أن حل مشكلة تلوث المياه، أصبح شغل العديد من العلماء والباحثين الشاغل بعد أن ارتفعت نسبة التلوث عن المعقول ما جعل من المستحيل أن يتم التعامل مع هذه المشكلة ببساطة أو تجاهل وفي المقال التالي سنتعرض لأبرز الحلول الممكنة من أجل التغلب على هذه المشكلة الخطيرة وعرض أفضل الحلول المتوصل لها فيها.
حل مشكلة تلوث المياه
إن حل مشكلات تلوث المياه واحدة من الأمور التي لابد أن تشغلنا وأن نفكر فيها بشكل كبير وعميق جدًا ومن أهم الأمور التي من شأنها حل هذه المشكلة هي معالجة مياه الصرف الصحي قبل وصولها إلى المسطحات المائية، حيث يمكن الاستفادة من هذا النوع من المياه في ري المزروعات.
وبالتالي يتم ترشيد المياه والمحافظة عليها من الهدر والاستهلاك في محاولة استخدام مشتقات النفط بدلاً من الفحم الحجري، وذلك لأن نواتج احتراقه أقل ضرراً على المياه ولا تسبب لها التلوث الذي من الممكن أن تتوقعه.
ناهيك عن ضرورة إجراء الصيانة الوقائية الدورية لناقلات النفط سواء الموجودة في الصحاري أو تلك التي تقع في أعماق المحيطات وذلك قبل انطلاقها للتأكد من خلوها من المشاكل التي قد تؤدي إلى تسربه في البحر، ومنع ممتلكي هذه الناقلات من غسل أحواضها والتخلص من الفضلات في المياه، ومنعها من دفنها في الصحاري لأنها بذلك قد تتسرب للمياه الجوفية.
أنواع تلوث المياه
هناك الكثير من أنواع التلوث في العالم والتي تختلف شدتها من نوع إلى أخر تبعًا للحالة التي ينشط فيها هذا النوع من التلوث محدثًا أكبر أثر ممكن على الإطلاق وفيما يلي سنستعرض معًا أنواع التلوث المتعارف عليها والتي تعد أحد أخطر أنواع تلوث المياه على الإطلاق:
التلوث الميكروبيولوجي، وهو أحد أنواع التلوث التي تتكاثر فيها العديد من الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات في العديد من مصادر المياه المختلفة، وهذا النوع من التلوث يعد السبب الرئيسي في ظهور العديد من الأوبئة الخطيرة مثل الكوليرا والبلهارسيا وغيرها من أنواع العدوى البكتيريا والتي تنتشر في العديد من الدول النامية والغير قادرة على توفير أنظمة خاصة بمعالجة المياه.
التلوث الكيميائي، وهو أحد أنواع التلوث الناتجة عن تسرب العديد من المواد الكيميائية شديدة الضرر إلى فتحات ومصادر المياه الأساسية، وتظهر هذه العملية بشكل واضح في المبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة وتخليص الحقول من الآفات والحشرات، أو من الملوثات الكيميائية التي تخرجها المصانع والورش الكبيرة.
التلوث الغير معروف سببه، وهو أحد أسباب التلوث التي لا يحدد لها سبب ثابت مثل التلوث الذي يحدث بسبب مياه الصرف الصحي، كذلك التلوثات التي تحدث بسبب مخلفات المصانع، وتلك التي تنتج عن انسكاب بقع النفط والمواد الكيميائية المختلفة والتي تخرج من محطات التوليد واستخراج البترول.
الطحالب، تستهلك الطحالب الكثير من كميات الأكسجين الموجودة في الهواء الأمر الذي من شأنه تقليل من نسبة تنفس العديد من الكائنات الحية الأخرى الأمر الذي يؤدي في غالب الأمر إلى وفاتها، وفي ذات الوقت يساهم في نمو وتكون الكائنات اللاهوائية التي تنتج الأمونيا والكبريتيدات الضارة والمؤثرة بشكلل كبير على نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي ناهيك عن ما تتسبب فيه من أضرار وانبعاثات سامة للغازات.
حلول تلوث الماء في الدول النامية
لابد من أن تضع كل دولة نامية خطط منظمة وأساسية لحل مشكلة التلوث والقضاء التام على كافة المشكلات التي تتسبب فيها تلك الملوثات بالإضرار بالمياه بشكل كبير ومن أهم الحلول التي على تلك النوعية من الدول القيام بها هي:
- العدول عن استخدام المبيدات الحشرية الضارة في الزراعات الكبيرة واستعمال تلك الوسائل البديلة والصديقة للبيئة بشكل أكبر لما لهذا النوع من التلوث من تأثير ضار وسام على المياه سواء كانت المصارف أو الترع أو المياه الجوفية.
