ماهو التخاطر العاطفي، لقد خلق الله غريزة الحب داخلنا والتي تجعلنا نرتبط عاطفيا بالجنس الآخر، وعندما يكزن الحب صادق والمشاعر حقيقية يوجد نوع من التواصل الروحي بين الشخصين والذي يجعل كل منهما يشعر بما يحس به الآخر من فرح أو ضيق، وفي هذا المقال سنقوم بتوضيح ما هو التخاطر العاطفي، وما أضراره، والعلامات التي تشير إلى حدوث التخاطر، ونأمل أن نفيد القاريء ونجيب على أسئلته.
ماهو التخاطر العاطفي
التخاطر العاطفي نوع من أنواع التخاطر النفسي والذي يهدف إلى توصيل رسائل ومشاعر معينة لشخص يحبه دون أن يكون بجانبه، ويُعتمد في التخاطر العاطفي على التركيز والحضور الذهني، حيث يقوم الشخص الذي يريد أن يرسل لحبيبه شعور أو رسالة معينة تجعله يشتاق إليه ويحدثه بالتفكير به دون أي تشويش فتخرج منه طاقة مشاعر كبيرة تصل إلى الطرف الآخر، ولا يتوقف تأثير التخاطر العاطفي على المسافة التي بين الشخصين حيث يحدث التخاطر مهما كان البعد بين الشخصين.
وفي التالي سنقوم بتوضيح خطوات عملية التخاطر العاطفي:
- التأمل: حتى يستطيع الشخص التخاطر مع الطرف الآخر الذي يحبه يجب أن يقوم بتصفية ذهنة والتركيز والتأمل في الحبيب فقط وما يريد أن يرسله إليه، ويستغرق الشخص في ذلك عشر دقائق.
- التفكير المستمر بالطرف الآخر: لا تتم عملية التخاطر العاطفي بين شخصين لمجرد التفكير به بعض من الوقت، ولكن يجب التفكير المستمر به وأن يكون مسيطر عليه طوال الوقت مما يعزز طاقة التخاطر بينهم.
- استشعار ما يشعر به الطرف الآخر: عندما يصل الحب إلى درجة معينة يستطيع من خلالها الشخص الإحساس بالطرف الآخر وما يشعر به ويعتمد في ذلك على الحدس والإنصات إلى قلبه.
- الجلوس في مكان هادئ: حتى تتم عملية التخاطر العاطفي بين شخصين يجب الجلوس في مكان هادئ خالي من الأصوات والضوضاء حتى يستطيع المتخاطر التركيز والتأمل والتحكم في الطاقة التي تنبعث منه لتصل إلى الطرف الآخر.
- تخيل تلقي الشريك لرسائل التواصل: يجب تخيل وصول الرسالة التخاطرية للطرف الآخر ورد فعله مما يزيد من الطاقة التخاطرية بينهم.
هل التخاطر حقيقي
من أكثر الأسئلة التي يبحث عن إجابتها الكثيرين، هل التخاطر حقيقي؟ لا يوجد سبب علمي مؤكد لذلك، وإنما هي عملية حسية تنتج من تعلق شخص بالآخر لدرجة أن يشعر كل منهما بما يشعر به الطرف الثاني مهما كانت المسافة التي تبعد بينهم، وتوجد أمثلة على ذلك قد تحدث لنا في حياتنا اليومية بأن نفكر في شخص فجأة ويقوم بالاتصال في نفس الوقت، أو الشعور بأن شخص نحبه حدث له مكروه ويحدث بالفعل، فالتخاطر موجود من خلال تجارب بعض الأفراد.
وبالرغم من ذلك حاولت الأبحاث والدراسات التوصل إلى حقيقة التخاطر وكان تفسيرهم أن أساس عملية التخاطر هي النشاط الكهربي لعقل الإنسان، حيث تقوم بعض خلايا المخ بإرسال إشارات كهربائية تولد طاقة كهرومناطيسية كبيرة من خلالها تصل الأفكار والمشاعر للطرف الآخر مهما كانت المسافة بينهم، ومن هنا يمكن تفسير وجود التخاطر بأنه حقيقي ويعتمد على الشحنات والموجات التي تصدر عن عقل الإنسان فيرسل الرسائل التي يريدها مع شخص آخر، ويشبه ذلك البلوتوث الموجود في الأجهزة الإلكترونية.
التخاطر والحب من طرف واحد
من أصعب أنواع الحب هو الذي يكون من طرف واحد دون الآخر، حيث يضع أحد شخص الطرف الآخر في قمة أولوياته وأهتمامته ويحمل له كل المشاعر والعواطف في قلبه بينما هو لا يشعر بذلك ولا يبادله نفس الحب، فيعد الحب من طرف واحد في كثير من الأحيان أنه ابتلاء ولعنة يصاب بها اشخص الذي لا يستطيع أن يتخلص من هذا الحب فيظل يعاني.
ولكن يمكن أن يحاول الشخص المحب أن يلفت نظر الطرف الآخر الذي يحبه بتوصيل هذه المشاعر عن طريق الطاقة الروحية والتواصل بالتخاطر، فيقوم بالتركيز والتأمل والتفكير في الحبيب وتوجيه رسالة معينة إليه مع مراعاة التواجد في مكان هادئ خالي من الأصوات العالية حتى لا يصاب بالتشتت وتتم عملية التخاطر، فستصل هذه الطاقة والموجات الكهرومغناطيسية إلى الطرف الآخر فينتابه شعور بالرغبة في التحدث مع المتخاطر والتعرف عليه أكثر والاقتراب منه، وهنيئا من ينجح في تطبيق هذه الطريقة ويشعر به االطرف الآخر ويحبه.
