هل القط يحرس السحر، العديد من الأشخاص يقوموا بتربية القطط في المنزل حيث أنها من الحيوانات الأليفة والتي يوجد منها أنواع كثيرة وأشكال عدة، ولكن يظن البعض أن هذه القطط يتمثل بها الشياطين والجن ولها علاقة بالسحر وتأتي يالخراب والفقر إلى البيت، فهل القط يحرس السحر حقا أم لا؟ هذا ما سنقوم باكتشافه والاجابة عليه من خلال مقالنا هذا باستعراض علامات القط الجني وآراء أهل الدين في ذلك وماذا كان يمثل القط عند أجدادنا الفراعنة.

هل القط يحرس السحر
القطط من الحيوانات التي يمكن أن يربيها الفرد في البيت ويستأنس بها، ويتعلق بها الأطفال والكبار كثيرا لكثرة أشكالها الجميلة وفراؤها، ولكن يشاع عليها الكثير من القصص والروايات من بعض الناس الذين يربطون وجودها بالشياطين والحسد والفأل السيئ وأنها تأتي بالفقر ويتمثل بها الجن، فهل القط يحرس السحر؟ من أكثر الأسئلة المحيرة للكثير منا وبعد البحث والمقارنة لا يوجد أي أساس من الصحة لقول بأن القط يحرس السحر، فكل هذا عبارة عن معتقدات قديمة وخرافات توارثناها عن القدماء منذ عهد الفراعنة مرورا بالعصور الوسطى إلى يومنا هذا.
علامات القط الجني
قد يتمثل الجن في صورة قط أو يتلبسه وتظهر على القط بعض العلامات التي من خلالها يمكن التعرف على أنه جني، حيث يصاب القط بالأذى عند سماعه آيات الرقية كأية الكرسي والمعوذتين والإخلاص، ويهرب عند سماعه الأذان والقرآن الكريم، ويشاع أن القط الأسود من أكثر القطط التي يتمثل بها الجن، وقد جاء عن الطبراني أنه قال في ذلك
عن أبي أيوب الأنصاري قال: ” كان لي نخل في سهوة لي، فجعلت أراه ينقص منه، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنك ستجد فيه غدا هرة فقل: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان الغد وجدت فيه هرة فقلت: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحولت عجوزاً وقالت: أذكرك الله لما تركتني فإني غير عائدة فتركتها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل الرجل وأسره؟ فأخبرته خبرها فقال: كذبت، هي عائدة، فقل لها، أجيبي رسول الله، فتحولت عجوزاً، فقالت: أذكرك الله يا أبا أيوب لما تركتني هذه المرة فإني غير عائدة، فتركتها ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي كما قال لي، فقلت ذلك ثلاث مرات، فقال لي في الثالثة، أذكرك الله يا أبا أيوب لما تركتني حتى أعلمك شيئاً لا يسمعه شيطان فيدخل ذلك البيت، فقلت ما هو؟ فقالت: آية الكرسي، لا يسمعها شيطان إلا ذهب، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت وإن كانت كذوباً
وهذا دليل قاطع على تمثل الجن بالقطط خاصة والحيوانات عموما لإلحاق الأذى والضرر بالإنسان فهم أتباع الشياطين، ويمكن لفرد صرف القط الجني عن طريق قراءة القرآن وذكر أيات السحر وحينها سيرى العذاب الذي سيتعرض له هذا القط.
إبطال سحر القطط
إذا استخدم الساحر القطط في فعل عمل لشخص ما وتم اكتشافه فعليه قراءة آيات السحر المذكورة في القرآن الكريم حتى يزول السحر عنه، ويداوم على قراءة الأذكار الصباحية والمسائية، كما توجد بعض الطرق التي تبطل السحر وتقي منه، حيث يقوم الشخص المسحور بالرقية الشرعية على ماء وتناوله لمدة سبعة أيام فإذا كان يوجد سحر مستخدم به أعضاء من القطط وتم أكله أو شربه فيتم تقيؤه للتخلص منه، وإذا تلبس الجن القط نفسه فعلى المسحور أن يشغل سورة البقرة باستمرار حتى يمنعه من دخول المكان والفرار خارجا، والحرص على إذابة ملح خشن في ماء مقروء عليه ومسح أرجاء المنزل للتخلص من آثار السحر وتحصين المكان من اي شيء يمكن أن يلحق به الضرر.
مواء القطط والسحر
توجد العديد من الأسباب التي تدعو القطط إلى المواء، فتقوم بالمواء لجذب انتباه صصاحبها لها والحصول على اهتمامه، كذلك عندما تمرض فالقطط تقوم بالمواء المستمر عند شعورها أنها غير جيدة أو وجود شيء يؤلمها وتحتاج للعلاج، وعند زيارة الغرباء أو تجمع عدد كبير من الناس فتقوم بإصادر صوت المواء، في كثير من الأحيان تموء القطط عندما تكبر في السن.
