كيف تؤدب زوجتك الناشز وما هي صفات الزوجة الناشز؟

Nora Hashem
2022-06-02T17:30:32+00:00
كيف اخلي زوجتي خاتم بيدي؟
Nora Hashemالمُدقق اللغوي: admin2 يونيو 2022آخر تحديث : منذ سنتين

كيف تؤدب زوجتك الناشز؟ نتناول في هذا المقال التعرف على صفات الزوجة الناشز وكيفية التعامل معها، وماهية مراحل علاجها، أو تأديبها وعقوبتها وفقاً لما جاء في الشرع والدين الإسلامي، والقانون.

كيف تؤدب زوجتك الناشز؟
الآثار المُترتِّبة على نُشوز الزوجة

كيف تؤدب زوجتك الناشز؟

الزواج من العقود الدينية القائمة على الرحمة بين الزوجين، إلا أن بعض النساء يخرجن عن القواعد وعن طاعة أزواجهن فتصبح الزوجة ناشز، والزوجة الناشز هي المرأة التي احتقرت زوجها أو تركت بيته ظلما وغاصت، أي خانت زوجها ولم تطيعه في أمر الله.

فيكون عصيان الزوجة لزوجها في عدة حالات إما أن يكون قولاً بالكلام، فلا تجيب أمره وطلبه، أو يكون النشور فعلاً كأن تجيب الزوجة طلب زوجها كرهًا وغصبًا، وقد تكون الزوجة ناشزاً قولاً وفعلاً فلا تمكن الزوجة زوجها من نفسها وترفض حقه الشرعي بموجب عقد الزواج.

وقد اتفق أهم العلم على بعض الطرق التي يؤدب بها الزوج زوجته الناشز وهي:

أولاً الوعظ والكلام الحسن:

يأتي الوعظ في المرتبة الأولى من مراتب تأديب الزوجة في الإسلام، حيث يحق للزوج أن يؤدب زوجته الناشز، ومن أولى طرق التأديب الوعظ، ويكون الوعظ بتذكير الزوجة الناشر بالكلام اللين الذي يحرك مشاعرها وقلبها ويجعلها تطيع زوجها وتتجنب عصيانه حتى لا يقع عليها العقاب.

وذلك بأن يذكرها الزوج بما جاء في القرآن الكريم من آيات تحث على حسن العشرة بين الزوجان والإحسان لبعضهما، والآيات التي تبين أن للزوج قوامة عليها، ويحذرها مما قد يترتب على نشوزها من ضرب وهجر وإسقاط للنفقة، وعقاب في الآخرة، ويطلب منها أن تكون الزوجة الصالحة وليست المخالفة التي تسيء العشرة.

ويمكن أيضًا تذكريها بالأحاديث النبوية الشريفة التي قد تستميل قلبها مثل قول النبي صلي الله عيله وسلم:”المَرْأَةُ كالضِّلَعِ، إنْ أقَمْتَها كَسَرْتَها، وإنِ اسْتَمْتَعْتَ بها اسْتَمْتَعْتَ بها وفيها عِوَجٌ”.

ثانيًا الهجر في المضجع:

يلجأ الزوجة إلى هذه الطريقة في حالة إذا لم تستجيب الزوجة الناشر للوعظ، ولكن يجب أن يعلم الزوجة أنه في حال ارتدعت الزوجة من الوعظ وعادت إلى طاعة زوجها أنه يحرم عليه استخدام باقي الطرق معها، فلا يجوز هجرها أو ضربها.

والهجر في المضجع له أكثر من صوره، فحسب مذهب الحنيفة يُقال أن هجر الزوج لزوجته يكون بترك مضاجعتها ومجامعتها في الفراش، وقيل أن الهجر يكون بترك الكلام بينهما في وقت مضاجعته لها ولبس ترك جماعها، وذلك لأن الجماع حق مشترك بين الزوجين ولا يجوز إيقاع الضرر بها بتركه، فلا يكون التأديب بما يسبب لها الضرر أو شيء يبطل حق، فما قام على باطل فهو باطل.

وقيل أيضًا في مذهب الحنيفة أن يكون الهجر بترك جماع الزوجة ومضاجعتها لوقت حاجتها ورغبتها به وليس في وقت رغبة الزوج، أما المالكية فقالوا أن الهجر للزوجة الناشز يكون بترك مضاجعتها في الفراش، فلا ينام الزوج معها في نفس الفراش.

