ /> كيف أراضي شخص زعلان مني

ولعل البعض يتساءل عن الطريق الأمثل لمراضاة من تسببت في زعله، ولسوف نذكر بالتفصيل بعض النقاط التي عليك عزيزي القارئ أن تتحلى بها لكي تصلح ما تم إفساده، ومن أهم هذه النقاط التالي:

الشعور بالأسف

من الجدير بالذكر أن الود يصلحه الآسف والشعور بالذنب، لذا عليك أن تبادر بتقديم الاعتذار للطرف الآخر، وتوضح له سوء الفهم الذي طغى على علاقتك به، وذلك من خلال النقاش الهادئ والإنصات الجيد لوجهة نظره وعدم علو الصوت، والتركيز في المسائل التي تدفع الشريك للزعل منك، ومن ثم تجنب السقوط فيها مرة أخرى.

ويذهب البعض إلى أهمية أن يكون هناك متسع من الوقت قبل تقديم الاعتذار، فلا تجعل التسرع سيد قرارك بل الفطنة في التمهل والهدوء.

الذكريات والأحداث الهامة

من الوسائل الناجحة في مراضاة شخص زعلان منك، أن تذكره بالأحداث الهامة والصعاب التي تم تجاوزها سوياً، وكذلك الذكريات التي تكونت بينكما، ومن شأن ذلك أن يعيد للعلاقة الصفاء والثقة من جديد، فليست الحياة قائمة على الأفراح فحسب، بل والأحزان أيضاً، ومن خلال تذكر الفرح، يمكن تجاوز الحزن، والعودة من جديد دون أن يحمل أي طرف للآخر البغضاء.

التقدير والاحترام

إن تقدير من تحب لهو العامل الرئيسي في إعادة ما تم سلبه منك، ولذلك عليك في كل مناسبة أن توضح لمن تحب مدى تقديرك وإخلاصك له، ولا تترك مناسبة إلا وتعلو من شأنه وتفتخر به أمام الجميع، ومن الصواب أن تدعمه في كل قرار وتأخذ بيده نحو الطريق الصحيح، وتكون مرشده إذا ما اشتدت المحن، فالاحترام المتبادل هو السبيل لبناء رابطة قوية تربط بينكما.

فإذا شعر من تحبه بأنك تحترم رغباته وتقدر أولوياته، فلن يرفض أبداً اعتذارك له، بل سيبادرك بالصلح ويقف خلفك في كل قرار تتخذه، أما إذا كنت تقدم له الغالي والنفيس دون التقدير اللازم، فلن تجد منه سوى الرفض والخوف.

مواجهة الذات

يرى علماء النفس أن مواجهة الذات هو الأساس لبناء شخصية صلبة تستطيع الاستفادة من نقاط القوة وترميم نقاط الضعف وتعديلها نحو الأفضل، فعندما يواجه الإنسان نفسه، يستطيع الإطلاع على عيوبها ونواقصها، ومن ثم العمل على اكسابها الخصال الحميدة وترك ما هو مذموم، فإن لم تكن تفهم نفسك، فلن تسطيع فهم الآخرين، وهذا من شأنه أن يسبب لك المتاعب مع الآخر.

فإذا حصل خلاف بينك وبين من تحبه، يجب عليك أن تفهم سبب الخلاف جيداً، وتبحث عن الدوافع التي أدت لهذا الأمر، ومن ثم تبدأ بمصارحة ذاتك ومواجهتها لكي لا يتكرر هذا الخطأ من جديد.

إلقاء النكات

يذهب البعض إلى القول بأن النكات وروح الدعابة تلطف الأجواء، وتدخل على القلب نوع من البهجة، لذا لا تتردد في أن تسعد شريكك بالقول والعمل، كما أن ذكر بعض الذكريات المضحكة بينكما وسيلة جيدة لنسيان الزعل وتجاوز الأخطاء، ولعلنا نجد في بعض الحالات أن النكتة لها سلطة كبيرة على القلوب، فهي قادرة على إذابة الجليد والجمود الذي يصيب العلاقات.

المبادرة الخلاقة

كثير من الأشخاص الذين يسببون الحزن للآخرين، لا يستطيعون أن يبادروا بالقول الحسن أو الاعتذار، وهذا خطأ يقع فيه الأغلبية العظمى، حيث أن الصمت وترك الأمور تجري كما تشاء ليس صائباً لإعادة الثقة من جديد بين الطرفين، فإذا وجدت نفسك مخطئاً في حق من تحب، فعليك أن تبادر بالصلح، فعلى سبيل المثال:

إذا نشب حريق في بيتك، هل من الصواب أن تتركه ينطفئ؟ إذا كانت اجابتك نعم، فذلك يعني أن الحريق سوف يخمد بالتأكيد ولكن بعد أن يسلب منك من تحب، ومن ثم تصبح خسارتك فادحة، أما إذا أسرعت في اخماده، فذلك يعني أضرار أقل، ويمكن إصلاحها في وقت قياسي.

