صفات المؤمنين في سورة المؤمنون و عدد صفات المؤمنين في أول سورة المؤمنون

Omnia Magdy
2023-04-18T13:40:35+00:00
معلومات عامة
Omnia Magdyالمُدقق اللغوي: Rahma Hamed21 يناير 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة

 أهمية صفات المؤمنين في سورة المؤمنون لبناء عقيدة المسلم، من أكثر السور القرآنية التي تحث المسلم على التحلي بصفات المؤمنين للفوز بالدنيا ونعيم الآخرة سورة المؤمنون، وفي المقال التالي سنقوم بتوضيح أهمية صفات المؤمنين في سورة المؤمنون لبناء عقيدة المسلم إلى جانب العمل على تفسير صفاتهم التي تم ذكرها في السورة الكريمة، ونأمل أن نفيد القارئ.

أهمية صفات المؤمنين في سورة المؤمنون لبناء عقيدة المسلم
كيف يمكن أن تساعدنا صفات المؤمنين في سورة المؤمنون في التقرب لله تعالى

 أهمية صفات المؤمنين في سورة المؤمنون لبناء عقيدة المسلم

لقد ذخرت سورة المؤمنون بالعديد من الصفات والسمات التي يتسم بها المؤمنين والتي على كل مسلم أن يقتدي بها ويسير على نهجها، كما فرقت السورة بين جزاء كل من المؤمنين والكافرين ونجد أنها تبدأ ببيان فلاح المؤمنين والجزاء العظيم الذي فازوا به، كما ذُكر في الكتاب العزيز أن من يتحلى بصفات المؤمنون ورث عظمة الفردوس الأعلى وذلك في قوله تعالى (أولئك هم الوارثون، الذيم يرثون الفردوس هم فيها خالدون).

في حين جاء عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حثه المسلمين على الترقي لدرجة المؤمنون فقال (فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن)، لذا على كل مسلم أن يعي صفات المؤمنين التي يجب أن يتحلى بها لينال رضا الله عليه وبفوز بالفردوس.

تفسير صفات المؤمنين في سورة المؤمنون بالنسبة للمسلمين

لقد بدأت سورة المؤمنون بالفلاح للمؤمنين الذين يتحلوا بمجموعة من الصفات التي فُصلت في هذه الآية في قوله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) وفي ضوء هذه الآيات يمكن تفسير صفات المؤمنين في التالي:

  • (الذيم هم في صلاتهم خاشعون)، الخشوع هو الخوف من عظمة الله عز وجل وقد اتصف المؤمن أنه خاشع في صلاته حاضرا بقلبه وذهنه بين يدي الله حتى أنه يستشعر أنها قد تكون آخر صلاة يصليها في حياته فيترك مشاغل الدنيا والتوجه إلى ربه راجيا رضاه.
  • (الذين هم عن اللغو معرضون)، فالمؤمن الحق هو الذي لا يتدخل في شؤون الآخرين والانشغال بذكر الله وتعطير لسانه به، مقتدي بقول الرسول الكريم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
  • (الذين هم للزكاة فاعلون)، تُعد الزكاة من أركان الإسلام الخمس التي يحرص المؤمن على أداءها ليطهر نفسه وماله من الذنوب والمعاصي موقننا أنها لا تنقص من ماله، حيث قال النبي الشريف (ما نقص مال عبد من صدقة).
  • (الذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولك هم العادون)، من أصعب الجهاد الذي يقوم به المؤمن أن يقوم بكبح رغباته الجنسية والبعد عن الرذيلة وتحصين النفس بالزواج ليعف نفسه من الوقوع في الخطأ.
  • (والذين هم لأمانتاهم وعهدهم راعون)، أوضحت الآية الكريمة اقتداء المؤمن برسوله في صفة الأمانه حيث لقب النبي الكريم بالصادق الأمين، حيث حافظ المؤمن على رد الأمانة إلى أهلها والوفاء بالوعود واعتبار عدم الوفاء بها نفاق، حيث جاء عن النبي الكريم أنه قال (أربع من كن فيه منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهم كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).
  • (والذين هم على صلواتهم يحافظون)، حيث يتصف المؤمن بأداء الصلاة في أوقاتها دون تأخير أو تأجيل، حيث رفعت الصلاة إلى منزلة عالية ومن يؤديها في وقتها فاز بحسن الخاتمة والمغفرة يوم البعث.