وعن الشافعية ذكروا أن هجر الزوجة الناشز يكون بترك الوطء وقيل أن لا ينام معها في نفس الفراش ولا يضاجعها، وهجرها بالكلام، فلا يغلظ معها في الحديث، وكذلك كان الهجر وفقًا للحنابلة بترك النوم معها في الفراش والامتناع عن الكلام.

وعن مدة هجر الزوجة في المضجع فهي غير محددة في حالة نشوزها، حتى ترجع إلى طاعة زوجها وترتد عن نشوزها، ولكن اختلف بعض الفقهاء وقاموا بتحديد المدة فقال المالكية أن مدة الهجر تكون شهر قابلة للزيادة لتصل إلى أربع شهور، بينما الشافعية قالوا أن الهجر في الكلام لا يكون فوق الثلاثة أيام، والحنابلة ذكروا أن مدة هجر الزوجة في المضجع لا تكون فوق الثلاثة أيام مستدلين بنفس الحديث الذي استدل به الشافعية.

ثالثًا الضرب غير المبرح:

وهو آخر الحلول للتعامل مع الزوجة الناشر إن لم تستجب للوعظ والهجر، فلا يجوز ضرب الزوجة مطلقًا إلا في حالة النشوز، فقد جاء عند فقهاء الشافعية والمالكية أن الناشز إذا لم تنزجر إلا بالضرب المبرح، لا يجوز له ضربها، ولا يجوز له أن يضربها الضرب المبرح حتى وإن علم أن هذا ما يجعلها تترك النشوز وإن حصلَ منه ذلك وضربها الضرب المبرح فلها أن تُطلق منه ولها حق الاقتصاص.

فالقصد من الضرب هنا هو مجرد تأديب للزوجة لتعود إلى طاعة زوجها وليس للإهانة والضرر، وأن يكون بمجموعة من الضوابط وأهمها أن لا يكون الضرب مبرحًا فلا يشوه لها لحمًا ولا يكسر لها عظمًا، وأن لا يزيد ضرب الزوج لها عن عشر ضربات، ولا يضربها في المقاتِل أو على الوجه، أو فعل في تشويه وضرر عليها، وأن يكون في ظنه أن الضرب غايته أن يصلح حالها فقط، فإن عادت إلى صوابها يترك ضربها.

صفات الزوجة الناشز

فيما يأتي بيان صفات الزوجة الناشر ومظاهر النشوز:

  • امتناع الزوجة عن معاشرة زوجها:

تمتنع الزوجة الناشر عن دعوة زوجها للفراش ومضاجعتها، رغم أنها تعلم أنه يحل لها بأي حال كان إلا إذا كانت مريضة ولديها عذر شرعي مثل النفاس أو كانت في فترة الحيض، فلا يحل لهاأن تتبرم أو تتباطأ أو تتثاقل أو تنفر من المعاشرة، بل يجب عليها أن تلبي حاجة زوجها وهي راضية ومحتسبة الأجر من الله تعالي.

  • عصيان الزوج ومخالفة أمره:

تعصي الزوجة الناشر أوامر زوجها وتتعمد مخالفتها مثل أن يأمرها بعدم الخروج من المنزل بدون أذنه، فتخرج، أو أنها تسافر دون علمه، وهذا نهي عنه العلماء وحرمه الفقهاء.

  • سوء العشرة في التعامل مع الزوج:

نجد أن الزوجة الناشز دائمًا ما تتسلط على زوجها بالكلام السيئ والألفاظ غير المناسبة وتتعمد دائمًا إغضاب زوجها لأسباب تافهه، وقد تصل إساءتها إلى أهل الزوج سواء بالكلام أو الأفعال.

كيف يؤدب الزوج زوجته؟

تتعرض كل علاقة زوجية لمجموعة من المشاكل والخلافات نتيجة بعض التصرفات المزعجة من الطرفين، وهنا نجد أن بعض الأزاوج يلجأون إلى معاقبة الزوجة وتأديبها لا سيما إذا أخطأت الزوجة بحق زوجها، فمنهم من يكون واعي في قراره وعقابه، ويؤدب زوجته بشكل متوازن، والبعض يتخذ رد عنيف لا يزيد المشاكل إلا سوء.

