يعتبر رفع الحاجب من الحركات التقليدية التي يقوم بها الرجال بصورة عفوية أو متعمدة في العديد من المواقف والمناسبات العامة، ولعل هذه الحركة تحوي في باطنها الكثير من المعاني والرسائل التي يستهدف منها الرجل غرض معين في نفسه، وفي هذا المقال سوف نستعرض دلالة رفع الحاجب الأيسر والأيمن، والربط بين هذه الحركة وغيرها من حركات لغة الجسد.
رفع الحاجب عند الرجل
يعتبر رفع الحاجب من ضمن الحركات التي انفرد في دلالتها علم النفس، وقد ذهب الخبراء اعتبار هذه الحركة تلقائياً تصدر من الرجل في بعض المواقف التي يمر بها في حياته اليومية، كما تتنوع دلالتها بناءًا على الموضوع المطروح.
- فعند رفع الحاجبين، فإن ذلك يكون مؤشر على الدهشة والاستغراب، وصعوبة التوصل لفهم صحيح للحديث المتداول، ويتبع ذلك نوع من الاستفهام، وذلك للتأكد من المعنى الذي استنبطه الرجل من الموضوع.
- تعبر هذه الوضعية أيضاً عن الحيرة والميل نحو اصدار حكم قد يبدو خاطئاً وذلك لعدم توضيح سوء الفهم الواقع بين الأطراف، ويرمز رفع الحاجب أيضاً إلى الشخصية التي تفكر كثيراً قبل اتخاذ القرارات، وتشكك في المسائل المطروحة، ولا تميل لتصديق الآخرين بسهولة.
- رفع الحاجب في لغة الجسد عند الرجل من ناحية نفسية يشير إلى لفتات الاعجاب وخصوصاً إذا كان الرجل واقع في حب احدهم، ولا يستطيع التصريح بحقيقة مشاعره، فعند لقاء الطرف الآخر أو رؤيته في مكان ما، يرفع حاجبيه بصورة عفوية كتعبير عن انبهاره واعجابه.
- وترتبط هذه الوضعية بسلوك الرجل وطبيعته من ناحية كونه اجتماعي أم انطوائي، فالرجل المنطوي على ذاته، عندما يرفع حاجبه، فإن ذلك يكون مؤشر على ارتباكه وعجزه عن التعبير عن نفسه، وخوفه من نظرات الآخرين، والتوتر المصحوب بنوع من الحيرة.
- أما في حال الرجل الاجتماعي، فإن هذه الحركة تشير إلى الاستعجاب وابداء الدهشة تجاه رد فعل أو رأي مطروح، وعدم التصديق الكامل للروية موضع النقاش، وقد يبرز للآخرين أنه يصدق كلامهم، لكنه هذه الحركة التلقائية تشير إلى العكس.
رفع الحاجب الايسر عند الرجل
هناك دوافع محددة لكي يرفع الرجل إحدى حاجبيه، فهذه الحركة قد تبدو عفوية في مناسبات معينة، وفي مواقف أخرى تكون متعمدة، وفي كل الأحوال، فإن لها مدلول ومغزى يود الرجل أن يبعثه للآخرين لكي يثبت صحة ما يدور بداخله.
- عند رفع حاجب دون الأخر، فإن ذلك يكون مؤشر على المفاجأة وعدم توقع الأحداث الدائرة، والوعي بخطأ تقديره للمواقف والحوادث، وعدم التخطيط الجيد للأسباب التي سوف تُفدي في النهاية لنتائج معينة.
- عند الجلوس مع شخص ما يعقد شراكة معك أو بينكما قرابة أو علاقة صداقة، وتجده يرفع حاجبه الأيسر لثوانٍ معدودة، فإن ذلك يكون دال على اعجابه بأفكارك وبقناعاتكالخاصة، وقد يهيم بك ويكن لك مشاعر الحب والوفاء، ويتملكه شعور الدهشة عند رؤيتك والجلوس معك وخصوصاً إذا كان من المقربين.
- هناك دافع آخر لرفع الحاجب الأيسر، وهو القلق والتوتر، عند رفع الحاجب في بعض الأحاديث واللقاءات، فإن ذلك يكون مؤشر على عدم الارتياح والارتباك، والاستغراق في عالم آخر لا يتشابه مع الجلسة المعقودة، ومن ثم يرفع حاجبه دون إرادة منه كتعبير عن رغبته في الرحيل والانسحاب.
- يرتبط رفع الجاجب أيضاً بحركات جسدية أخرى، فعند اتساع حدقة العين مع رفع الحاجب، فذلك يرمز إلى الاعجاب والانبهار برؤية الشريك، والرغبة في التقرب منه والتودد إليه بكافة الصور، ومحاولة بدء حديث مطول.