- من المهم أن تتم المحافظة على موارد المياه حيث أن الإضرار بها يتطلب الكثير من المسؤوليات الهامة وكذلك تنقيتها قدر الممكن قبل وصولها للفرد ليتم استخدامها بشكل آمن.
- تجنب استعمال البلاستيك حيث أن حوالي 80% من البلاستيك يتم إلقاءه في المحيطات والبحار الأمر الذي من شأنه القضاء على الإحياء المائية والإضرار بها بشكل لا يمكن تخيله على الإطلاق.
- فرض العديد من السياسات القمعية والرادعة وشديدة الحزم على كافة المصانع والأماكن وذلك بهدف التقليل من التخلص من تلك الملوثات في البحار وهو ما ينتج عنه الكثير من الأضرار في البيئة، وضرورة منعهم من الاستمرار في التصرفات المستهترة التي تقلل من هذا النوع من الأضرار.
معالجة المياه الملوثة
هناك الكثير من الوسائل التي من خلالها سيكون باستطاعتنا معالجة المياه المتضررة بالتلوث وتخليصها من نسبة التلوث الموجودة فيها وذلك من خلال اتباع عمليات المعالجة الحالية والتي تتمثل في:
- حقن الكلور في الماء وذلك للحد من تكاثر الطحالب التي يكون لها تأثير كبير على نقاء المياه بشكل كبير جدًا.
- توفير تهوية مناسبة مع حق الكلور لتفتيت الحديد والمنغنيز الذائب وذلك عن طريق الأكسدة وبعد ذلك إزالته.
- اللجوء إلى التخثر أو التجلط وذلك بهدف جمع المواد العالقة في الماء بأي حال من الأحوال.
- استعمال الترسيب كأحد الوسائل الجيدة لفصل المواد الصلبة والعالقة في المياه.
- من الممكن الاستعانة بالترشيح كأحد الوسائل التي تعمل على التخلص من المواد المتسربة.
أسباب تلوث الماء
تختلف أسباب تلوث المياه بشكل متفاوت ولكنها جميعًا تتفق في النتيجة النهائية السيئة والتي تتمثل في الإضرار بنظافة ونقاء المياه بشكل كبير وتظهر أسباب تلوث المياه فيما يلي:
- عدم معالجة مياه الصرف الصحي قبل وصولها للمسطحات المائية.
- التأثر بالعديد من الملوثات الزراعية الخطيرة.
- بقع البترول التي تسقط سهوًا من أبار ومحطات توليد البترول والتي تخلف تأثير غاية في السوء على تلك البحار أو المحيطات.
- النفايات المشعة التي تخرج من محطات توليد الطاقة النووية والتي لا يحسن التعامل معها بأي حال من الأحوال أو دفنها وتعقيمها على أعماق كبيرة كما هو الحال مع هذه النوعية من التلوث.
- إلقاء العديد من المخلفات الصلبة والعضوية في الأنهار.
- التخلص من نفايات المصانع في البحار والمحيطات وهو أمر إن دل على شيئ يدل على أن الإنسان يدمر كل شيئ جميل وبعد ذلك يرد له الصاع صاعين وقت لن ينفعه الندم في شيئ.
طرق الحد من تلوث المياه
إن طرق الحد من تلوث المياه مختلفة وتنقسم إلى العديد من المجالات بالإضافة إلى كونها من مسؤولية جماعية وفردية على الجميع أن يلتزم بها لتحقيق أعلى قدر ممكن من النقاء في الماء وحمايته من التلوث قدر الممكن وهي كما يلي:
- التوفير والحرص في الاستخدام المنزلي للمياه ويجب فيه عدم التخلص من الفائض من مياه الشرب أو المياه التي استخدمت قبل ذلك في الشوارع، أو في أماكن تصريف الأمطار.
- بالإضافة إلى ضرورة عدم غسل السيارات في الشوارع والحرص على غسلها في أماكن مخصصة لذلك أو في حدائق المنازل توفيرًا للمياه واستفادة من ماء الغسيل.
- وأخيرًا عدم رمي القمامة غير في الأماكن المخصصة لها وعدم إلقائها في الترع والأنهار.
- الاهتمام بالحدائق وعدم إلقاء بقايا الأشجار التي تم قصها في المصارف أو الشوارع لما له أكبر ضرر بالمياه.