ولهذا نهتم بتوضيح حدود تأديب الزوجة، وطرق العقاب في الإسلام:

  • العظة: بأن يوضح الزوج لزوجته أن التصرف الذي قامت به يزعجه، وأنه لا يريد تكراره مرة أخرى حتى لا تثير غضبه عليها.
  • اللوم والعتاب درجة من درجات التأديب والعقاب.
  • استخدام اللغة الحاسمة مع المقاطعة الكلامية أحيانًا.
  • ربما يكون هجر الفراش عقاب قاصي ولها تأثير أقوى من التعنيف بالكلمات والإهانة.
  • التغير في معاملة الزوجة وقت الخصام يشعرها بحجم الخطأ الذي ارتكبته كما أنها سوف تقدر قيمة رضاك عنها وبالتالي تتجنب ما يثير غضبك عليها.

كيف تؤدب زوجتك العنيدة؟

يجب أن يكون الزوج واعي بأن أساليب العقاب القوية التي تستهدف الإجبار أو الأذى مثل الضرب المبرح لا تجدي نفعًا مع الزوجة العنيدة، بينما يجب أن يكون تأديب الزوج عقلاني يوضح الخطأ للزوجه والأثر السلبي عليها، ومن أساليب تأديب الزوجة العنيدة نجد ما يلي:

تحميل المسؤوليات:

من الأفضل تحميل الزوجة العنيدة مسؤولية أخطائها لكي تدرك عواقبها، فعندما تلح الزوجة بشكل مبالغ فيه على زوجها لشراء الكثير من الاحتياجات التي ليست في مقدرته فيمكن أن يعطيها مصروف المنزل لمدة شهر ويلزمها بتحمل مسؤوليات البيت المادية طيلة هذا الشهر، وعند حدوث عجر أو نقص بسبب عدم حكمتها في تدبير شؤونها يجب هنا أن تتحمل مسؤولية طلباتها وتدرك خطأها.

اللوم المتواصل على الخطأ:

يمكن أن يوجه الزوج اللوم لزوجته على خطأ ما ارتكتبه، حتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى وربما يصبح عادة إن لم يضع لحد وعدم تلقيها تنبيه منه، فتصبح الزوجة غير مكثرة لارتكاب الخطأ بسبب عدم إبداء زوجها ردة فعل.

إهمال الزوجة:

الإهمال هو أكثر شيء يلفت انتباه الزوجة ويجعلها تعترف بخطأها الذي أثر بشكل ما على علاقتها بزوجها، فيمكن أن يقوم الزوج بتقليل الحديث معها، أو تجنب الخروج معها، أو عدم إلقاء عبارات المدح والأطراء وتقليل أفعاله الرومانسية معها، كل تلك الأشياء تلفت انتباه الزوجه وتحرك رد فعلها، ولكن يجب التحذير بعدم الإهمال بطريقة مبالغ فيها حتي لا يكون رد الفعل أكبر من حجم المشكلة.

تغيير سلوك التعامل مع الزوجة:

وهو نوع من أساليب الإهمال بشرط ألا تأذي العلاقة الزوجية، أي أن يطبقها الزوج بشكل متزن، مثل أن يعاقب زوجته العنيدة على خطأ ارتكبته حتى تتصالح معه، وذلك ببعض الطرق والحيل مثل التأخر عن العودة إلى المنزل، أو عدم المشاركة في الجلوس على مائدة واحدة، أو النوم في غرفة منفصلة.

التهديد بالطلاق:

أحياناً تصل الخلافات والمشاكل الكثيرة بين الزوجين إلى مرحلة صعبة تجبر الزوج على التهديد بالطلاق والانفصال، على الرغم من عدم رغبة الزوج في الانفصال لعدم تشتيت الأسرة، فهنا يمكن مناقشة الزوجة على وضع حل لهذه الخلافات، وإلزامها بخطوط لا تتجاوزها، وفي حالة عدم الالتزام سوف تجبر زوجها على الطلاق، وإذا كانت الزوجة تعامل أهل زوجها بأسلوب غير لائق فهنا يمكن للزوج تنبيهها بعد تقليل احترام أي أحد من عائلته وإلا سيقوم بتطليقها.