رفع الحاجب في علم النفس
- يرى علم النفس أن كل حركة وايماءة ونبرة ونظرة لها مدلول نفسي عميق يعجز صاحبه عن التصريح به عن طريق الألفاظ والكلمات، فيكون التواصل غير اللفظي الوسيلة الأولي لتوصيل المعنى الحقيقي دون تكلف أو حرج.
- وفي العادة يكون للمرء المقدرة على التصريح بحقيقة مشاعره ونواياه لكنه لا يفضل هذا الأمر، ويستعين عوضاً عن ذلك بلغة الجسد، فهذه اللغة رغم أنها تبعث الرسائل الباطنية العقلية وتؤكد المعنى إلا أنها أيضاً تحمل رسائل أخرى تتسم بنوع من الشاعرية المشبوبة بالعاطفة.
- ومن سبيل ذلك، رفع الحاجب، فهذه الحركة لها دلالات مختلفة، ففي بعض المواقف قد تعبر عن الاستنكار والرفض التام للآراء والقرارات المطروحة، ويفضل الرجل استعمالها بدلاً من النطق بكلمات قد يُحاسب عليها فيما بعد، ومن ثم يستبدل الكلمة المرفوضة بتعبير معين لا يستطيع أحد التعقيب عليه.
- يرى خبراء لغة الجسد أيضاً أن رفع الحاجب يدل على المفاجأة وعدم الجاهزية لقرار قد تم اتخاذه مسبقاً.
- ولكن في مواضع أخرى كالوقوع في الحب، يكون رفع الحاجب دليل على الاعجاب والتودد والمغازلة، والرغبة في لفت الانظار، وجذب انتباه الشريك، والتعبير له عن مكنون القلب وما يحمله من مشاعر، والتفكير في الاقتراب منه بالتلميح.
رفع حاجب واحد عند الرجل
بالنسبة لعلماء النفس يعد رفع حاجب واحد أمر مختلف كلياً عن رفع الحاجبين، فلكل حركة وايماءة دلالة محددة، كما أن رفع الحاجب قد يصاحبه تعبيرات أخرى، الأمر الذي يغير من دلالته بشكل كبير، فقد يتم رفع الحاجب مع الابتسامة أو مع اتساع العين أو اللعب في الشعر وحك الأنف.
- يميل الرجال في بعض المواقف إلى رفع الحاجب، ويكون ذلك مؤشر على إطلاع الرجل على نوايا الطرف الآخر، ومعرفة ما يضمره في قلبه، لكنه يرمي إلى الاستماع إليه، وذلك لكشف صدقه من كذبه، فإن كان يكذب، يرفع الرجل حاجبه كدليل على كشف حقيقته.
- في اللقاءات والمواقف التي يتم طرح موضوع معين فيها، يكون رفع الحاجب عند الرجل دليل على الاستغراق والنظرة الثاقبة، والتفكير في النتائج والعواقب التي قد تحدث عند اتخاذ قرار معين، وطرح الأسئلة تلو الأسئلة للوصول لرؤية صحيحة تمنع حدوث الضرر قبل الأوان.
- عند رفع حاجب واحد مع اتساع بؤبؤ العين، فذلك يوحي على الاعجاب وشدة الحب والدهشة، والسرور لرؤية الطرف الآخر، ومحاولة التوصل لسُبل اللقاء، وخلق أي فكرة لتجاذب أطراف الحديث وعقد جلسة يصرح فيها كل طرف بمشاعره الحقيقية دون تكلف أو حرج.
- أما إذا رفع الرجل حاجبه وحك أنفه، فذلك يرمز إلى رفض فكرة مطروحة، والتفكير في أفكار أخرى قد تبدو مناسبة أكثر من سابقتها، واستنكار وجهة نظر أو رأي يشيع بين الأرجاء، كما تعبر هذه الوضعية عن عمق التفكير، والانشغال بأمور أخرى.
رفع الحاجبين مع الابتسامة عند الرجل
كما ذكرنا سالفاً تعتبر كل ايماءة لها دلالة خاصة، فرفع الحاجبين بالنسبة لخبراء اللغة يختلف عن رفع حاجب واحد وخصوصاً إذا اختلط هذا التعبير بتعبير آخر، كرفع الحاجبين مع الابتسامة العريضة، ويتم ذلك على النحو التالي:
- عند رفع الحاجبين، فإن ذلك يكون مؤشر على الانبهار وشدة الدهشة، والمفاجأة، وعدم توقع حدوث أمر ما، فعند اتيان مناسبة معينة أو استقبال خبر معين أو تلقي برقية، ويكون فيها أنباء مفرحة، فإن الرجل دون إرادة منه يرفع حاجبيه ويبتسم ابتسامة عريضة كدلالة على دهشته وانبهاره.