كما يمكن أن تقوم القطة بالمواء لرغبتها في التزاوج والحصول على رفيق، قد تلجأ القطط إلى المواء للترحيب بك، وعند تعرضها للأذي فنها تصدر هذا الصوت، فضلا عن رغبتها بعدم البقاء بمفردها، وكل هذه الأسباب الطبيعية لمواء القطط ولا يوجد سبب مؤكد أو صحيح يدل على أن هذا المواء يشير إلى وجود سحر أو أنها جن، ويمكن التأكد من ذلك بسهولة من خلال قراءة بعض آيات القرآن الكريم عليها فإذا شعر بتغير بها أو هروب وانزعاج فحينها يقلق الشخص ويحاول التخلص منها، أما إن لم يحدث لها شيء فهي طبيعية ويرجع مواءها لسبب من الأسباب التي ذكرناها.
سحر القطط السوداء
لقد ارتبطت القطط السوداء على مر العصور بالسحر بسبب لونها وأنها نذير شؤم عند تواجدها في أي مكان، ففي العصور الوسطى خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ربط الناس بين القطط السوداء والسحر بشكل كبير، وخاصة بعد إحدى المحاكمات التي تمت على ساحرات وشوهد معهم القطط فأصبحت رمز للشر، ولكن في الواقع لا تختلف خواص القط الأسود عن باقي الألوان ولكن هذه ما هي إلى اعتقادات وأساطير لا أساس لها من الصحة.
في حين استخدم بالفعل السحرة والمشعوذين القطط السوداء في أعمالهم التي تتسم بالوحشية حيث يقوموا بغليهم للحصول على عظامهم أو القيام بذبحهم لاستخدام دمائهم في طقوس السحر والأعمال التي يقوموا بها فتكون تضحية وقربان للشياطين والعياذ بالله، وهذا ما جعل البعض يربط بينهم وبين السحر وإنما كانوا مجرد وسيلة في يد البشر.
رقية سحر القطط
لا توجد رقية غير الرقية الشرعية للتخلص من السحر عموما وسحر القطط خاصة، حيث يقوم المسحور بترديد آيات السحر التي جاءت في القرآن الكريم، وفاتحة الكتاب والمعوذتين وآية الكرسي وبعض الأدعية الشرعية التي تقيه من كل شر وشياطين الأنس والجن.
براز القطط والسحر
قد يستخدم السحرة والمشعوذين بعض الطرق الغريبة في إذاء شخص ما عن طريق تسجير الجن والذي يمكن أن يتمثل في أي حيوان وخاصة القطط، فأذا دفع شخص له بأن يأذي وسحر آخر يمكن أن يستخدم القط في سحره بتجفيف أعضاءه أو ذبحه أو يستعين ببول أو براز القطط أمام منزل المراد سحره حتى يصل إلى مراده، حيث يوجد العديد من أنواع السحر فمنه المرشوش والمشروب والمأكول وحتى المشموم، فلم يترك السحرة والمشعوذين طريقة إلا وفعلوها للإلحاق الأذي بالآخرين وتنفيذ أوامر الشيطان.
علاقة القطط بالسحر
على مر العصور لقد ارتبطت القطط ببعض استخدامات السحر، وهذا ما سنقوم بتوضيحه في التالي:
- عُرف عن القدماء المصريين أنهم قدسوا القطط وجعلوها إلهه لها كرامات، حيث يمثل القط الإله ماو الذي يعد الرقيب والحارس على بوابات العوالم الأخرى فكانوا يدفنوهم مع موتاهم لتدلهم على طريق البعث والحياة الآخرى، وذلك على حسب معتقداتهم حينها.
- كما اعتبر بعض القدماء القط روحا شيطانية وقاموا بعبادتها خشية شرها.
- وفي القرون الوسطي تم استخدام القطط في أعمال السحر والشعوذة اعتقادا منهم بأنها موجودة قبل الشيطان نفسه.
- في حين اعتبرها البعض أنها تحمي من الأرواح الشريرة، مما يشير إلى عدم صحة ادعائاتهم وتخبطهم.
- وتوجد بعض الأقاويل حول علاقة القطط بالسحر أنه لا يجب الدعس على ذيل القطة حتى لا يتعرض الشخص لأذى الجن.
- وفي العصر الحالي يتم استخدام القطط في أعمال السحر وذلك بالاستعانة ببعض أعضائها المجففة والمخلوطة بمواد نجسه تحضر في طقوس السحر الذي يلحق الأذى والضرر لبعض الأشخاص بتسليط الجن عليهم وهذا يعد من الكبائر والوقوع في الشرك بالله.