الانتقام من الزوجة الناشز

دافع الانتقام هو دافع طبيعي عند تعرض الزوج للإساءة أو إهانة كرامته من قبل زوجته، فأحيانًا لا يستطيع الزوج أن يتجاوز رغبة الانتقام بداخله، وتسيطر عليه الفكرة لمجرد رد الإساءة، ولكن هل الانتقام من الزوجة الناشز أمر مقبول؟

فقد أكد الفقهاء بل والخبراء النفسيون أن الانتقام ليس الحل الأفضل، وربما ينعكس انتقام الزوج على نفسه وعلى مستقبله وحالته النفسية، ولكن من حق الزوج أن يعاقب زوجته الناشز، فماذا يفعل؟

يجب أن يميز الزوج بين العقوبة والانتقاك،  العقوبة مقبولة اجتماعياً ما دامت لا تهدف إلى الانتقام ولا تتعدى الحقّ، أما الانتقام فهو رد فعل مبالغ به يتعدى مجرد العقاب وقد يتفوق على الذنب نفسه؛ ولهذا على الزوج أن يلجأ إلى طرق التي سبق ذكرها في تأديب الزوجة مثل الهجر أو حتى الانفصال في حال استحالة استمرار الحياة بينهما.

فأفضل طريقة للانتقام من الزوجة الناشز التي لا ترتد عن نشوزها رغم كل المحاولات سواء بالعظة أو الهجر هو الانفصال النهائي وبدأ حياة جديدة طبيعية وهذا قد يخلق شعور عميق بالذنب لدى الزوجة.

زوجتي ناشز وتطلب الطلاق

يقول أشرف البغدادي المحامي المختص بالشأن الأسري أن الزوجة الناشز لها أن تطلب الطلاق على الفدية، وذلك بأن يكون النشوز ثابتًا في حكم قضائي، ويمر عامل على النشوز، إضافة إلى عرضها طلب التطليق بالفدية مقابل ما تلتزم به من مال، وأن يتبين في دعواها أنها عاجزة عن القيام بحقوق الزوج عليها، وأنها تتضرر من البقاء في عصمته، وذلك مع سقوط حقوقها عليه.

وإذا وافق الزوج على دعوة الطلاق ورضي بالفدية المعروضة، فعليه إيقاع الطلاق بنفسه، فإن تخلف بعد ذلك يوقعه القاضي، وذلك بشرط ألا يبين مصلحة مشروعة في بقاء العصمة عليها، أما في الحالات التي يرضي بها الأزواج بالطلاق ولم يوافق على مقدار الفدية، فيبعث القاضي حكمين وفقاً لأحكام المواد من 163 إلى 168 شاملة، لإنهاء حالة الخصومة بالوجه الذي يتفقا عليه.

عقوبة الزوجة الناشز

عقوبة الزوجة الناشز في القانون المصري  تقضي بالحرمان من النفقة كاملة من تاريخ صدور الحكم بالنشوز، والسبب في ذلك أن الزوجة يجب لها النفقة عندما تقوم بطاعة أوامر زوجها فقط، وعند امتناعها عن ذلك فهي ناشز، ولكن لم تُمنع  الزوجة من أخذ نفقة الأطفال فقط، فهي واجبة على الأب، وأيضا لم تمتنع الزوجة عن الحصول على نفقة المتعة والمؤخر والعدة لأن هذه من حقها الشرعي.

وذلك وفقًا لما جاء في نص القانون المصري بشأن عقوبة الزوجة الناشز في المادة رقم 11 من القانون رقم 25 سنة 1929م والتي تنص على “إذا امتنعت الزوجة عن طاعة الزوج دون حق توقف نفقة الزوجية من تاريخ الامتناع، وتعتبر ممتنعه دون حق إذا لم تعد لمنزل الزوجية بعد دعوة الزوج إياها للعودة بإعلان على يد محضر لشخصها أو من ينوب عنها، وعليه أن يبين في هذا الإعلان المسكن”

أما بالنسبة لقائمة منقولات الزوجة الناشر فلا يتم حرمانها منها ولا تسقط عنها مثل النفقة،لأن قائمة المنقولات أو أغراض الزوجة لا علاقة لها بحالة النزاع الزوجي وإنما هي وثيقة قانونية تضمن إثبات ملكية بعض المقنيات للزوجة.