دلالة صفات المؤمنين في سورة المؤمنون على الفلاح والإنجاز الروحي

لقد بدأت السورة الكريمة بفلاح المؤمن عند تحقيقه الإنجاز في العبادات الإيمانية الروحانية والسلوكية، حيث بدأن بالخشوع في الصلاة والاستسلام بين يدي الله والخوف من عظمته والمحافظة على الصلاة في أوقاتها، فضلا عن المداومة على ذكر الله لتذكية روحه عن اللغو وحفظ لسناه حتى يستقيم قلبه.

في حين جاءت العبادات السلوكية التي تساعد المسلم للوصول إلى درجة الإيمان والفلاح والتي تتمثل في إخراج الزكاة والإحسان للفقير، وعدم الانسياق وراء رغباته الجنسية وحفظه لفرجه من الخطأ والوقوع في الرذيلة، حتى وصلت الأية إلى حفظ الأمانات والعهود، فلا فلاح للمؤمن في الدنيا والأخرة إلى بالتخلق بهذه الصفات حتى يكونوا ورثة الفردوس كما وعدهم الله في كتابه العزيز).

كيف يمكن أن تساعدنا صفات المؤمنين في سورة المؤمنون في التقرب لله تعالى

لقد ضربت سورة المؤمنون مثلا في ترسيخ فكرة أن لا فلاح في الدنيا إلا لمن حسن خُلقه واتصف بصفات المؤمنين حتى ينال رضا الله ويفوز بالفردوس خالدا فيها، فعلى المسلم الذي يريد أن يتقرب إلى الله بالخشوع في الصلاة وترك اللغو والإعراض عنه وتعطير اللسان بذكره.

فضلا عن العمل للأخرة بالتصدق وإخراج الزكاة وحفظه لفرجه ونفسه من الوقوع في المعاصي والتحصن بالزواج في الحدود التي شرعها الله له، والبعد عن صفات المنافقين من خيانة الأمانة والعهود حتى يرتقي إلى منزلة المؤمنين ويحظى بالجزاء العظيم من الله في الدنيا والآخرة.

نظرة فريدة لصفات المؤمنين في سورة المؤمنون ودروسها العميقة

لقد ذكر الله عز وجل صفات المؤمنين في سورة المؤمنون ليتدبر كل مسلم بها وفهم الدروس العميقة التي يمكن الاستفادة منها في حياته ويسير على نهجها والتي يكون جزائها الفلاح ونيل الفردوس الأعلى، فعند النظر إلى صفة الخشوع في الصلاة يجد المسلم مدى الراحة التي سيشعر بها باستحضار عظمة الله وتدبر القرآن الذي يقوم بتلاوته مما يجعله يُجمع بين فضل الصلاة وأثرها.

وتنتقل الآيات إلى درس أعظم في تزكية وتطهير النفس بالابتعاد عن الرياء والتدخل في شؤون الآخرين والمداومة على ذكر الله وابتغاء وجهه في كل ما يقوم به المرء، إلى جانب حفظ النفس من الوقوع في المحرمات كالزنا بحفظ الفرج وتحصينه بالزواج وعفة النفس بالالتزام بالحدود التي وضعها الله في إتيان الزوجة، ولم تغفل الأيات الكريمة عن خلق الأمانة والوفاء بالعهود لارتقاء المسلم.