- في موقف معين كرؤية الشريك أو الشخص المُحبب لقلبك، فإن الرجل يُيدي ردة فعل لا إرداية تتمثل في رفع الحاجبين والتبسم بصورة هادئة، يُطلق عليها نصف ابتسامة، وهي تعبر عن مدى اعجابه وحبه لهذا الشخص، ورغبته في التوصل إليه والجلوس بجواره.
- رفع الحاجبين والتبسم أيضاً يدل على الرضا التام عن الكيفية التي تسير بها الأحداث، والتوقع الصحيح والتقدير الصائب لمجريات الأمور، ونيل الهدف المرجو بعد تعب وعناء.
- وإذا رفع الرجل حاجبيه وتبسم واتسعت حدقة عينه، فذلك يرمز إلى رؤية المحبوب أو استقبال نبأ سار أو تلقي دعوة من شخص يكن له الحب.
- وفي كافة الأحوال تعبر هذه الوضعية عن السرور والدهشة والانبهار والمفاجأة والتفكير الصائب والتروي عند اتخاذ القرارات، وبلوغ النجاح والهدف المراد.
رفع الحاجب الايسر في لغة الجسد
- يرى علماء النفس والخبراء أن لغة الجسد هي الحركات والإيماءات والتعبيرات ونبرات الصوت ونظرات العين وهز الكتف والرأس وإمالة الجسم وتوجيه الساقين وحركة القدمين، وكل ما فيه نوع من أنواع التواصل غير اللفظي، يعبر به المرء عن حقيقة بداخله لا يستطيع ايصالها عن طريق الألفاظ والكلمات.
- ومن ضمن هذه التعبيرات التي تهتم لغة الجسد بدراستها رفع الحاجبين أو الحاجب الواحد، وفي ذلك إشارة إلى العديد من المشاعر الباطنية والحقائق الداخلية التي لا يصرح بها الإنسان بصورة لفظية، ويفضل عوضاً عن ذلك طريقة أخرى تتمثل في الاتصال غير اللفظي.
- وعند رفع الحاجب الأيسر، فإن ذلك يشير إلى التعجب والدهشة التي تبدو على تقاسيم الوجه عند تلقي معلومة كاذبة أو عند التعرض لموقف غير متوقع، كما تظهر هذه الحركة اللا إردية في بعض المواقف التي لا يكون الشخص فيها مرتاحاً، وتكون مؤشر على رغبته في الرحيل كتعبير منه على رفضه لما هو مطروح.
- تدل وضعية رفع الحاجب الأيسر أيضاً إلى الاعجاب واتباع القلب في احكامه، والرغبة الحميمية في التقرب من شخص ما يكن له الرجل الحب، فعند رؤية الشريك في موقف ما أو عند مقابلته في بعض الأماكن، يبادر الرجل برفع حاجبه الأيسر كتعبير منه عن حبه واعجابه به.
ماهي دلالات لغة الجسد عند الرجل
يتفق أغلب علماء النفس أن الرجل بطبيعته لديه عدد محدود في التعابير والإيماءات والإشارات، كما أنه أقل اهتماماً بلغة الجسد عكس المرأة التي تستوعب هذه اللغة بشكل أفضل، ومع ذلك نستطيع الإطلاع على بعض دلالات لغة الجسد عند الرجل، ومنها:
- لغة العيون والتواصل البصري، يميل الرجل للتعبير عن حقيقة مشاعره ونواياه تجاه شخص آخر إلى استعمال لغة العيون التي تعد نافذة الروح، فقد يطيل النظر إليه عندما يكون معجباً به، وقد يتحاشى النظر وذلك في حالة الخجل والخوف من ردود الفعل، وقد تبدو نظرته ثابتة، مما يعبر عن ثقته بنفسه.
- نبرات الصوت، تتغير نبرات الصوت بناءاً على الموقف أو المناسبة التي يكون فيها الرجل، فنبرة صوته تبدو هادئة في حالة الحب، وإذا كان معجباً، فهو يميل لرفع وتيرة صوته لجذب أنظار الطرف الآخر، ويخشن صوته في بعض المواقف التي يود اثبات رجولته فيها.
- تعابير الوجه وحركة الرأس، إن بقاء الرأس ثابتاً دون الالتفات يميناً أو يساراً يدل على اهتمام الرجل بالمتحدث، واعطاء الانتباه الكامل لكافة ما يقول، أما إذا كان الجسد منتصباً، والرأس مرفوعة، والجلسة متناسقة، فذلك يرمز إلى الثقة الكبيرة في النفس.
- تشابك الذراعين يدل على الانغلاق ووضع الحواجز بينه وبين من يحادثه، ورفض وجود أي صلة قد تجمعه به، كما تشير هذه الوضعية إلى النظرة السلبية للطرف الآخر.س