هل تقبل صلاة المرأة الناشز؟

جاء عن الني صلي الله عليه وسلم أسباب عدم قبول الصلاة وكان من بينهم نشوز الزوجة حيث قال عليه السلام “ثَلاثَةٌ لا يَقْبلُ اللهُ لَهُم صَلاةً، رَجُلٌ أمَّ قَومًا وهُم له كَارِهُونَ ، وامْرأةٌ باتَتْ وزَوجُها عليها سَاخِطٌ ، وأخَوانِ مُتَصَارِمَانِ”، ونشوز الزوجة وامتناعها عن تلبية حقوق زوجها الشرعية والتمر عليه سواء بالفعل أو القوية وعدم تمكينه من الاستمتاع بحقه.

التعامل مع النشوز عند الفقهاء

النشوز هو مصطلح في الدين الإسلامي يعني أن المرأة أو الرجل يتنازل عن حقوق الزواج، أو أحد الزوجين يسيء إلى الآخر، ونشوز الزوجة، هو تطرف الزوجة عن زوجها، فهي تعصى أوامره وتفعل ما تريد، مثل أن تعصي طلب زوجها بالنوم وتهجر فراشها.

وبالنسبة لرأي الفقهاء في التعامل مع النشوز نجد التالي:

  • مذهب الخنفي: يقصد بالعصيان والنشوز أنه خروج المرأة من بيتها دون إذن زوجها أو دون عذر يأخذ به السماح بالخروج من بينها.
  • المالكي: العصيان هو عدم طاعة الزوجة لزوجها بمنعه، أو تركها بغير إذنه، أو عدم دخول منزله بدون أعذار.
  • الشافعي:  المعصية هي عقوق الزوجة على زوجها، مثل الخروج من المنزل بغير إذنه، أو منعه من الخروج، وغير ذلك من أشكال العصيان، بغض النظر عما إذا كانت منتدبة أم لا.
  • الحنابلة: يسمى العقوق بكل ما عصته الزوجة للزوج في وجوب الزواج.

الآثار المُترتِّبة على نُشوز الزوجة

  • نفقة الزوجة الناشز:

اختلفت آراء الفقهاء حول نفقة الزوجة الناشز، فمنهم من يقول أن الزوجة عليها نفقة زوجها وذلك بسبب التمكين، لأنها لا تستطيع الحصول على العقار، فيجب أن يكون الزوج مكتفيًا ذاتيًا وهذا رأي معظم العلماء ومنهم الشافعية والمالكية والحنفية، أما الرأي الثاني للظاهرية يقول أنه بعد العقد يجب على الزوج نفقة الزوجة.

واختلف الفقهاء أيضًا حول سقوط النفقة بسبب النشوز الخفيـ أي إذا خرجت عن طاعة زوجها بصورة خفية وغير ظاهرة، كأنها تمنعه عن نفسها في بيته، فقد فرق الحنفية بين نشوز الزوجة وامتناعها عن زوجها إن كان في بيته أو بيتهاـ فقالوا أن الامتناع في بيته لا يسقط نفقة الزوجة، بينما إن كان في بيتها فتنشز المرأة بفعلها، وخروجها دون إذن زوجها، ودون عذر شرعي؛ فإن خرجت تُعتبر ناشزاً، وتسقط نفقتها عن زوجها.

وقيد الشافعية سقوط النفقة بمنع الزوجة نفسها عن زوجها؛ فإن منعته سقطت نفقتها، وإن لم تمنعه فلا تسقط، وكان القول الثالث للحنابلة والمالكية وهو أن نفقة المرأة تكون بتمكن الزوج منها وبناء على ذلك فإن النشوز الخفي لا يمنع سقوط النفقة.

  • أحكام طلاق الناشز:

في حالة تعذر التصالح بالطرق السابقة يصبح للزوج حق الانفصال عن زوجته الناشز بسبب عقوقها، وهناك ثلاث طرق للطلاق وهي:

  • إما أن يبطل الحاكم العقد بينهما.
  • الخلع.
  • الطلاق.

فإن كان الزوج مُسيئاً، فإن الخلع يتم بينهما مع دفع المهر، وإن كانت الأمور غير واضحة، ولم يتبين صاحب الإساءة، فُيفرق بينهما طلاقاً، فلا يصح إجبار الزوجة على طاعة زوجها وإرجاعها إلى بيتها مرغمة، فالدين الإسلامي لا يدعو إلى التعنت أو الاعتداء أو الظلم.

