من شروط صحة الصلاة، من أركان الإسلام الخمسة أداء الصلاة والتي فرضت على كل مسلم وتمثل في خمس صلوات على مدار اليوم، والتي وضعت لها عدة شروط على المسلم مراعاتها حت تصح صلاته وتُقبل منه عند رب العالمين، وفي المقال التالي سنذكر العديد من شروط صحة الصلاة بالتفصيل، كما سنعرض شروط صحتها بالنسبة إلى المذهب الشافعي لذا فيجب متابعة القراءة لمعرفة المزيد.
مقدمة عن شروط صحة الصلاة
إن أول ما فُرض على المسلمين الموحدين أداء الصلاة مما يرمز إلى منزلتها الكبيرة فقال في كتابه العزيز (وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة واركعوا مع الراكعين)، فقد فرضها الله تعالى في السماوات العليا في حادثة الإسراء والمعراج وتعد الركن الثاني في الإسلام (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة) وقد أوصى بها النبي الكريم قبل وفاته فإنها أول ما يحاسب عليها العبد لذا يجب اتباع الشروط الواجبة لصحتها والتي عند الإخلال بأحد منها تبطل الصلاة.
فالشرط هو الذي لا يلزم من وجوده الشيء، ولكن عند غيابه وعدم وجوده انعدم الشيء، وشروط الصلاة هي ما تعتمد عليها صحة الصلاة فعد الإخلال بشرط فقدت الصلاة صحتها، وتوجد العديد من الشروط التي يجب مراعاتها وسنقوم بتوضيحها بالتفصيل في هذا المقال.
الصحة العقلية
من الشروط التي يجب توافرها لدى المسلم لصحة صلاته والأعمال التي يتقرب بها إلى الله أن يعي لما يقوم به وأن يمتلك صحة عقلية يدرك بها أحكام الدين وضرورة الأخذ بها، فلا تصح صلاة الكافر وممن لا عقل له أو من مخمور غائب عقله، ولا ممن دون سن التمييز، وذلك بشرط ألا يكون ذهاب العقل بفعل الشخص وإلا فقد وجب عليه القضاء.
باتجاه القبلة
على المسلم مراعاة استقبال القبلة عند التوجه لأداء فريضة الصلاة والتي تلزم لصحة صلاته، ولقد استدل أهل العلم على ذلك في قوله تعالى (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره)، فقبلة المسلمين هي الكعبة المشرفة وعلى المصلي التوجه نحوها في صلاته الفريضة أو النافلة.
ستر العورة
لقد أجمع أهل العلم على بطلان وفساد الصلاة عند إظهار العورة، فمن شروط الصحة سترها للرجل أو المرأة، ولقد انقسمت العورة للمصلي إلى أقسام منها:
- العورة المغلظة، والتي تتضمن البدن باستثناء الوجه والكفين بالنسبة للمرأة البالغة، وما بين تحت السرة حتى الركبة لمت بلغ عشر سنوات فما فوق.
- العورة المخففة، وهي القبل والدبر فقط وهي عورة الذكر من سبع إلى عشر سنوات.
الصلاة في الوقت المناسب
من شروط صحة الصلاة أدائها في أوقاتها التي حددت لها فقال تعالى (أن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)، ومن فاتته الصلاة وجب عليه قضاؤها فور تذكرها، ولقد جاءت أوقات الصلاة مفصلة في حديث جاء عن عبد الله بن عمرو عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (وقت الظهر إذا زالت الشمس، وكان ظل الرجل كطوله، وما لم يحضر العص، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس).
التمسك بسنة الصلاة
لم يكن التمسك بسنة الصلاة المفروضة شرط من شروط صحة الصلاة بالرغم من فضلها الكبير لمن قام بأدائها، فتارك السنة ليس عاصيا ولكنه غافل عن باب كبير من أبواب الخير وسيل من الحسنات، حيث إن أعظم الحسنات التي يحصل عليها العبد بأداء الفرائض على الوجه الذي أمر الله به وحثه النبي الكريم عليه وذلك لقوله تعالى (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه).
النية الصحيحة
إن النية من شروط صحة الصلاة التي بدونها بطلت، فمن صلى بلا نية فصلاته لا يُعتد بها، وجاء عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)، ولا حاجة للمسلم أن يتلفظ بها عند أداء الصلاة، ومن تلفظ بها فهم يتبع بدعة، فعلى المسلم أن يعقد العزم للصلاة في قلبه ويقوم بقول تكبيرة الإحرام ويبدأ في صلاته.
تلاوة القرآن
من الشروط والأركان التي تلزم لصحة الصلاة تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، فيجب قراءة الفاتحة في كل ركعة ولا تصح الصلاة في حال عدم قراءتها وجاء عن النبي الكريم في قوله (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، كما يمكن أن يزيد المصلي بعد الفاتحة بتلاوة بعض السور القصيرة، ومن لم يفعل فتكفيه الفاتحة.
شروط صحة الصلاة للأطفال
توجد بعض الشروط التي يجب مراعاتها حتى تصح صلاة الطفل والتي سنعرضها في التالي:
- الإسلام: فلا تجب الصلاة على غير المسلم فلابد أن يكون الطفل على الديانة الإسلامية وموحد بالله.
- وصول سن البلوغ: تجب الصلاة على الطفل الذي وصل إلى سن البلوغ، حيث جاء عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (رُفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم).
- سلامة السمع والبصر: فلا تصح صلاة الطفل الذي ولد فاقدا لحاستي السمع والبصر ولم يصل إلى سن التمييز، أما عند فقدهم بعد التمييز فإن الصلاة واجبة عليه لأنه مدرك لأحكام دينه.
- بلوغ الإسلام والدعوة: من عاش في مكان لم تصله الدعوة الإسلامية فلا تحب عليه الصلاة.
دخول الوقت من شروط الصلاة
من أهم شروط صحة الصلاة دخول الوقت، فالصلاة عبادة محددة بأوقات معينة ولا تصح خارج وقتها، فوقت الصلاة يبدأ بالأذان ويستمر حتى آذان الصلاة التالية، وعند التأخر عن أداء إحدى الصلوات وخرجت عن وقتها وبدأ وقت التي تليها يُعد قضاء وعلى المسلم قضاء الصلاة الفائتة عند تذكرها.
شروط صحة الصلاة عند الشافعية
وفق مذهب الشافعية تتمثل شروط صحة الصلاة في أربعة أقسام، وهذا على النحو التالي:
- الطهارة، والتي تعني تخلص المرء من النجاسة من حدث أصغر أو أكبر، حيث جاء في الحديث عن الرسول الكريم أنه قال (لا تقبل صلاة بغير طهر) فعلى المسلم أن يراعي طهارة بدنه وثيابه والمكان الذي يقيم به صلاته.
- دخول الوقت، لا تصح الصلاة إذا تم أدائها في غير وقتها وذلك في قوله تعالى (الصلاة إلى الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا).
- ستر العورة، فحتى تصح الصلاة يجب ستر ما يحرم إظهاره سواء للجل أو المرأة، فعند الرجل يجب ستر مل بين السرة والركبة، أما عورة النساء جسدها بالكامل عدا الوجه والكفين.
- استقبال القبلة، وحجة الشافعية في وجود استقبال القبلة لتصح الصلاة قوله تعالى (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره).