متى يحدث التخاطر بين شخصين
عند قيام أحد الأشخاص بالتخاطر والتفكير العميق في الطرف الثاني تخرج منه طاقة من الشحنات الكهربائية التي تصل إليه ويشعر به، وتظهر بعض العلامات التي تدل على حدوث التخاطر بين الشخصين كالعطس المفاجئ، والحاذوقة، والشعور بالقشعريرة في الجسد دون سبب، والشعور بحدوث أمر للطرف الآخر.
علامات وصول رسالة التخاطر
توجد العديد من العلامات التي يمكن من خلالها أن رسالة التخاطر قد وصلت إلى الطرف الآخر، والتي يمكن توضيحها في التالي:
- الإصابة بالفواق: من العلامات وصول رسالة تخاطر أن يصاب الشخص بالحازوقة فجأة دون سبب مما يشير أن الطرف الآخر يتخاطر معه.
- العطاس فجأة: من المعتقدات المعروفة أن إصابة الشخص بالعطاس فجأة يشير إلى أن شخص يحاول أن يتواصل معه عن طريق التخاطر.
- تشنج العين: عندما يعاني الشخص من تشنجات في عينه وحركتها لا إرادية خاصة منطقة الجفن دلالة على حدوث عملية تخاطر ووصول الطاقة المرسلة إليه.
- التقلبات المزاجية: قد يشعر الشخص ببعض الحزن والمشاعر السلبية فجأة والتي قد تدل على حدوث أمر ما مع الطرف الآخر.
- الإصابة بالقشعريرة: عند حدوث تخاطر يشعر الشخص المرسل إليه الرسالة أو الطاقة بالقشعريرة في جسده والذي يخبره أن شخص معين يفكر به بشدة.
التخاطر بعد الفراق
عندما يحب شخصين بعض لدرجة كبيرة توجد طاقة روحية بينهم وتخاطر حيث يشعر كل طرف بالآخر ويفكر به، وحدوث الفراق وابتعادهم عن بعض قد يظل التخاطر موجود لتفكيرهم ببعض كثيرا وعدم القدرة على السيطرة على الذهن مما يجعل النسيان صعب والمضي قدما والارتباط بشخص آخر، فوجود التخاطر بعد الفراق من الأشياء التي قد تجعل الفرد مشتت بين الماضي وحبه القديم وبين أنه يريد أن يرتبط وتسير الحياة به بشكل طبيعي، لذا عليه محاولة التحكم في مشاعره وأفكاره حتى تنقطع الصلة والطاقة الروحية بينه وبين الطرف الآخر.
هل التخاطر حرام
إن عملية التخاطر تحدث بطريقة لا إرادية كالتفكير في شخص ونجده أمامنا، أو اتصال شخص بينه وبين الفرد مسافات بعيدة لمجرد أنه جاء على خاطره، فهذا لا يعد حراما حيث لا يعطي الشخص لعملية التخاطر أهمية كبيرة، ولكن تقع الحرمانية وعدم شرعيتها عند توغل الشخص في التعرف على أسرار عملية التخاطر وكيفية معرفة الغيب وما سيحدث للشخص الآخر مما يجعله يميل إلى أعمال السحر ختى يصل لهدفه، حينها يبتعد عن الله ويترك العبادات الأمر الذي يمكن أن يصل حد الإلحاد والشرك بالله.
فالتخاطر والأبحاث الروحية ليس لها علاقة بالشرع، حيث يفسر البعض أن ما حدث في قصة عمر بن الخطاب رضى الله عنه تخاطر، ففي زمن الصحابة قام عمر بن الخطاب بالصراخ وهو في المدينة على قافلة في الشام قائلا الجبل الجبل، وعندما تم سؤاله لماذا فعل هذا قال أنه شعر أن المشركين سيوقعوا بالمسلمين الهزيمة وأراد أن ينبههم إلى وجود ثغرة يمكن أن تساعدهم على الفوز، وقد أكد الجيش أنهم سمعوا صوته فعلا، وفسروا في العصر الحالي أن هذا يعد تخاطر إنما هو إلهام من الله لينصر المسلمين.
أضرار التخاطر
على الرم من أهمية التخاطر بالنسبة لأشخاص كثيرين في توصيل ما يريدون لأشخاص يحبونهم لا يمكنهم التوصل إليهم أو أن يـتأكدوا من قوة العلاقة بينهم، الحد الذي وصل أن بعض الدول كالصين بدأت في تدريس التخاطر في المدارس، لا أنه له أضرار كثيرة على الإنسان يمن التعرف عليها من خلال التالي:
- من أضرار التخاطر أنه يبعد الشخص عن العيش في الواقع وأن يوجد طرق كثيرة للتواصل مع الآخرين أفضل من التخاطر.
- يفصل الإنسان عن الآخرين ويجعله داخل عالم افتراضي خاص به مما قد يتسبب له في أمراض نفسية كثيرة من كثرة التفكير بهذه الطريقة.
- قد يتعمق الشخص بعملية التخاطر ويعطيها اهتمام كبير مما يفتح له أبوب السحر والشعوذة والرغبة في معرفة ما يفكر به الآخرين، وسيؤدي ذلك إلى ابتعاده عن الله والشرك به.
- عندما يسيطر التخاطر على الإنسان يرغب في المزيد والشعور أنه خارق ويمكن التعرف على الغيب مما يجره إلى الإلحاد والعياذ بالله.