كيف يمكننا أن نتفادى السلوكيات المتعارضة مع صفات المؤمنين المذكورة في سورة المؤمنون

بعد أن يتدبر المسلم صفات المؤمنين عليه التخلق بها والابتعاد عن أي عمل أو فعل قد يتعارض معها ومجاهدة نفسه، وذلك فيما يلي:

  • حتى يحافظ المسلم على الخشوع في الصلاة أن يتذكر أنه بين يدي الله ويقوم بأدائها أنها آخر عهده في الدنيا، أن يترك مشاغل الدنيا، حيث نهى الإسلام عن الذهاب إلى الصلاة متسرع أو تاركا لطعام تشتهيه أو حابسا للبول أو غائط، حتى يستشعر الخشوف في صلاته وينال جزائها.
  • لابد أن يحرض المسلم على الانشغال اليومي بذكر الله في كل وقت عن طريق ترديد أذكار الصباح والمساء، والابتعاد عن التدخل في ما لا يخصه واللغو في الحديث مع المنافقين.
  • ومن أهم أركان الإسلام التي يحرص عليها المؤمن أداء الزكاة حتى يطهر نفسه من الذنوب والآثام  والعمل للآخرة، فيجب تفادي فكرة الشح والبخل في التصدق وإخراج الزكاة خوفا على نقص المال (فما نقص مال عبد من صدقة) صدق رسولنا الكريم.
  • من ناحية أخرى تحث الأية الكريمة على حفظ الفروج وترويض المسلم لرغبته الجنسية في إطار الشرع بالزواج، فعلى المسلم أن يعف نفسه وعدم الانسياق وراء ملذات الحياة وممارسة الرذيلة.
  • وتأتي صفة الأمانة ليدرك المسلم مدى أهميتها في حياته فكل أمانة يجب على الإنسان ردها إلى أصحابها، فالعمل أمانة، والحقوق الزوجية أمانة، البيع والشراء أمانة الكلمة أمانة، ومن ضمن الحقوق التي يجب الوفاء بها العهود التي يقطعها الإنسان على نفسه وعند خيانتها يعد نفاق.

تحليل صفات المؤمنين في سورة المؤمنون بين النصوص الإسلامية و الحياة الحديثة

أراد الله في بداية السورة أن يأتي بالبشرى في قوله تعالى (قد أفلح المؤمنون) ووصف الخلق العظيم الذي تحلى به المؤمن ومجاهدته للنفس والشهوات حتى يرتقوا إلى هذه المنزلة، فتؤكد سورة المؤمنون فضل من استطاع التحلي بهذه السمات وذلك بالفوز بالفردوس، وتناسب هذه الآيات كل زمان ومكان.

حيث تصف مدى ضرورة الخشوع والمحافظة على الصلاة في كل وقت خاصة في عصرنا الحديث المليء بالمشتتات التي قد تفقد المسلم تركيزه عن الاستسلام والخشوع في صلاته، إلى جانب كثرة الباطل وضياع الحقوق وحبس مال الزكاة والانسياق وراء الشهوات الدنيوية وخيانة الأمانة، فتعطينا السورة دروس لمجاهدة كل ذلك حتى نصل إلى منزلة المؤمنين ونفوز بالجنة.

دلالة التشابه و التباين في صفات المؤمنين في سورة المؤمنون

عند التدبر في آيات سورة المؤمنون والتي تسرد صفات المؤمنون نجد تشابه وتباين، حيث يحتاج المؤمن أن يتخلق بالعديد من الصفات التي تساعده في مواجهة التحديات التي تواجهه وتشغله عن الفوز بالفردوس، فعليه الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها وعدم الانشغال بالأمور الدنيوية، إلى جانب الإعراض عن اللغو والخوض في أحاديث الغيبة والنميمة.

إلى جانب ترقيه نفسه وتطهيرها بالتصدق والزكاة وتحصين الفرج بكبح شهوته التي تعد فطرة الإنسان التي خُلق عليها وذلك بالبحث عن ما يعصمه وحلله الله له كالزواج وبناء أسرة، ولن يغفل المؤمن الذي يتسم بكل هذه الصفات عن رد الأمانة إلى أهلها والوفاء بالوعود التي يقطعها على نفسه.