عظام القطط السوداء والسحر
على اختلاف الأزمنة والعصور لقد استخدم البعض عظام القطط السوداء في أعمال السحر والدجل، حيث أشيع قديما أن عظان القط الأسود قادرة على إخفاء الفرد عن الآخرين ولا يراه أحد فيقوم بكل ما يحلو له، وذلك بنقع قطة سوداء في وعاء مليء بالماء المغلي حتى ينفصل لحم القطة عن العظم، ومن ثم تجفيف هذه العظام ويقوم الساحر بوضعها في فم الشخص المطلوب إخفاؤه أو وضعها في طعامه حتى يختفي، فلا يراعي السحرة والمشعوذين الله في شيء مما يفعلونه بل أنهم اتبعوا الشياطين وخرجوا من رحمة الله وأصبحوا من الملعونين إلى يوم قيام الساعة.
علاقة القطط في البيت والسحر عند الفراعنة
لقد كانت القطط في البيت عند الفراعنة لها علاقة بالسحر، وهذا ما سنقوم بتوضيحه من خلال الآتي:
- قديما عند الفراعنة كان يُطلق على القط الإله باشت وكانوا يقدسونها ظنا منهم أنها تحمي من السحر والأرواح الشريرة.
- كانوا يرسمونها على جدران المعابد ويصتعوا لها التماثيل ويعبدونها خوفا من الأذى والرغبة في حمايتها ممن يأتي من العالم الآخر.
- ومن الألهة المشهورة الإله ماو حارس بوبات العالم الآخر الذي يمكنه ذهاب القط هناك وهذا بالنسبة لهم نوع من أنواع السحر.
- وانتشر بين الفراعنة دفن القطط مع الموتى وتحنيطهم حتى تحميهم من الأرواح الشريرة عندما يعودوا للحياة مرة ثانية.
- فقد قدس الفراعنة القطط واعتبروها حارس لهم من السحر، في حين اعتبر القدماء بمصر الوسطى أنها من الأرواح الشريرة.
- فقام القدماء المصريين في العصور الوسطى باستخدام القطط في السحر والشعوذة على العكس من مصر القديمة وهذا يدل على تخبطهم وعدم صحة معتقداتهم.
القطط في البيت والسحر من وجهة نظر الدين
لم يُذكر في الأحاديث الشريفة أو القرآن ما يشير إلى القط يعد شيطان أو جن أو لها علاقة بالسحر، أو حتى منع تربيتها في المنزل للاختقاد الخاطئ أنها تجلب الفقر وسوء الحظ والمرض، بل على العكس كانت الهرره تربى على أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يمانع في ذلك، حيث جاء في رواية الصحابة والتابعين أن مرأة دخلت في هرة النار حيث حبستها فلم تطعمها ولا حتى تركتها تأكل من عشب الأرض، وهذا دليل قاطع على كذب مقولة وعلاقة القطط بالسحر ولكن من يدخلها ويستخدمها في السحر هو الإنسان نفسه.
كما ذكر عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أن الرسول كان يتوضأ من ماء شربت قطة منه، وقال صلى الله عليه وسلم في حديثه عنهم
إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين، والطوافات عليكم
فديننا دين الرحمة بالكائنات جميعا، والقطط كائنات ضعيفة لا تقوى على شيء ولكن استخدامات البشر الغير سوية واتحادهم مع الشيطان للقيام بأعمال السحر والشعوذة واستغلالهم للقط كقربان أو وسيلة لتأدية طقوسهم المريضة هي من ربطت بين كائنات لطيفة كالقطط وبين أعمال السحر والأذى الذي يقوم به من نزعت من قلوبهم الرحمة وأشركوا بالله.
القطط المحنطة في البيت والسحر
يوجد اعتقاد بأن القطط المقتولة والمحنطة بالملح تكون واقية من السحر والأرواح الشريرة، كما أنها تجلب الحظ الجيد وتبعد الأمراض والحشرات عن المكان التي يتم وضعها فيه، فيقوم البعض بتحنيطها ووضعها في إحدى زوايا البيت لحمايته، كما كان يتم وضعها على شكل مفزع للناظر حتى تبعد الضرر من الشياطين والحن، ففي بريطانيا عند تكسير وهدم أحد جدران المنازل سيوجد قط محنط ام وضعه اعتقاد من أهل هذا البيت بأنه يحرسهم من السحر والأذى الذي يمكن أن يتعرضوا له من الجن.
ومهما كان الاعتقاد فن القطط المحنطة أو الزينة ليس لها علاقة بالسحر ولا تقوم بحماية من الأرواح الشريرة أو جلب السوء للمكان كما يظن البعض، فكلها أساطير ومعتقدات ليس لها أساس من الصحة في العلم أو حتى الدين، فهم كائنات عادية وأليفة يمكن تربيتها وعندما تموت لا تفعل شيئا مما عرف عنها قديما، فتختلف نظرة الناس للقط سواء الحية أو المحنطة على حسب ثقافة الشعب الذي توجد به هذه الخرافات والأقاويل.