- عدم الإسراف في استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأسمدة المختلفة.
- عدم التخلص من الحيوانات النافقة في المصارف والترع لما لهذا من تأثير سلبي غاية في السوء على المياه والصحة العامة.
- لابد من الحفاظ على موارد المياه سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو على مستوى الحكومات عن طريق حملات التوعية المختلفة.
- حاول أن لا تستخدم المواد البلاستيكية وإذا ما اضطررت لذلك لا يجب أن يتم إلقائها في مصارف المياه من ترع و أنهار ومحاولة إعادة تدويرها.
حل مشكلة تلوث الهواء
الهواء هو العنصر الأساسي المكون للحياة على كوكب الأرض وهو سبب استمرار الحياة على الكوكب إلى وقتنا هذا وعليه فمن المهم أن تتم معالجته وتخليصه من الأوبئة والعوالق الملوثة الموجودة فيه وذلك من خلال ما يلي:
- التقليل من استعمال الأجهزة المنزلية المعتمدة على الفريون والحد من استهلاك الطاقة.
- التأكد من كميات الوقود التي تستهلكها السيارة من خلال فحصها بشكل دائم وبطريقة منتظمة.
- لابد من استخدام الغاز الطبيعي بدلا من الفحم الحجري وذلك بهدف الحد من التلوث الناتج عن احتراق الفحم.
- اللجوء إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة في تشغيل العديد من الأجهزة والمركبات وبهدف الحصول على الطاقة المناسبة مثل طاقة الشمس وذلك للحد من التلوث الناتج عن الأنواع الأخرى.
- اللجوء إلى وسائل النقل العامة والمتمثلة في الاسكوتر العجل الدراجات الكهربائية المشي الباتيناج وغيرها من الوسائل الأمنة على البيئة.
- ضرورة استخدام المنتجات القابلة لإعادة التدوير، لأنها تأخذ طاقة أقل لتحويلها إلى منتجات أخرى الأمر الذي يحد من تلوث البيئة والهواء.
- 7. شراء البطاريات القابلة لإعادة الشحن لما لها من تأثيرات إيجابية مميزة على الهواء وتأكيد على عدم انبعاث أي غازات سامة أو ضارة منها.
- نشر المزيد من الإرشادات المميزة التي من شأنها توعية الناس بضرورة التوقف عن التدخين والابتعاد عنه تمامًا لما لهذا من تأثير سلبي على البيئة والهواء.
- ضرورة زراعة الأشجار في كل مكان لما لها من تأثير شديد الخطورة على الهواء وتنقيته.
حل مشكلة تلوث التربة
هناك العديد من الحلول التي توصل إليها الباحثون في مختلف المجالات وفي مجال الجيولوجي على وجه التحديد وعلوم طبقات الأرض وذلك من أجل التوصل إلى أفضل الطرق الممكنة من أجل حل مشكلة تلوث التربة والتي تتمثل فيما يلي:
- لابد من التخلص من الملوثات البيئية من خلال حفر تربة عميقة ونقلها إلى أماكن بعيدة عن الاتصال البشري.
- العمل على تهوية التربة الملوثة من حين إلى آخر بهدف التخلص من الغازات الدفينة.
- لابد من تطبيق المعالجة الحرارية وذلك من خلال إدخال الحرارة للطبقة السطحية للتربة ورفع درجاتها بهدف تطهيرها من الملوثات الكيميائية المتشبة فيها واستخراج البخار الملوث منها.
- العمل على المعالجة البيولوجية من حين إلى آخر، حيث أنها تنطوي على الهضم الميكروبي لبعض المواد الكيميائية بحيث تشتمل على تقنيات تعمل على زراعة الأراضي والتحفيز الإحيائي.
- ضرورة استخراج المياه الجوفية وبخار التربة من خلال استخدام النظام الكهروميكانيكي النشط.
- ضرورة احتواء ملوثات التربة المتمثلة في إقامة السدود أو الرصف في المكان.
- استخدام النباتات التي تتميز بطبيعتها الجيدة في تنظيف التربة مثل نبات الصفصاف الذي يعمل على استخراج المعادن الثقيلة.
- استخدام الفطريات لاستقلاب الملوثات وتراكم المعادن الثقيلة فيها بشكل كبير.
- علاج الرواسب الملوثة بالزيت باستخدام فقاعات الهواء القابلة للانهيار.
- اللجوء إلى الرشح السطحي في الحالات التي تستدعي ذلك.