 الأثر الإيجابي لصفات المؤمنين في سورة المؤمنون على المجتمع الإسلامي في العصور الحديثة

عند النظر إلى ما نعيش فيه بالعصر الحديث نجد مدى أهمية اتباع وتطبيق أخلاق المؤمنين التي ذكرها لنا الله في سورة المؤمنون، حيث تزرع الخلق الحمدية المبنية على القيم الإسلامية التي ترقى بالمسلم في حياته، فالخشوع والحفاظ على الصلاة تزيد من صلة العبد بربه، إلى جانب الإعراض عن الباطل وقول الزور الأمر الذي سيحقق العدل في المجتمع.

هذا بالإضافة إلى محاربة الزنا والعلاقات المحرمة التي تنتشر في عصرنا الحديث فالتحلي بصفة حفظ الفروج ومراعاة الله في ما يقوم به العبد يمنعه من الوقوع في الرذائل، ولا نغفل أهمية التحلي بالأمانة والوفاء بالوعود والتي تجعل المسلم يسير على خطى المصطفى الحبيب، مما سيترك أثر إيجابي في حياة كل فرد بل المجتمع بأكمله فهنيئا لمن اتصف بخلق المؤمنين.

عدد صفات المؤمنين في أول سورة المؤمنون

عند تلاوة سورة المؤمنون والتدبر نجد أن عدد الصفات التي وردت عن المؤمنين عشر صفات، قد ذكر الله منها سنة في بداية السورة، وعند الوصول إلى نصفها نجد أربعة صفات يمكن عرضهم في النقاط التالية:

  1. الخشوع في الصلاة.
  2. الإعراض عن اللغو.
  3. إيتاء الزكاة.
  4. حفظ الفروج.
  5. حفظ الأمانة والوفاء بالعهود.
  6. المحافظة على الصلاة.
  7. خشية الله عز وجل في قوله تعالى (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون) والإشفاق هو كمال الخشية والخوف من عظمة الله ورجاء رحمته، فكان المؤمن يُكثر من الطاعات طلبا لرضا الله وعفوه.
  8. تصديق آيات الله، في قوله تعالى (والذين هن بآيات ربهم يؤمنون) حيث يرى المؤمن المتأمل بديع صنع الله مما يزيده إيمانا ويقينا يقوم بالاستعداد ليوم البعث بالأعمال الصالحة.
  9. توحيد الله، (والذين هم بربهم لا يشركون) فالمؤمن موحد بالله دون غيره والأية تنفي الشرك الخفي.
  10. يقومون بالخير مع خشية عدم قبول أعمالهم، (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون)، وقد فسرها النبي الكريم للسيدة عائشة أنهم يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم.

تعبير عن صفات المؤمنين

هناك العديد من الصفات التي ذُكرت في القرآن والأحاديث النبوية والتي تعبر عن صفات المؤمنين والتي تتمثل فيما يلي:

  • المؤمن هو العبد الموحد بالله وإيمانه لا يتغير مهما تبدلت عليه الأحوال بل يزيده تسلميا وخشوعا.
  • يُحسن المؤمن ظنه بربه في كل وقت مهما مر بالمصائب.
  • الالتزام بأركان الإيمان وملائكته وكتبه ورسله ويؤمن بالقدر خيره وشره.
  • كما ضرب الله لنا مثل في سورة المؤمنون عن صفات المؤنين التي تتمثل في الخشوف والمحافظة على الصلاة وحفظ الفروج والزكاة والاعراض عن اللغو.
  • الإعراض عن ارتكاب الكبائر والذنوب التي تغضب الله عليه، وحفظ لسانه من اللغو وقول غير الحق وتعطيره بذكر الله في كل وقت.
  • تلاوة القرآن وتطبيق أحكامه في حياته وابتغاء وجه الله.

وبهذا فقد أوضح سبحانه وتعالى صفات المؤمنين الذين استقامت قلوبهم وأطاعوا الله ورسوله والذين سيكون جزائهم في الأخرة ميراث أن يكونوا ورثة الفردوس خالدين فيها، في حين سينال الغافل والعاصي عذاب الله وغضبه فمن أعرض عن طاعة الله واتبع هواه فله النار خالدا فيها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.