حتى أن رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم أجاز الخلع في حالة عدم الوفاق بين الزوجين كم جاء في الحديث الشريف: جَاءَتِ امْرَأَةُ ثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما أنْقِمُ علَى ثَابِتٍ في دِينٍ ولَا خُلُقٍ، إلَّا أنِّي أخَافُ الكُفْرَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ، فَرَدَّتْ عليه، وأَمَرَهُ فَفَارَقَهَا”..

علاج نشوز الزوجة أربعة مراحل

جاء في كتاب الله العزيزالحل المتبع في علاج المرأة أو الزوجة الناشز وذلك وفقاً للآية القرآنية التالية: “وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”، وقوله تعالى” وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إصلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا”، فقد نصت الآية القرآنية على أربع طرق متبعة يجب على الزوج اتباعها في حال نشوز زوجته وهم:

      • المرحلة الأولى:

في المعاملة هي الكرازة، وتعنى التحدث والطلب منها أن تتغير بكلمات لطيفة والطريقة اللينة، وذلك بعد أن يتيقن الزوج من نشوز زوجته وإعراضها عنه سواء بالكلام أو الفعل مثل عدم تمكينه من نفسها في الفراش، فعليه أن يقوم بوعظها إما من قبله أو توسيط أحد النساء من أهل الزوجة أو الرجال الصالحين المعروفين بالحكمة.

  • المرحلة الثانية:

يتم فيها هجر موضع الزوجية وهي من أهم مراحل علاج نشوز الزوجة الأربعة، فإذا لم تستجب الزوجة للوعظ بالكلام اللين ينتقل الزوج للمرحلة الثانية وهي هجرها في الفراش والامتناع عن جماعها لا سيما وقت رغبتها، ويقوم الزوج بهذا الفعل ليدل على جدية الأمر وأنه قد بدء في عقوبتها على نشوزها.

  • المرحلة الثالثة:

كانت ضربها عندما لم يكن الأمر خطيرًا أي ضربا غير مؤلما، وأشار بعض العلماء إلى ذلك صراحة، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن حق الزوج على الزوج: “أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيتَ، وَلا تَضْرِبْ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ -أي لا تقل قبحك الله أو قبح الله وجهك- وَلا تَهْجُرْ إِلا فِي الْبَيْتِ”، فالضرب مفيد ومشروط بعد إيلام الزوجة أو إهانتها.

  • المرحلة الرابعة:

بعد الثلاث مراحل السابقين من علاج الزوج الناشز، وعدم ملاحظة استجابه أو رد فعل منها، فعلى الزوج أن ينتقل إلى مرحلة خروج الأمر خارج البيت، بأن يخبر أهلها بما تفعله، ويطلب التحكيم بينهما لحسم الأمر إما برجوعها عن نشوزها أو الطلاق، ويقول العلماء أن على الزوج اختيار بعض الرجال الحكماء من الأقارب حتى يكونوا حرصين على لم شمل الأسرة بدون أي تغليب للمصالح في دواخل النفوس.

وفي حال عدم قدرة الحكمين على التوصل لحد يرضي الطرفين ويحافظ على شمل الاسرة، ينتقلا إلى إيجاد حل للخلع أو الطلاق.

ماهية ضرب الزوجة الناشز

ضرب الزوجة الناشز أحد الطرق للتعامل معها، ويُقصد هنا بالضرب أن يكون غير مؤلمًا فقط للتأديب، وقد أشار بعض العلماء إلى ذلك صراحًة، ويمكن الاستشهاد بالآية القرآنية الكريمة “وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”، ففي هذه الآية كان الضرب بعود الأسنان وليس على الوجه أو منطقة محددة، لأن الغرض من الضرب كانت التأديب وليس الجرح أو الأذى.

وكذلك قال الشافعية أن وسائل ضرب الزوجة تكون بالعصا ويكون الضرب غير مبرح، كما أشار المالكية وبعض الشافعية أن يؤدب الزوج زوجته الناشز بالسوالك أو بما هو مثله كمنديل ملفوف على اليد، فلا يجوز أن يضربها بالسوط أو بخشب، وجاء رأي آخر عن الحنابلة وبعض الشافعية أن من الأولى أن يعفو الزوج عن زوجته وأن يترك ضربها إن جاز له ذلك.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.