لغة الجسد

من الأساليب النفسية المدهشة في إرضاء من تحب أن تكون على إطلاع بلغة الجسد، هذه اللغة التي من شأنها أن تزيل كافة المشاكل عن طريقك، حيث أن النبرة الهادئة والانفتاح والابتسامة والمصافحة، كافة هذه الحركات البسيطة قادرة على جذب الطرف الآخر إليك، واسترداد الثقة من جديد، فقد يكون كلامك صحيح، ولكن الطريقة التي استخدمتها للتفوه بهذا الكلام خاطئة، ومن ثم لن يستمع إليك الطرف الآخر رغم أن ما قلته صحيح، وهذا يعني أن من الصواب أن تكون على دراية بلغة الجسد، فهي المفتاح الرئيسي للإقناع وكسب النقاط واستعادة ما هو ملكك.

وينطبق هذا الأمر أيضاً على علاقتك بالآخرين، فإذا كنت عصبياً في تناول الأمور أو مستبداً في إطلاق الأحكام والقرارات، فلن ينفعك ذلك في تحسين علاقاتك، بل سيكون سبباً في خسارة من تحب، ومن ثم عليك أن تتسم بالصبر والهدوء، وأن تكون نبرة صوتك ثابتة، وأن تقبل على الآخرين بصدر رحب وبيدٍ يطفو عليها الإحسان والود.

ولقد وضع بعض العلماء استراتيجيات وخطوات إذا اتبعها الإنسان بالشكل الصحيح، فسوف يستطيع أن يقلل من الأخطاء التي تتكرر بشكل دائماً وتعكر عليه صفو مزاجه، ومن هذه الخطوات الآتي:

الهدوء والإطلاع الجيد على أسباب المشكلة

وذلك يعني أن تأخذ نفساً عميقاً قبل أن تقحم نفسك في جدال قد يفقدك من تحب إلى الأبد، فإذا حدث خلاف بينكما، فعليك أن تهدأ قليلاً، ولا تتعجل في اتخاذ القرارات بل تبحث ملياً في السبب الرئيسي الذي أدى إلى هذا الخلاف.

التقييم والتقويم

من الضروري أن تقيم علاقتك بالشخص الذي تسببت في زعله، وأن تحدد درجة قرابته منك، ومدى حبك له، وإذا كان الخطأ من جانبك أم من ناحيته، كما يستحسن أن توضح لنفسك نوعية العلاقة التي تربطك به، فإذا توصلت إلى الإجابات الصحيحة، تأتي مرحلة التقويم والعلاج، وذلك من خلال تحديد الخطأ، ووضع الأسلوب الأمثل لمعالجته، والتفكير الجيد قبل النطق بالقرار الخاص بك.

استبدال الأدوار

أن تضع نفسك مكان الطرف الآخر من الحلول التي يشيد بها علماء النفس، فلكي تخرج بالحكم الصائب، عليك أولاً أن تضع نفسك مكان الآخرين في نفس الموقف والظروف، فقد ترى نفسك صالحاً وليس الخلل من جانبك، وذلك لأنك تنظر للأمور من ناحيتك، ولكن إذا جربت أن تضع نفسك مكان الطرف الآخر، فقد ترى الأمور بشكل أوسع، وتكتشف جوانب لم تكن واضحة من قبل.

فاستبدال الأدوار يوفر لك قدر من الموضوعية والحيادية في تناول الأحداث، ومن ثم يكون لديك قدر من الحكمة عند اختيار العلاج المناسب والفعال.

الربط بين السبب والنتيجة

لعل البعض يركز مع النتيجة دون الاهتمام بالسبب الرئيسي خلف هذه النتيجة، فإذا حدث خلاف بينك وبين من تحب، عليك أن لا تتوقف عند حدود هذا الخلاف بل أن تعود للأسباب الحقيقية التي أدت لهذا الخلاف، فكثير منا يصدر أحكاماً بناءاً على النتيجة وليس السبب، ويرجع ذلك إلى عدم رغبة كل طرف في أن يكون الخطأ من جانبه، وذلك بتبرير الأفعال السيئة، وإلقاء كامل العبء على الآخرين.

التحكم في المشاعر

لا تجعل عواطفك تطغو على الجانب العقلاني وخصوصاً إذا كنت السبب في زعل الحبيب منك، فالعاطفة أحياناً لا تمنحنا الحقيقة الكاملة، بل تضللنا عن رؤية الأحداث كما حصلت بالفعل، لذل كان من الضروري أن تتحلى بالفطنة والهدوء قبل أن تسلك أي طريق، كما أن التحكم في عواطفك يجعلك سيد نفسك ومرشدها للصواب.

وبعد ذكر هذه الخطوات العملية التي تعصم العقل عن الوقوع في الخطأ وتنكد عليه حياته، علينا أن نوضح أن الاعتذار ثقافة راقية حثت عليها كافة الأديان السماوية، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وكثير من الناس ينظر إلى الاعتذار على أنه ضعف، وهذا خطأ لا يغتفر، فالاعتذار سلوك حضاري ومهارة اجتماعية تزيد من الود والتقارب بين البشر، كما أنه خُلق إسلامي أصيل لتعميق الروابط وبناء الحضارات.

فمن تعاليم هذا الدين الحنيف ” لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه المسلم لأكثر من ثلاثة أيام ” ويكون الأجر مضاعفاً لمن يبادر بالصلح تاركاً خلفه الحقد والوساوس الشيطانية، فخير الناس من يبدأ بالسلام والصلح.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.